ف من خمس قصص بالإضافة إلى اُقصوصة سادسة ، حيث تـتوالى هذه الأقاصيص متسلسلة واحدة بعد الاُخرى. و لهذا التسلسل ـ بطبيعة الحال ـ دلالته الفنّية التي نستهدف توضيحها خلال دراستنا للقصص المذكورة ... و إذا كنّا قد رأينا مجموعة قصص متسلسلة في سورة «البقرة» تـتناول ظاهرة الإماتة و الإحياء فإنّنا نلاحظ في سورة «آل عمران» موقفاً مماثلا من حيث انصباب القصص في بؤرة فكرية ، هذه البؤرة أو الهدف أو الموضوع يتصل بجملة ظواهر إعجازية في مقدمتها الإنجاب المعجز ، أي ولادة شخوص بطريقة إعجازية غير مألوفة بما يواكبها من الحمل المعجز ، و البيئات المصحوبة بنفس الطابع ... إلى آخره.
و هذه القصص هي قصص امرأة عمران ، مريم ، زكريّا ، يحيى ، عيسى و أمّا القصة السادسة فهي قصة المباهلة ، و سنجد أنّ القصص الخمس تتواشج شخصياتها و أحداثها و مواقفها و بيئاتها فيما بينها بنحو ملحوظ ، كما نجد أنّ القصة السادسة المباهلة تتفرّع أو ترتبط بالخامسة على نحو ما نفصّل الحديث عنه.