• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء السادس والعشرون سورة ق آیات1 الی 15

مجمع البيان ج : 9 ص : 210
( 50 ) سورة ق مكية و آياتها خمس و أربعون ( 45 )
قال الحسن غير قوله « و لقد خلقنا السماوات و الأرض » إلى قوله « و قبل الغروب » و المعدل عن ابن عباس « و لقد خلقنا السماوات و الأرض » الآية و هي خمس و أربعون آية بالإجماع .

فضلها
أبي بن كعب عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قال و من قرأ سورة ق هون الله عليه تارات الموت و سكراته . أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال و من أدمن في فرائضه و نوافله سورة ق وسع الله في رزقه و أعطاه كتابه بيمينه و حاسبه حسابا يسيرا 


تفسيرها
لما ختم الله تلك السورة بذكر الإيمان و شرائطه للعبيد افتتح هذه السورة بذكر ما يجب الإيمان به من القرآن و أدلة التوحيد فقال : .
سورة ق
بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ق وَ الْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ(1) بَلْ عجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَفِرُونَ هَذَا شىْءٌ عجِيبٌ(2) أَ ءِذَا مِتْنَا وَ كُنَّا تُرَاباً ذَلِك رَجْعُ بَعِيدٌ(3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُص الأَرْض مِنهُمْ وَ عِندَنَا كِتَبٌ حَفِيظ(4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فى أَمْر مَّرِيج(5)
و لم يعد « ق » آية و لا نظير له من نون و صاد لأنه مفرد و كل مفرد فإنه لا يعد لبعده من شبه
مجمع البيان ج : 9 ص : 211
الجملة فأما المركب مما أشبه الجملة و وافق رءوس الآي فإنه يعد مثل طه و حم و الم و ما أشبه ذلك .

اللغة
المجيد الكريم المعظم و العظيم المكرم و المجد في كلامهم الشرف الواسع يقال مجد الرجل و مجد مجدا إذا عظم و كرم و أصله من قولهم مجدت الإبل مجودا إذا عظمت بطونها من كثرة أكلها من كلاء الربيع و أمجد فلان القوم قرى قال :
أتيناه زوارا فأمجدنا قرى
من البث و الداء الدخيل المخامر و العجيب و العجب هو كل ما لا يعرف علته و لا سببه و المريج المختلط الملتبس و أصله إرسال الشيء مع غيره من المرج قال الشاعر :
فجالت فالتمست به حشاها
فخر كأنه غصن مريج أي قد التبس بكثرة شعبه و مرجت عهودهم و أمرجوها أي خلطوها و لم يفوا بها .

الإعراب
جواب القسم في « ق و القرآن المجيد » محذوف يدل عليه أ إذا متنا و كنا ترابا و تقديره إنكم مبعوثون فقال أ نبعث إذا متنا و كنا ترابا و يجوز أن يكون الجواب « قد علمنا ما تنقص الأرض منهم » و حذفت اللام لأن ما قبلها عوض منها كما قال و الشمس و ضحاها إلى قوله « قد أفلح من زكاها » و المعنى لقد أفلح و العامل في « أ إذا متنا » مضمر و التقدير أ إذا متنا بعثنا .

المعنى
« ق » قد مر تفسيره و قيل إنه اسم من أسماء الله تعالى عن ابن عباس و قيل هو اسم الجبل المحيط بالأرض من زمردة خضراء خضرة السماء منها عن الضحاك و عكرمة و قيل معناه قضي الأمر أو قضي ما هو كائن كما قيل في حم حم الأمر « و القرآن المجيد » أي الكريم على الله العظيم في نفسه الكثير الخير و النفع لتبعثن يوم القيامة و قيل تقديره و القرآن المجيد أن محمدا رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) بدلالة قوله « بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم » أي ما كذبك قومك لأنك كاذب بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم و حسبوا أنه لا يوحى إلا إلى ملك « فقال الكافرون هذا شيء عجيب » أي معجب عجبوا من كون محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) رسولا إليهم فأنكروا رسالته و أنكروا البعث بعد الموت و هو قوله « أ إذا متنا و كنا ترابا »
مجمع البيان ج : 9 ص : 212
أ نبعث و نرد أحياء « ذلك » أي ذلك الرد الذي يقولون « رجع بعيد » أي رد بعيد عن الأوهام و إعادة بعيدة عن الكون و المعنى أنه لا يكون ذلك لأنه غير ممكن ثم قال سبحانه « قد علمنا ما تنقص الأرض منهم » أي ما تأكل الأرض من لحومهم و دمائهم و تبليه من عظامهم فلا يتعذر علينا ردهم « و عندنا كتاب حفيظ » أي حافظ لعدتهم و أسمائهم و هو اللوح المحفوظ لا يشذ عنه شيء و قيل حفيظ أي محفوظ عن البلى و الدروس و هو كتاب الحفظة الذين يكتبون أعمالهم ثم أخبر سبحانه بتكذيبهم فقال « بل كذبوا بالحق لما جاءهم » و الحق القرآن و قيل هو الرسول « فهم في أمر مريج » أي مختلط فمرة قالوا مجنون و تارة قالوا ساحر و تارة قالوا شاعر فتحيروا في أمرهم لجهلهم بحاله و لم يثبتوا على شيء واحد و قالوا للقرآن أنه سحر مرة و زجر مرة و مفترى مرة فكان أمرهم ملتبسا عليهم قال الحسن ما ترك قوم الحق إلا مرج أمرهم .
أَ فَلَمْ يَنظرُوا إِلى السمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْف بَنَيْنَهَا وَ زَيَّنَّهَا وَ مَا لهََا مِن فُرُوج(6) وَ الأَرْض مَدَدْنَهَا وَ أَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَسىَ وَ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كلِّ زَوْج بَهِيج(7) تَبْصِرَةً وَ ذِكْرَى لِكلِّ عَبْد مُّنِيب(8) وَ نَزَّلْنَا مِنَ السمَاءِ مَاءً مُّبَرَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّت وَ حَب الحَْصِيدِ(9) وَ النَّخْلَ بَاسِقَت لهََّا طلْعٌ نَّضِيدٌ(10) رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ وَ أَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِك الخُْرُوجُ(11)
اللغة
الفروج الشقوق و الصدوع و في الحائط فرجة بضم الفاء فإذا قيل فرجة بفتح الفاء فهو التفصي من الهم قال :
ربما تكره النفوس من الأمر
له فرجة كحل العقال أي رب شيء تكرهه النفوس و ما هاهنا نكرة موصوفة و الفرج موضع المخافة و في عهد الحجاج أني وليتك الفرجين يعني خراسان و سجستان و الحصيد ما حصد من أنواع النبات
مجمع البيان ج : 9 ص : 213
و الباسقات الطوال و بسق النخل بسوقا و الطلع طلع النخلة سمي بذلك لطلوعه و النضيد ما نضد بعضه على بعض .

الإعراب
كيف يجوز أن يكون في موضع نصب على الحال و يجوز أن يكون مصدرا « و ما لها من فروج » في موضع نصب على الحال تقديره غير مفروجة و الأرض منصوبة بفعل مضمر يفسره هذا الظاهر و تقديره و مددنا الأرض مددناها تبصرة مفعول له و كذلك ذكرى و « حب الحصيد » تقديره و حب النبات الحصيد و الحصيد صفة لموصوف محذوف و باسقات نصب على الحال و كذلك الجملة التي هي « لها طلع نضيد » حال بعد حال و « رزقا للعباد » مفعول له أي أنبتنا هذه الأشياء لرزق العباد و يجوز أن يكون مفعولا مطلقا أعني المصدر و تقديره رزقناهم رزقا .

المعنى
ثم أقام سبحانه الدلالة على كونه قادرا على البعث فقال « أ فلم ينظروا إلى السماء فوقهم » أي أ لم يتفكروا في بناء السماء مع عظمها و حسن ترتيبها و انتظامها « كيف بنيناها » بغير علاقة و لا عماد « و زيناها » بالكواكب السيارة و النجوم الثوابت « و ما لها من فروج » أي شقوق و فتوق و قيل معناه ليس فيها تفاوت و اختلاف عن الكسائي و إنما قال فوقهم بنيناها على أنهم يرونها و يشاهدونها ثم لا يتفكرون فيها « و الأرض مددناها » أي بسطناها « و ألقينا فيها رواسي » أي جبالا رواسخ تمسكها عن الميدان « و أنبتنا فيها من كل زوج بهيج » أي من كل صنف حسن المنظر عن ابن زيد و البهجة الحسن الذي له روعة عند الرؤية كالزهرة و الأشجار النضرة و الرياض الخضرة و قال الأخفش البهيج الذي من رآه بهج به أي سر به فهو بمعنى المبهوج به « تبصرة و ذكرى » أي فعلنا ذلك تبصيرا ليبصر به أمر الدين و تذكيرا و تذكرا « لكل عبد منيب » راجع إلى الله تعالى « و نزلنا من السماء ماء مباركا » أي مطرا و غيثا يعظم النفع به « فأنبتنا به » أي بالماء « جنات » أي بساتين فيها أشجار تشتمل على أنواع الفواكه المستلذة « و حب الحصيد » أي حب البر و الشعير و كل ما يحصد عن قتادة لأن من شأنه أن يحصد إذا تكامل و استحصد و الحب هو الحصيد فهو مثل حق اليقين و مسجد الجامع و نحوهما « و النخل باسقات » أي و أنبتنا به النخل طويلات عاليات « لها طلع نضيد » أي لهذه النخل الموصوفة بالعلو طلع نضد بعضه على بعض عن مجاهد و قتادة و الطلع الكفري و هو أول ما يظهر من ثمر النخل قبل أن ينشق و هو نضيد في أكمامه فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد « رزقا للعباد » أي أنبتنا هذه الأشياء للرزق و كل رزق فهو من الله تعالى بأن يكون قد فعله أو فعل سببه لأنه مما يريده و قد يرزق الواحد منا
مجمع البيان ج : 9 ص : 214
غيره كما يقال رزق السلطان جنده « و أحيينا به » أي بذلك الماء الذي أنزلناه من السماء « بلدة ميتا » أي جدبا و قحطا لا تنبت شيئا فنبت و عاشت ثم قال « كذلك الخروج » من القبور أي مثل ما أحيينا هذه الأرض الميتة بالماء نحيي الموتى يوم القيامة فيخرجون من قبورهم فإن من قدر على أحدهما قدر على الآخر و إنما دخلت الشبهة على هؤلاء من حيث أنهم رأوا العادة مستمرة في إحياء الموات من الأرض بنزول المطر و لم تجر العادة بإحياء الموتى من البشر و لو أنعموا الفكر و أمعنوا النظر لعلموا أن من قدر على أحد الأمرين قدر على الآخر .
كَذَّبَت قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح وَ أَصحَب الرَّس وَ ثَمُودُ(12) وَ عَادٌ وَ فِرْعَوْنُ وَ إِخْوَنُ لُوط(13) وَ أَصحَب الأَيْكَةِ وَ قَوْمُ تُبَّع كلُّ كَذَّب الرُّسلَ فحَقَّ وَعِيدِ(14) أَ فَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فى لَبْس مِّنْ خَلْق جَدِيد(15)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page