• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الحادي والعشرون سورة السجدة آیات1 الی 11


مجمع البيان ج : 8 ص : 508
( 32 ) سورة السجدة مكية و آياتها ثلاثون ( 30 )
و سميت أيضا سجدة لقمان لئلا تلتبس بحم السجدة و هي مكية ما خلا ثلاث آيات فإنها نزلت بالمدينة « أ فمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون » إلى تمام الآيات .

عدد آيها
تسع و عشرون آية بصري و ثلاثون في الباقين .

اختلافها
آيتان « الم » كوفي « جديد » حجازي شامي .

فضلها
أبي بن كعب عن النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) قال و من قرأ الم تنزيل و تبارك الذي بيده الملك فكأنما أحيا ليلة القدر و روى ليث بن أبي الزبير عن جابر قال كان رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل و تبارك الذي بيده الملك قال ليث فذكرت ذلك لطاووس فقال فضلتا على كل سورة في القرآن و من قرأهما كتب له ستون حسنة و محي عنه ستون سيئة و رفع له ستون درجة و روى الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من قرأ سورة السجدة في كل ليلة جمعة أعطاه الله كتابه بيمينه و لم يحاسبه بما كان منه و كان من رفقاء محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و أهل بيته (عليهم السلام) .

تفسيرها
ختم الله سبحانه السورة التي قبلها بدلائل الربوبية و افتتح هذه السورة أيضا بها فقال : .



سورة السجدة
بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم(1) تَنزِيلُ الْكتَبِ لا رَيْب فِيهِ مِن رَّب الْعَلَمِينَ(2) أَمْ يَقُولُونَ افْترَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّك لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِير مِّن قَبْلِك لَعَلَّهُمْ يهْتَدُونَ(3) اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السمَوَتِ وَ الأَرْض وَ مَا بَيْنَهُمَا فى سِتَّةِ أَيَّام ثُمَّ استَوَى عَلى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلىّ وَ لا شفِيع أَ فَلا تَتَذَكَّرُونَ(4) يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السمَاءِ إِلى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فى يَوْم كانَ مِقْدَارُهُ أَلْف سنَة مِّمَّا تَعُدُّونَ(5)

مجمع البيان ج : 8 ص : 509
الإعراب
« تنزيل الكتاب » خبر مبتدإ محذوف و تقديره هذا تنزيل و يجوز أن يكون « تنزيل الكتاب » مبتدأ و « لا ريب فيه » خبره و على القول الأول يكون « لا ريب فيه » في موضع نصب على الحال أو في موضع رفع على أنه خبر بعد خبر و قوله « من رب العالمين » يحتمل الوجهين أيضا « أم يقولون افتراه » أم هاهنا استفهام مستأنف و التقدير بل أ يقولون و قوله « من ربك » يجوز أن يتعلق بالحق على تقدير هو الذي حق من ربك و يجوز أن يكون في موضع نصب على الحال أي كائنا من ربك و العامل فيه الحق و ذو الحال الضمير المستكن فيه .
« لتنذر » اللام يتعلق بما يتعلق به من قوله « ما لكم من دونه من ولي » من الثانية زائدة و التقدير ما ولي ثبت لكم و من دونه في موضع نصب على الحال مما يتعلق به اللام في لكم .

المعنى
« الم » مفسر في أول البقرة « تنزيل الكتاب » أي هذه الآيات تنزيل الكتاب الذي وعدتم به « لا ريب فيه » أي لا شك فيه أنه وحي « من رب العالمين » و المعنى أنه لا ريب فيه للمهتدين و إن كان قد ارتاب فيه خلق من المبطلين لا يعتد بهم لأنه ليس بموضع الشك و قيل معناه أنه زال الشك في أنه كلام رب العزة لعجزهم عن الإتيان بمثله و قيل أن لفظه الخبر و معناه النهي أي لا ترتابوا فيه و الريب أقبح الشك « أم يقولون » أي بل يقولون « افتريه » و ليس الأمر على ما يقولون « بل هو الحق » نزل عليك « من ربك » و الحق هو كل شيء من اعتقده كان معتقده على ما هو به مما يدعو العقل إلى استحقاق المدح عليه و تعظيمه فالكتاب حق لأن من اعتقد أنه من عند الله كان معتقده على ما هو به و الباطل نقيض الحق « لتنذر قوما ما أتيهم من نذير من قبلك » يعني قريشا إذ لم يأتهم نبي قبل نبينا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و إن أتى غيرهم من قبائل العرب مثل خالد بن سنان العبسي و قيل يعني أهل الفترة بين عيسى و محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) فكانوا
مجمع البيان ج : 8 ص : 510
كأنهم في غفلة عما لزمهم من حق نعم الله و ما خلقهم له من العبادة عن ابن عباس « لعلهم يهتدون » أي ليهتدوا ثم ذكر سبحانه الدلالة على وحدانيته فقال « الله الذي خلق السماوات و الأرض و ما بينهما في ستة أيام » أي فيما قدره ستة أيام لأن قبل الشمس لم يكن ليل و لا نهار « ثم استوى على العرش » بالقهر و الاستعلاء و هو مفسر في سورة الأعراف « ما لكم من دونه من ولي و لا شفيع » أي ليس لكم من دون عذابه ولي أي قريب ينفعكم و يرد عذابه عنكم و لا شفيع يشفع لكم و قيل من ولي أي من ناصر ينصركم من دون الله « أ فلا تتذكرون » أي أ فلا تتفكرون فيما قلناه و تعتبرون به فتعلموا صحة ما بيناه لكم « يدبر الأمر من السماء إلى الأرض » أي خلقهما و ما بينهما في هذه المدة يدير الأمور كلها و يقدرها على حسب إرادته فيما بين السماء و الأرض و ينزله مع الملك إلى الأرض « ثم يعرج إليه » الملك أي يصعد إلى المكان الذي أمره الله تعالى أن يصعد إليه « في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون » أي يوم كان مقداره لو سارة غير الملك ألف سنة مما يعده البشر خمس مائة عام نزوله و خمس مائة عام صعوده و قوله « يعرج إليه » يعني إلى الموضع الذي أمره بالعروج إليه كقول إبراهيم إني ذاهب إلى ربي سيهدين أي إلى أرض الشام التي أمرني ربي بالذهاب إليها و قوله « و من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله و رسوله » يعني إلى المدينة و لم يكن الله سبحانه بالشام و لا بالمدينة و معناه أنه ينزل الملك بالتدبير أو الوحي و يصعد إلى السماء فيقطع في يوم واحد من أيام الدنيا مسافة ألف سنة مما تعدونه أنتم لأن ما بين السماء و الأرض مسيرة خمسمائة عام لابن آدم و هذا معنى قول ابن عباس و الحسن و الضحاك و قتادة و هو اختيار الجبائي و قيل معناه أنه يدبر الأمر سبحانه و يقضي أمر كل شيء لألف سنة في يوم واحد ثم يلقيه إلى ملائكته فإذا مضى الألف سنة قضى لألف سنة أخرى ثم كذلك أبدا عن مجاهد و قيل معناه يدبر أمر الدنيا فينزل القضاء و التدبير من السماء إلى الأرض مدة أيام الدنيا ثم يرجع الأمر و يعود التدبير إليه بعد انقضاء الدنيا و فنائها حتى يتقطع أمر الأمراء و حكم الحكام و ينفرد الله بالتدبير في يوم كان مقداره ألف سنة و هو يوم القيامة فالمدة المذكورة مدة يوم القيامة إلى أن يستقر الخلق في الدارين عن ابن عباس أيضا فأما قوله « في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة » فإنه أراد سبحانه على الكافر جعل الله ذلك اليوم مقدار خمسين ألف سنة فإن المقامات في يوم القيامة مختلفة و قيل إن المراد بالأول إن مسافة الصعود و النزول إلى السماء الدنيا في يوم واحد للملك مقدار مسيرة ألف سنة لغير الملك من بني آدم و إلى السماء السابعة مقدار مسيرة خمسين ألف سنة و قيل إن الألف سنة للنزول و العروج و الخمسين ألف سنة لمدة القيامة .

مجمع البيان ج : 8 ص : 511
ذَلِك عَلِمُ الْغَيْبِ وَ الشهَدَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(6) الَّذِى أَحْسنَ كلَّ شىْء خَلَقَهُ وَ بَدَأَ خَلْقَ الانسنِ مِن طِين(7) ثُمَّ جَعَلَ نَسلَهُ مِن سلَلَة مِّن مَّاء مَّهِين(8) ثُمَّ سوَّاهُ وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَ جَعَلَ لَكُمُ السمْعَ وَ الأَبْصرَ وَ الأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشكُرُونَ(9) وَ قَالُوا أَ ءِذَا ضلَلْنَا فى الأَرْضِ أَ ءِنَّا لَفِى خَلْق جَدِيدِ بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبهِمْ كَفِرُونَ(10)
القراءة
قرأ أهل الكوفة و نافع و سهل « خلقه » بفتح اللام و الباقون خلقه بسكون اللام و في الشواذ قراءة الزهري و بدا خلق الإنسان بغير همز و قرأ علي و ابن عباس و أبان بن سعيد بن العاص و الحسن بخلاف أ إذا ضللنا بالضاد مكسورة اللام و قرأ الحسن صللنا بالصاد أيضا مفتوحة اللام .

الحجة
قال أبو علي خلقه منتصب على أنه مصدر دل عليه ما تقدم من قوله « أحسن كل شيء » فأما الضمير الذي أضيف خلق إليه فلا يخلو من أن يكون ضمير اسم الله تعالى أو يكون كناية عن المفعول فالذي يدل عليه نظائره أن الضمير لاسم الله تعالى لأنه مصدر لم يسند الفعل المنتصب عنه إلى فاعل ظاهر و ما كان من هذا النحو أضيف المصدر فيه إلى الفاعل نحو صنع الله و وعد الله و كتاب الله عليكم فكما أضيف هذه المصادر إلى الفاعل فكذلك يكون خلقه مضافا إلى ضمير الفاعل لأن قوله « أحسن كل شيء خلقه » يدل على خلق كل شيء .
فإن قلت كيف يدل قوله « أحسن كل شيء » على خلق كل شيء و قد نجد أشياء حسنة مما لم يخلقها قيل هذا كما قال خالق كل شيء فأطلق اللفظ عاما و روي أن عكرمة سئل عن قوله تعالى « أحسن كل شيء خلقه » فقال إن است القرد ليست بحسنة و لكنه أبرم خلقها أي أتقن و ما قلناه من أن انتصاب خلقه من المصدر الذي دل عليه فعل متقدم مذهب سيبويه و يجوز أن يكون خلقه بدل من قوله « كل شيء » فيصير التقدير الذي أحسن خلق كل شيء و من قال « أحسن كل شيء خلقه » كان خلقه وصفا للنكرة المتقدمة و موضع الجملة يحتمل وجهين النصب على أن يكون صفة لكل و الجر على أن يكون صفة لشيء و ترك الهمزة في بدأ محمول على البدل لا على التخفيف القياسي و مثله بيت الكتاب :
مجمع البيان ج : 8 ص : 512

راحت بمسلمة البغال عشية
فارعي فزارة لا هناك المرتع و تقول على البدل أبديت إذا أخبرت عن نفسك و تقول على التخفيف بدأت بالألف بلا همزة و قد مر القول في اختلافهم في قوله « أ إذا ضللنا في الأرض أ إنا لفي خلق جديد » و موضع إذا نصب بما دل عليه قوله « أ إنا لفي خلق جديد » لأن هذا الكلام يدل على نعاد و التقدير نعاد إذا ضللنا في الأرض قال أبو عبيدة معناه همدنا في الأرض و قال غيره صرنا ترابا فلم يتبين شيء من خلقنا و قوله صللنا بالصاد من قولهم صل اللحم إذا نتن يصل و يصل و المعنى إذا دفنا في الأرض وصلت أجسامنا و قيل أن معناه من الصلة و هي الأرض اليابسة و منه الصلصال .

المعنى
ثم أكد سبحانه ما تقدم من دلائل وحدانيته و أعلام ربوبيته فقال « ذلك عالم الغيب و الشهادة » أي الذي يفعل ذلك و يقدر عليه هو العالم بما يشاهد و ما لا يشاهد و بما غاب عن الخلق و ما حضر « العزيز » المنيع في ملكه « الرحيم » بأهل طاعته « الذي أحسن كل شيء خلقه » أي أحكم كل شيء خلقه و أتقنه عن ابن عباس و مجاهد و قيل معناه علم كيف يخلق كل شيء قبل أن خلقه من غير أن يعلمه أحد عن مقاتل و السدي من قولهم فلان يحسن كذا أي يعلمه و قيل الذي جعل كل شيء في خلقه حسنا حتى جعل الكلب في خلقه حسنا عن ابن عباس و المعنى أنه أحسن خلقه من جهة الحكمة فكل شيء خلقه و أوجده فيه وجه من وجوه الحكمة تحسنه و في هذا دلالة على أن الكفر و القبائح لا يجوز أن يكون من خلقه « و بدأ خلق الإنسان من طين » أي ابتدأ خلق آدم الذي هو أول البشر من طين كان ترابا ثم صار طينا ثم صلصالا ثم حيوانا « ثم جعل نسله » أي نسل الإنسان الذي هو آدم يعني ولده « من سلالة » و هي الصفوة التي تنسل من غيرها و يسمى ماء الرجل سلالة لانسلاله من صلبه « من ماء مهين » أي ضعيف عن قتادة و قيل حقير مهان أشار إلى أنه من شيء حقير لا قيمة له و إنما يصير ذا قيمة بالعلم و العمل « ثم سوية » أي جعله بشرا سويا و عدله و رتب جوارحه « و نفخ فيه » أي في ذلك المخلوق « من روحه » أضاف الروح إلى نفسه إضافة اختصاص و ملك على وجه التشريف ثم قال سبحانه مخاطبا لذريته « و جعل لكم » أيها الخلق « السمع و الأبصار » لتسمعوا المسموعات و تبصروا
مجمع البيان ج : 8 ص : 513
المبصرات « و الأفئدة » أي و جعل لكم القلوب لتعقلوا بها « قليلا ما تشكرون » أي تشكرون نعم الله قليلا من كثير و ما مزيدة و يجوز أن يكون ما مصدرية فيكون تقديره قليلا شكركم لهذه النعم « و قالوا » يعني منكري البعث « أ إذا ضللنا في الأرض » أي غبنا في الأرض و صرنا ترابا و كل شيء غلب عليه غيره حتى يغيب فيه فقد ضل قال الأخطل :
فكنت القذا في موج أكدر مزبد
قذف الآتي به فضل ضلالا و قيل إن معنى ضللنا هلكنا عن قتادة و مجاهد « أ إنا لفي خلق جديد » أي نبعث و نحيي فهو استفهام معناه الإنكار و المعنى كيف نخلق جديدا و نعاد بعد أن هلكنا و تفرقت أجسامنا ثم قال سبحانه « بل هم » أي هؤلاء الكفار « بلقاء ربهم » أي ما وعد ربهم به من الثواب و العقاب « كافرون » أي جاحدون فلهذا قالوا هذا القول .
* قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَك الْمَوْتِ الَّذِى وُكلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ(11)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page