• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

وهكذا هُزم الخصم

لقد سجّلت الزهراء على خصومها ( غصب الأرض ) ولم يستطع الحديث المكذوب على النبي أن يثبت الشرعيّة لاغتصاب ( فدك ) ، ورواية ( نحن معاشر الأنبياء لا نورِّث .. ) فِرية مفضوحة بلا ريب ـ فهي أوّلاً مخالفة لنصوص القرآن الكريم ـ في الآيات العامّة للإرث ، وفي الآيات الخاصّة بخصوص إرث الأنبياء ـ كما تشير إليه الزهراء في خطابها .
وثانياً : لأنّ الخصم تراجع في نهاية المطاف عن التمسّك بهذا الحديث ليتشبّث بموقف ( الحاضرين في المسجد ) ، والذين كان أغلبهم من حزبه ، أو ممّن جرى تسليمهم بالقوّة أو بالتطميع .
وثالثاً : إنّ الخليفة قد ناقض نفسه . هذا الحديث عندما استأذن عائشة حصّتها من الإرث في بيت النبي ، وأوصى بأن يُدفن عند رسول الله (ص) ( علماً بأنّ الزوجة لا ترث من الأرض بل من البناء فقط ) .
كيف ترث عائشة زوجة الرسول ، ولا ترث فاطمة بنت الرسول ؟
وأيضاً إذا صحّ هذا الحديث ، فلماذا لم يصادر الخليفة بيوت النبي من أزواجه ؟ ولكنّ المشكلة أنّ الدلائل على صدق الزهراء لم تكن تعوز الخليفة الجديد .. بل الدوافع والغايات ، وإلاّ كانت تكفي شهادة النّبي (ص) عندما قال لعلي : ( عليٌّ مع الحقّ ، والحقّ مع عليّ ، يدور معه حيثما دار ) .
وقول الله تعالى عن أهل البيت : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .
كل ذلك كان كافياً للرضوخ للحقّ ، والحكم لصالح فاطمة الزهراء ، ولكن كلّ تلك الشهادات قد رُدّت ، ومعها آيات الذكر الحكيم في الميراث .. وبقي الحديث ـ الفِرية صامداً بوجه كلّ الشهود والآيات ... لماذا ؟ لأنّ الخليفة لم يكن حكماً ، بل كان طرفاً .
ولذلك فإنّ الزهراء ـ وبعد اليأس من الخليفة وحاشيته ـ نادت : ( فنعم الحكم الله ، والزعيم محمّد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ) .
إنّ التناقض في مواقف الخليفة من إرث الرسول ربّما كان هو سبب شعوره بالنّدم العميق ، ممّا صنعه تجاه ( فدك فاطمة ) خصوصاً في اللحظات الأخيرة من حياته ، ولكن بعد أن كان كلّ شيءٍ قد انتهى ..
لقد ماتت فاطمة في ريعانة العمر مقهورة متألِّمة ، وهي ساخطة على الخليفة أشدّ السخط .. وعلى صاحبه أيضاً .. حتّى أنّها رفضت أن تتكلّم معهما بعد خطاب المسجد ! وكانت تدعو عليهما في كلّ صلاة ، وأوصت بأن لا يشهد أحدٌ منهما جنازتها .. وشدّدت في الوصيّة ، حتّى أنّها أوصت أن تُدفن في مكان مجهول .. حتّى لا تتيح لأحد منهما الصلاة على قبرها .. ولكي تسجّل اعتراضها على ( سقيفة بني ساعدة ) وجميع إفرازتها والى الأبد ..


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page