• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء الثامن سورة الأعراف31 الی 37


مجمع البيان ج : 4 ص : 636
* يَبَنى ءَادَمَ خُذُوا زِينَتَكمْ عِندَ كلِّ مَسجِد وَ كلُوا وَ اشرَبُوا وَ لا تُسرِفُوا إِنَّهُ لا يحِب الْمُسرِفِينَ(31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَ الطيِّبَتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِىَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا فى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا خَالِصةً يَوْمَ الْقِيَمَةِ كَذَلِك نُفَصلُ الاَيَتِ لِقَوْم يَعْلَمُونَ(32)
القراءة
قرأ نافع وحده خالصة بالرفع و الباقون بالنصب .

الحجة
قال أبو علي من رفعه جعله خبر المبتدأ الذي هو « هي » و يكون « للذين آمنوا » تبيينا للخلوص و لا شيء فيه على هذا و من قال هذا حلو حامض أمكن أن يكون « للذين آمنوا » خبرا و خالصة خبر آخر و من نصب « خالصة » كان حالا مما في قوله « للذين آمنوا » أ لا ترى أن فيه ذكرا يعود إلى المبتدأ الذي هو هي فخالصة حال عن ذلك الذكر و العامل في الحال ما في اللام من معنى الفعل و حجة من رفع أن المعنى هي تخلص للذين آمنوا يوم القيامة و إن شركهم فيها غيرهم من الكافرين في الدنيا و من نصب فالمعنى عنده ثابتة للذين آمنوا في حال خلوصها يوم القيامة لهم و انتصاب « خالصة » على الحال أشبه بقوله « إن المتقين في جنات و عيون آخذين » و نحو ذلك مما انتصب الاسم فيه على الحال بعد الابتداء و خبره و ما يجري مجراه إذا كان فيه معنى فعل قال الزجاج من نصب « خالصة » فهو حال على أن العامل في قولك « في الحياة الدنيا » في تأويل الحال كأنك تقول هي ثابتة للمؤمنين مستقرة في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة قال أبو علي قوله « في الحياة الدنيا » يحتمل ثلاثة أضرب ( أحدها ) أن يكون قل هي في الحياة الدنيا للذين آمنوا خالصة على أن يكون خبر هي قوله « للذين آمنوا » و يكون « في الحياة الدنيا » ظرفا و العامل فيه الظرف الذي هو قوله « للذين آمنوا » و التقدير هي في الحياة الدنيا للمؤمنين مقدار خلوصها يوم القيامة ففي هذا الوجه يجوز تقديرها مقدمة على اللام الجارة لأنه ظرف للذين آمنوا و الظروف و إن كان العامل فيها المعاني فإن تقديمها عليها جائز و إن لم يجز ذلك في الأحوال و يحتمل أن يكون قوله « في الحياة الدنيا » متصلا بالصلة التي هي « آمنوا » و هي العاملة فيه و المعنى هي للذين آمنوا في حياتهم أي للذين آمنوا و لم
مجمع البيان ج : 4 ص : 637
يكفروا فيها خالصة فموضع في على هذا نصب ب آمنوا و يجوز أن يكون « في الحياة الدنيا » في موضع حال و صاحب الحال هو هي و العامل في الحال معنى الفعل و هو قوله « للذين آمنوا » و المعنى قل هي لهم مستقرة في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة و لا يجوز في هذا الوجه و لا في الوجه الذي قبله تقدير تقديم « في الحياة » على قوله « للذين آمنوا » أما في الوجه الأول فلأن قوله « في الحياة » صلة الذين و لا يجوز تقديم الصلة على الموصول و أما في الوجه الآخر فلأنه في موضع الحال و الحال لا يجوز تقديمها إذا كان العامل فيها معنى الفعل و هذا الوجه الثالث ذكره أبو إسحاق و أما قراءة من قرأ « خالصة » بالنصب جعله منصوبا على الحال على أن العامل في قوله « في الحياة الدنيا » على تأويل الحال إلى آخر كلامه فينبغي أن تعلم أن من نصب « خالصة » في قراءة جاز أن يكون « في الحياة الدنيا » ظرفا للذين آمنوا و العامل فيه معنى الفعل و جاز أن يكون متعلقا ب آمنوا و ظرفا له و جاز أن يكون في موضع الحال كما ذكر فالوجهان الأولان لا يحتاج معهما إلى تقدير شيء حتى تعلقه بما قبل أما إذا كان ظرفا للأم الجارة فمعنى الفعل يعمل فيه كما تقول لك ثوب كل يوم و إذا كان من الصلة فنفس الفعل الظاهر يعمل فيه فأما إذا جعلته حالا فإنه ينبغي أن تقدر فعلا و أو اسم فاعل يكون في موضع الحال و يكون في الحياة متعلقا به و لا يوهمنك قول أبي إسحاق الذي ذكرناه أنه يلزم أن يقدر قوله « في الحياة الدنيا » في تقدير الحال لا غير إذا جعلت خالصة منصوبا على الحال فإن الوجهين الآخرين كل واحد منهما مع نصب « خالصة » على الحال سائغ جائز .

المعنى
لما تقدم ذكر ما أنعم الله سبحانه على عباده من اللباس و الرزق أمرهم في أثرها بتناول الزينة و التستر و الاقتصاد في المأكل و المشرب فقال « يا بني آدم » و هو خطاب لسائر المكلفين « خذوا زينتكم عند كل مسجد » أي خذوا ثيابكم التي تتزينون بها للصلاة في الجمعات و الأعياد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) و قيل عند كل صلاة روى العياشي بإسناده أن الحسن بن علي (عليهماالسلام) كان إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه فقيل له يا ابن رسول الله لم تلبس أجود ثيابك فقال إن الله جميل يحب الجمال فأتجمل لربي و هو يقول « خذوا زينتكم عند كل مسجد » فأحب أن ألبس أجود ثيابي و قيل معناه خذوا ما تسترون به عوراتكم و إنما قال ذلك لأنهم كانوا يتعرون من ثيابهم للطواف على ما تقدم بيانه و كان يطوف الرجال بالنهار و النساء بالليل فأمرنا بلبس الثياب في الصلاة و الطواف عن جماعة من المفسرين و قيل إن أخذ الزينة هو التمشط عند كل صلاة روي ذلك عن الصادق (عليه السلام) « و كلوا و اشربوا »
مجمع البيان ج : 4 ص : 638
صورته صورة الأمر و المراد الإباحة و هو عام في جميع المباحات « و لا تسرفوا » أي لا تجاوزوا الحلال إلى الحرام قال مجاهد لو أنفقت مثل أحد في طاعة الله لم تكن مسرفا و لو أنفقت درهما أو مدا في معصية الله لكان إسرافا و قيل معناه لا تخرجوا عن حد الاستواء في زيادة المقدار و قد حكي أن الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق فقال ذات يوم لعلي بن الحسين بن واقد ليس في كتابكم من علم الطب شيء و العلم علمان علم الأديان و علم الأبدان فقال له علي قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابه و هو قوله « كلوا و اشربوا و لا تسرفوا » و جمع نبينا (صلى الله عليهوآلهوسلّم) الطب في قوله المعدة بيت الداء و الحمية رأس كل دواء و أعط كل بدن ما عودته فقال الطبيب ما ترك كتابكم و لا نبيكم لجالينوس طبا و قيل معناه و لا تأكلوا محرما و لا باطلا على وجه لا يحل و أكل الحرام و إن قل إسراف و مجاوزة للحد و ما استقبحه العقلاء و عاد بالضرر عليكم فهو أيضا إسراف لا يحل كمن يطبخ القدر بماء الورد و يطرح فيها المسك و كمن لا يملك إلا دينار فاشترى به طيبا فتطيب به و ترك عياله محتاجين « إنه لا يحب المسرفين » أي يبغضهم لأنه سبحانه قد ذمهم به و لو كان بمعنى لا يحبهم و لا يبغضكم لم يكن ذما و لا مدحا و لما حث الله سبحانه على تناول الزينة عند كل مسجد و ندب إليه الأكل و الشرب و نهي عن الإسراف و كان قوم من العرب يحرمون كثيرا من هذا الجنس حتى أنهم كانوا يحرمون السمون و الألبان في الإحرام و كانوا يحرمون السوائب و البحائر أنكر عز اسمه ذلك عليهم فقال « قل » يا محمد « من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق » أي من حرم الثياب التي تتزين بها الناس مما أخرجها الله من الأرض لعباده و الطيبات من الرزق قيل هي المستلذات من الرزق و قيل هي و المحللات و الأول أظهر لخلوصها يوم القيامة للمؤمنين « قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة » قال ابن عباس يعني أن المؤمنين يشاركون المشركين في الطيبات في الدنيا فأكلوا من طيبات طعامهم و لبسوا من جياد ثيابهم و نكحوا من صالح نسائهم ثم يخلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا و ليس للمشركين فيها شيء قال الفراء مجازاة هي للذين آمنوا مشتركة في الدنيا و هي خالصة لهم في الآخرة و هذا معنى قول ابن عباس و قيل معناه قل هي في الحياة الدنيا للذين آمنوا غير خالصة من الهموم و الأحزان و المشقة و هي خالصة يوم القيامة من ذلك عن الجبائي « كذلك نفصل الآيات » أي كما نميز لكم الآيات و ندلكم بها على منافعكم و صلاح
مجمع البيان ج : 4 ص : 639
دينكم كذلك نفصل الآيات « لقوم يعلمون » و في هذه الآية دلالة على جواز لبس الثياب الفاخرة و أكل الأطعمة الطيبة من الحلال و روى العياشي بإسناده عن الحسين بن زيد عن عمه عمر بن علي عن أبيه زين العابدين بن الحسين بن علي (عليهماالسلام) أنه كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا فإذا أصاف تصدق به و لا يرى بذلك بأسا و يقول « قل من حرم زينة الله » الآية و بإسناده عن يوسف بن إبراهيم قال دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) و عليه جبة خز و طيلسان خز فنظر إلي فقلت جعلت فداك هذا خز ما تقول فيه فقال و ما بأس بالخز قلت فسداه إبريسم قال لا بأس به فقد أصيب الحسين (عليه السلام) و عليه جبة خز ثم قال إن عبد الله بن عباس لما بعثه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الخوارج لبس أفضل ثيابه و تطيب بأطيب طيبه و ركب أفضل مراكبه فخرج إليهم فوافقهم قالوا يا ابن عباس بينا أنت خير الناس إذ أتيتنا في لباس الجبابرة و مراكبهم فتلا هذه الآية « قل من حرم زينة الله » إلى آخرها فالبس و تجمل فإن الله جميل يحب الجمال و ليكن من حلال و في الآية دلالة أيضا على أن الأشياء على الإباحة لقوله « من حرم » فالسمع ورد مؤكدا لما في العقل .
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبىَ الْفَوَحِش مَا ظهَرَ مِنهَا وَ مَا بَطنَ وَ الاثْمَ وَ الْبَغْىَ بِغَيرِ الْحَقِّ وَ أَن تُشرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزِّلْ بِهِ سلْطناً وَ أَن تَقُولُوا عَلى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ(33) وَ لِكلِّ أُمَّة أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَستَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَستَقْدِمُونَ(34)
اللغة
التحريم هو المنع من الفعل بإقامة الدليل على وجوب تجنبه و ضده التحليل و هو الإطلاق في الفعل بالبيان على جواز تناوله و أصل التحريم المنع من قولهم حرم فلان الرزق حرمانا فهو محروم و أحرم بالحج و حرمة الرجل زوجته و الحرمات الجنايات و المحرم القرابة التي لا يحل تزوجها و حريم الدار ما كان من حقوقها و الفواحش جمع فاحشة و هي أقبح القبائح و هي الكبائر و البغي الاستطالة على الناس و حده طلب الترؤس بالقهر من غير حق و أصله الطلب و ينبغي كذا أي هو أولى أن يطلب و السلطان و البرهان و البيان و الفرقان
مجمع البيان ج : 4 ص : 640
نظائر و حدودها تختلف فالبيان إظهار المعنى للنفس كإظهار نقيضه و البرهان إظهار صحة المعنى و إفساد نقيضه و الفرقان إظهار تميز المعنى مما التبس به و السلطان إظهار ما يتسلط به على نقيض المعنى بالإبطال و الأمة الجماعة التي يعمها معنى و أصلها من أمه يومه إذا قصده فالأمة الجماعة التي على مقصد واحد و الأجل الوقت المضروب لانقضاء المهل لأن بين العقد الأول الذي يضرب لنفس الأجل و بين الوقت الآخر مهلا مثل أجل الدين و أجل الرزق و أجل الوعد و أجل العمر .

المعنى
ثم بين سبحانه المحرمات فقال « قل » يا محمد « إنما حرم ربي الفواحش » أي جميع القبائح و الكبائر عن الجبائي و أبي مسلم « ما ظهر منها و ما بطن » أي ما علن منها و ما خفي و قد ذكرنا ما قيل فيه في سورة الأنعام و معناه لم يحرم ربي إلا الفواحش لما قد بينا قبل أن لفظة إنما محققة لما ذكرنا فيه لما لم يذكر فذكر القبائح على الإجمال ثم فصل للبيان فقال « و الإثم و البغي » فكأنه قال حرم ربي الفواحش التي منها الإثم و منها البغي و منها الإشراك بالله و قيل إن الفواحش هي الزنا و هو الذي بطن منها و التعري في الطواف و هو الذي ظهر منها عن مجاهد و قيل هي الطواف فما ظهر منها طواف الرجال بالنهار و ما بطن طواف النساء بالليل و الإثم قيل هو الذنوب و المعاصي عن الجبائي و قيل الإثم ما دون الحد عن الفراء و قيل الإثم الخمر عن الحسن و أنشد الأخفش :
شربت الإثم حتى ضل عقلي
كذاك الإثم يذهب بالعقول و قال آخر :
نهانا رسول الله أن نقرب الخنا
و أن نشرب الإثم الذي يوجب الوزرا و البغي الظلم و الفساد و قوله « بغير الحق » تأكيد كقوله و يقتلون النبيين بغير حق و قيل قد يخرج البغي من كونه ظلما إذا كان بسبب جائز في الشرع كالقصاص « و أن تشركوا بالله » أي و حرم الشرك بالله « ما لم ينزل به سلطانا » أي لم يقم عليه حجة و كل إشراك بالله فهو بهذه الصفة ليس عليه حجة و لا برهان « و إن تقولوا على الله ما لا تعلمون » أي و حرم القول على الله بغير علم ثم بين تعالى ما فيه تسلية النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) في تأخير عذاب الكفار فقال « و لكل أمة أجل » أي لكل جماعة و أهل عصر وقت لاستئصالهم عن الحسن و لم يقل لكل أحد لأن
مجمع البيان ج : 4 ص : 641
ذكر الأمة يقتضي تقارب أعمار أهل العصر و وجه آخر و هو أنه يقتضي إهلاكهم في الدنيا بعد إقامة الحجة عليهم بإتيان الرسل و قال الجبائي المراد بالأجل هنا أجل العمر الذي هو مدة الحياة و هذا أقوى لأنه يعم جميع الأمم « فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون » أي لا يتأخرون « ساعة » عن ذلك الوقت « و لا يستقدمون » أي لا يتقدمون ساعة على ذلك الوقت و قيل معناه لا يطلبون التأخر عن ذلك الوقت للإياس عنه و لا يطلبون التقدم عليه و معنى « جاء أجلهم » قرب أجلهم كما يقال جاء الصيف إذا قارب وقته .
يَبَنى ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسلٌ مِّنكُمْ يَقُصونَ عَلَيْكمْ ءَايَتى فَمَنِ اتَّقَى وَ أَصلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَ لا هُمْ يحْزَنُونَ(35) وَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِئَايَتِنَا وَ استَكْبرُوا عَنهَا أُولَئك أَصحَب النَّارِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ(36)
الإعراب
« إما » أصله إن الجزاء دخلت عليه ما و لدخولها دخلت النون الثقيلة في « يأتينكم » و لو قال إن يأتينكم لم يجز و قد شرحنا هذا في سورة البقرة و بيناه و قال سيبويه إن حتى و أما و إلا لا يجوز فيهن الإمالة لأن هذه الألفات ألزمت الفتح لأنها أواخر حروف جاءت لمعنى ففصل بينها و بين أواخر الأسماء التي فيها الألف نحو حبلى و هدى إلا أن حتى كتبت بالياء لأنها على أربعة أحرف فأشبهت سكرى و أما التي للتخيير شبهت بأن التي ضمت إليها ما فكتبت بالألف و إلا كتبت بالألف لأنها لو كتبت بالياء لأشبهت إلى .

المعنى
لما تقدم ذكر النعم الدنيوية عقبه بذكر النعم الدينية « يا بني آدم » هو خطاب يعم جميع المكلفين من بني آدم من جاءه الرسول منهم و من جاز أن يأتيه الرسول معطوف على ما تقدم « إما يأتينكم » أي إن يأتكم « رسل منكم » أي من جنسكم « يقصون عليكم آياتي » أي يعرضونها عليكم و يخبرونكم بها « فمن اتقى » إنكار الرسل و الآيات « و أصلح » عمله و قيل فمن اتقى المعاصي و اجتنبها و التقوى اسم جامع لذلك و تقديره فمن اتقى منكم و أصلح « فلا خوف عليهم » في الدنيا « و لا هم يحزنون » في الآخرة « و الذين كذبوا ب آياتنا » أي حججنا « و استكبروا عنها » أي عن قبولها « أولئك أصحاب النار »
مجمع البيان ج : 4 ص : 642
الملازمون لها « هم فيها خالدون » باقون فيها على وجه الدوام و التأييد .
فَمَنْ أَظلَمُ مِمَّنِ افْترَى عَلى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّب بِئَايَتِهِ أُولَئك يَنَالهُُمْ نَصِيبهُم مِّنَ الْكِتَبِ حَتى إِذَا جَاءَتهُمْ رُسلُنَا يَتَوَفَّوْنهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضلُّوا عَنَّا وَ شهِدُوا عَلى أَنفُسِهِمْ أَنهُمْ كانُوا كَفِرِينَ(37)
اللغة
النيل وصول النفع إلى العبد إذا أطلق فإن قيد وقع على الضرر لأن أصله الوصول إلى الشيء من نلت أنال نيلا قال امرؤ القيس :
سماحة ذا و بر ذا و وفاء ذا
و نائل ذا إذا صحا و إذا سكر و التوفي قبض الشيء بتمامه يقال توفيته و استوفيته .

المعنى
ثم ذكر سبحانه وعيد المكذبين فقال « فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا » أي لا أحد أظلم منه صورته صورة الاستفهام و المراد به الإخبار و إنما جاء بلفظ الاستفهام ليكون أبلغ « أو كذب ب آياته » الدالة على توحيده و نبوة رسله « أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب » أي من العذاب إلا أنه كنى عن العذاب بالكتاب لأن الكتاب ورد به كقوله « لكن حقت كلمة العذاب على الكافرين » عن الحسن و أبي صالح و قيل معناه ينالهم نصيبهم من العمر و الرزق و ما كتب لهم من الخير و الشر فلا يقطع عنهم رزقهم بكفرهم عن الربيع و ابن زيد و قيل ينالهم جميع ما كتب لهم و عليهم عن مجاهد و عطية « حتى إذا جاءتهم رسلنا » يعني الملائكة أي حتى إذا استوفوا أرزاقهم و جاءهم ملك الموت مع أعوانه « يتوفونهم » أي يقبضون أرواحهم و قيل معناه حتى إذا جاءتهم الملائكة لحشرهم يتوفونهم إلى النار يوم القيامة عن الحسن « قالوا » يعني الملائكة « أين ما كنتم تدعون من دون الله » من الأوثان و الأصنام و المراد بهذا السؤال توبيخهم أي هلا دفعوا عنكم ما نزل بكم من
مجمع البيان ج : 4 ص : 643
العذاب « قالوا » يعني قال الكفار « ضلوا عنا » أي ذهبوا عنا و افتقدناهم فلا يقدرون على الدفع عنا و بطلت عبادتنا إياهم « و شهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين » أي أقروا على نفوسهم بالكفر .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page