يـا مـنزل الأحباب iiوالمعهدا*** حـيّاك وكـافّ الـحيا iiمرعدا
وانهلّ منك الروض عن iiناظر*** إن ظـلّ يبكي يُضحك المعهدا
وافترّ ثغر الروض iiواسترجعت*** فـيك لـيالي الـملتقى iiعـوّدا
أنـى وسـلمى قـرّبت للنوى*** عـيساً ولـلتوديع مـدّت يـدا
مـا بـالها لا رُوّعت iiروعت*** قلبي لدى المسرى برجع iiالحدا
بـانت فـما ألفيت في iiعهدها*** إلا فـتيت الـمسك iiوالـمرودا
هلا رعت عهد الصبا وارعوت*** كـيلا تـجوب الـبيد والفد فدا
صـدّت وظـني أنـها iiأنكرت*** مـني بـياض الـشيب لما iiبدا
لـم تدر أن الشيب في iiمفرقي*** قـد بـان مـذ بانت بنو أحمدا
بـانوا ولـي قلب أقام iiالجوى*** فـيه وجـنبي جـانب iiالمرقدا
كـم أعـقبوا لي يوم iiترحالهم*** وجـداً بـأكناف الـحشا iiموقدا
إن لـم أمـت حزناً فلي مدمع*** يـحي الثرى لو لم أكن iiمكمدا
يـهمي ربـاباً فـي ربا iiزينب*** يـروي شعاب الطف أو iiيجمدا
كـم صبية حامت بها لا iiترى*** إلا مـقـاماة الـظما iiمـوردا
يـا قـلب هلا ذبت في iiلوعة*** قـد كـابدوها تـقرح الأكـبدا
فـاجزع لـما لاقت بنو iiأحمد*** بـالطف إن الـصبر لن iiيحمدا
حـيث ابـن هند أمّ أن iiتنثني*** لـلموت أن تـلقي لـه iiمقودا
فـاستأثرت بـالعز في iiنخوة*** كـم أوقدت نار الوغى iiوالندا
قـامت لدفع الضيم في موقف*** كـادت لـه الأبطال أن iiتقعدا
شبوا لظى الهيجاء في iiقضبهم*** لـما تـداعوا أصـيداً أصيدا
يـمشون في ظل القنا iiللوغى*** تـيهاً مـتى طـير الفنا غرد
مـن كـل غـطريف له iiنجدة*** يـدعو بـمن يـلقاه لا منجدا
يـختال نـشواناً كـأن iiالـقنا*** هـيف تـعاطيه الدما iiصرخدا
سلوا الضبا بيضاً وقد iiراودوا*** فـيها الـمنايا السود لا iiالخرّدا
حتى قضوا نهب القنا iiوالضبا*** مـا بـين كهل أو فتى iiامردا
أفـدي جـسوماً بالفلا iiوزعت*** تـحكي نجوماً في الثرى iiركّدا
أفـديهم صـرعى iiوأشلاؤهم*** لـلسمر والبيض غدت iiمسجدا
هـذي عـليها تـنحني iiركعاً*** وتـلك تـهوى فـوقها iiسجدا
وانـصاع فرد الدين من بعدهم*** يسطو على جمع العدى iiمفردا
يـستقبل الأقـران في iiمرهف*** مـاض بـغير الهام لن iiيغمدا
أضحت رجال الحرب من بعده*** تـروي حديثاً في الطلا iiمسندا
مـا كلّ من ضرب ولا iiسيفه*** يـنبو ولـو كـان اللقا iiسرمدا
يـهنيك يا غوث الورى iiأروع*** غـيران يوم الروع فيك iiاقتدى
لا يـرهب الأبطال في iiموقف*** كـلا ولا يعبأ بصرف iiالردى
مـا بارح الهيجاء حتى قضى*** فـيها نقيّ الثوب غمر iiالردى
ولــو تـراه حـاملاً iiطـفله*** رأيـت بـدراً يـحمل iiالفرقدا
مـخضباً مـن فيض iiأوداجه*** ألـبسه سـهم الـردى iiمجسدا
تـحسب أن الـسهم في iiنحره*** طـوق يـحلي جـيده iiعسجدا
ومـذ رنـت ليلى اليه iiغدت*** تـدعو بصوت يصدع iiالجلمدا
تـقول عـبد الله ما iiذنبه*** مـنفطماً آب بسهم الردى
لم يمنحوه الورد إذ صيروا*** فـيض وريديه له iiموردا
أفـديه من مرتضع ظامياً*** بـمهجتي لـو أنه iiيفتدى
فطر من فرط الصدا iiقلبه*** يا ليت قد فطر قلبي الصدا
الشيخ محمد رضا بن ادريس بن محمد بن جنقال بن عبد المنعم بن سعدون ابن حمد بن حمود الخزاعي النجفي ، ولد بالنجف عام 1298 ونشأ بها وتوفي سنة 1331 عن عمر يناهز الثلاثين سنة . وجده حمد هذا هو شيخ خزاعة المشهور المعروف بـ (حمد ال حمود) ترجم له صاحب (الحصون المنيعة) وجاء في الطليعة : كان فاضلاً مكباً على الاشتغال في النجف لتحصيل العلم ملتزماً بالتقى وكان أديباً مقلّ الشعر في جميع أحواله فمن شعره :
سقتني الأماني الهنا والسرورا***فكان شـرابي شـراباً طهـورا
وأزهـر كوكب روض الفخار***وغصن العلى عاد غضّاً نضيرا
والقصيدة محبوكة القوافي على هذا النفس العالي رواها الخاقاني في شعراء الغري وروى له غيرها في التشبيب والغزل والفخر والحماسة والمراسلات ، ويقول إن والد المترجم له كان من ذوي الفضل وترجم له السيد الأمين في (أعيان الشيعة) ج 44 / 343 وذكر من مراثيه للحسين قصيدته التي أولها :
_______________________________
ادب الطف الجزء الثامن- الشيخ محمد رضا الخزاعي المتوفى 1331