موضوع البرنامج:آيات الصائمين الحلقة (٥)
التاريخ: ٢٠٠٩/٠٨/٣٠
السلام عليکم وتقبل الله صيامکم وطاعاتکم، أهلاً بکم ومرحباً في حلقة اخرى من برنامجکم القرآني، نسعی معاً للإستنارة بالقرآن الکريم لمعرفة الصورة الفضلی لفريضة الصوم المبارکة من خلال التدبر في اخر قوله عزوجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. وحديثنا هنا هو عن العلاقة بين الصوم والتقوی.
أن الآية الکريمة المتقدمة تحدد (التقوی) کهدف، محوري أو ثمرة أساسية لفريضة الصيام.
هذا الهدف المحوري هو الذي ينبغي أن يسعی للوصول إليه الصائم وهو يؤدي فريضة الصيام.
وسعيه لهذا الهدف مستمر بمعنی أنه کلما بلغ مرتبة من التقوی سعی بالإستعانة بالصوم لبلوغ مرتبة أسمی.
فمثلاً إذا روّض نفسه علی إتقاء المحرمات والمعاصي والإتيان بالفرائض والواجبات سعی الی ترويض النفس علی إتقاء المکروهات والإتيان بالمستحبات مستعيناً في ذلک بالصوم وتقوية إرادة النفس علی فعل الخير وکل ما يحبه الله جل جلاله والورع عن کل ما لا يحبه لعباده.
وعلی ضوء الحقيقة المتقدمة نفهم سر إستخدام اللفظ القرآني لصيغة الخطاب: «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
ففيها من جهة تنبيه الی أنکم أنتم الذين تتحلون بالتقوی من خلال طلبکم لها وأنتم تقومون بعبادة الصوم.
ومن جهة ثانية فإن القرآن الکريم إستخدم أداة التمني (لعل) للإشارة الی أن تحقق ثمرة التقوی من عبادة الصوم مرهون بسعيکم إليها بعد توفيق الله جل جلاله. وقد أشارت الی هذا المعنی کثير من الأحاديث الشريفة منها قول رسول الله (صلی الله عليه وآله): أيها الناس من صام شهر رمضان في إنصاف وسکونٍ وکف سمعه وبصره ولسانه من الکذب والحرام والغيبة قرّب يوم القيامة حتی تمس رکبته رکبة ابراهيم خليل الرحمان (عليه السلام).
وقال (صلی الله عليه وآله): من صام شهر رمضان يعرف حدوده ويتحفظ کما ينبغي له أن يتحفظ فقد کفر ما کان قبله.
وقالت الصديقة الزهراء (سلام الله عليها): ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه؟
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): لا صيام لمن عصی الإمام ولا صيام لولدٍ عاقٍ حتی يبُر.
______________________
المأخذ : arabic.irib.ir