لم يستعمل عثمان معاوية على الشام والياً وإنما استعمله عمر وأقره عثمان عليها ولكنه زاد في نفوذه وبسط في سلطانه، ومهد له الطريق في نقل الخلافة الإسلامية إليه يقول طه حسين:
(وليس من شك في أن عثمان هو الذي مهد لمعاوية ما أتيح له من نقل الخلافة ذات يوم إلى آل أبي سفيان، ومثبتها في بني أمية فعثمان هو الذي وسع على معاوية في الولاية فضم إليه فلسطين وحمص وأنشأ له وحدة شامية بعيدة الأرجاء، وجمع له قيادة الأجناد الأربعة، فكانت جيوشه أقوى جيوش المسلمين، ثم مدّ له في الولاية أثناء خلافته كلها كما فعل عمر، وأطلق يده في أمور الشام أكثر مما أطلقها عمر. فلما كانت الفتنة نظر معاوية فإذا هو أبعد الأمراء بالولاية عهداً، وأقواهم جنداً، وأملكهم لقلب الرعيّة)(1)، إن عثمان هو الذي مد في سلطان معاوية، وزاد في سعة ولايته، وبسط له النفوذ حتى كان من أقوى الولاة، وأعظمهم نفوذاً، وأصبح قطره من أهم الأقطار الإسلامية وأمنعها، وأكثرها هدوءاً واستقراراً.
وقد علق السيد مير علي الهندي على ولاة عثمان بقوله: (كان هؤلاء هم رجال الخليفة المفضلين، وقد تعلقوا بالولايات كالعقبان الجائعة، فجعلوا ينهشونها، ويكدسون الثروات منها بوسائل الإرهاق التي لا ترحم)(2).
__________________
1 - الفتنة الكبرى، طه حسين، ج1، ص120.
2 - روح الإسلام، ص90.
التعليقة رقم: 3 - حول معاوية بن أبي سفيان
- الزيارات: 3766