• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الحادي والعشرون سورة لقمان آیات29 الی 34

أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ الَّيْلَ فى النَّهَارِ وَ يُولِجُ النَّهَارَ فى الَّيْلِ وَ سخَّرَ الشمْس وَ الْقَمَرَ كلُّ يجْرِى إِلى أَجَل مُّسمًّى وَ أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(29) ذَلِك بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَطِلُ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلىُّ الْكبِيرُ(30)
القراءة
قرأ أبو عمرو و يعقوب و البحر بالنصب و الباقون بالرفع و قرأ جعفر بن محمد (عليهماالسلام) و البحر مداده و في قراءة ابن مسعود و بحر يمده و هي قراءة طلحة بن مصرف و قراءة الحسن و الأعرج و البحر يمده بضم الياء .

الحجة
قال أبو زيد أمددت القوم بمال و رجال إمدادا و قل ماء ركيتنا فمددتها ركية أخرى تمدها قال أبو عبيدة و هاهنا اختصارا سبيله لو كتبت كلمات الله بهذه الأقلام و البحر ما نفدت قال أبو علي و المراد بذلك و الله أعلم ما في المقدور دون ما خرج منه إلى الوجود قال قتادة يقول لو كان شجر الأرض أقلاما و مع البحر سبعة أبحر مدادا إذا لانكسرت الأقلام و نفذ ماء البحر قبل أن تنفذ عجائب الله و حكمته و خلقه و علمه فأما انتصاب البحر من قوله « و البحر يمده » فلأنه معطوف على اسم أن و هو ما في الأرض فما اسم أن و أقلام خبرها و التقدير لو أن شجر الأرض أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر فإذا عطفت البحر على اسم أن فنصبته كان خبره يمده و الراجع إلى البحر الضمير المنصوب المتصل بيمد و من رفع استأنف كأنه قال و البحر هذه حاله فيما قاله سيبويه و أقول إذا عطفت البحر على اسم أن فنصبته فالأولى أن يكون خبره محذوفا و يكون التقدير و لو أن البحر مدادا و يمده سبعة أبحر يكون جملة منصوبة الموضع على الحال و حذف الخبر الذي هو مدادا لدلالة الكلام عليه و إذا نصبت البحر أو
مجمع البيان ج : 8 ص : 504
رفعته فالمعنى لو كتب ما في مقدور الله لنفذ ذلك قبل نفاذ المقدور و نحو هذا من الجمل قد يحذف لدلالة الكلام عليه كقوله « اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ما ذا يرجعون قالت يا أيها الملأ » و المعنى فذهب فألقى الكتاب فقرأته المرأة أو فقرىء عليها فقالت يا أيها الملأ و من قرأ و بحر يمده فتقديره و هناك بحر يمده من بعده سبعة أبحر قال ابن جني لا يجوز أن يكون و بحر معطوفا على أقلام لأن البحر و ما فيه من الماء ليس من حديث الشجر و الأقلام و إنما هو من حديث المداد كما قرأ جعفر الصادق (عليه السلام) مداده فأما رفع البحر فإن شئت كان معطوفا على موضع أن و اسمها كما عطف عليه في قوله أن الله بريء من المشركين و رسوله و قد مضى ذكر ذلك في موضعه و من قرأ يمده بضم الياء فإنه تشبيه بإمداد الجيش و ليس يقوى أن يكون قراءة جعفر بن محمد (عليهماالسلام) و البحر مداده أي زائد فيه لأن ماء البحر لا يعتد في الشجر و الأقلام لأنه ليس من جنسه و المداد هناك هو هذا الذي يكتب به .

المعنى
ثم أكد سبحانه ما تقدم من خلقه السماوات و الأرض بقوله « لله ما في السماوات و الأرض » أي له جميع ذلك خلقا و ملكا يتصرف فيه كما يريده ليس لأحد الاعتراض عليه في ذلك « إن الله هو الغني » عن حمد الحامدين و عن كل شيء « الحميد » أي المستحق للحمد و التعظيم « و لو أنما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله » أي لو كان شجر الأرض أقلاما و كان البحر مدادا و يمده سبعة أبحر مثله أي تزيده بمائها فكتب بتلك الأقلام و البحور لتكسرت تلك الأقلام و نفذ ماء البحور و ما نفذت كلمات الله و قد ذكرنا تفسير كلمات الله في سورة الكهف و الأولى أن يكون عبارة عن مقدوراته و معلوماته لأنها إذا كانت لا تتناهى فكذلك الكلمات التي تقع عبارة عنها لا تتناهى « إن الله عزيز » في اقتداره على جميع ذلك « حكيم » يفعل من ذلك ما يليق بحكمته ثم قال « ما خلقكم و لا بعثكم » يا معشر الخلائق « إلا كنفس واحدة » أي كخلق نفس واحدة و بعث نفس واحدة في قدرته فإنه لا يشق عليه ابتداء جميع الخلق و لا إعادتهم بعد إفنائهم قال مقاتل إن كفار قريش قالوا إن الله خلقنا أطوارا نطفة علقة مضغة لحما فكيف يبعثنا خلقا جديدا في ساعة واحدة فنزلت الآية « إن الله سميع » يسمع ما يقول القائلون في ذلك « بصير » بما يضمرونه « أ لم تر أن الله يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل » أي ينقص من الليل في النهار و من النهار في الليل عن قتادة و قيل معناه إن كل واحد منهما يتعقب الآخر « و سخر الشمس و القمر » لأنهما يجريان على وتيرة واحدة لا يختلفان « كل يجري إلى أجل مسمى » قدره الله تعالى « و إن الله بما تعملون خبير ذلك بأن الله هو الحق » الذي
مجمع البيان ج : 8 ص : 505
يجب توجيه العبادة إليه « و إن ما يدعون من دونه الباطل و أن الله هو العلي الكبير » أي القادر القاهر و الآيتان مفسرتان في سورة الحج .
أَ لَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْك تجْرِى فى الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيرِيَكم مِّنْ ءَايَتِهِ إِنَّ فى ذَلِك لاَيَت لِّكلِّ صبَّار شكُور(31) وَ إِذَا غَشِيهُم مَّوْجٌ كالظلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نجَّاهُمْ إِلى الْبرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَ مَا يجْحَدُ بِئَايَتِنَا إِلا كلُّ خَتَّار كَفُور(32) يَأَيهَا النَّاس اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشوْا يَوْماً لا يجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جَاز عَن وَالِدِهِ شيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقُّ فَلا تَغُرَّنَّكمُ الْحَيَوةُ الدُّنْيَا وَ لا يَغُرَّنَّكم بِاللَّهِ الْغَرُورُ(33) إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ الساعَةِ وَ يُنزِّلُ الْغَيْث وَ يَعْلَمُ مَا فى الأَرْحَامِ وَ مَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّا ذَا تَكسِب غَدًا وَ مَا تَدْرِى نَفْس بِأَى أَرْض تَمُوت إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُ(34)
القراءة
في الشواذ قراءة الأعرج بنعمات الله ساكنة العين .

الحجة
في جمع فعلة ثلاث لغات فعلات بسكون العين و فعلات بفتحها و فعلات بكسر الفاء و العين .

اللغة
الظلل جمع ظلة و هو ما أظلك و الختر أقبح الغدر و الختار صاحب الختل و الختر قال عمرو بن معديكرب :
فإنك لو رأيت أبا عمير
ملأت يديك من غدر و ختر
مجمع البيان ج : 8 ص : 506
و يقال جزيت عنك أجزي أي أغنيت عنك و فيه لغة أخرى أجزأت عنك أجزىء بالهمز .

الإعراب
« فلما نجاهم » العامل في لما معنى مقتصد و تقديره اقتصدوا « و اخشوا يوما » انتصب يوما بأنه مفعول به .
« لا يجزي » في موضع نصب بأنه صفة يوم و التقدير لا يجزي فيه والد عن ولده و لا يكون مولود هو جاز عن والده شيئا انتصب شيئا بأنه مفعول جاز و مفعول يجزي محذوف و يجوز أن يكون سد مسد مفعوليهما جميعا .

المعنى
ثم أكد سبحانه ما تقدم من الأدلة على وحدانيته و نعمه على بريته فقال « أ لم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله » أي أ لم تعلم أيها الإنسان أن السفن تجري في البحر بنعمة الله عليكم « ليريكم من آياته » أي بعض أدلته الدالة على وحدانيته و وجه الدلالة من ذلك أن الله تعالى يجري السفن بالرياح التي يرسلها في الوجوه التي يريدون المسير فيها و لو اجتمع جميع الخلق ليجروا الفلك في بعض الجهات المخالفة لجهة الرياح لما قدروا عليه و في ذلك أعظم دلالة على أن المجري لها بالرياح هو القادر الذي لا يعجزه شيء فذلك بعض الأدلة الدالة عليه فلذلك قال من آياته « إن في ذلك » أي في تسخير الفلك و إجرائها على البحر و إجراء الريح على وفقها « لآيات » أي دلالات « لكل صبار » على مشاق التكليف « شكور » لنعم الله تعالى عليه و إنما قال ذلك ليدل على أن الصبر على بلائه و الشكر لنعمائه أفضل الطاعات قال الشعبي الصبر نصف الإيمان و الشكر نصف الإيمان و اليقين الإيمان كله و في الحديث الإيمان نصفان نصف صبر و نصف شكر و على هذا فكأنه سبحانه قال إن ذلك لآيات لكل مؤمن « و إذا غشيهم » أي إذا غشي أصحاب السفن الراكبي البحر « موج » و هو هيجان البحر « كالظلل » في ارتفاعه و تغطيته ما تحته شبه الموج بالسحاب الذي يركب بعضه على بعض عن قتادة و قيل يريد كالجبال عن مقاتل « دعوا الله مخلصين له الدين » أي إن خافوا الغرق و الهلاك فأخلصوا في الدعاء لله في هذه الحال « فلما نجاهم » أي خلصهم « إلى البر » و سلمهم من هول البحر « فمنهم مقتصد » أي عدل في الوفاء في البر بما عاهد الله عليه في البحر من التوحيد له و قيل إن هذا كان سبب إسلام عكرمة بن أبي جهل و هو إخلاصهم الدعاء في البحر روى السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) الناس إلا أربعة نفر قال اقتلوهم و إن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل و عبد الله بن أخطل و قيس بن صبابة و عبد الله بن سعد بن أبي سرح فأما عكرمة فركب
مجمع البيان ج : 8 ص : 507
البحر فأصابتهم ريح عاصفة فقال أهل السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا فقال عكرمة لئن لم ينجي في البحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البر غيره اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه إن آتي محمدا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما فجاء فأسلم و قيل فمنهم مقتصد معناه على طريقة مستقيمة و صلاح من الأمر عن ابن زيد و قيل ثابت على إيمانه عن الحسن و قيل موف بعهده في البر عن ابن عباس و قيل مقتصد في قوله مضمر لكفره عن مجاهد ثم ذكر الذين تركوا التوحيد في البر فقال « و ما يجحد ب آياتنا إلا كل ختار » بعهده أي غادرا سوء الغدر و أقبحه « كفور » لله في نعمه ثم خاطب سبحانه جميع المكلفين فقال « يا أيها الناس اتقوا ربكم و اخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده » يعني يوم القيامة لا يغني فيه أحد عن أحد لا والد عن ولده « و لا مولود هو جاز عن والده شيئا » كل امرء تهمة نفسه « إن وعد الله » بالبعث و الجزاء و الثواب و العقاب « حق » لا خلف فيه « فلا تغرنكم الحيوة الدنيا » أي لا يغرنكم الإمهال عن الانتقام و الآمال و الأموال عن الإسلام و معناه لا تغتروا بطول السلامة و كثرة النعمة فإنهما عن قريب إلى زوال و انتقال « و لا يغرنكم بالله الغرور » و هو الشيطان عن مجاهد و قتادة و الضحاك و قيل هو تمنيك المغفرة في عمل المعصية عن سعيد بن جبير و قيل كل شيء غرك حتى تعصي الله و تترك ما أمرك الله به فهو غرور شيطانا كان أو غيره عن أبي عبيدة و في الحديث الكيس من دان نفسه و عمل لها بعد الموت و الفاجر من اتبع نفسه هواها و تمنى على الله و في الشواذ قراءة سماك بن حرب الغرور بضم الغين و على هذا فيكون المعنى و لا يغرنكم غرور الدنيا بخدعها الباطلة أو غرور النفس بشهواتها الموبقة « إن الله عنده علم الساعة » أي استأثر سبحانه به و لم يطلع عليه أحد من خلقه فلا يعلم وقت قيام الساعة سواه « و ينزل الغيث » فيما يشاء من زمان أو مكان و الصحيح أن معناه و يعلم نزول الغيث في مكانه و زمانه كما جاء في الحديث إن مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله و قرأ هذه الآية « و يعلم ما في الأرحام » أي و يعلم ما في أرحام الحوامل أ ذكر أم أنثى أ صحيح أم سقيم واحد أو أكثر « و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا » أي ما ذا تعمل في المستقبل و قيل ما يعلم بقاءه غدا فكيف يعلم تصرفه « و ما تدري نفس بأي أرض تموت » أي في أي أرض يكون موته و قيل أنه إذا رفع خطوة لم يدر أنه يموت قبل أن يضع الخطوة أم لا و إنما قال بأي أرض لأنه أراد بالأرض المكان و لو قال بأية أرض لجاز و روي أن ذلك قراءة أبي و قد روي عن أئمة الهدى (عليهم السلام) أن هذه الأشياء الخمسة لا يعلمها على التفصيل و التحقيق غيره تعالى « إن الله عليم » بهذه الأشياء « خبير » بها .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page