• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الصفحة 301 الي 325


[ 301 ]
وهذا هو الذى دعا أنبياء الحق إلى صراحة القول وصدق اللهجة وإن كان ذلك في بعض الموارد مما لا يرتضيه سنة المداهنة والتساهل والادب الكاذب الدائر في المجتمعات غير الدينية. ومن أدبهم مع الناس في معاشرتهم وسيرتهم فيهم احترام الضعفاء والاقوياء على حد سواء والاكثار والمبالغة في حق أهل العلم والتقوى منهم فإنهم لما بنوا على أساس العبودية وتربية النفس الانسانية تفرع عليه تسوية الحكم في الغنى والفقير والصغير والكبير والرجل والمرأة والمولى والعبد والحاكم والمحكوم والامير والمأمور والسلطان والرعية، وعند ذلك لغى تمايز الصفات، واختصاص الاقوياء بمزايا اجتماعية، وبطل تقسم الوجدان والفقدان والحرمان والتنعم والسعادة والشقاء بين صفتي الغنى والفقر والقوة والضعف، وان للقوى والغنى من كل مكانة أعلاها، ومن كل عيشة أنعمها، ومن كل مجاهدة أروحها وأسهلها، ومن كل وظيفة أخفها بل كان الناس في ذلك شرعا سواء، قال: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " (الحجرات: 13) وتبدل استكبار الاقوياء بقوتهم ومباهاة الاغنياء بغنيتهم تواضعا للحق ومسارعة إلى المغفرة والرحمة، وتسابقا في الخيرات وجهادا في سبيل الله وابتغاء لمرضاته. واحترم حينئذ للفقراء كما للاغنياء وتؤدب مع الضعفاء كما مع الاغنياء بل اختص هؤلاء بمزيد شفقة ورأفة ورحمة، قال تعالى يؤدب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا " (الكهف: 28) وقال تعالى: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين " (الانعام: 52)، وقال: " لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين، وقل إنى أنا النذير المبين " (الحجر: 89). ويشتمل على هذا الادب الجميل ما حكاه الله من محاورة بين نوح عليه السلام وقومه إذ قال: " فقال الملا الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادى الرأى وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين، قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم
________________________________________
[ 302 ]
لها كارهون، ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجرى إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون أي في تحقيركم أمر الفقير الضعيف - ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون، ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إنى ملك - أي لا أدعى شيئا يميزنى منكم بمزية إلا أنى رسول إليكم ولا أقول للذين تزدرى أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم - أي من الخير والسعادة اللذين يرجيان منهم - إنى إذا لمن الظالمين " (هود: 31). ونظيره في نفى التمييز قول شعيب لقومه على ما حكاه الله: " وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن اريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب " (هود: 88)، وقال الله تعالى يعرف رسوله صلى الله عليه وآله وسلم للناس: " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " (التوبة: 128) وقال أيضا: " ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم " (التوبة: 61) وقال أيضا: " وإنك لعلى خلق عظيم " (القلم: 4) وقال أيضا وفيه جماع ما تقدم: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " (الانبياء: 107). وهذه الايات وإن كانت بحسب المعنى المطابقى ناظرة إلى أخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم الحسنة دون أدبه الذى هو أمر وراء الخلق إلا أن نوع الادب - كما تقدم بيانه - يستفاد من نوع الخلق، على أن نفس الادب من الاخلاق الفرعية. (بحث روائي آخر) الايات القرآنية التى يستفاد منها خلقه صلى الله عليه وآله وسلم الكريم وأدبه الجميل أكثرها واردة في صورة الامر والنهى، ولذلك رأينا أن نورد في هذا المقام روايات من سننه صلى الله عليه وآله وسلم فيها مجامع أخلاقه التى تلوح إلى أدبه الالهى الجميل، وهى مع ذلك متأيدة بالايات الشريفة القرآنية. 1 - في معاني الاخبار بطريق عن أبى هالة التميمي عن الحسن بن على عليهما السلام وبطريق آخر عن الرضا عن آبائه عن على بن الحسين عن الحسن بن على عليهم السلام،
________________________________________
[ 303 ]
وبطريق آخر عن رجل من ولد أبى هالة عن الحسن بن على عليهما السلام: قال: سألت خالي هند بن أبى هالة، وكان وصافا للنبى صلى الله عليه وآله وسلم، وأنا أشتهى أن يصف لى منه شيئا لعلى أتعلق به فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخما مفخما يتلالا وجهه تلالؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إن تفرقت عقيقته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة اذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، مفلج، أشنب، مفلج الاسنان، دقيق المشربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادنا متماسكا، سواء البطن والصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، عريض الصدر، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجرى كالخط، عارى الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعلى الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شثن الكفين والقدمين، سائل الاطراف، سبط القصب، خمصان الاخمصين، فسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفؤا، ويمشى هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط في صبب، وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره إلى الارض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يبدر من لقيه بالسلام. قال: فقلت له: صف لى منطقه، فقال: كان صلى الله عليه وآله وسلم متواصل الاحزان، دائم الفكر ليس له راحة، طويل الصمت لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه، يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول فيه ولا تقصير، دمثا ليس بالجافى ولا بالمهين، يعظم عنده النعمة وإن دقت، لا يذم منها شيئا غير أنه كان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا تغضيه الدنيا وما كان لها، فإذا تعوطى الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها فضرب راحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وانشاح، وإذا غضب غض طرفه جل ضحكه التبسم، يفتر عن مثل حب الغمام. قال الصدوق: إلى هنا رواية القاسم بن المنيع عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد، والباقى رواية عبد الرحمن اإى آخره: قال الحسن عليه السلام: فكتمتها الحسين عليه السلام زمانا ثم حدثته به فوجدته قد سبقني
________________________________________
[ 304 ]
إليه فسألته عنه فوجدته قد سأل أباه عليه السلام عن مدخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومخرجه ومجلسه وشكله فلم يدع منه شيئا. قال الحسين عليه السلام قد سألت أبى عليه السلام عن مدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: كان دخوله في نفسه مأذونا له في ذلك، فإذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء لله، وجزء لاهله، وجزء لنفسه، ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة، ولا يدخر عنهم منه شيئا. وكان من سيرته صلى الله عليه وآله وسلم في جزء الامة إيثارأهل الفضل بأدبه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم، ويشغلهم فيما أصلحهم والامة من مسألته عنهم، وبإخبارهم بالذى ينبغى، ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده إلا ذلك، ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون روادا، ولا يفترقون إلا عن ذواق، ويخرجون أدلة. وسألته عن مخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف كان يصنع فيه ؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخزن لسانه إلا عما كان يعنيه، ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عن الناس ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الامر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا ويميلوا، ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة للمسلمين، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة. قال عليه السلام فسألته عن مجلسه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، لا يوطن الاماكن وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهى به المجلس ويأمر بذلك، ويعطى كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه خلقه فصار لهم أبا، وكانوا عنده في
________________________________________
[ 305 ]
الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة، ولا ترفع فيه الاصوات، ولا يؤبن فيه الحرم، ولا تثنى فلتاته، متعادلين، متواصلين فيه بالتقوى متواضعين، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب. فقلت: كيف كانت سيرته صلى الله عليه وآله وسلم في جلسائه ؟ فقال عليه السلام: كان صلى الله عليه وآله وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهى، فلا يؤيس منه ولا يخيب منه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والاكثار وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيره، ولا يطلب عثراته ولا عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجى ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كان على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوليتهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه حتى أن كان أصحابه يستجلبونهم، ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام. قال: فسألته عن سكوت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال غليه السلام كان سكوته صلى الله عليه وآله وسلم على أربع: على الحلم والحذر و التقدير والتفكير: فأما التقدير ففى تسوية النظر والاستماع بين الناس، وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم والصبر فكان لا يغضبه شئ ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه، واجتهاده الرأى في صلاح امته، والقيام فيما جمع له خير الدنيا والاخرة. أقول: ورواه في مكارم الاخلاق نقلا من كتاب محمد بن إسحاق بن إبراهيم الطالقاني بروايته عن ثقاته عن الحسن والحسين عليهما السلام، قال في البحار: والرواية من الاخبار المشهورة روته العامة في أكثر كتبهم، انتهى. وقد روى في معناها أو معنى بعض أجزائها روايات كثيرة عن الصحابة. قوله: " المربوع " الذى بين الطويل والقصير، والمشذب الطويل الذى لا كثير
________________________________________
[ 306 ]
لحم على بدنه، ورجل الشعر من باب علم فهو رجل بالفتح والسكون أي كان بين السبط والجعد، والعقيقة الخصلة السبطة من الشعر، وأزهر اللون أي لونه مشرق صاف، والازج من الحاجب مارق وطال، والسوابغ من الحاجب هي الواسعة، والقرن بفتحتين اقتران ما بينها، والشمم ارتفاع قصبة الانف مع حسن واستواء، وكث اللحية المجتمع شعرها إذا كثف من غير طول، وسهل الخد مستوية من غير لحم كثير، وضليع الفم أي وسيعه ويعد في الرجال من المحاسن، والمفلج من الفلجة بفتحتين إذا تباعد ما بين قدميه أو يديه أو أسنانه، والاشنب أبيض الاسنان. والمشربة الشعر وسط الصدر إلى البطن، والدمية بالضم الغزال، والمنكب مجتمع رأس الكتف والعضد، والكراديس جمع كردوس وهو العظمان إذا التقيا في مفصل، وأنور المتجرد كأن المتجرد اسم فاعل من التجرد وهو التعري من لباس ونحوه، والمراد أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان جميل الظاهر حسن الخلقة في بدنه إذا تجرد عن اللباس. واللبة بالضم فالتشديد موضع القلادة من الصدر والسرة معروفة، والزند موصل الذراع من الكف، ورحب الراحة أي وسيعها، والشثن بفتحتين الغلظ في القدمين والكفين، وسبط القصب أي سهل العظام مسترسلها من غير نتو، أخمص القدم، الموضع الذى لا يصل الارض منها، والخمصان ضامر البطن فخمصان الاخمصين أي كونهما ذا نتو وارتفاع بالغ من الارض، والفسحة هي الوسعة، والقلع بفتحتين القوة في المشى. والتكفؤ في المشى الميد والتمايل فيه، وذريع المشية أي السريع فيها، والصبب ما انحدر من الطريق أو الارض، وخافض الطرف تفسيره ما بعده من قوله: " نظره إلى الارض " (الخ). والاشداق جمع شدق - بالكسر فالسكون - وهو زاوية الفم من باطن الخدين، وافتتاح الكلام واختتامه بالاشداق كناية عن الفصاحة، يقال: تشدق أي لوى شدقه للتفصح، والدمث من الدماثة وتفسيره ما بعده وهو قوله: " ليس بالجافى ولا بالمهين " والذواق بالفتح مايذاق من طعام، وانشاح من النشوح أي أعرض، ويفتر عن مثل حب الغمام افتر الرجل افترارا أي ضحك ضحكا حسنا، وحب الغمام البرد، والمراد أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يضحك ضحكا حسنا يبدو به أسنانه.
________________________________________
[ 307 ]
وقوله: " فيرد ذلك بالخاصة على العامة " (الخ) المراد أنه صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان في جزئه الذى لنفسه خلا بنفسه عن الناس لكنه لا ينقطع عنهم بالكلية بل يرتبط بواسطة خاصته بالناس فيجيبهم في مسائلهم ويقضى حوائجهم، ولا يدخر عنهم من جزء نفسه شيئا، والرواد جمع رائد وهو الذى يتقدم القوم أو القافلة يطلب لهم مرعى أو منزلا ونحو ذلك. وقوله: " لا يوطن الاماكن وينهى عن إيطانها " المراد بها المجالس أي لا يعين لنفسه مجلسا خاصا بين الجلساء حذرا من التصدر والتقدم فقوله: " وإذا انتهى " (الخ) كالمفسر له، ولا تؤبن فيه الحرم أي لا تعاب عنده حرمات الناس، والابنة بالضم العيب، والحرم بالضم فالفتح جمع حرمة. وقوله: " ولا تثنى فلتاته " من التثنية بمعنى التكرار، والفلتات جمع فلتة وهى العثرة أي إذا وقعت فيه فلتة من أحد جلسائه بينها لهم فراقبوا للتحذر من الوقوع فيها ثانيا، والبشر بالكسر فالسكون بشاشة الوجه، والصخاب الشديد الصياح. وقوله: " حديثهم عنده حديث أوليتهم " الاولية جمع ولى، وكأن المراد به التالى التابع والمعنى أنهم كانوا يتكلمون واحدا بعد آخر بالتناوب من غير أن يداخل أحدهم كلام الاخر أو يتوسطه أو يشاغبوا فيه، وقوله: " حتى أن كان أصحابه يستجلبونهم " أي يريدون جلبهم عنه وتخليصه منهم. وقوله: " ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ " أي في مقابل نعمة أنعمها على أحدهم وهو الشكر الممدوح من كافأه بمعنى جازاه، أو من المكافأة بمعنى المساواة أي ممن يثنى بما يستحقه من الثناء على ما أنعم به من غير إطراء وإغراق، وقوله: " ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز " أي يتعدى عن الحق فيقطعه حينئذ بنهي أو قيام، والاستفزاز الاستخفاف والازعاج. 2 - وفى الاحياء: كان صلى الله عليه وآله وسلم أفصح الناس منطقا وأحلاهم - إلى أن قال - وكان يتكلم بجوامع الكلم لا فضول ولا تقصير كأنه يتبع بعضه بعضا، بين كلامه توقف يحفظه سامعه ويعيه، كان جهير الصوت أحسن الناس نغمة. 3 - وفى التهذيب بإسناده عن إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى عن آبائه عن
________________________________________
[ 308 ]
على عليه السلام قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: بعثت بمكارم الاخلاق ومحاسنها. 4 - وفى مكارم الاخلاق عن أبى سعيد الخدرى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه. 5 - وفى الكافي بإسناده عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يذكر أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ملك فقال: إن الله يخيرك أن تكون عبدا رسولا متواضعا أو ملكا رسولا. قال: فنظر إلى جبرئيل وأومأ بيده أن تواضع فقال: عبدا رسولا متواضعا، فقال الرسول: مع أنه لا ينقصك مما عند ربك شيئا، قال: ومعه مفاتيح خزائن الارض. 6 - وفي نهج البلاغة قال عليه السلام: فتأس بنبيك الاطهر الاطيب - إلى أن قال - قضم الدنيا قضما، ولم يعرهأ طرفا، أهضم أهل الدنيا كشحا، وأخمصهم من الدنيا بطنا، عرضت عليه الدنيا عرضا فأبى أن يقبلها، وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئا فإبغضه، وصغر شيئا فصغره، ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما إبغض الله وتعظيمنا لما صغر الله لكفى به شقاقا لله ومحادة عن إمر الله، ولقد كان رسول الله يإكل على الارض ويجلس جلسه العبد، ويخصف بيده نعله، ويركب الحمار العارى ويردف خلفه، ويكون الستر على باب بيته فيكون عليه التصاوير فيقول: يا فلانة - لاحدى إزواجه - غيبيه عنى فإنى إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها، فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات ذكرها عن نفسه، وأحب أن يغيب زينتها عن عينه لكيلا يتخذ منها رياشا، ولا يعتقدها قرارا، ولا يرجو فيها مقاما، فأخرجها من النفس، وأشخصها عن القلب، وغيبها عن البصر، وكذلك من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليه وإن يذكر عنده. 7 - وفى الاحتجاج عن موسى بن جفر عن أبيه عن آبائه عن الحسن بن على عن أبيه على عليهم السلام في خبر طويل: وكان صلى الله عليه وآله وسلم يبكى حتى يبتل مصلاه خشية من الله عزوجل من غير جرم، الحديث. 8 - وفى المناقب: وكان صلى الله عليه وآله وسلم يبكى حتى يغشى عليه فقيل له: أليس قد غفر
________________________________________
[ 309 ]
الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال: أفلا أكون عبدا شكورا ؟ وكذلك كان غشيات على بن أبى طالب وصيه في مقاماته. اقول: بناء سؤال السائل على تقدير كون الغرض من العبادة هو الامن من العذاب وقد ورد: أنه عبادة العبيد، وبناء جوابه صلى الله عليه وآله وسلم على كون الداعي هو الشكر لله سبحانه، وهو عبادة الكرام، وهو قسم آخر من أقسام العبادة، وقد ورد في المأثور عن أئمة أهل البيت عليهم السلام: أن من العبادة ما تكون خوفا من العقاب وهو عبادة العبيد، ومنها ما تكون طمعا في الثواب وهو عبادة التجار، ومنها ما تكون شكرا لله سبحانه، وفى بعض الروايات حبا لله تعالى، وفى بعضها لانه أهل له. وقد استقصينا البحث في معنى الروايات في تفسير قوله تعالى: " وسيجزى الله الشاكرين " (آل عمران: 144) في الجزء الرابع من الكتاب، وبينا هناك أن الشكر لله في عبادته هو الاخلاص له، وأن الشاكرين هم المخلصون (بفتح اللام) من عباد الله المعنيون بمثل قوله تعالى: " سبحان الله عما يصفون، إلا عباد الله المخلصين " (الصافات: 160). 9 - وفى إرشاد الديلمى: أن إبراهيم عليه السلام كان يسمع منه في صلاته أزيز كأزيز الوجل من خوف الله تعالى، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذلك. 10 - وفى تفسير أبى الفتوح عن أبى سعيد الخدرى قال: لما نزل قوله تعالى: " واذكروا الله ذكرا كثيرا " اشتغل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذكر الله حتى قال الكفار: إنه جن. 11 - وفى الكافي بإسناده عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة، قلت: أكان يقول: أستغفر الله وأتوب إليه ؟ قال: لا ولكن كان يقول: أتوب إلى الله، قلت كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتوب ولا يعود، ونحن نتوب ونعود، قال: الله المستعان. 12 - وفى مكارم الاخلاق نقلا من كتاب النبوة عن على عليه السلام: أنه كان إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: قال: كان أجود الناس كفا، وأجرأ الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة، من رآه بديهة هابه،
________________________________________
[ 310 ]
ومن خالطه معرفة أحبه، لم أر قبله ولا بعده مثله، صلى الله عليه وآله وسلم. 13 - وفى الكافي بإسناده عن عمر بن على عن أبيه عليه السلام قال: كانت من أيمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا وأستغفر الله. 14 - وفي إحياء العلوم: كان صلى الله عليه وسلم إذا اشتد وجده أكثر من مس لحيته الكريمة. 15 - وفيه: وكان صلى الله عليه وسلم أسخى الناس لا يثبت عنده دينار ولا درهم، وإن فضل شئ ولم يجد من يعطيه وفجأ الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل الله. لا يسأل شيئا إلا أعطاه ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى أنه ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شئ، قال: وينفذ الحق وإن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابه، قال: ويمشى وحده بين أعدائه بلا حارس، قال: لا يهوله شئ من امور الدنيا. قال: ويجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم، ويتألف أهل الشرف بالبر لهم، يصل ذوى رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، لا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر إليه. قال: وكان له عبيد وإماء من غير أن يرتفع عليهم في مأكل ولا ملبس، لا يمضى له وقت من غير عمل لله تعالى أو لما لا بد منه من صلاح نفسه، يخرج إلى بساتين أصحابه لا يحتقر مسكينا لفقره أو زمانته، ولا يهاب ملكا لملكه، يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء مستويا. 16 - وفيه قال: وكان صلى الله عليه وسلم أبعد الناس غضبا وأسرعهم رضى، وكان أرأف الناس بالناس، وخير الناس للناس، وأنفع الناس للناس. 17 - وفيه قال: وكان صلى الله عليه وسلم إذا سر ورضى فهو أحسن الناس رضى، فإن وعظ وعظ بجد، وإن غضب - ولا يغضب إلا لله - لم يقم لغضبه شئ، وكذلك كان في اموره كلها، وكان إذا نزل به الامر فوض الامر إلى الله، وتبرأ من الحول والقوة، واستنزل الهدى.
________________________________________
[ 311 ]
اقول: والتوكل على الله وتفويض الامور إليه والتبرى من الحول والقوة واستنزال الهدى من الله يرجع بعضها إلى بعض وينشأ الجميع من أصل واحد، وهو أن للامور استنادا إلى الارادة الالهية الغالبة غير المغلوبة والقدرة القاهرة غير المتناهية، وقد أطبق على الندب إلى ذلك الكتاب والسنة كقوله تعالى: " وعلى الله فليتوكل المتوكلون " (إبراهيم: 12) وقوله: " وأفوض أمرى إلى الله " (المؤمن: 44) وقوله: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " (الطلاق: 3) وقوله: " ألا له الخلق والامر " (الاعراف: 54) وقوله: " وإن إلى ربك المنتهى " (النجم: 42) إلى غير ذلك من الايات، والروايات في هذه المعاني فوق حد الاحصاء. والتخلق بهذه الاخلاق والتأدب بهذه الاداب على أنه يجرى بالانسان مجرى الحقائق ويطبق عمله على ما ينبغى أن ينطبق عليه من الواقع، ويقره على دين الفطرة فإن حقيقة الامر هو رجوع الامور بحسب الحقيقة إلى الله سبحانه كما قال: " ألا إلى الله تصير الامور " (الشورى: 53)، له فائدة قيمة هي أن اتكاء الانسان واعتماده على ربه - وهو يعرفه بقدرة غير متناهية وإرادة قاهرة غير مغلوبة - يمد ارادته ويشيد أركان عزيمته فلا ينثلم عن كل مانع يبدو له، ولا تنفسح عن كل تعب أو عناء يستقبله، ولا يزيلها كل تسويل نفساني ووسوسة شيطانية تظهر لسره في صورة الخطورات الوهمية ه. (من سننه وأدبه في العشرة) 18 - وفى إرشاد الديلمى قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويحلب شاته، ويأكل مع العبد، ويجلس على الارض، ويركب الحمار ويردف، ولا يمنعه الحياء أن يحمل حاجته من السوق إلى أهله، ويصافح الغنى والفقير، ولا ينزع يده من يد أحد حتى ينزعها هو، ويسلم على من استقبله من غنى وفقير وكبير وصغير، ولا يحقر ما دعى إليه ولو إلى حشف التمر. وكان صلى الله عليه وآله وسلم خفيف المؤنة، كريم الطبيعة، جميل المعاشرة، طلق الوجه، بساما من غير ضحك، محزونا من غير عبوس، متواضعا من غير مذلة، جوادا من غير سرف رقيق القلب، رحيما بكل مسلم، ولم يتجش من شبع قط، ولم يمد يده إلى طمع قط. 19 - وفي مكارم الاخلاق عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه كان ينظر في المرآة ويرجل
________________________________________
[ 312 ]
جمته ويتمشط، وربما نظر في الماء وسوى جمته فيه، ولقد كان يتجمل لاصحابه فضلا على تجمله لاهله، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم ويتجمل. 20 - وفي العلل والعيون والمجالس بإسناده عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمس لا أدعهن حتى الممات: الاكل على الارض مع العبيد، وركوبي مؤكفا، وحلبي العنز بيدى، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدى. 21 - وفى الفقيه عن على عليه السلام أنه قال لرجل من بنى سعد: ألا أاحدثك عنى وعن فاطمة - إلى أن قال - فغدا علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن في لحافنا فقال: السلام عليكم فسكتنا واستحيينا لمكاننا ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: السلام عليكم فسكتنا، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: السلام عليكم فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف، وقد كان يفعل ذلك فيسلم ثلاثا فإن اذن له وإلا انصرف، فقلنا: وعليك السلام يا رسول الله ادخل فدخل، الخبر. 22 - وفى الكافي بإسناده عن ربعى بن عبد الله عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآلبه وسلم يسلم على النساء ويرددن عليه السلام، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسلم على النساء وكان يكره أن يسلم على الشابة منهن، ويقول: أتخوف أن يعجبنى صوتها فيدخل على أكثر مما أطلب من الاجر. اقول: ورواه الصدوق مرسلا، وكذا سبط الطبرسي في المشكاة نقلا عن كتاب المحاسن. 23 - وفيه بإسناده عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى رفعه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجلس ثلاثا: القرفصاء وهو أن يقيم سا قيه ويستقبلهما بيده، ويشد يده في ذراعه، وكان يجثو على ركبتيه، وكان يثنى رجلا واحدة ويبسط عليها الاخرى، ولم ير متربعا قط. 24 - وفى المكارم نقلا من كتاب النبوة عن على عليه السلام قال: ما صافح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحدا قط فنزع يده من يده حتى يكون هو الذى ينزع يده، وما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف، وما نازعه أحد قط الحديث فيسكت حتى يكون هو الذي يسكت، وما رئى مقدما رجله
________________________________________
[ 313 ]
بين يدى جليس له قط. ولا خير بين أمرين إلا أخذ بأشدهما، وما انتصر لنفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم الله - فيكون حينئذ غضبه لله تبارك وتعالى، وما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا، وما سئل شيئا قط فقال لا، وما رد سائل حاجة قط إلا أتى بها أو بميسور من القول، وكان أخف الناس صلاة في تمام، وكان أقصر الناس خطبة وأقلهم هذرا، وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل، وكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ وآخر من يرفع يده، وكان إذا أكل أكل مما يليه، فإذا كان الرطب والتمر جالت يده، وإذا شرب شرب ثلاثة أنفاس، وكان يمص الماء مصا ولا يعبه عبا، وكان يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وعطائه فكان لا يأخذ إلا بيمينه، ولا يعطى إلا بيمينه، وكان شماله لما سوى ذلك من بدنه وكان يحب التيمن في جميع اموره في لبسه وتنعله وترجله. وكان إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا تكلم تكلم وترا، وإذا استأذن استأذن ثلاثا، وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه، وإذا تكلم رئى كالنور يخرج من بين ثناياه، وإذا رأيته قلت: أفلج وليس بأفلج. وكان نظره اللحظ بعينه، وكان لا يكلم أحدا بشئ يكرهه، وكان إذا مشى كأنما ينحط في صبب، وكان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقا، وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا يتنازع أصحاب الحديث عنده، وكان المحدث عنه يقول: لم أر بعينى مثله قبله ولا بعده صلى الله عليه وآله وسلم. 25 - وفى الكافي بإسناده عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقسم لحظاته بين أصحابه فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية: قال: ولم يبسط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجليه بين أصحابه قط، وإن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده من يده حتى يكون هو التارك فلما فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه مال بيده فنزعها من يده. 26 - وفي المكارم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا حدث بحديث تبسم في حديثه. 27 - وفيه عن يونس الشيباني قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: كيف مدابعة بعضكم بعضا ؟ قلت: قليلا. قال: هلا تفعلوا ؟ فإن المدابعة من حسن الخلق، وإنك
________________________________________
[ 314 ]
لتدخل بها السرور على أخيك، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يداعب الرجل يريد به أن يسره. 28 - وفيه عن أبى القاسم الكوفى في كتاب الاخلاق عن الصادق عليه السلام قال: ما من مؤمن إلا وفيه دعابة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يداعب ولا يقول إلا حقا. 29 - وفى الكافي بإسناده عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام فقلت: جعلت فداك الرجل يكون مع القوم فيمضى بينهم كلام يمزحون ويضحكون ؟ فقال: لا بأس ما لم يكن، فظننت أنه عنى الفحش. ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتيه الاعرابي فيأتى إليه بالهدية ثم يقول مكانه: أعطنا ثمن هديتنا فيضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان إذا اغتم يقول: ما فعل الاعرابي ليته أتانا. 30 - وفي الكافي بإسناده عن طلحة بن زيد عن أبى عبد الله عليه السلام: قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر ما يجلس تجاه القبلة. 31 - وفى المكارم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يؤتى بالصبى الصغير ليدعو له بالبركة فيضعه في حجره تكرمة لاهله، وربما بال الصبى عليه فيصيح بعض من رآه حين يبول فيقول صلى الله عليه وآله وسلم: لا تزرموا بالصبى حتى يقضى بوله ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته، ويبلغ سرورأهله فيه، ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده. 32 - وفيه روى: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يدع أحدا يمشى معه إذا كان راكبا حتى يحمله معه فإن أبى قال: تقدم أمامى وأدركني في المكان الذى تريد. 33 - وفيه عن أبى القاسم الكوفى في كتاب الاخلاق: وجاء في الاثار: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم ينتقم لنفسه من أحد قط بل كان يعفو ويصفح. 34 - وفيه: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا فقد الرجل من أخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له، وإن كان شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده. 35 - وفيه: عن أنس قال: خدمت النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسع سنين فما أعلم أنه قال لى
________________________________________
[ 315 ]
قط، هلا فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب على شيئا قط. 36 - وفى الاحياء قال: قال أنس: والذى بعثه بالحق ما قال لى في شئ قط كرهه: لم فعلته ؟ ولا لامنى نساؤه إلا قال: دعوة إنما كان هذا بكتاب وقدر. 37 - وفيه عن أنس: وكان صلى الله عليه وسلم لا يدعوه أحد من أصحابه وغيرهم إلا قال: لبيك. 38 - وفيه عنه: ولقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو أصحابه بكناهم إكراما لهم واستمالة لقلوبهم، ويكنى من لم يكن له كنية فكان يدعى بما كناه به، ويكنى أيضا النساء اللاتى لهن الاولاد واللاتي لم يلدن، ويكنى الصبيان فيستلين به قلوبهم. 39 - وفيه: وكان صلى الله عليه وسلم يؤثر الداخل عليه بالوسادة التى تحته، فإن أبى أن يقبلها عزم عليه حتى يفعل. 40 - وفى الكافي بإسناده عن عجلان قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فجاء سائل فقام عليه السلام إلى مكيل فيه تمر فملا يده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فقال (ع): الله رازقنا وإياك. ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلا أعطاه فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت: انطلق إليه فاسأله فإن قال: ليس عندنا شئ فقل: أعطني قميصك، قال: فأخذ قميصه فرمى به (وفي نسخة اخرى فأعطاه) فأدبه الله على القصد فقال: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ". 41 - وفيه باسناده عن جابر عن أبى جعفر (ع) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ه. 42 - وفيه عن موسى بن عمران بن بزيع قال: قلت الرضا (ع) جعلت: فداك إن الناس رووا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره ! كذا كان ؟ قال: فقال نعم فأنا أفعله كثيرا فافعله، ثم قال لى: أما إنه أرزق لك. 43 - وفى الاقبال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج بعد طلوع الشمس.
________________________________________
[ 316 ]
44 - وفى الكافي باسناده عن عبد الله بن المغيرة عمن ذكره قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل. اقول: ورواه سبط الطبرسي في المشكاة نقلا عن المحاسن وغيره. 45 - ومن سننه وآدابه صلى الله عليه وآله وسلم في التنظف والزينة ما في المكارم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا غسل رأسه ولحيته غسلهما بالسدر. 46 - وفى الجعفريات بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عن على عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرجل شعره، وأكثر ما كان يرجل بالماء، ويقول: كفى بالماء طيبا للمؤمن. 47 - وفى الفقيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن المجوس جزوا لحاهم ووفروا شواربهم، وإنا نحن نجز الشوارب ونعفى اللحى. 48 - وفى الكافي بإسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من السنة تقليم الاظفار. 49 - وفى الفقيه: روى: من السنة دفن الشعر والظفر والدم. 50 - وفيه بإسناده عن محمد بن مسلم أنه سأل أبا جعفر عليه السلام عن الخضاب فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يختضب، وهذاشعره عندنا. 51 - وفي المكارم: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطلى فيطليه من يطلى حتى إذا بلغ ما تحت الازار تولاه بنفسه. 52 - وفي الفقيه: قال على عليه السلام: نتف الابط ينفى الرائحة الكريهة وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب عليه السلام. 53 - وفى المكارم: كان له صلى الله عليه وآله وسلم مكحلة يكتحل بها في كل ليلة وكان كحله الاثمد. 54 - وفى الكافي بإسناده عن أبى اسامة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من سنن المرسلين السواك
________________________________________
[ 317 ]
55 - وفى الفقيه بإسناده عن على عليه السلام في حديث الاربعمائة قال: والسواك مرضاة الله وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومطهرة للفم. اقول: والاخبار في استنانه صلى الله عليه وآله وسلم بالسواك من طرق الفريقين كثيرة جدا. 56 - وفى الفقيه: قال الصادق عليه السلام أربع من أخلاق الانبياء: التطيب والتنظيف بالموسى وحلق الجسد بالنورة وكثرة الطروقة. 57 - وفى الكافي بإسناده عن عبد الله بن سنان، عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممسكة إذا هو توضأ أخذها بيده وهى رطبة فكان إذا خرج عرفوا أنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 58 - وفى المكارم: كان لا يعرض له طيب إلا تطيب، ويقول: هو طيب ريحه خفيف محمله، وإن لم يتطيب وضع إصبعه في ذلك الطيب ثم لعق منه. 59 - وفيه: كان صلى الله عليه وآله وسلم يستجمر بالعود القمارى. 60 - وفى ذخيرة المعاد: وكان أي المسك أحب الطيب إليه صلى الله عليه وآله وسلم. 61 - وفى الكافي بإسناده عن إسحاق الطويل العطار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى اللله عليه وآله وسلم ينفق في الطيب أكثر مما ينفق في الطعام. 62 - وفيه بإسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلاك: الطيب في الشارب من أخلاق النبيين وكرامة للكاتبين. 63 - وفيه بإسناده عن السكن الخزاز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: حق على كل محتلم في كل جمعة أخذ شاربه و أظفاره ومس شئ من الطيب، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يوم الجمعة ولم يكن عنده طيب دعا ببعض خمر نسائه فبلها في الماء ثم وضعها على وجهه. 64 - وفى الفقيه بإسناده عن إسحاق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتى بطيب يوم الفطر بدأ بنسائه. 65 - وفى المكارم: وكان يدهن صلى الله عليه وآله وسلم بأصناف من الدهن، قال وكان صلى الله عليه وآلله وسلم
________________________________________
[ 318 ]
يدهن بالبنفسج ويقول: هو أفضل الادهان. 66 - ومن آدابه صلى الله عليه وآله وسلم في السفر ما في الفقيه بإسناده عن عبد الله بن سنان عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسافر يوم الخميس. اقول: وفى هذا المعنى أحاديث كثيرة. 67 - وفى أمان الاخطارو مصباح الزائر قال: ذكر صاحب كتاب عوارف المعارف: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سافر حمل معه خمسة أشياء: المرآة والمكحلة والمذرى والسواك، قال: وفي رواية اخرى: والمقراض. أقول: ورواه في المكارم والجعفريات. 68 - وفى المكارم عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا مشى مشى مشيا يعرف أنه ليس بعاجز ولا كسلان. 69 - وفى الفقيه بإسناده عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفره إذا هبط هلل وإذا صعد كبر. 70 - وفى لب اللباب للقطب: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يرتحل من منزل إلا وصلى فيه ركعتين، وقال: حتى يشهد على بالصلاة. 71 - وفى الفقيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ودع المؤمنين قال: زودكم الله التقوى، ووجهكم إلى كل خير، وقضى لكم كل حاجة، وسلم لكم دينكم ودنياكم، وردكم سالمين إلى غانمين. اقول: والروايات في دعائه صلى الله عليه وآله وسلم عند الوداع مختلفة لكنها على اختلافها متفقة في الدعاء بالسلامة والغنيمة. 72 - وفى الجعفريات بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عن على عليهم السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول للقادم من مكة: تقبل الله نسكك، وغفر ذنبك، وأخلف عليك نفقتك. 73 - ومن آدابه صلى الله عليه وآله وسلم في الملابس وما يتعلق بها ما في الاحياء: كان صلى الله عليه وسلم يلبس
________________________________________
[ 319 ]
من الثياب ما وجد من إزار أو رداء، أو قميص أو جبة أو غير ذلك، وكان يعجبه الثياب الخضر، وكان أكثر ثيابه البياض، ويقول: ألبسوها أحياءكم، وكفنوا فيها موتاكم. وكان يلبس القباء المحشو للحرب وغير الحرب، وكان له قباء سندس فيلبسه فيحسن خضرته على بياض لونه، وكانت ثيابه كلها مشمرة فوق الكعبين، ويكون الازار فوق ذلك إلى نصف الساق وكان قميصه مشدود الازار وربما حل الازار في الصلاة وغيرها. وكانت له ملحفة مصبوغة بالزعفران، وربما صلى بالناس فيها وحدها، وربما لبس الكساء وحده ليس عليه غيره، وكان له كساء ملبد يلبسه ويقول: إنما أنا عبد ألبس كما يلبس العبد، وكان له ثوبان لجمعته خاصة سوى ثيابه في غير الجمعة، وربما لبس الازار الواحد ليس عليه غيره، ويعقد طرفيه بين كتفيه، وربما أم به الناس على الجنائز، وربما صلى في بيته في الازار الواحد ملتحفا به مخالفا بين طرفيه ويكون ذلك الازر الذى جامع فيه يومئذ، وكان ربما صلى بالليل في الازار ويرتدى ببعض الثوب مما يلى هدبه، ويلقى البقية على بعض نسائه فيصلى كذلك. ولقد كان له كساء أسود فوهبه فقالت له ام سلمة، بأبى انت وامى ما فعل ذلك الكساء الاسود ؟ فقال: كسوته. فقالت: ما رأيت شيئا قط كان أحسن من بياضك على سواده. وقال أنس: وربما رأيته يصلى بنا الظهر في شملة عاقدا بين طرفيها، وكان يتختم، وربما خرج وفي خاتمه الخيط المربوط يتذكر بها الشئ، وكان يختم به على الكتب ويقول: الخاتم على الكتاب خير من التهمة. وكان يلبس القلانس تحت العمائم وبغير عمامة، وربما نزع قلنسوته من رأسه فجعلها سترة بين يديه ثم يصلى إليها، وربما لم تكن العمامة فيشد العصابة على رأسه وعلى جبهته، وكانت له عمامة تسمى السحاب فوهبها من على فربما طلع على فيها فيقول صلى الله عليه وسلم: أتاكم على في السحاب. وكان إذا لبس ثوبا لبسه من قبل ميامنه ويقول: الحمدلله الذى كسانى ما أوارى به عورتى وأتجمل به في الناس، وإذا نزع ثوبه أخرجه من مياسره، وكان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا ثم يقول: ما من مسلم يكسو مسلما من سمل ثيابه،
________________________________________
[ 320 ]
لا يكسوه إلا لله إلا كان في ضمان الله وحرزه وخيره ما واراه حيا وميتا. وكان له فراش من أدم حشوه ليف طوله ذراعان أو نحوه وعرضه ذراع وشبر أو نحوه، وكانت له عباءة تفرش له حيثما تنقل تثنى طاقين تحته، وكان ينام على الحصير ليس تحته شئ غيره. وكان من خلقه تسمية دوابه وسلاحه ومتاعه، وكان اسم رايته العقاب، وسيفه الذى يشهد به الحروب ذاالفقار، وكان له سيف يقال له: المخذم، وآخر يقال له: الرسوب، وآخر يقال له القضيب، وكانت قبضة سيفه محلاة بالفضة، وكان يلبس المنطقة من الادم فيها ثلاث حلق من فضة، وكان اسم قوسه الكتوم وجعبته الكافور، وكان اسم ناقته العضباء، واسم بغلته الدلدل، وكان اسم حماره يعفور، واسم شاته التى يشرب لبنها عينة. وكان له مطهرة من فخار يتوضأ فيها ويشرب منها فيرسل الناس أولادهم الصغار الذين قد عقلوا فيدخلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يدفعون عنه، فإذا وجدوا في المطهرة ماء شربوا منه ومسحوا على وجوههم وأجسادهم يبتغون بذلك البركة. 74 - وفى الجعفريات عن جعفر بن محمد عن آبائه عن على عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلبس من القلانس المضربة، إلى أن قال - وكان له درع يقال له ذات الفضول وكانت له ثلاث حلقات من فضة، بين يديها واحدة واثنتان من خلفها، الخبر. 75 - وفى العوالي: روى أنه كان له صلى الله عليه وآله وسلم عمامة سوداء يتعمم بها ويصلى فيها. اقول: وروى أن عمامته صلى الله عليه وآله وسلم كانت ثلاث أكوار أو خمسا. 76 - وفى الخصال بإسناده عن على في الحديث الاربعمائة قال: البسوا الثياب القطن فإنها لباس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن يلبس الشعر والصوف إلا من علة. أقول: ورواه الصدوق أيضا مرسلا، ورواه الصفوانى في كتاب التعريف، ويتبين بهذا معنى ما مر من لبسه صلى الله عليه وآله وسلم الصوف وأنه لا منافاة. 77 - وفى الفقيه بإسناده عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق عن أبيه عليهما السلام قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنزة في أسفلها عكاز يتوكأ عليها ويخرجها في العيدين يصلى إليها.
________________________________________
[ 321 ]
أقول: ورواه في الجعفريات. 78 - وفى الكافي بإسناده عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ورق. 79 - وفيه بإاسناده عن أبى خديجة قال: قال: الفص مدور، وقال: هكذا كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 80 - وفى الخصال بإسناده عن عبد الرحيم بن أبى البلاد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتمان: أحدهما عليه مكتوب لا إله ألا الله محمد رسول الله، والاخر: صدق الله. 81 - وفيه بإاسناده عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الثاني عليه السلام في حديث: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين والحسن والحسين والائمك‍ عليهم السلام كانوا يتختمون في اليمين. 82 - وفى المكارم عن الصادق عن على عليهما السلام قال: لبس الانبياء القميص قبل السراويل. اقول: ورواه في الجعفريات، وفي المعاني السابقة أخبار أخر كثيرة. 83 - ومن آدابه صلى الله عليه وآله وسلم في مسكنه وما يتعلق به ما في كتاب التحصين لابن فهد قال: توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما وضع لبنة على لبنة. 84 - وفى لب اللباب قال: قال عليه السلام: المساجد مجالس الانبياء. 85 - وفى الكافي بإسناده عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرج في الصيف من البيت خرج يوم الخميس، وإذا أراد أن يدخل في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة. اقول: ورواه أيضا في الخصال مرسلا. 86 - وعن كتاب العدد القوية للشيخ على بن الحسن بن المطهر أخ العلامة رحمهما
________________________________________
[ 322 ]
الله عن خديجة رضى الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل المنزل دعا بالاناء فتطهر للصلاة ثم يقوم فيصلى ركعتين يوجز فيهما ثم يأوى إلى فراشه. 87 - وفى الكافي باسناده عن عباد بن صهيب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عدوا قط. 88 - وفى المكارم: كان فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عباءة، وكانت مرفقته من أدم حشوها ليف فثنيت ذات ليلة فلما أصبح قال: لقد منعتني الليلة الفراش الصلاة فأمر أن يجعل له بطاق واحد، وكان له فراش من أدم حشوه ليف، وكانت له عباءة تفرش له حيثما انتقل، وتثنى ثنتين. 89 - وفيه: عن أبى جعفر عليه السلام قال: ما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نوم قط إلا خر لله ساجدا. 90 - ومن آدابه صلى الله عليه وآله وسلم في المناكح والاولاد ما في رسالة المحكم والمتشابه للمرتضى باسناده إلى تفسير النعماني عن على عليه السلام قال: إن جماعة من الصحابة كانوا قد حرموا على أنفسهم النساء والافطار بالنهار والنوم بالليل فأخبرت ام سلمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرج إلى أصحابه فقال: أترغبون عن النساء ؟ فإنى آتى النساء وآكل بالنهار وأنام بالليل فمن رغب عن سنتى فليس منى، الخبر. اقول: وهذا المعنى مروى في كتب الفريقين بطرق كثيرة. 91 - وفى الكافي باسناده عن إسحاق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أخلاق الانبياء حب النساء. 92 - وفيه باسناده عن بكار بن كردم وغير واحد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: جعل قرة عينى في الصلاة ولذتي في النساء. اقول: ويقرب منه ما روى بطرق اخرى. 93 - وفى الفقيه: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد أن يتزوج بامرأة بعث إليها من ينظر إليها، الخبر. 94 - وفى تفسير العياشي: عن الحسين بن بنت إلياس قال: سمعت أبا الحسن
________________________________________
[ 323 ]
الرضا عليه السلام يقول: إن الله جعل الليل سكنا، وجعل النساء سكنا، ومن السنة التزويج بالليل وإطعام الطعام. 95 - وفى الخصال باسناده عن على عليه السلام في حديث الاربعمائة قال: عقوا عن أولادكم يوم السابع، وتصدقوا بوزن شعورهم فضة على مسلم، وكذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالحسن والحسين وسائر أولاده. 96 - ومن آدابه صلى الله عليه وآله وسلم في الاطعمة والاشربة وما يتعلق بالمائدة ما في الكافي باسناده عن هشام بن سالم وغيره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما كان شئ أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أن يظل جائعا خائفا في الله. 97 - وفى الاحتجاج باسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام في حديث طويل في أسئلة اليهودي الشامي عن أمير المؤمنين عليه السلام - إلى أن قال - قال له اليهودي: فإن عيسى يزعمون أنه كان زاهدا !، قال له على عليه السلام: كان كذلك و، محمد صلى الله عليه وآله وسلم أزهد الانبياء كان له ثلاث عشرة نسوة سوى من يطيف به من الاماء ما رفعت له مائدة قط وعليها طعام، وما أكل خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير قط ثلاث ليال متواليات. 98 - وفى أمالى الصدوق عن العيص بن القاسم قال: قلت للصادق عليه السلام: حديث يروى عن أبيك ؟ أنه قال: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خبز بر قط أهو صحيح ؟ فقال: لا ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبز بر قط ولا شبع من خبز شعير قط. 99 - وفى الدعوات للقطب قال: وروى ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئا إلا مرة ثم جلس فقال: اللهم إنى عبدك ورسولك. اقول: وروى هذا المعنى الكليني والشيخ بطرق كثيرة والصدوق والبرقي والحسين بن سعيد في كتاب الزهد. 100 - وفى الكافي باسناده عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئا منذ بعثه الله حتى قبض كان يأكل أكلة العبد، ويجلس جلسة العبد. قلت: ولم ؟ قال: تواضعا لله عزوجل.
________________________________________
[ 324 ]
101 - وفيه باسناده عن أبى خديجة قال: سأل بشير الدهان عن أبى عبد الله عليه السلام وأنا حاضر فقال: هل كان يأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئا على يمينه وعلى يساره ؟ فقال: ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل متكئا على يمينه ولا على يساره، ولكن يجلس جلسه العبد، قلت: ولم ذاك ؟ قال: تواضعا لله عزوجل. 102 - وفيه باسناده عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وكان يأكل على الحضيض وينام على الحضيض. 103 - وفى الاحياء: كان صلى الله عليه وسلم إذا جلس يأكل جمع بين ركبتيه وبين قدميه كما يجلس المصلى إلا أن الركبة فوق الركبة والقدم فوق القدم، ويقول إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد. 104 - وفى كتاب التعريف للصفواني عن على عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قعد على المائدة قعد قعدة العبد، وكان يتكئ عن (1) فخذه الايسر. 105 - وفى المكارم: عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجلس على الارض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك. 106 - وفى المحاسن بإسناده عن حماد بن عثمان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلعق أصابعه إذا أكل. 107 - وفى الاحتجاج نقلا من كتاب مواليد الصادقين قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأكل كل الاصناف من الطعام ة وكان يأكل ما أحل الله له مع أهله وخدمه إذا أكلوا ومع من يدعوه من المسلمين على الاكل، وعلى ما أكلوا عليه وما أكلوا إلا أن ينزل بهم ضيف فيأكل مع ضيفه - إلى أن قال - وكان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف. اقول: قوله: " وعلى ما أكلوا عليه " يريد أمثال المائدة والصحفة، وقوله: " وما أكلوا " ما موصولة أو توقيتية، وقوله: " إلا أن ينزل، الخ " استثناء من قوله: " مع أهله وخدمه " و " الضفف " كثرة العيال ونحوها والضفة بالفتح الجماعة.
________________________________________
(1) كذا. (*)
________________________________________
[ 325 ]
108 - وفى الكافي بإسناده عن ابن القداح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أكل مع القوم طعاما كان أول من يضع يده وآخر من يرفعها ليأكل القوم. 109 - وفى الكافي بإسناده إلى محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: عشاء النبيين بعد العتمة فلا تدعوا العشاء فإن ترك العشاء خراب البدن. 110 - وفى الكافي بإسناده عن عنبسة بن نجاد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طعام فيه تمر إلا بدأ بالتمر. 111 - وفى الكافي وصحيفة الرضا بإسناده عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أكل التمر يطرح النوى على ظهر كفه ثم يقذف به. 112 - وفى الاقبال نقلا من الجزء الثاني من تاريخ النيسابوري في ترجمة الحسن ابن بشر بإسناده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحمد الله بين كل لقمتين. 113 - وفى الكافي بإسناده عن وهب بن عبد ربه قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يتخلل فنظرت إليه فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتخلل، وهو يطيب الفم. 114 - وفى المكارم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه كان إذا شرب بدأ فسمى - إلى أن قال: ويمص الماء مصا ولا يعبه عبا، ويقول: إن الكباد من العب. 115 - وفى الجعفريات عن جعفر بن محمد عن آبائه عن على عليه السلام قال: تفقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة، وهو إذا شرب تنفس ثلاثا مع كل واحدة منها تسمية إذا شرب وتحميد إذا انقطع فسألته عن ذلك فقال: يا على شكرا لله تعالى بالحمد وتسمية من الداء. 116 - وفى المكارم كان صلى الله عليه وآله وسلم لا يتنفس في الاناء إذا شرب فإن أراد أن يتنفس أبعد الاناء عن فيه حتى يتنفس. 117 - وفى الاحياء: وكان صلى الله عليه وسلم إذا أكل اللحم لم يطاطئ رأسه إليه ويرفعه إلى فيه رفعا ثم ينهشه انتهاشا ثم قال: وكان إذا أكل اللحم خاصة غسل يديه غسلا جيدا ثم مسح بفضل الماء على وجهه.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page