وبعد.. فإننا نرى: أن مما يدخل في مجال العمل على إفشال تلك الخطة أيضاً، وإبقاء حق أهل البيت (عليهم السلام)، وقضيتهم حية في ضمير الأمة ووجدانها، بالإضافة إلى ما تقدم من تأكيدات الإمام الحسن (عليه السلام) على بنوته لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعلى أنه من أهل البيت، الذين افترض الله طاعتهم إلى آخر ما تقدم.
ـ إن مما يدخل في هذا المجال: وصيته (عليه السلام) بأن يدفن عند جده (صلى الله عليه وآله)، مع علمه بعدم رضا عائشة والأمويين بذلك، حسبما أشار إليه هو نفسه (عليه السلام) في وصيته تلك، وصدقته الوقايع التالية (1) وكان ذلك هو السبب في ضرب الجدار على القبر الشريف (2)، فإن تلك الوصية لم تكن إلا لإظهار صلته بالنبي (صلى الله عليه وآله)، التي يجهد الأمويون وأعوانهم لقطعها وطمسها. كما أن هذه الوصية تهدف إلى التأكيد على أنهم (عليهم السلام) مظلومون مقهورون، مغتصبة حقوقهم، منتهب براثهم، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (أرى تراثي نهباً) (3).
بالأضافة إلى تعريف الناس على ما يكنه أولئك الحكام وأعوانهم من حقد وكره لأهل بيت النبوة، الذين أمر الله ورسوله مراراً وتكراراً ليس فقط بمحبتهم، وإنما «بمودتهم أيضاً» (4).
____________
(1) راجع: البحار ج 44 ص 151 و 152 و 156 و 143 و 141 و 142 و 154 عن عيون المعجزات، والمعتزلي، والكافي، وعلل الشرايع، وأمالي المفيد، والخرايج والجرايح، وغير ذلك، والفتوح لابن أعثم ج 4 ص 207/208 عن الترجمة الفارسية، والمناقب لابن شهر آشوب ج 4 ص 44، وأمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 161 وعلل الشرايع ج 1 ص 225والخرايج والجرايح ص 223 وتذكرة الخواص ص 213 ومقاتل الطالبيين ص 74 و 75 والأخبار الطول 221 وشرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 14 و 15 و 50/51 وتاريخ اليعقوبي ج 2 225 وكتاب الفتن لنعيم بي حماد (مخطوط) الورقة 40، وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 229/230 والجوهرة في نسب الإمام علي وآله ص 32 ووفاء الوفاء ج 2 ص 548 وصلح الحسن لآل يس ص 32 ومجمع الزوائد ج 9 ص 178 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 139 وكشف الغمة للاربلي ج 2 ص 211 و 212 والإرشاد للمفيد ص 212 و 213 وحليم أهل البيت الإمام الحسن بن علي ص 252 و ذخائر العقبى ص 142 وإثبات الوصية ص 160 والاستيعاب بهامش الإصابة ج 1 ص 377 وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج 3 ص 62 و 60 و 61 و 64 و 65 غن تاريخ ابن عساكر ج 12 ص 63 و ج 64 ص 99 وغيرها، ونقل عن إثبات الهداة ج 5 ص 170 وعن الكافي ج 1 ص 304 وعن الخرايج وعن نظم درر السمطين ص 203 والغدير ج 11 ص 14.
(2) وفاء الوفاء ج 2 ص 548 عن الكازروني شارح المصابيح.
وقال: إنه سأل جمعاً من العلماء فذكر له بعضهم ذلك.
(3) الخطبة الشقشقية في نهج البلاغة.
(4) راجع بحث: الحب في التشريع الاسلامي في كتابنا: دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام ج 2 للمؤلف.
مواقف هامة
- الزيارات: 2737