• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء السادس والعشرون سورة الفتح آیات24 الی 28

وَ هُوَ الَّذِى كَف أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ عَنهُم بِبَطنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَ كانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً(24) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صدُّوكمْ عَنِ الْمَسجِدِ الْحَرَامِ وَ الهَْدْى مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ محِلَّهُ وَ لَوْ لا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَ نِساءٌ مُّؤْمِنَتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطئُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةُ بِغَيرِ عِلْم لِّيُدْخِلَ اللَّهُ فى رَحْمَتِهِ مَن يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً(25)
القراءة
قرأ أبو عمرو بما يعملون بالياء و الباقون بالتاء .

الحجة
قال أبو علي وجه قول أبي عمرو و كان الله بما عمل الكفار من كفرهم و صدكم عن المسجد الحرام و منعكم من دخوله بصيرا فيجازي عليه و وجه التاء أن الخطاب قد جرى للقبيلتين في قوله « و هو الذي كف أيديهم عنكم و أيديكم عنهم » فالخطاب لتقدم هذا الخطاب .

اللغة
التبديل رفع أحد الشيئين و جعل الآخر مكانه فيما حكم أن يستمر على ما هو به و لو رفع الله حكما إلى خلافه لم يكن تبديلا لحكمه لأنه لا يرفع شيئا إلا في الوقت الذي تقتضي الحكمة رفعه فيه و المعكوف الممنوع من الذهاب في جهة بالإقامة في مكانه و منه الاعتكاف و هو الإقامة في المسجد للعبادة و عكف على هذا الأمر يعكف عكوفا إذا قام عليه و المعرة الأمر القبيح المكروه يقال عر فلان فلانا إذا شأنه و ألحق به عيبا و به سمي الجرب عرا و العذرة عرة .

الإعراب
« سنة الله » منصوب على المصدر و المعنى سن الله خذلانهم سنة و موضع « أن تطئوهم » رفع بدل من رجال و المعنى لو لا أن تطأوا رجالا مؤمنين و نساء مؤمنات ثم قال « لو تزيلوا لعذبنا » الآية و التقدير وطء رجال و نساء أي قتلهم و هو بدل الاشتمال مثل نفعني عبد الله
مجمع البيان ج : 9 ص : 186
علمه و أعجبتني الجارية حسنها و يجوز أن يكون موضع « أن تطئوهم » نصبا على البدل من الهاء و الميم في تعلموهم و التقدير و لو لا رجال و نساء لم تعلموا أن تطئوهم أي لم تعلموا وطأهم و هو بدل الاشتمال أيضا و قوله « لم تعلموهم أن تطئوهم » في موضع رفع صفة لرجال و نساء و جواب لو لا يغني عنه جواب لو في قوله « لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا » و قوله « و الهدي معكوفا » عطف على الكاف و الميم في و صدوكم أي صدوكم و صدوا الهدي و معكوفا حال و قوله « أن يبلغ محله » تقديره كراهة أن يبلغ فحذف المضاف و قيل معكوفا من أن يبلغ فحذف من .

النزول
سبب نزول قوله « و هو الذي كف أيديهم عنكم » الآية إن المشركين بعثوا أربعين رجلا عام الحديبية ليصيبوا من المسلمين فأتي بهم إلى النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أسرى فخلى سبيلهم عن ابن عباس و قيل إنهم كانوا ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا من جبل التنعيم عند صلاة الفجر عام الحديبية ليقتلوهم فأخذهم رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فأعتقهم عن أنس و قيل كان رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) جالسا في ظل شجرة و بين يديه علي (عليه السلام) يكتب كتاب الصلح فخرج ثلاثون شابا عليهم السلاح فدعا عليهم النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فأخذ الله تعالى بأبصارهم فقمنا فأخذناهم فخلى سبيلهم فنزلت هذه الآية عن عبد الله بن المغفل .

المعنى
ثم عطف سبحانه على ما تقدم يعد النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و المؤمنين فتوحا أخر فقال « و أخرى لم تقدروا عليها » معناه و وعدكم الله مغانم أخرى لم تقدروا عليها بعد فتكون أخرى في محل النصب و قيل معناه و قرية أخرى لم تقدروا عليها قد أعدها الله لكم و هي مكة عن قتادة و قيل هي ما فتح الله على المسلمين بعد ذلك إلى اليوم عن مجاهد و قيل إن المراد بها فارس و الروم عن ابن عباس و الحسن و الجبائي قال كما أن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) بشرهم كنوز كسرى و قيصر و ما كانت العرب تقدر على قتال فارس و الروم و فتح مدائنهم بل كانوا خولا لهم حتى قدروا عليها بالإسلام « قد أحاط الله بها » أي قدر الله عليها و أحاط علما بها فجعلهم بمنزلة قوم قد أدير حولهم فما يقدر أحد منهم أن يفلت قال الفراء أحاط الله بها لكم حتى يفتحها عليكم فكأنه قال حفظها عليكم و منعها من غيركم حتى تفتحوها و تأخذوها « و كان الله على كل شيء » من فتح القرى و غير ذلك « قديرا و لو قاتلكم الذين كفروا » من قريش يوم الحديبية يا معشر المؤمنين « لولوا الأدبار » منهزمين بنصرة الله إياكم و خذلان الله إياهم عن قتادة و الجبائي و قيل الذين كفروا من أسد و غطفان الذين أرادوا نهب ذراري المسلمين « ثم لا يجدون وليا و لا نصيرا » يواليهم و ينصرهم و يدافع عنهم و هذا من علم الغيب و في الآية دلالة على أنه يعلم ما لم يكن أن لو كان كيف يكون و في ذلك إشارة إلى أن المعدوم
مجمع البيان ج : 9 ص : 187
معلوم « سنة الله التي قد خلت من قبل » أي هذه سنتي في أهل طاعتي و أهل معصيتي انصر أوليائي و أخذل أعدائي عن ابن عباس و قيل معناه : هذه طريقة الله و عادته السالفة أن كل قوم إذا قاتلوا أنبياءهم انهزموا و قتلوا « و لن تجد لسنة الله » في نصرة رسله « تبديلا » أي تغييرا « و هو الذي كف أيديهم عنكم » بالرعب « و أيديكم عنهم » بالنهي « ببطن مكة » يعني الحديبية « من بعد أن أظفركم عليهم » ذكر الله منته على المؤمنين بحجزة بين الفريقين حتى لم يقتتلا و حتى اتفق بينهم الصلح الذي كان أعظم من الفتح « و كان الله بما تعملون بصيرا » مر تفسيره ثم ذكر سبحانه سبب منعه رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) ذلك العام دخول مكة فقال « هم الذين كفروا و صدوكم عن المسجد الحرام » أن تطوفوا و تحلوا من عمرتكم يعني قريشا « و الهدي معكوفا أن يبلغ محله » أي و صدوا الهدي و هي البدن التي ساقها رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) معه و كانت سبعين بدنة حتى بلغ ذي الحليفة فقلد البدن التي ساقها و أشعرها و أحرم بالعمرة حتى نزل بالحديبية و منعه المشركون و كان الصلح فلما تم الصلح نحروا البدن فذلك قوله « معكوفا » أي محبوسا عن أن يبلغ محله أي منحره و هو حيث يحل نحره يعني مكة لأن هدي العمرة لا يذبح إلا بمكة كما أن هدي الحج لا يذبح إلا بمنى « و لو لا رجال مؤمنون و نساء مؤمنات » يعني المستضعفين الذين كانوا بمكة بين الكفار من أهل الإيمان « لم تعلموهم » بأعيانهم لاختلاطهم بغيرهم « أن تطئوهم » بالقتل و توقعوا بهم « فتصيبكم منهم معرة » أي إثم و جناية عن ابن زيد و قيل فيلحقكم بذلك عيب يعيبكم المشركون بأنهم قتلوا أهل دينهم و قيل هو غرم الدية و الكفارة في قتل الخطإ عن ابن عباس و ذلك أنهم لو كبسوا مكة و فيها قوم مؤمنون لم يتميزوا من الكفار لم يأمنوا أن يقتلوا المؤمنين فتلزمهم الكفارة و تلحقهم السيئة بقتل من على دينهم فهذه المعرة التي صان الله المؤمنين عنها و جواب لو لا محذوف و تقديره لو لا المؤمنون الذين لم تعلموهم لوطأتم رقاب المشركين بنصرنا إياكم و قوله « بغير علم » موضعه التقديم لأن التقدير لو لا أن تطأوهم بغير علم و قوله « ليدخل الله في رحمته من يشاء » اللام متعلق بمحذوف دل عليه معنى الكلام تقديره فحال بينكم و بينهم ليدخل الله في رحمته من يشاء يعني من أسلم من الكفار بعد الصلح و قيل ليدخل الله في رحمته أولئك بسلامتهم من القتل و يدخل هؤلاء في رحمته بسلامتهم من الطعن و العيب « لو تزيلوا » أي لو تميز المؤمنون من الكافرين « لعذبنا الذين كفروا منهم » أي من أهل مكة « عذابا أليما » بالسيف و القتل بأيديكم و لكن الله تعالى يدفع المؤمنين عن الكفار فلحرمة اختلاطهم بهم لم يعذبهم .

مجمع البيان ج : 9 ص : 188
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فى قُلُوبِهِمُ الحَْمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجَْهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَ عَلى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَلْزَمَهُمْ كلِمَةَ التَّقْوَى وَ كانُوا أَحَقَّ بهَا وَ أَهْلَهَا وَ كانَ اللَّهُ بِكلِّ شىْء عَلِيماً(26) لَّقَدْ صدَقَ اللَّهُ رَسولَهُ الرُّءْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسجِدَ الْحَرَامَ إِن شاءَ اللَّهُ ءَامِنِينَ محَلِّقِينَ رُءُوسكُمْ وَ مُقَصرِينَ لا تخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِك فَتْحاً قَرِيباً(27) هُوَ الَّذِى أَرْسلَ رَسولَهُ بِالْهُدَى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلى الدِّينِ كلِّهِ وَ كَفَى بِاللَّهِ شهِيداً(28)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page