موضوع البرنامج:آيات الصائمين الحلقة (٤)
التاريخ: ٢٠٠٩/٠٨/٢٩
نلتقيکم في حلقة أخری من هذا البرنامج نستنير فيها بهدايات أخری يتضمنها قوله تبارک وتعالی مخاطبا المؤمنين: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. وجل حديثنا في هذه الحلقة سيکون عن آخر هذه الآية الکريمة والعلاقة بين الصيام والتقوی.
روی الشيخ الصدوق في کتاب فضائل الأشهر الثلاثة بسنده عن رسول الله (صلی الله عليه وآله) قال: إن الله تبارک وتعالی لم يفرض من صيام شهر رمضان فيما مضی الاعلی الانبياء دون أممهم وانما فرض عليکم ما فرض علی أنبيائه ورسله قبلي إکراماً وتفضيلاً.
وهذا الحديث نموذج لمجموعة من الاحاديث الشريفة تقدم هذا التفسير الدقيق لقوله تعالی «كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ» فمنه يتضح أن المقصود بقوله «مِن قَبْلِكُمْ» هم الانبياء والرسل (عليهم السلام) وليس الامم السابقة، وفي ذلک کما يصرح نبينا الاکرم (صلی الله عليه وآله) في حديثه المتقدم تکريم وتشريف للأمة المحمدية بتکليفها بفريضة الصوم بالکيفية التي إختص بها صفوته من الانبياء والمرسلين (عليهم السلام). وهذا يعني أن علينا أن نشکر الله تبارک وتعالی علی تکريمنا بهذه الفريضة المبارکة وأن نجتهد في أدائها بالصورة التي کان يؤديها الانبياء والمرسلون (صلوات الله عليهم أجمعين).
أما آخر هذه الآية الکريمة فهو يحدد ببلاغة قرآنية فريدة الهدف المحوري أو الثمرة الاساس لفريضة الصوم المبارکة حيث يقول الله عز من قائل: «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
ونلاحظ هنا أن القرآن الکريم لم يقل (لکي تتقوا) بل قال «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» حيث أستخدم أداة التمني الترديدية (لعل) وفي ذلک إشارة الی عدة حقائق منها: التنبيه الی أن الله تبارک وتعالی يحب لعباده أن يثمر صومهم التقوی التي هي من أعظم المراتب والکمالات الانسانية.
وثانياً تنبيه الصائمين الی حقيقة ان حصولهم علی ثمرة التقوی العظيمة مرهون بأدائهم لها علی وفق آدابها التي أرادها الله جل جلاله فقد روي عن رسول الله (صلی الله عليه وآله): يقول الله عزوجل: من لم تصم جوارحه عن محارمي فلاحاجة لي في أن يدع طعامه وشرابه من أجلي.
______________________
المأخذ : arabic.irib.ir