• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

دفع اشكال في حب المال والجاه


دفع اشكال في حب المال والجاه
إن قيل: الوجه في حبهما بالعرض وفي حب قدر ما يضطر إليهما في المعيشة وضرورة البدن ظاهر، فما الوجه في حبهما باعيانهما وفي حب الزائد عن قدر الضرورة منهما؟ كحب جمع المال، وكنز الكنوز، وادخار الذخائر، واستكثار الخزائن وراء جميع الحاجات، وحب اتساع الجاه وانتشار الصيت إلى اقاصي البلاد التي يعلم قطعاً أنه قط لا يطؤها ولا يشاهد أهلها ليعظموه ويعينوه على غرض من اغراضه، فانه مع ذلك يلتذ به غاية الالتذاذ ويسر به غاية السرور، حتى لا يجد في نفسه لذة أقوى منه، ويراه فوق جميع لذاته وابتهاجاته.
قلنا: الوجه في ذلك أمران:
الأول ـ دفع ألم الخوف الناشئ من سوء الظن وطول الأمل. فان الإنسان وإن كان من المال ما يكفيه في الحال، إلا أنه لطول أمله قد يخطر بباله ان المال الذي فيه كفايته ربما يتلف فيحتاج إلى غيره، فإذا خطر ذلك بباله، هاج الخوف في قلبه، ولا يزول ألم الخوف إلا بالأمن الحاصل من وجود مال آخر يفزع إليه إن أصابت هذا المال آفة، فهو أبداً لحبه للحياة وشفقته على نفسه يقدر طول الحياة وهجوم الحاجات، ويقدر إمكان تطرق الآفات إلى الأموال ويستشعر الخوف من ذلك، فيطلب ما يدفع خوفه، وهو كثرة المال، حتى ان اصيب بطائفة من ماله يفزع إلى الأخرى. وهذا خوف لا موقف له عند مقدار مخصوص من المال، ولذلك لم يكن لميله موقف إلى أن يملك جميع ما في الدنيا، ولذلك قال (ص): " منهومان لا يشبعان: منهوم العلم، ومنهوم المال " ومثل هذه العلة تطرد في حب قيام المنزلة والجاه في قلوب الاباعد عن وطنه وبلده، فانه لا يخلو عن تقدير سبب يزعجه عن الوطن، أو يزعج أولئك عن أوطانهم إلى وطنهم إلى وطنه، ويحتاج إلى الاستعانة بهم ومهما كان ذلك ممكناً، كان للنفس لذة وسرور بقيام المنزلة في قلوبهم، لما فيه من الأمن من هذا الخوف.
الثاني ـ أن الإنسان مركب من أصول مختلفة: هي القوة الشهوية، والقوة السبعية، والقوة الشيطانية، والروح الذي هو أمر رباني، ولذلك له ميل إلى صفات بهيمية، كالأكل والوقاع، والى صفات سبعية، كالقتل والايذاء، والى صفات شيطانية، كالمكر والخديعة والاغواء، والى صفات ربوبية، كالعلم والقدرة والكبر والعز والفخر والاستعلاء، فهو لما فيه من الأمر الرباني يحب الربوبية بالطبع، ومعنى الربوبية التوحد بالكمال، والتفرد بالوجود على سبيل الاستقلال، والاستيلاء على جميع الأشياء بالغلبة، واستناد الكل إليه بالصدور منه والمعلولية.
وبالجملة: مقتضى الربوبية التفرد بالوجود والكمال ورجوع كل وجود وكمال إليه، إذ هو التام فوق التمام، ولا يتحقق ذلك إلا بالتفرد بالوجود والكمال والقدرة والاستيلاء على جميع ما عداه. إذ المشاركة في الوجود نقص لا محالة، فكمال الشمس في أنها موجودة وحدها. فلو كانت معها شمس اخرى كان ذلك نقصاناً في حقها، إذ لم تكن متفردة بكمال معنى الشمسية فإذا كان معنى الربوبية هو التفرد بالوجود والكمال، وكل إنسان كان فيه أمر رباني، فالتفرد بالوجود والكمال محبوب له بالطبع، وضده ـ اعني العبودية ـ قهر على نفسه، لأنه علم أن المتفرد بالوجود والكمال هو الله تعالى، إذ ليس معه موجود سواه، فان ما سواه أثر من آثار قدرته لا قوام له بذاته، بل هو قائم به، وليس له معية بالوجود بالنسبة إليه تعالى، إذ المعية توجب المساواة في الرتبة، وهي نقصان في الكمال إذا الكامل الحقيقي من لا نظير له في الوجود، والكمال بوجه من الوجوه وان كان لغيره وجود وكمال بعد كونه صادراً منه معلولا له، إذ تحقق الموجودات وذوات الممكنات لا يوجب نقصاناً في ذاته سبحانه بعد استنادها جميعها إليه، وكونها أضعف منه بمراتب غير متناهية في الوجود والكمال شدة وقوة، فكما ان اشراق نور الشمس في أقطار الآفاق ليس نقصاناً في الشمس، بل هو من جملة كمالها، وانما نقصانها بوجود شمس أخرى مساوية لها في الرتبة مستغنية عنها، فكذلك وجود كل ما في العالم إذا كان من اشراق نور القدرة الإلهية تابعاً لها، لم يكن ذلك نقصاناً في الواجب سبحانه، بل كان كمالا له.
ولما علم ذلك، وتيقن بأن التفرد بالوجود والكمال والاستيلاء التام على جميع الأشياء لا يليق به، لأنه عبد مملوك مقهور تحت القدرة الإلهية، عرف أنه عاجز عن درك منتهى الكمال الذي هو التفرد بالوجود والاستيلاء أي كون وجود غيره منه. إلا أنه لم تسقط شهوته للكمال، بل هو محب له ملتذ به لذاته لا لمعنى آخر وراء الكمال، وطالب لتحصيل ما يتمكن منه. فمطلق الكمال محبوب عنده، إلا أن طلبه إنما يتعلق بالكمال الممكن في حقه ومن الكمال الممكن في حقه أن يحصل له نوع استيلاء على كل الموجودات، فكان ذلك محبوباً عنده ومطلوباً له. ولما كانت الموجودات منقسمة إلى مالا تحصى ولكن لا تستولى عليه قدرة الخلق بالتصرف، كالأفلاك والكواكب وملكوت السماوات ونفوس الملائكة والجن والشياطين والجبال والبحار وغير ذلك، والى ما يقبل التغير وتستولي عليه قدرة العباد، كالأرض وأجزائها وما عليها من المعادن والنبات والحيوان، ومن جملتها قلوب الآدميين ونفوسهم لكونها قابلة للتغيير والتأثير مثل أجسادهم واجساد سائر الحيوانات ـ فلم يكن للإنسان أن يتصور إمكان استيلائه على الكل بالتصرف فيه، فلم يتعرض لطلب ذلك، بل أحب في كل منها نوع الاستيلاء الذي يمكن في حقه والاستيلاء الذي يمكنه في حقه بالنظر إلى القسمين الاولين هو الاحاطة عليه بالعلم والاطلاع على اسراره، لأن ذلك نوع استيلاء. إذ المحاط به تحت القدرة، والعالم كالمستولى عليه. ولذلك أحب الإنسان ان يعرف الواجب تعالى والملائكة والافلاك والكواكب وعجائب الملك والملكوت، لأن ذلك نوع استيلاء، والاستيلاء نوع كمال.
وأما القسم الثالث، فيمكنه أن يستولى عليه بالتصرف فيه كيف يريد فيقدر على الاراضي والأملاك بأن يتصرف فيها بالحيازة والضبط والزرع والغرس، وعلى الأجساد الأرضية الحيوانية والنباتية والجمادية بالركوب والضبط والحمل والرفع والوضع والتسليم والمنع، وعلى نفوس الآدميين وقلوبهم بأن تكون مسخرة متصرفة تحت اشارته وارادته وصيرورتها محبة له باعتقاد الكمال فيه. ولكون هذا النوع من الاستيلاء نوع كمال، أحب الإنسان هذا الاستيلاء على الأموال والقلوب، وإن كان لا يحتاج إليهما في ملبسه ومطعمه وفي شهوات نفسه، ولذلك طلب استرقاق العبيد واستعباد الأحرار ولو بالقهر والغلبة وقد ظهر مما ذكر: أن محبوب النفس بذاتها هو الكمال بالعلم والقدرة، والمال والجاه محبوب لكونه من أسباب القدرة ولما كانت المعلومات والمقدورات غير متناهية، فلا يكاد أن تقف النفس إلى حد من العلم والقدرة، ولهما درجات غير متناهية، فسرور كل نفس ولذتها بقدر الدرجة التي تدركها.


دفع اشكال في حب المال والجاه
إن قيل: الوجه في حبهما بالعرض وفي حب قدر ما يضطر إليهما في المعيشة وضرورة البدن ظاهر، فما الوجه في حبهما باعيانهما وفي حب الزائد عن قدر الضرورة منهما؟ كحب جمع المال، وكنز الكنوز، وادخار الذخائر، واستكثار الخزائن وراء جميع الحاجات، وحب اتساع الجاه وانتشار الصيت إلى اقاصي البلاد التي يعلم قطعاً أنه قط لا يطؤها ولا يشاهد أهلها ليعظموه ويعينوه على غرض من اغراضه، فانه مع ذلك يلتذ به غاية الالتذاذ ويسر به غاية السرور، حتى لا يجد في نفسه لذة أقوى منه، ويراه فوق جميع لذاته وابتهاجاته.
قلنا: الوجه في ذلك أمران:
الأول ـ دفع ألم الخوف الناشئ من سوء الظن وطول الأمل. فان الإنسان وإن كان من المال ما يكفيه في الحال، إلا أنه لطول أمله قد يخطر بباله ان المال الذي فيه كفايته ربما يتلف فيحتاج إلى غيره، فإذا خطر ذلك بباله، هاج الخوف في قلبه، ولا يزول ألم الخوف إلا بالأمن الحاصل من وجود مال آخر يفزع إليه إن أصابت هذا المال آفة، فهو أبداً لحبه للحياة وشفقته على نفسه يقدر طول الحياة وهجوم الحاجات، ويقدر إمكان تطرق الآفات إلى الأموال ويستشعر الخوف من ذلك، فيطلب ما يدفع خوفه، وهو كثرة المال، حتى ان اصيب بطائفة من ماله يفزع إلى الأخرى. وهذا خوف لا موقف له عند مقدار مخصوص من المال، ولذلك لم يكن لميله موقف إلى أن يملك جميع ما في الدنيا، ولذلك قال (ص): " منهومان لا يشبعان: منهوم العلم، ومنهوم المال " ومثل هذه العلة تطرد في حب قيام المنزلة والجاه في قلوب الاباعد عن وطنه وبلده، فانه لا يخلو عن تقدير سبب يزعجه عن الوطن، أو يزعج أولئك عن أوطانهم إلى وطنهم إلى وطنه، ويحتاج إلى الاستعانة بهم ومهما كان ذلك ممكناً، كان للنفس لذة وسرور بقيام المنزلة في قلوبهم، لما فيه من الأمن من هذا الخوف.
الثاني ـ أن الإنسان مركب من أصول مختلفة: هي القوة الشهوية، والقوة السبعية، والقوة الشيطانية، والروح الذي هو أمر رباني، ولذلك له ميل إلى صفات بهيمية، كالأكل والوقاع، والى صفات سبعية، كالقتل والايذاء، والى صفات شيطانية، كالمكر والخديعة والاغواء، والى صفات ربوبية، كالعلم والقدرة والكبر والعز والفخر والاستعلاء، فهو لما فيه من الأمر الرباني يحب الربوبية بالطبع، ومعنى الربوبية التوحد بالكمال، والتفرد بالوجود على سبيل الاستقلال، والاستيلاء على جميع الأشياء بالغلبة، واستناد الكل إليه بالصدور منه والمعلولية.
وبالجملة: مقتضى الربوبية التفرد بالوجود والكمال ورجوع كل وجود وكمال إليه، إذ هو التام فوق التمام، ولا يتحقق ذلك إلا بالتفرد بالوجود والكمال والقدرة والاستيلاء على جميع ما عداه. إذ المشاركة في الوجود نقص لا محالة، فكمال الشمس في أنها موجودة وحدها. فلو كانت معها شمس اخرى كان ذلك نقصاناً في حقها، إذ لم تكن متفردة بكمال معنى الشمسية فإذا كان معنى الربوبية هو التفرد بالوجود والكمال، وكل إنسان كان فيه أمر رباني، فالتفرد بالوجود والكمال محبوب له بالطبع، وضده ـ اعني العبودية ـ قهر على نفسه، لأنه علم أن المتفرد بالوجود والكمال هو الله تعالى، إذ ليس معه موجود سواه، فان ما سواه أثر من آثار قدرته لا قوام له بذاته، بل هو قائم به، وليس له معية بالوجود بالنسبة إليه تعالى، إذ المعية توجب المساواة في الرتبة، وهي نقصان في الكمال إذا الكامل الحقيقي من لا نظير له في الوجود، والكمال بوجه من الوجوه وان كان لغيره وجود وكمال بعد كونه صادراً منه معلولا له، إذ تحقق الموجودات وذوات الممكنات لا يوجب نقصاناً في ذاته سبحانه بعد استنادها جميعها إليه، وكونها أضعف منه بمراتب غير متناهية في الوجود والكمال شدة وقوة، فكما ان اشراق نور الشمس في أقطار الآفاق ليس نقصاناً في الشمس، بل هو من جملة كمالها، وانما نقصانها بوجود شمس أخرى مساوية لها في الرتبة مستغنية عنها، فكذلك وجود كل ما في العالم إذا كان من اشراق نور القدرة الإلهية تابعاً لها، لم يكن ذلك نقصاناً في الواجب سبحانه، بل كان كمالا له.
ولما علم ذلك، وتيقن بأن التفرد بالوجود والكمال والاستيلاء التام على جميع الأشياء لا يليق به، لأنه عبد مملوك مقهور تحت القدرة الإلهية، عرف أنه عاجز عن درك منتهى الكمال الذي هو التفرد بالوجود والاستيلاء أي كون وجود غيره منه. إلا أنه لم تسقط شهوته للكمال، بل هو محب له ملتذ به لذاته لا لمعنى آخر وراء الكمال، وطالب لتحصيل ما يتمكن منه. فمطلق الكمال محبوب عنده، إلا أن طلبه إنما يتعلق بالكمال الممكن في حقه ومن الكمال الممكن في حقه أن يحصل له نوع استيلاء على كل الموجودات، فكان ذلك محبوباً عنده ومطلوباً له. ولما كانت الموجودات منقسمة إلى مالا تحصى ولكن لا تستولى عليه قدرة الخلق بالتصرف، كالأفلاك والكواكب وملكوت السماوات ونفوس الملائكة والجن والشياطين والجبال والبحار وغير ذلك، والى ما يقبل التغير وتستولي عليه قدرة العباد، كالأرض وأجزائها وما عليها من المعادن والنبات والحيوان، ومن جملتها قلوب الآدميين ونفوسهم لكونها قابلة للتغيير والتأثير مثل أجسادهم واجساد سائر الحيوانات ـ فلم يكن للإنسان أن يتصور إمكان استيلائه على الكل بالتصرف فيه، فلم يتعرض لطلب ذلك، بل أحب في كل منها نوع الاستيلاء الذي يمكن في حقه والاستيلاء الذي يمكنه في حقه بالنظر إلى القسمين الاولين هو الاحاطة عليه بالعلم والاطلاع على اسراره، لأن ذلك نوع استيلاء. إذ المحاط به تحت القدرة، والعالم كالمستولى عليه. ولذلك أحب الإنسان ان يعرف الواجب تعالى والملائكة والافلاك والكواكب وعجائب الملك والملكوت، لأن ذلك نوع استيلاء، والاستيلاء نوع كمال.
وأما القسم الثالث، فيمكنه أن يستولى عليه بالتصرف فيه كيف يريد فيقدر على الاراضي والأملاك بأن يتصرف فيها بالحيازة والضبط والزرع والغرس، وعلى الأجساد الأرضية الحيوانية والنباتية والجمادية بالركوب والضبط والحمل والرفع والوضع والتسليم والمنع، وعلى نفوس الآدميين وقلوبهم بأن تكون مسخرة متصرفة تحت اشارته وارادته وصيرورتها محبة له باعتقاد الكمال فيه. ولكون هذا النوع من الاستيلاء نوع كمال، أحب الإنسان هذا الاستيلاء على الأموال والقلوب، وإن كان لا يحتاج إليهما في ملبسه ومطعمه وفي شهوات نفسه، ولذلك طلب استرقاق العبيد واستعباد الأحرار ولو بالقهر والغلبة وقد ظهر مما ذكر: أن محبوب النفس بذاتها هو الكمال بالعلم والقدرة، والمال والجاه محبوب لكونه من أسباب القدرة ولما كانت المعلومات والمقدورات غير متناهية، فلا يكاد أن تقف النفس إلى حد من العلم والقدرة، ولهما درجات غير متناهية، فسرور كل نفس ولذتها بقدر الدرجة التي تدركها.

الكمال الحقيقي في العلم والقدرة لا المال والجاه

الكمال الحقيقي في العلم والقدرة لا المال والجاه
لما عرفت أن المحبوب عند الإنسان هو العلم والقدرة والمال والجاه لكونها كمالا، فاعلم أنه اشتبه الأمر عليه باغواء الشيطان، حيث التبس عليه الكمال الحقيقي بالوهمي، وتيقن بكون جميع ذلك كمالا وأحبه. إذ التحقيق أن بعضها كمال حقيقي وبعضها كمال وهمي لا اصل له، والسعي في طلبه جهل وخسران وتضييع وقت وخذلان.
بيان ذلك: أنه لا ريب في عدم كون المال والجاه كمالا، لأن القدرة والاستيلاء على أعيان الأموال بوجوه التصرف وعلى القلوب والأبدان بالتسخير والانقياد ينقطع بالموت، فمن ظن ذلك كمالا فقد جهل. فالخلق كلهم في غمرة هذا الجهل، فانهم يظنون أن القدرة على الأجساد بقهر الحشمة، وعلى أعيان الأموال بسعة الغنى، وعلى تعظيم القلوب بسعة الجاه كمال. ولما اعتقدوا كون ذلك كمالا أحبوه، ولما احبوه طلبوه، ولما طلبوه شغلوا به وتهالكوا عليه، فنسوا الكمال الحقيقي الذي يوجب القرب من الله، اعني العلم والحرية كما يأتي. فهؤلاء هم الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون، وهم الذين لم يفهموا قوله تعالى:
" المال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً "[1].
فالعلم والحرية وفضائل الأخلاق هي الباقيات الصالحات التي تبقى كمالا للنفس بعد خراب البدن، والمال والجاه هو الذي ينقضي على القرب وهو كما مثله الله تعالى، حيث قال:
" إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض..."[2].
وكل ما تذروه رياح الموت فهو زهرة الحياة الدنيا، وكل مالا يقطعه الموت فهو من الباقيات الصالحات.
فقد ظهر أن كمال القدرة بالمال والجاه كمال وهمي لا أصل له، وأن من قصر الوقت على طلبه وظنه مقصوداً فهو جاهل، إلا قدر البلغة منها إلى الكمال الحقيقي.
وأما العلم، فلا ريب في كون ما هو حقيقة العلم كمالا حقيقياً، إذ الكمال الحقيقي هو الذي يقرب من يتصف به من الله ويبقي كمالا للنفس بعد الموت. ولا شك في أن العلم بالله وبصفاته وأفعاله وحكمته في ملكوت السماوات والارض وترتيب الدنيا والآخرة وما يتعلق به هو المقرب للعبد إلى الله، إذ هو علم ثابت لا يقبل التغيير والانقلاب، إذ معلوماته أزلية أبدية وليس لها تغيير وانقلاب. حتى يتغير العلم بتغيرها مثل التغيرات التي يتغير العلم بها بتغيرها وانقلابها، كالعلم بكون زيد في الدار.
فهو علم ثابت أزلا وأبداً من دون تغير واختلاف، كالعلم بجواز الجائزات ووجوب الواجبات واستحالة المستحيلات. فهذا العلم ـ اعني معرفة الله ومعرفة صفاته وأفعاله ـ هو الكمال الحقيقي الذي يبقى بعد الموت وينطوي فيه العلم بالنظام الجملي الأصلح وجميع المعارف المحيطة بالموجودات وحقائق الأشياء، إذ الموجودات كلها من أفعاله، فمن عرفها من حيث هي فعل الله ومن حيث ارتباطها بالقدرة والارادة والحكمة، كانت هذه المعرفة من تكملة معرفة الله التي تبقى كمالا للنفس بعد الموت، وتكون نوراً للعارفين بعد الموت يسعى بين أيديهم وأيمانهم: " يقولون ربنا أتمم لنا نورنا "، وهي رأس مال يوصل إلى كشف مالم ينكشف في الدنيا، كما أن من معه سراج خفي، فانه يجوز أن يصير ذلك سبباً لزيادة النور بسراج آخر يقتبس منه، فيكمل النور بذلك النور الخفي على سبيل الاستتمام، ومن ليس معه أصل السراج لا مطمع له في ذلك. فمن ليس له أصل معرفة الله لم يكن له مطمع في هذا النور، بل هو في " ظلمات في بحر لجي، يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض ".
وما عدا هذه المعرفة من المعارف، إما لا فائدة فيه أصلاً، كمعرفة الشعر وأنساب العرب ومثلها، أو له منفعة في معرفة الله، كمعرفة لغة العرب والتفسير والفقه والأخبار، ومعرفة طريق تزكية النفس التي تفيد استعداداً لقبول الهداية إلى معرفة الله، كما قال تعالى:
" قد أفلح من زكاها[3]. وقال: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا[4].
فهو من حيث إنه وسيلة إلى معرفة الله والى تحصيل الحرية مما لا بد منه بالعرض.
ثم ان المعرفة التي هي كمال حقيقي للإنسان ليس كمال العلم وغايته، إذ لا يتصور كمال العلم ونهايته إلا للواجب تعالى، إذ كمال العلم انما يتحقق بأمور ثلاثة:
الأول ـ أن يحيط بكل المعلومات، ولا يتحقق ذلك في علم البشر. إذ ما أوتي من العلم إلا قليلا، بل العلم الذي يحيط بجميع المعلومات هو علم الله تعالى، وعلم العبد انما يتحقق ببعض المعلومات، وكلما كانت معلوماته اكثر كان علمه أقرب إلى علم الله تعالى.
الثاني ـ ان يتعلق بالمعلوم على ما هو به، ويكون المعلوم منكشفاً واضحاً في غاية الانكشاف والوضوح، بحيث لا يقبل انكشافاً أتم منه. وهذا أيضاً غير ممكن التحقق في حق الإنسان، إذ علمه لا يخلو عن كدرة وابهام، بل الكشف التام الذي هو غاية الظهور والانجلاء مختص بعلم الله تعالى، إذ معلوماته مكشوفة بأتم أنواع الكشف على ما هي عليها، وعلم العبد له ببعض مراتب الانكشاف، فكلما كان اجلى واوضح وأتقن واوفق للمعلوم في تفاصيل صفاته، كان أقرب إلى علم الله.
الثالث ـ أن يكون باقياً أبد الآباد، بحيث لا يتغير ولا يزول. وهذا أيضاً مختص بعلم الله تعالى، إذ علمه تعالى باق لا يتصور أن يختلف ويتغير ويزول، وعلم الإنسان يتغير ويزول، فكلما كان علمه بمعلومات لا تقبل التغير والانقلاب، كان أقرب إلى علم الله تعالى.
هذا، ومن الكمالات للإنسان: التحلي بفضائل الأخلاق والصفات لايجابها صفاء النفس المؤدى إلى البهجة الدائمية والحرية، أعني الخلاص من أسر الشهوات وغموم الدنيا والاستيلاء عليها بالقهر، تشبهاً بالملائكة الذين لا تستغرقهم الشهوة ولا يستهويهم الغضب، إذ رفع آثار الشهوة والغضب من النفس كمال حقيقي، لأنه صفات الملائكة. ومن صفات الكمال لله سبحانه عدم تطرق التغيير والتأثير على حريم كبريائه، فمن كان عن التغير والتأثر بالعوارض أبعد كان إلى الله أقرب.
وأما القدرة، فقد قال بعض العلماء: " أما القدرة فليس فيها كمال حقيقي للعبد، إذ القدرة الحقيقية لله، وما يحدث من الأشياء عقيب ارادة العبد وقدرته وحركته، فهي حادثة باحداث الله تعالى. نعم، له كمال من جهة القدرة بالاضافة إلى الحال، وهي وسيلة إلى كمال العلم، كسلامة أطرافه وقوة يده للبطش، ورجله للمشي، وحواسه للادراك، فان هذه القوى آلة للوصول به إلى حقيقة كمال العلم، وقد يحتاج في استيفاء هذه القوى إلى القدرة بالمال والجاه للتوصل به إلى المطعم والملبس، وذلك إلى قدر معلوم، فان لم يستعمله للوصول به إلى معرفة الله فلا خير فيه ألبته إلا من حيث اللذة الحالية التي تنقضي على القرب، ولا طريق للعبد إلى اكتساب كمال القدرة الباقية بعد موته، إذ قدرته على كل شيء من الأرضيات كالمال والابدان والنفوس، تنقطع بالموت ".
وأنت خبير بأن تحقق نوع قدرة للعباد مما لا ريب فيه، وان كانت أسبابها وأصلها من الله سبحانه، إلا أن القدرة على الأمور الدنيوية الفانية كالمال والأشخاص وغير ذلك، ليست كمالا حقيقياً، لزوالها بالموت. نعم الحق ثبوت القدرة النفسية للعبد ـ اعني تأثير نفسه في الغير من الكائنات تأثيراً روحانياً معنوياً، كما هو ظاهر من تأثير بعض النفوس في الإنسان والحيوان والنبات والجماد بأنواع التأثيرات، ومثل هذه القدرة تبقى للنفوس بعد الموت ولذا ترى أن من يستغيث ببعض النفوس الكاملة من الأموات يرى منها عجائب التأثيرات والاستفاضات، فما ذكره بعض العلماء من عدم بقاء قدرة للنفوس بعد الموت محل النظر.
وقد ظهر بما ذكر: أن الكمال الحقيقي للإنسان هو العلم الحقيقي وفضائل الأخلاق والحرية والقدرة.

علاج حب الجاه

علاج حب الجاه
اعلم ان علاج حب الجاه مركب من علم وعمل. وعلاجه العلمي: أن يعلم أن السبب الذي لأجله أحب الجاه ـ وهو كمال القدرة على اشخاص الناس وعلى قلوبهم ان صفا وسلم ـ فآخره الموت، فليس هو من الباقيات الصالحات بل لو سجد له كل من على وجه الأرض إلى خمسين سنة أو اكثر لا بد بالآخرة من موت الساجد والمسجود له، ويكون حاله كحال من مات قبله من ذوي الجاه مع المتواضعين له. ولا ينبغي للعاقل أن يترك بمثل ذلك الدين الذي هو الحياة الأبدية التي لا انقطاع لها. ومن فهم الكمال الحقيقي والكمال الوهمي ـ كما سبق ـ صغر الجاه في عينه، إلا أن ذلك انما يصغر في عين من ينظر إلى الآخرة كأنه يشاهدها ويستحقر العاجلة ويكون الموت كالحاصل عنده، وأبصار اكثر الخلق ضعيفة مقصورة على العاجلة لا يمتد نورها إلى مشاهدة العواقب، كما قال الله تعالى:
" بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى "[5]. وقال: " كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة "[6].
فمن هذه مرتبته، فينبغي ان يعالج قلبه من حب الجاه بمعرفة الآفات العاجلة، وهو يتفكر في الاخطار التي يستهدف لها أرباب الجاه في الدنيا فان كل ذي جاه محسود مقصود بالإيذاء، وخائف على الدوام على جاهه ولا يزال في الاضطراب والخوف من أن يتغير منزلته في القلوب. مع أن قلوب الناس أشد تغيراً وانقلاباً من القدر في غليانه، وهي مرددة بين الاقبال والاعراض، فكلما يبني على قلوب الخلق يضاهي ما يبني على أمواج البحر فانه لاثبات له. والاشتغال بمراعاة القلوب وحفظ الجاه ودفع كيد الحساد ومنع اذى الأعداء اشتغال عن الله وتعرض لمقته في العاجل والآجل كل ذلك غموم عاجلة مكدرة للذة الجاه، فلا يبقى في الدنيا أيضاً مرجوها بمخوفها، فضلا عما يفوت في الآخرة. فبهذا ينبغي أن تعالج البصيرة الضعيفة وأما من نفذت بصيرته وقوي ايمانه فلا التفات له إلى الدنيا فهذا هو العلاج العلمي.
وأما العلاج العملي فاسقاط الجاه عن قلوب الخلق بالانس بضد الجاه الذي هو الخمول ويقنع بالقبول من الخالق، وأقوى العلاج لقطع الجاه الاعتزال عن الناس والهجرة إلى مواضع الخمول، لا مجرد الاعتزال في بيته في البلدة التي هو فيها مشهور، لأن المعتزل في بيته في البلدة التي هو فيها مشهور عند أهلها لا يخلو بسبب عزلته عن حب المنزلة التي تترسخ له في القلوب، فربما يظن أنه ليس محباً لذلك الجاه وهو مغرور، وانما سكنت نفسه لأنها ظفرت بمقصودها، ولو تغير الناس عما اعتقدوا فيه وذموه أو نسبوه إلى امر غير لائق، ربما جزعت نفسه وتألمت وتوصلت إلى الاعتذار من ذلك واماطة ذلك الغبار عن قلوبهم، وربما يحتاج في إزالة ذلك عن قلوبهم إلى كذب وتلبيس ولا يبالي به، وبه يتبين انه بعد محب للجاه والمنزلة، ولا يمكنه ألا يحب المنزلة في قلوب الناس ما دام يطمع في الناس ولا يقطع الطمع عن الناس إلا بالقناعة. فمن قنع استغنى عن الناس، وإذا استغنى لم يشتغل قلبه بالناس ولم يكن لقيام منزلته في القلوب وزن عنده، بل من لم يطمع في الناس وكان من أهل المعرفة، كان الناس عنده كالبهائم، فكيف يكون طالباً لقيام منزلته في قلوبهم؟.
والحاصل: أن الغالب والباعث على قيام المنزلة في قلوب الناس هو الطمع منهم، ولذا ترى انك لا تطلب قيام منزلتك في قلوب من في أقصى المشرق أو المغرب، لعدم طمع لك فيهم، ثم ينبغي أن يستعين على المعالجة بالأخبار الواردة في ذم الجاه ـ كما مر ـ وفي مدح الخمول، كما ياتي.

حب الخمول

حب الخمول
ضد حب الجاه والشهرة حب الخمول، وهو شعبة من الزهد، كما أن حب الجاه شعبة من حب الدنيا. فحب الدنيا والزهد ضدان.
ثم الخمول من صفات المؤمنين وخصال الموقنين، وقد كانت طوائف العرفاء المتوحدين ومن يماثلهم من سلفنا الصالحين محبين له طالبين إياه، وكل من عرف الله واحبه وانس به، كان محباً للخمول متوحشاً من الجاه وانتشار الصيت، كما تنادى به كتب السير والتواريخ. وقد وردت بمدحه أخبار كثيرة، كقول رسول الله (ص): " إن اليسير من الرياء شرك، وان الله يحب الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يتحول من كل غبراء مظلمة ". وقوله (ص): " رب ذي طمرين لايؤبه له لو أقسم على الله لأبره، لو قال: اللهم أسألك الجنة! لأعطاه الجنة ولم يعطه من الدنيا شيئاً ". وقوله (ص): " ألا أدلكم على أهل الجنة؟ كل ضعيف مستضعف، لو اقسم على الله لأبره ". وقوله (ص): " إن أهل الجنة كل اشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، الذين إذا استأذنوا على الامراء لم يؤذن لهم، وإذا خطبوا النساء لم ينكحوا، وإذا قالوا لم ينصت لهم. حوائج أحدهم تتخلخل في صدره، لو قسم نوره يوم القيامة على الناس لوسعهم ". وقوله (ص): " إن من امتي من لو اتى احدكم يسأله ديناراً لم يعطه إياه، أو يسأله درهما لم يعطه اياه ولو سأل الله تعالى الجنة لأعطاها إياه، ولو سأله الدنيا لم يعطها اياه، وما منعها اياه لهوانه عليه " وقوله (ص): " قال الله عز وجل: ان من أغبط أوليائي عندي رجلا خفيف الحال، ذا حظ من صلاة، أحسن عبادة ربه بالغيب وكان غامضاً في الناس، جعل رزقه كفافاً فصبر عليه، عجلت منيته فقل تراثه وقل بواكيه "[7]. وورد: " أن الله تعالى يقول في مقام الامتنان على بعض عبيده: ألم أنعم عليك؟ ألم استرك؟ ألم أحمل ذكرك ". وقال بعض خيار الصحابة: " كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، احلاس البيوت، سرج الليل، جدد القلوب، خلقان الثياب. تعرفون في أهل السماء، وتخفون في أهل الأرض ". ومن اطلع على أحوال اكابر الدين والسلف الصالحين من ايثارهم الخمول والذل على الجاه والشهرة والغلبة، ثم في ما ورد في مدحهما من الأخبار، تيقن بأنهما من أوصاف المؤمنين، ولا بد للمؤمن من الاتصاف بهما، ولذا ورد: " أن المؤمن لا يخلو عن ذلة أو علة أو قلة ".

حب المدح

حب المدح
وكراهة الذم. وهما من نتائج حب الجاه، ومن المهلكات العظيمة إذ كل محب للمدح والثناء خائف من الذم، يجعل أفعاله وحركاته على ما يوافق رضا الناس، رجاءاً للمدح وخوفا من الذم. فيختار رضا المخلوق على رضا الخالق، فيرتكب المحظورات ويترك الواجبات، ويتهاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويتعدى عن الانصاف والحق، وكل ذلك من المهلكات، وليس للمؤمن أن يحوم حولها، بل المؤمن من لم يؤثر قط رضا المخلوق على رضا الخالق، ولا تأخذه في الله لومة لائم. ولعظم فساد حب المدح وغض الذم ورد في ذمهما ما ورد في الأخبار، قال رسول الله (ص): " إنما هلك الناس بإتباع الهوى وحب الثناء ". وقال (ص): " رأس التواضع أن تكره أن تذكر بالبر والتقوى ". وقال (ص) لرجل اثنى على آخر بحضرته: " لو كان صاحبك حاضراً فرضى بالذي قلت فمات على ذلك، دخل النار ". وقال (ص): لما مدح آخر: " ويحك! قطعت ظهره! ولو سمعك ما أفلح إلى يوم القيامة ". وقال (ص): " ألا لا تمادحوا! وإذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب ". وقال (ص): " ويل للصائم! وويل للقائم! وويل لصاحب التصوف! إلا من.... فقيل: يا رسول الله إلا من؟ فقال: إلا من تنزهت نفسه عن الدنيا، وأبغض المدحة واستحب المذمة ".

[1] الكهف، الآية: 46.
[2] يونس، الآية: 24.
[3] الشمس، الآية: 9.
[4] العنكبوت، الآية: 69.
[5] الأعلى، الآية: 16 ـ 17.
[6] القيامة، الآية: 20 ـ 21.
[7] تقدم الحديث في 2/59، وذكرنا في التعليقة تفسير معنى (حفيف). 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page