• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الثامن سورة الأعراف82 الی 87


وَ مَا كانَ جَوَاب قَوْمِهِ إِلا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطهَّرُونَ(82)
فَأَنجَيْنَهُ وَ أَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كانَت مِنَ الْغَبرِينَ(83) وَ أَمْطرْنَا عَلَيْهِم مَّطراً فَانظرْ كيْف كانَ عَقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ(84)
القراءة
قرأ أهل المدينة و حفص و سهل هنا « إنكم لتأتون » و كذلك مذهبهم في الاستفهامين يجتمعان يكتفون بالاستفهام الأول عن الثاني في كل القرآن و هو مذهب الكسائي إلا في قصة لوط و الباقون بهمزتين الثانية مكسورة و حققهما أهل الكوفة إلا أن حفصا يفصل بينهما بألف و ابن كثير و أبو عمرو و رويس يحققون الأولى و يلينون الثانية إلا أن أبا عمرو يفصل بينهما بالألف .

الحجة
قال أبو علي كل واحد من الاستفهامين جملة مستقلة لا يحتاج في تمامها إلى شيء فمن ألحق حرف الاستفهام جملة نقلها به من الخبر إلى الاستخبار و من لم يلحقها
مجمع البيان ج : 4 ص : 684
بقاها على الخبر فإذا كان كذلك فمن قرأ « إنكم لتأتون الرجال » جعله تفسيرا للفاحشة كما أن قوله للذكر مثل حظ الأنثيين تفسير الوصية .

اللغة
قال الزجاج لوط اسم غير مشتق لأن العجمي لا يشتق من العربي و إنما قال ذلك لأنه لم يوجد إلا علما في أسماء الأنبياء و قيل أنه مشتق من لطت الحوض إذا ألزقت عليه الطين و ملسته به و يقال هذا ألوط بقلبي من ذاك أي ألصق و الليطة القشر للصوقة بما اتصل به و الشهوة مطالبة النفس بفعل ما فيه اللذة و ليست كالإرادة لأنها قد تدعو إلى الفعل من جهة الحكمة و الشهوة ضرورية فينا من فعل الله تعالى و الإرادة من فعلنا يقال شهيت أشهى شهوة قال :
و أشعث يشهى النوم قلت له ارتحل
إذا ما النجوم أعرضت و اسبكرت
فقام يجر البرد لو أن نفسه
يقال له خذها بكفيك خرت و الإسراف الخروج عن حد الحق إلى الفساد و الغابر الباقي قال الأعشى :
عض بما أبقى المواسي له
من أمه في الزمن الغابر .

الإعراب
إنما صرف لوطا لخفته بكونه على ثلاثة أحرف ساكن الأوسط فقاومت الخفة أحد السببين و يجوز في قوله « جواب قومه » الرفع إلا أن الأجود النصب و عليه القراءة شهوة مصدر وضع موضع الحال و قوله « إلا امرأته » استثناء متصل لأنه يجوز أن تدخل الزوجة في الأهل على التغليب في الجملة دون التفصيل و لم يقل من الغابرات لأنه أراد أنها ممن بقيت مع الرجال و مطرا مصدر ذكر للتأكيد كقوله ضربه ضربا .

المعنى
ثم عطف سبحانه على ما تقدم فقال « و لوطا » أي و أرسلنا لوطا و قيل إن تقديره و اذكر لوطا قال الأخفش يحتمل المعنيين جميعا هاهنا و لم يحتمل في قصة عاد و ثمود إلا أرسلنا لأن فيها ذكر إلى و هو لوط بن هاران بن تارخ ابن أخي إبراهيم الخليل (عليه السلام) و قيل إنه كان ابن خالة إبراهيم و كانت سارة امرأة إبراهيم أخت لوط « إذ قال لقومه أ تأتون الفاحشة » أي السيئة العظيمة القبح يعني إتيان الرجال في أدبارهم « ما سبقكم بها من أحد
مجمع البيان ج : 4 ص : 685
من العالمين » قيل ما نزا ذكر على ذكر قبل قوم لوط عن عمرو بن دينار قال الحسن و كانوا يفعلون ذلك بالغرباء ثم بين تلك الفاحشة فقال « إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء » معناه أ تأتون الرجال في أدبارهم اشتهاء منكم أي تشتهونهم فتأتونهم و تتركون إتيان النساء اللاتي أباحها الله لكم « بل أنتم قوم مسرفون » أي متجاوزون عن الحد في الظلم و الفساد و مستوفون جميع المعايب إتيان الذكران و غيره « و ما كان جواب قومه » أي لم يجيبوه عما قال « إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم » قابلوا النصح و الوعظ بالسفاهة فقالوا أخرجوا لوطا و من آمن به من بلدتكم و المراد بالقرية البلدة كما قال أبو عمرو بن العلاء ما رأيت قرويين أفصح من الحسن البصري و الحجاج يريد بالقروي من يسكن المدن « إنهم أناس يتطهرون » أي يتحرجون عن أدبار الرجال فعابوهم بما يجب أن يمدحوا به عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و قيل معناه يتنزهون عن أفعالكم و طرائقكم « فأنجيناه » أي فخلصنا لوطا من الهلاك « و أهله » المختصين به و أهل الرجل من يختص به اختصاص القرابة « إلا امرأته كانت من الغابرين » أي من الباقين في قومه المتخلفين عن لوط حتى هلكت لأنها كانت على دينهم فلم تؤمن به و قيل معناه كانت من الباقين في عذاب الله عن الحسن و قتادة « و أمطرنا عليهم مطرا » أي أرسلنا عليهم الحجارة كالمطر كما قال في آية أخرى و أمطرنا عليهم حجارة من سجيل « فانظر كيف كان عاقبة المجرمين » معناه تفكر و أنظر بعين العقل كيف كان م آل أمر المقترفين للسيئات و المنقطعين إليها و عاقبة فعلهم من عذاب الدنيا بالاستئصال قبل عذاب الآخرة بالخلود في النار .

] قصة لوط مع قومه [
و جملة أمرهم فيما روي عن أبي حمزة الثمالي و أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) أن لوطا لبث في قومه ثلاثين سنة و كان نازلا فيهم و لم يكن منهم يدعوهم إلى الله و ينهاهم عن الفواحش و يحثهم على الطاعة فلم يجيبوه و لم يطيعوه و كانوا لا يتطهرون من الجنابة بخلاء أشحاء على الطعام فأعقبهم البخل الداء الذي لا دواء له في فروجهم و ذلك أنهم كانوا على طريق السيارة إلى الشام و مصر و كان ينزل بهم الضيفان فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه و إنما فعلوا ذلك لتنكل النازلة عليهم من غير شهوة بهم إلى ذلك فأوردهم البخل هذا الداء حتى صاروا يطلبونه من الرجال و يعطون عليه الجعل و كان لوط سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به فنهوه عن ذلك و قالوا لا تقرين ضيفا جاء ينزل بك فإنك
مجمع البيان ج : 4 ص : 686
إن فعلت فضحنا ضيفك فكان لوط إذا نزل به الضيف كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه و لما أراد الله سبحانه عذابهم بعث إليهم رسلا مبشرين و منذرين فلما عتوا عن أمره بعث الله إليهم جبرائيل (عليه السلام) في نفر من الملائكة فأقبلوا إلى إبراهيم قبل لوط فلما رآهم إبراهيم ذبح عجلا سمينا فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم و أوجس منهم خيفة قالوا يا إبراهيم إنا رسل ربك و نحن لا نأكل الطعام إنا أرسلنا إلى قوم لوط و خرجوا من عند إبراهيم فوقفوا على لوط و هو يسقي الزرع فقال من أنتم قالوا نحن أبناء السبيل أضفنا الليلة فقال لوط إن أهل هذه القرية قوم سوء ينكحون الرجال في أدبارهم و يأخذون أموالهم قالوا قد أبطأنا فأضفنا فجاء لوط إلى أهله و كانت امرأته كافرة فقال قد أتاني أضياف في هذه الليلة فاكتمي أمرهم قالت أفعل و كانت العلامة بينها و بين قومها أنه إذا كان عند لوط أضياف بالنهار تدخن من فوق السطح و إذا كان بالليل توقد النار فلما دخل جبرائيل (عليه السلام) و الملائكة معه بيت لوط وثبت امرأته على السطح فأوقدت نارا فأقبل القوم من كل ناحية يهرعون إليه أي يسرعون و دار بينهم ما قصة الله تعالى في مواضع من كتابه فضرب جبرائيل (عليه السلام) بجناحه على عيونهم فطمسها فلما رأوا ذلك علموا أنهم قد أتاهم العذاب فقال جبرائيل (عليه السلام) يا لوط اخرج من بينهم أنت و أهلك إلا امرأتك فقال كيف أخرج و قد اجتمعوا حول داري فوضع بين يديه عمودا من نور و قال اتبع هذا العمود و لا يلتفت منكم أحد فخرجوا من القرية فلما طلع الفجر ضرب جبرائيل بجناحه في طرف القرية فقلعها من تخوم الأرضين السابعة ثم رفعها في الهواء حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم و صراخ ديوكهم ثم قلبها عليها و هو قول الله عز و جل « فجعلنا عاليها سافلها » و ذلك بعد أن أمطر الله عليهم حجارة من سجيل و هلكت امرأته بأن أرسل الله عليها صخرة فقتلها و قيل قلبت المدينة على الحاضرين منهم فجعل عاليها سافلها و أمطرت الحجارة على الغائبين فأهلكوا بها و قال الكلبي أول من عمل عمل قوم لوط إبليس الخبيث لأن بلادهم أخصبت فانتجعها أهل البلدان فتمثل لهم إبليس في صورة شاب ثم دعاهم إلى دبره فنكح في دبره ثم عبثوا بذلك العمل فلما كثر ذلك فيهم عجت الأرض إلى ربها فسمعت السماء فعجت إلى ربها فسمع العرش فعج إلى ربه فأمر الله السماء أن تحصبهم و أمر الأرض أن تخسف بهم .

مجمع البيان ج : 4 ص : 687
وَ إِلى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شعَيْباً قَالَ يَقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكم مِّنْ إِلَه غَيرُهُ قَدْ جَاءَتْكم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكمْ فَأَوْفُوا الْكيْلَ وَ الْمِيزَانَ وَ لا تَبْخَسوا النَّاس أَشيَاءَهُمْ وَ لا تُفْسِدُوا فى الأَرْضِ بَعْدَ إِصلَحِهَا ذَلِكمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كنتُم مُّؤْمِنِينَ(85) وَ لا تَقْعُدُوا بِكلِّ صِرَط تُوعِدُونَ وَ تَصدُّونَ عَن سبِيلِ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِهِ وَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَ اذْكرُوا إِذْ كنتُمْ قَلِيلاً فَكَثرَكمْ وَ انظرُوا كَيْف كانَ عَقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ(86) وَ إِن كانَ طائفَةٌ مِّنكمْ ءَامَنُوا بِالَّذِى أُرْسِلْت بِهِ وَ طائفَةٌ لَّمْ يُؤْمِنُوا فَاصبرُوا حَتى يحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَ هُوَ خَيرُ الحَْكِمِينَ(87)
اللغة
الإيفاء إتمام الشيء إلى حد الحق فيه و منه إيفاء العهد و هو إتمامه بالعمل به و الكيل تقدير الشيء بالمكيال حتى يظهر مقداره منه و الوزن تقديره بالميزان و المساحة تقديره بالذراع أو ما زاد عليه أو نقص و البخس النقص عن الحد الذي يوجبه الحق و الإفساد إخراج الشيء إلى حد لا ينتفع به بدلا من حال ينتفع بها و ضده الإصلاح و الصد الصرف عن الفعل بالإغواء فيه كما يصد الشيطان عن ذكر الله و عن الصلاة يقال صده عن الأمر يصده أي منعه العوج بكسر العين في الدين و كل ما لا يرى و العوج بفتح العين في العود و كل ما يرى كالحائط و غيره و الطائفة الجماعة من الناس و هو من الطوف مأخوذة من أنها تجتمع على الطواف .

الإعراب
مدين اسم للمدينة أو القبيلة لا ينصرف للتعريف و التأنيث و جائز أن يكون أعجميا عن الزجاج « بكل صراط » بمعنى على كل صراط و يجوز تعاقب الحروف الثلاثة هنا الباء و على و في تقول لا تقعد بكل صراط و على كل صراط و في كل صراط لأنه اجتمع معاني
مجمع البيان ج : 4 ص : 688
الأحرف الثلاثة فيه فإن الباء للإلصاق و هو قد لاصق المكان و على للاستعلاء و هو قد علا المكان و في للمحل و قد حل المكان و من آمن في موضع نصب بأنه مفعول به أي و تصدون المؤمنين بالله و إنما قال « فاصبروا » فجعل الصبر جزاء و هو لازم على كل حال لأن المعنى فسيقع جزاء كل فريق بما يستحقه من ثواب أو عقاب كأنه قال فأنتم مصبوون على حكم الله بذلك .

المعنى
ثم عطف سبحانه على ما تقدم من القصص قصة شعيب فقال « و إلى مدين » أي و أرسلنا إلى مدين « أخاهم شعيبا » و قيل إن مدين ابن إبراهيم الخليل فنسبت القبيلة إليه قال عطاء هو شعيب بن توبة بن مدين بن إبراهيم و قال قتادة هو شعيب بن بويب قال ابن إسحاق هو شعيب بن ميكيل بن يشحب بن مدين بن إبراهيم و أم ميكيل بنت لوط و كان يقال له خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه و هو أصحاب الأيكة و قال قتادة أرسل شعيب مرتين إلى مدين مرة و إلى أصحاب الأيكة مرة « قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم » قد مر تفسيره « فأوفوا الكيل و الميزان » أي أتموا ما تكيلونه على الناس بالمكيال و ما تزنونه عليهم بالميزان و معناه أدوا حقوق الناس على التمام في المعاملات « و لا تبخسوا الناس أشياءهم » أي لا تنقصوهم حقوقهم و قال قتادة و السدي البخس الظلم و منه المثل تحسبها حمقاء و هي باخس « و لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها » يعني لا تعملوا في الأرض بالمعاصي و استحلال المحارم بعد أن أصلحها الله بالأمر و النهي و بعثة الأنبياء و تعريف الخلق مصالحهم و قيل لا تفسدوا بأن لا تؤمنوا فيهلك الله الحرث و النسل « ذلكم » الذي أمرتكم به « خير لكم » و أعود عليكم « إن كنتم مؤمنين » أي مصدقين بالله و إنما علق خيريته بالإيمان و إن كان هو خيرا على كل حال من حيث إن من لا يكون مؤمنا بالله و عارفا بنبيه لم يمكنه أن يعلم أن ذلك خير له فكأنه قال لهم كونوا مؤمنين لتعلموا أن ذلك خير لكم و يمكن أن يكون المراد لا ينفعكم إيفاء الكيل و الوزن إلا بعد أن تكونوا مؤمنين و قال الفراء لم يكن لشعيب معجزة على نبوته لأن الله تعالى لم يذكر له دلالة في القرآن و هو غلط لأنه لا يجوز أن يخلي الله تعالى نبيا عن معجزة هذا و قد قال سبحانه « قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا » فجاء بالفاء جوابا للجزاء و يجوز أن يكون له معجزات و إن لم تذكر في القرآن كما أن أكثر آيات نبينا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و معجزاته غير مذكورة في القرآن و لم يوجب ذلك نفيها « و لا تقعدوا بكل صراط توعدون » قيل في معناه أقوال ( أحدها ) أنهم كانوا يقعدون
مجمع البيان ج : 4 ص : 689
على طريق من قصد شعيبا للإيمان به فيخوفونه بالقتل عن ابن عباس و الحسن و قتادة و مجاهد ( و ثانيها ) أنهم كانوا يقطعون الطريق فنهاهم عن أبي هريرة و عبد الرحمن بن زيد و يمكن أن يكونا أرادا به أنهم كانوا يقطعون الطريق على الناس عن قصد شعيب فيرجع إلى معنى القول الأول ( و ثالثها ) أن المراد لا تقعدوا بكل طريق من طرق الدين فتطلبونه له العوج بإيراد الشبه و تقولون لشعيب إنه كذاب فلا يفتننكم عن الدين و تتوعدونه « و تصدون عن سبيل الله من آمن به » أي تمنعون عن دين الله من أراد أن يؤمن به من الناس « و تبغونها عوجا » الهاء راجعة إلى السبيل أي تبغون السبيل عوجا عن الحق و هو أن تقولوا هذا كذب و هذا باطل و ما أشبه ذلك عن قتادة و قيل معناه تلتمسون لها الزيغ عن مجاهد و قيل معناه لا تستقيمون على طريق الهدى عن الحسن و قيل تريدون الاعوجاج و العدول عن القصد عن الزجاج « و اذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم » أي كثر عددكم قال ابن عباس و ذلك أن مدين بن إبراهيم تزوج بنت لوط فولدت حتى كثر أولادها قال الزجاج و جائز أن يكون كثركم جعلكم أغنياء بعد أن كنتم فقراء و جائز أن يكونوا غير ذوي مقدرة و أقدار فكثرهم و جائز أن يكون عددهم قليلا فكثرهم « و انظروا كيف كان عاقبة المفسدين » يعني فكروا في عواقب أمر عاد و ثمود و لوط و إنزال العقاب بهم و استئصال شافتهم و ما حل بهم من البوار « و إن كان طائفة » أي جماعة « منكم آمنوا بالذي أرسلت به » أي صدقوني في رسالتي و قبلوا قولي « و طائفة لم يؤمنوا » لم يصدقوني « فاصبروا حتى يحكم الله بيننا » خاطب الطائفتين و معناه لا يغرنكم تفرق الناس عني فإن جميل العاقبة لي و سيجزي الله كل واحد من الفريقين بما يستحقه على عمله في الدنيا أو الآخرة دون الدنيا « و هو خير الحاكمين » لأنه لا يجوز عليه الجور و لا المحاباة في الحكم و هذا وعيد لهم قال البلخي أمرهم في هذه الآية بالكف عما كانوا يفعلون من الصد عن الدين و الإبعاد عليه و الكف عنه خير و رشد و لم يأمرهم بالمقام على الكفر و في ذلك دلالة على أنه ليس كل أفعال الكفار كفر و معصية كما يذهب إليه بعض أهل النظر .



أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page