• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

اللسان أضر الجوارح


اللسان أضر الجوارح
اعلم أن اكثر ما تقدم من الرذائل المذكورة في هذا المقام: من الكذب والغيبة، والبهتان، والشماتة، والسخرية، والمزاح وغيرها، وفي المقام الثالث ـ اعني التكلم بما لا يعني والفضول والخوض في الباطل ـ من آفات اللسان وهو اضر الجوارح بالإنسان، وأعظمها اهلاكاً له، وآفاته اكثر من آفات سائر الأعضاء، وهي وان كانت من المعاصي الظاهرة، إلا أنها تودي إلى مساوىء الأخلاق والملكات. إذ الأخلاق انما ترسخ في النفس بتكرير الأعمال، والاعمال انما تصدر من القلب بتوسط الجوراح، وكل جارحة تصلح لأن تصدر منها الاعمال الحسنة الجالبة للأخلاق الجميلة، وأن تصدر منه الاعمال القبيحة المورثة للاخلاق السيئة، فلابد من مراعاة القلب والجوراح معا بصرفهما إلى الخيرات ومنعهما من الشرور. وعمدة ما تصدر منه الذمائم الظاهرة المؤدية إلى الرذائل الباطنية هو اللسان، وهو أعظم آفة للشيطان في استغواء نوع الإنسان فمراقبته اهم، ومحافظته أوجب وألزم. والسر فيه ـ كما قيل: أنه من نعم الله العظيمة، ولطائف صنعه الغريبة، فانه وإن كان صغيراً جرمه، عظيم طاعته وجرمه، إذ لا يتبين الإيمان والكفر إلا بشهادته، ولا يهتدى إلى شيء من أمور النشأتين إلا بدلالته، وما من موجود أو معدوم إلا وهو يتناوله ويتعرض له باثبات أو نفي، إذ كل ما يتناوله العلم يعبر عنه اللسان ما بحق أو باطل، ولا شيء إلا والعلم يتناوله.
وهذه خاصية لا توجد في سائر الاعضاء، إذ العين لاتصل إلى غير الالوان والصور، والاذن لا تصل إلى غير الأصوات، واليد لا تصل إلى غير الأجسام، وكذا سائر الاعضاء، واللسان رحب الميدان وسيع الجولان ليس له مرد، ولا لمجاله منتهى ولا حد، فله في الخير مجال رحب، وفي الشر ذيل سحب، فمن اطلق عذبة اللسان واهمله مرخي العنان سلك به الشيطان في كل ميدان، واوقعه في أودية الضلالة والخذلان، وساقه الله شفا جرف هار، إلى ان يضطره إلى الهلاك والبوار، ولذلك قال سيد الرسل (ص): " هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ "[1]. فلا ينجي من شر اللسان إلا أن يقيد بلجام الشرع، ولا يطلق إلا فيما ينفع في الدنيا والآخرة، ويكف عن كل ما يخشى غائلته في العاجلة والآجلة، وعلم ما يحمد اطلاق اللسان فيه أو يذم غامض عزيز، والعمل بمقتضاه على من عرفه ثقيل عسير، وهو أعصى الاعضاء على الإنسان، اذ لا تعب في تحريكه ولا مؤنة في اطلاقه فلا يجوز التساهل في الاحتراز عن آفاته وغوائله، وفي الحذر عن مصائده وحبائله.
والآيات والأخبار الواردة في ذمه وفي كثرة آفاته وفي الأمر بمحافظته والتحذير عنه كثيرة، وهي بعمومه تدل على ذم جميع آفاته مما مر ومما يأتي. قال الله سبحانه:
" ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد "[2].
وقال: " لا خير في كثيرٍ من نجواهم، إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس "[3].
وقال رسول الله (ص): " من يتكفل لي بما بين لحييه ورجليه، اتكفل له بالجنة ". وقال (ص): " من وقى شر قبقبه وذبذبه ولقلقه، فقد وقى "[4]: والقبقب: البطن والذبذب الفرج، واللقلق: اللسان. وقيل له (ص): " ما النجاة؟ قل: إملك عليك لسانك ". وقال (ص): " اكبر ما يدخل الناس النار إلا جوفان: الفم، والفرج "، والمراد بالفم اللسان. وقال (ص): " وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ ". وقال له رجل: " ما أخوف ما يخاف علي؟ فاخذ بلسانه، وقال: هذا ". وقال (ص): " لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " وقال (ص): " إذا أصبح ابن آدم أصبحت الأعضاء كلها تكفر اللسان، فتقول: اتق الله فينا، فانما نحن بك، فان استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا "[5]. " وقال له رجل: اوصني! فقال (ص): أعبد الله كأنك تراه وعد نفسك في الموتى وان شئت أنبأتك بما هو أملك لك من هذا كله ـ وأشار بيده إلى لسانه " وقال (ص): " ان الله عند لسان كل قائل، فليتق الله امرؤ على ما يقول ". وقال (ص): " من لم يحسب كلامه من عمله، كثرت خطاياه وحضر عذابه ". وقال (ص): يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذبه به شيئاً من الجوارح، فيقول أي رب! ‍عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئاً من الجوارح. فيقال له: خرجت منك كلمة بلغت مشارق الارض ومغاربها، فسفك بها الدم الحرام، وانتهب بها المال الحرام، وانتهك بها الفرج الحرام. وعزتي وجلالي!‍ لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئاً من جوارحك " وقال (ص): " ان كان في شيء سوم ففي اللسان ". وقال أمير المؤمنين (ع) لرجل يتكلم بفضول الكلام: " يا هذا‍ إنك تملي على حافظيك كتاباً إلى ربك، فتكلم بما يعنيك، ودع مالا يعنيك "[6] وقال أمير المؤمنين (ع): " المرء مخبوء تحت لسانه، فزن كلامك، واعرضه على العقل والمعرفة، فان كان لله وفي الله فتكلم وان كان غير ذلك فالسكوت خير منه، وليس على الجوارح عبادة اخف مؤنة وافضل منزلة واعظم قدراً عند الله كلام فيه رضى الله عز وجل ولوجهه ونشر آلائه ونعمائه في عباده، ألا ان الله لم يجعل فيما بينه وبين رسله معنى يكشف ما أسر اليهم من مكنونات علمه ومخزونات وحيه غير الكلام، وكذلك بين الرسل والامم، فثبت بهذا أنه أفضل الوسائل (والكلف والعبادة)[7]. وكذلك لا معصية أثقل على العبد وأسرع عقوبة عند الله وأشدها ملامة واجلها سآمة عند الخلق منه، واللسان ترجمان الضمير وصاحب خبر القلب، وبه ينكشف ما في سر الباطن، وعليه يحاسب الخلق يوم القيامة، والكلام خمر يسكر العقول ما كان منه لغير الله وليس شيء احق بطول السجن من اللسان "[8] وقال السجاد (ع): " إن لسان ابن آدم يشرف في كل يوم على جوارحه كل صباح فيقول: كيف اصبحتم؟ فيقولون بخير ان تركتنا‍ ويقولون: الله الله فينا‍ ويناشدونه ويقولون: انما نثاب ونعاقب بك ". وقال الصادق (ع): " ما من يوم إلا وكل عضو من اعضاء الجسد يكفر اللسان يقول: نشدتك الله أن نعذب فيك! "[9].


اللسان أضر الجوارح
اعلم أن اكثر ما تقدم من الرذائل المذكورة في هذا المقام: من الكذب والغيبة، والبهتان، والشماتة، والسخرية، والمزاح وغيرها، وفي المقام الثالث ـ اعني التكلم بما لا يعني والفضول والخوض في الباطل ـ من آفات اللسان وهو اضر الجوارح بالإنسان، وأعظمها اهلاكاً له، وآفاته اكثر من آفات سائر الأعضاء، وهي وان كانت من المعاصي الظاهرة، إلا أنها تودي إلى مساوىء الأخلاق والملكات. إذ الأخلاق انما ترسخ في النفس بتكرير الأعمال، والاعمال انما تصدر من القلب بتوسط الجوراح، وكل جارحة تصلح لأن تصدر منها الاعمال الحسنة الجالبة للأخلاق الجميلة، وأن تصدر منه الاعمال القبيحة المورثة للاخلاق السيئة، فلابد من مراعاة القلب والجوراح معا بصرفهما إلى الخيرات ومنعهما من الشرور. وعمدة ما تصدر منه الذمائم الظاهرة المؤدية إلى الرذائل الباطنية هو اللسان، وهو أعظم آفة للشيطان في استغواء نوع الإنسان فمراقبته اهم، ومحافظته أوجب وألزم. والسر فيه ـ كما قيل: أنه من نعم الله العظيمة، ولطائف صنعه الغريبة، فانه وإن كان صغيراً جرمه، عظيم طاعته وجرمه، إذ لا يتبين الإيمان والكفر إلا بشهادته، ولا يهتدى إلى شيء من أمور النشأتين إلا بدلالته، وما من موجود أو معدوم إلا وهو يتناوله ويتعرض له باثبات أو نفي، إذ كل ما يتناوله العلم يعبر عنه اللسان ما بحق أو باطل، ولا شيء إلا والعلم يتناوله.
وهذه خاصية لا توجد في سائر الاعضاء، إذ العين لاتصل إلى غير الالوان والصور، والاذن لا تصل إلى غير الأصوات، واليد لا تصل إلى غير الأجسام، وكذا سائر الاعضاء، واللسان رحب الميدان وسيع الجولان ليس له مرد، ولا لمجاله منتهى ولا حد، فله في الخير مجال رحب، وفي الشر ذيل سحب، فمن اطلق عذبة اللسان واهمله مرخي العنان سلك به الشيطان في كل ميدان، واوقعه في أودية الضلالة والخذلان، وساقه الله شفا جرف هار، إلى ان يضطره إلى الهلاك والبوار، ولذلك قال سيد الرسل (ص): " هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ "[1]. فلا ينجي من شر اللسان إلا أن يقيد بلجام الشرع، ولا يطلق إلا فيما ينفع في الدنيا والآخرة، ويكف عن كل ما يخشى غائلته في العاجلة والآجلة، وعلم ما يحمد اطلاق اللسان فيه أو يذم غامض عزيز، والعمل بمقتضاه على من عرفه ثقيل عسير، وهو أعصى الاعضاء على الإنسان، اذ لا تعب في تحريكه ولا مؤنة في اطلاقه فلا يجوز التساهل في الاحتراز عن آفاته وغوائله، وفي الحذر عن مصائده وحبائله.
والآيات والأخبار الواردة في ذمه وفي كثرة آفاته وفي الأمر بمحافظته والتحذير عنه كثيرة، وهي بعمومه تدل على ذم جميع آفاته مما مر ومما يأتي. قال الله سبحانه:
" ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد "[2].
وقال: " لا خير في كثيرٍ من نجواهم، إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس "[3].
وقال رسول الله (ص): " من يتكفل لي بما بين لحييه ورجليه، اتكفل له بالجنة ". وقال (ص): " من وقى شر قبقبه وذبذبه ولقلقه، فقد وقى "[4]: والقبقب: البطن والذبذب الفرج، واللقلق: اللسان. وقيل له (ص): " ما النجاة؟ قل: إملك عليك لسانك ". وقال (ص): " اكبر ما يدخل الناس النار إلا جوفان: الفم، والفرج "، والمراد بالفم اللسان. وقال (ص): " وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ ". وقال له رجل: " ما أخوف ما يخاف علي؟ فاخذ بلسانه، وقال: هذا ". وقال (ص): " لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " وقال (ص): " إذا أصبح ابن آدم أصبحت الأعضاء كلها تكفر اللسان، فتقول: اتق الله فينا، فانما نحن بك، فان استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا "[5]. " وقال له رجل: اوصني! فقال (ص): أعبد الله كأنك تراه وعد نفسك في الموتى وان شئت أنبأتك بما هو أملك لك من هذا كله ـ وأشار بيده إلى لسانه " وقال (ص): " ان الله عند لسان كل قائل، فليتق الله امرؤ على ما يقول ". وقال (ص): " من لم يحسب كلامه من عمله، كثرت خطاياه وحضر عذابه ". وقال (ص): يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذبه به شيئاً من الجوارح، فيقول أي رب! ‍عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئاً من الجوارح. فيقال له: خرجت منك كلمة بلغت مشارق الارض ومغاربها، فسفك بها الدم الحرام، وانتهب بها المال الحرام، وانتهك بها الفرج الحرام. وعزتي وجلالي!‍ لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئاً من جوارحك " وقال (ص): " ان كان في شيء سوم ففي اللسان ". وقال أمير المؤمنين (ع) لرجل يتكلم بفضول الكلام: " يا هذا‍ إنك تملي على حافظيك كتاباً إلى ربك، فتكلم بما يعنيك، ودع مالا يعنيك "[6] وقال أمير المؤمنين (ع): " المرء مخبوء تحت لسانه، فزن كلامك، واعرضه على العقل والمعرفة، فان كان لله وفي الله فتكلم وان كان غير ذلك فالسكوت خير منه، وليس على الجوارح عبادة اخف مؤنة وافضل منزلة واعظم قدراً عند الله كلام فيه رضى الله عز وجل ولوجهه ونشر آلائه ونعمائه في عباده، ألا ان الله لم يجعل فيما بينه وبين رسله معنى يكشف ما أسر اليهم من مكنونات علمه ومخزونات وحيه غير الكلام، وكذلك بين الرسل والامم، فثبت بهذا أنه أفضل الوسائل (والكلف والعبادة)[7]. وكذلك لا معصية أثقل على العبد وأسرع عقوبة عند الله وأشدها ملامة واجلها سآمة عند الخلق منه، واللسان ترجمان الضمير وصاحب خبر القلب، وبه ينكشف ما في سر الباطن، وعليه يحاسب الخلق يوم القيامة، والكلام خمر يسكر العقول ما كان منه لغير الله وليس شيء احق بطول السجن من اللسان "[8] وقال السجاد (ع): " إن لسان ابن آدم يشرف في كل يوم على جوارحه كل صباح فيقول: كيف اصبحتم؟ فيقولون بخير ان تركتنا‍ ويقولون: الله الله فينا‍ ويناشدونه ويقولون: انما نثاب ونعاقب بك ". وقال الصادق (ع): " ما من يوم إلا وكل عضو من اعضاء الجسد يكفر اللسان يقول: نشدتك الله أن نعذب فيك! "[9].

الصمت

الصمت
لما علمت كون اللسان شر الأعضاء وكثرة آفاته وذمه، فاعلم أنه لا نجاة من خطره إلا بالصمت، وقد اشير فيما سبق: أن الصمت ضد لجميع آفات اللسان، وبالمواظبة عليه تزول كلها، وهو من فضائل قوة الغضب أو الشهوة، وفضيلته عظيمة وفوائده جسيمة، فان فيه جمع الهم ودوام الوقار، والفراغ للعبادة والفكر والذكر، وللسلامة من تبعات القول في الدنيا ومن حسناته في الآخرة. ولذا مدحه الشرع وحث عليه، قال رسول الله (ص): " من صمت نجا ". وقال: " الصمت حكم، وقليل فاعله ". وقال (ص): " من كف لسانه ستر الله عورته ". وقال (ص): ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن: الصمت وحسن الخلق ". وقال (ص): " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو وليسكت ". وقال (ص): " رحم الله عبداً تكلم خيراً فغنم، أو سكت عن سوء فسلم ". وجاء إليه (ص) أعرابي وقال: " دلني على عمل يدخلني الجنة. قال: اطعم الجائع واسق الظمآن، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، فان لم تطق، فكف لسانك إلا من خير ". وقال (ص): " اخزن لسانك إلا من خير، فانك بذلك تغلب الشيطان " وقال (ص): " إذا رأيتم المؤمن صموتاً وقوراً فادنوا منه، فانه يلقن الحكمة ". وقال (ص): " الناس ثلاثة: غانم، وسالم، وشاحب، فالغانم: الذي يذكر الله، والسالم: الساكت، والشاحب: الذي يخوض في الباطل ". وقال (ص): " إن لسان المؤمن وراء قلبه، فإذا أراد أن يتكلم بشيء تدبره بقلبه، ثم أمضاه بلسانه. وان لسان المنافق امام قلبه، فإذا هم بشىء امضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه ". وقال (ص): " أمسك لسانك، فانها صدقة تصدق بها على نفسك "... ثم قال: " ولا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه ". وقال (ص) لرجل اتاه: " ألا أدلك على امر يدخلك الله به الجنة؟ قال: بلى يا رسول الله! قال: أنل مما أنالك الله! قال: فان كنت احوج ممن انيله؟ قال: فانصر المظلوم. قال: فان كنت أضعف ممن أنصره، قال: فاصنع للاخرق ـ يعني أشر عليه ـ. قال: فان كنت اخرق ممن أصنع له. قال: فاصمت لسانك إلا من خير، أما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى الجنة؟ ". وقال (ص): " نجاة المؤمن حفظ لسانه ". وجاء رجل إليه (ص) فقال: " يا رسول الله أوصني! قال: احفظ لسانك. قال: يا رسول الله اوصني! قال احفظ لسانك. قال: يا رسول الله اوصني! قال: احفظ لسانك. ويحك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ ".
وقيل لعيسى بن مريم (ع): " دلنا على عمل ندخل به الجنة. قال: لا تنطقوا أبداً. قالوا: لا نستطيع ذلك. قال: فلا تنطقوا إلا بخير ". وقال (ع) أيضاً: " العبادة عشرة اجزاء، تسعة منها في الصمت، وجزء في الفرار عن الناس ". وقال: " لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فان الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون ". وقال لقمان لابنه: " يا بني، إن كنت زعمت أن الكلام من فضة، فان السكوت من ذهب ".
وقال أبو جعفر الباقر (ع): " كان أبو ذر يقول: يا مبتغي العلم، إن هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقك ". وقال (ع): " إنما شعيتنا الخرس ". وقال الصادق (ع) لمولى له يقال له (سالم) ـ بعد أن وضع يده على شفتيه ـ: " يا سالم، احفظ لسانك تسلم، ولا تحمل الناس على رقابنا ". وقال (ع): " في حكمة آل داود: على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظاً للسانه ". وقال (ع): " لا يزال العبد المؤمن يكتب محسناً ما دام ساكتا فإذا تكلم كتب محسناً أو مسيئاً ". وقال (ع): " النوم راحة للجسد، والنطق راحة للروح، والسكوت راحة للعقل ". وقال (ع) " الصمت كنز وافر، وزين الحليم، وستر الجاهل ". وقال أبو الحسن الرضا (ع): " احفظ لسانك تعز، ولا تمكن الناس من قيادك فتذل رقبتك ". وقال (ع): " من علامات الفقه: الحلم، والعلم، والصمت، ان الصمت باب من أبواب الحكمة، إن الصمت يكسب المحبة، انه دليل على كل خير ". وقال (ع): " كان الرجل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك بعشر سنين "[10]
وفي (مصباح الشريعة) عن مولانا الصادق (ع) قال: " الصمت شعار المحققين بحقائق ما سبق وجف القلم به، وهو مفتاح كل راحة من الدنيا والآخرة، وفيه رضا الرب، وتخفيف الحساب والصون من الخطايا والزلل وقد جعله الله سترا على الجاهل وزيناً للعالم، ومعه عزل الهوى، ورياضة النفس، وحلاوة العبادة، وزوال قسوة القلب، والعفاف والمروة والظرف. فاغلق باب لسانك عما لك منه بد، لا سيما إذا لم تجد أهلا للكلام والمساعد في المذاكرة لله وفي الله، وكان ربيع بن خيثم يضع قرطاساً بين يديه، فيكتب كل ما يتكلم به ثم يحاسب نفسه عشية، ماله وما عليه، ويقول: آه آه! نجا الصامتون وبقينا. وكان بعض اصحاب رسول الله (ص) يضع الحصاة في فمه، فإذا أراد أن يتكلم بما علم أنه لله وفي الله ولوجه الله أخرجها. وان كثيراً من الصحابة ـ رضوان الله عليه ـ كانوا يتنفسون تنفس الغرقى، ويتكلمون شبه المرضى وانما سبب هلاك الخلق ونجاتهم الكلام والصمت. فطوبى لمن رزق معرفة عيب الكلام وهوائه، وعلم الصمت وفوائده! فان ذلك من أخلاق الأنبياء وشعار الاصفياء. ومن علم قدر الكلام أحسن صحبة الصمت ومن أشرف على ما في لطائف الصمت واؤتمن على خزائنه كان كلامه وصمته كله عبادة ولا يطلع على عبادته هذه إلا الملك الجبار "[11].
وقد ظهر من هذه الأخبار: أن الصمت مع سهولته أنفع للإنسان من كل عمل، وكيف لا يكون كذلك، وخطر اللسان الذي هو أعظم الاخطار وآفاته التي هي أشد المهلكات لا ينسد إلا به؟ والكلام وان كان في بعضه فوائد وعوائد، إلا أن الامتياز بين الممدوح والمذموم منه مشكل ومع الامتياز فالاقتصار على مجرد الممدوح عند اطلاق اللسان أشكل، وحينئذ فالصمت عما لا جزم بتضمنه للخير والثواب من الكلام أولى ونفع.
وقد نقل: " أن أربعة من أذكياء الملوك ـ ملك الهند، وملك الصين وكسرى، وقيصر ـ تلاقوا في وقت، فاجتمعوا على ذم الكلام ومدح الصمت فقال أحدهم: أنا أندم على ما قلت ولا أندم على ما لم أقل وقال الآخر: إني إذا تكلمت بالكلمة ملكتني ولم أملكها، وإذا لم أتكلم بها ملكتها ولم تملكني. وقال الثالث: عجبت للمتكلم، ان رجعت عليه كلمته ضرته، وان لم ترجع لم تنفعه. وقال الرابع: أنا على رد مالم اقل أقدر مني على رد ما قلت ".

حب الجاه والشهرة

حب الجاه والشهرة
والمراد بالشهرة: انتشار الصيت، ومعنى الجاه: ملك القلوب وتسخيرها بالتعظيم والاطاعة والانقياد له. وبعبارة اخرى: قيام المنزلة في قلوب الناس، وانما تصير القلوب مملوكة مسخرة للشخص، باشتمالها على اعتقاد اتصافه بكمال حقيقي، أو بما يظنه كمالا، من علم وعبادة، أو ورع وزهادة، أو قوة وشجاعة، أو بذل وسخاوة، أو سلطنة وولاية أو منصب ورياسة، أو غنى ومال، أو حسن وجمال، أو غير ذلك مما يعتقده الناس كمالا. وتسخير القلوب وانقيادها على قدر اعتقادها، وبحسب درجة ذلك الكمال عندها، فبقدر ما يعتقد أرباب القلوب تذعن له قلوبهم وبقدر اذعانها تكون قدرته عليهم، وبقدر قدرته يكون فرحه وحبه للجاه. ثم تلك القلوب تبعث أربابها على المدح والثناء، فان المعتقد للكمال لا يسكت عن ذكر ما يعتقده فيثني عليه، وعلى الخدمة والاعانة، فان لا يبخل ببذل نفسه في طاعته بقدر اعتقاده، وعلى الإيثار وترك المنازعة والتعظيم والتوقير والابتداء بالسلام وتسليم الصدر في المحافل والتقديم في جميع المقاصد.
(تنبيه): حب الجاه والشهرة إن كان من حيث ايجابهما الغلبة والاستيلاء حتى ترجع حقيقة إلى حبهما وكان طالبهما طالباً لهما، فهو من رذائل قوة الغضب، وان كان من حيث التوصل بهما إلى قضاء الشهوات وحظوظ النفس البهيمية، فهو من رذائل قوة الشهوة، وان كان من الحيثيتين فهو من رذائلهما بالاشتراك، بمعنى مدخلية كل منهما في حدوث خصوص هذه الصفة. والاصل اشتراك القوتين في حدوث حب الجاه والشهرة ـ كما ذكرناه في جملة ما يتعلق بهما معاً ـ بخلاف حب المال، فان الغالب أن حبه من حيث التوصل به إلى قضاء حظوظ القوة الشهوية، وكونه لمجرد الاستيلاء عليه بالمالكية والتمكن على التصرف فيه نادر، ولذا ذكرناه فيما يتعلق بقوة الشهوة.

ذم حب الجاه والشهرة

ذم حب الجاه والشهرة
اعلم ان حب الجاه والشهرة من المهلكات العظيمة، وطالبهما طالب الآفات الدنيوية والاخروية، ومن اشتهر اسمه وانتشر صيته لا يكاد أن تسلم دنياه وعقباه، إلا من شهره الله لنشر دينه من غير تكلف طلب للشهرة منه. ولذا ورد في ذمهما ما لا يمكن إحصاؤه من الآيات والأخبار: قال الله سبحانه:
" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً "[12]. وقال: " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفٍ اليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون "[13].
وهذا بعمومه متناول لحب الجاه، لأنه أعظم لذة من لذات الحياة الدنيا واكبر زينة من زينتها.
وقال رسول الله (ص): " حب الجاه والمال ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل ". وقال (ص): ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم باكثر فساداً من حب الجاه والمال في دين الرجل المسلم ". وقال (ص): " حسب امرىء من الشر إلا من عصمه الله أن يشير الناس اليه بالاصابع ". وقال أمير المؤمنين (ع): " تبذل ولا تشتهر، ولا ترفع شخصك لتذكر، وتعلم واكتم، واصمت تسلم، تسر الأبرار وتغيظ الفجار ". وقال الباقر (ع): " لا تطلبن الرياسة ولا تكن ذنباً، ولا تأكل الناس بنا فيفقرك الله ". وقال الصادق (ع): " إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون، فو الله ما خفقت النعال خلف رجل إلا هلك وأهلك! ". وقال (ع): " ملعون من ترأس، ملعون من هم بها، ملعون من حدث بها نفسه! " وقال (ع): " من أراد الرياسة هلك ". وقال (ع): " أترى لا اعرف خياركم من شراركم؟ بلى والله! إن شراركم من أحب أن يوطأ عقبه، أنه لا بد من كذاب أو عاجز الرأي "[14].
والأخبار بهذه المضامين كثيرة، ولكثرة آفاتها لا يزال اكابر العلماء وأعاظم الأتقياء يفرون منهما فرار الرجل من الحية السوداء، حتى أن بعضهم إذا جلس إليه أكثر من ثلاثة قام من مجلسه، وبعضهم يبكي لأجل أن اسمه بلغ المسجد الجامع، وبعضهم إذا تبعه اناس من عقبه التفت إليهم وقال: " على مَ تتبعوني، فو الله لو تعلمون ما اغلق عليه بابي ما تبعني منكم رجلان ". وبعضهم يقول: لا اعرف رجلا احب أن يعرف إلا ذهب دينه وافتضح ". وآخر يقول: " لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس ". وآخر يقول " والله ما صدق الله عبد إلا سره ألا يشعر بمكانه ".
ومن فساد حب الجاه: أن من غلب على قلبه حب الجاه، صار مقصور الهم على مراعاة الخلق، مشغوفا بالتودد إليهم والمراءاة لأجلهم، ولا يزال في أقواله وأفعاله متلفتاً إلى ما يعظم منزلته عندهم، وذلك بذر النفاق وأصل الفساد، ويجر لا محالة إلى التساهل في العبادات والمراآة بها والى اقتحام المحظورات للتوصل بها إلى اقتناص القلوب، ولذلك شبه رسول الله حب الشرف والمال وافسادهما للدين بذئبين ضاربين، وقال: " إنه ينبت النفاق كما ينبت الماء البقل "، إذ النفاق هو مخالفة الظاهر للباطن بالقول والفعل، وكل من طلب المنزلة في قلوب الناس يضطر إلى النفاق معهم، والى التظاهر بخصال حميدة هو خال عنها، وذلك عين النفاق.

الجاه أحب من المال

الجاه احب من المال
إنتلت لملك القلوب ترجيح على ملك المال بوجوه:
الأول ـ ان المال معرض التلف والزوال، لأنه يغصب ويسرق وتطمع فيه الملوك والظلمة، ويحتاج فيه إلى الحفظ والحراسة، وتتطرق إليه أخطار وأما القلوب إذا ملكت، فهي من الآفات محفوظة نعم انما يزول ملك القلوب بتغيير اعتقادها فيما صدقت به من الكمال الحقيقي أو الوهمي.
الثاني ـ ان التوصل بالجاه إلى المال أيسر من التوصل بالمال إلى الجاه فالعالم أو الزاهد الذي تقرر له جاه في القلوب، لو قصد اكتساب المال تيسر له بسهولة، لأن أموال أرباب القلوب مسخرة للقلوب، ومبذولة لمن اذعنت له بالانقياد واعتقدت فيه أوصاف الكمال، وأما الخسيس العاري عن الكمال إذا ظفر بكثرة من المال ولم يكن له جاه يحفظ به ماله وأراد أن يتوصل به إلى الجاه، لم يتيسر له.
الثالث ـ أن ملك القلوب يسرى وينمو ويتزايد من غير حاجة إلى تعب ومشقة، إذ القلوب إذا أذعنت بشخص واعتقدت اتصافه بعلم أو عمل أو غيره، أفصحت الالسنة بما فيها لا محالة، فيصف ما يعتقده لغيره وهو أيضاً يذعن به ويصفه لآخر، فلا يزال يستطار في الاقطار، ويسري من واحد إلى واحد، إلى أن يجتمع معظم القلوب على التعظيم والقبول، وأما المال، فمن ملك شيئاً منه فلا يقدر على استنمائه إلا بتعب ومقاساة. ولهذه الوجوه تستحقر الأموال في مقابلة عظم الجاه وانتشار الصيت وانطلاق الالسنة بالمدح والثناء.

لابد للإنسان من جاه

لا بد للإنسان من جاه
كما أن لابد من أدنى مال لضرورة المطعم والملبس والمسكن ومثله ليس بمذموم، فكذلك لا بد من أدنى جاه لضرورة المعيشة مع الخلق، إذ الإنسان كما لا يستغني عن طعام يتناوله فيجوز أن يحب الطعام والمال الذي يباع به الطعام فكذلك لا يستغني عن خادم بخدمه ورفيق يعينه وسلطان يحرسه ويدفع عنه ظلم الأشرار، فحبه لأن يكون له في قلب خادمه من المنزلة ما يدعوه إلى الخدمة وفي قلب رفيقه من المحل ما يحسن به مرافقته، وفي قلب السلطان من المحل ما يدفع به الشر عنه، ليس بمذموم. إذا الجاه كالمال وسيلة إلى الاغراض، فلا فرق بينهما، إلا أن هذا يقضي إلى ألا يكون المال والجاه محبوبين باعيانهما بل من حيث التوصل بهما إلى غيرهما ولا ريب في أن كل ما يراد به التوصل إلى محبوب فالمحبوب هو المقصود المتوسل إليه دون الوسيلة.
ومثل هذا الحب مثل حب الإنسان أن يكون في داره بيت الخلاء لقضاء حاجته، ولو استغنى عن قضاء الحاجة ولم يضطر إليه، كره اشتمال داره على بيت الخلاء، ومثل أن يحب زوجته ليدفع بها فضلة الشهوة، ولو كفى مؤنة الشهوة لأحب مهاجرتها، وإذا كان حبهما لضرورة البدن والمعيشة لا لذاتهما، لم يكن مذموماً، والمذموم أن يحبهما لذاتهما. وفيما يجاوز ضرورة البدن كحب زوجته لذاتها حب العشاق حتى لو كفى مؤنة الشهوة لبقى مستصحباً لحبها.
ثم حبهما باعيانهما وان كان مذموماً مرجوحاً، لكنه لا يوصف صاحبه بالفسق والعصيان مالم يحمله الحب على مباشرة معصية، وما لم يتوصل إلى اكتسابهما بكذب وخداع وتلبيس، وكأن يظهر للناس قولا أو فعلا اعتقدوا لأجله اتصافه بوصف ليس فيه، مثل العلم والورع أو علو النسب، وبذلك يطلب قيام المنزلة في قلوبهم، وما لم يتوصل إلى اكتسابهما بعبادة، إذ التوصل إلى المال والجاه بالعبادة جناية على الدين وهو حرام، واليه يرجع معنى الرياء المحظور، كما يأتي.
وأما طلبهما بصفة هو متصف بها، فهو مباح غير مذموم، وذلك كقول يوسف (ع):
" اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم "[15].
حيث طلب المنزلة في قلب الملك بكونه حفيظاً عليما، وكان صادقاً في قوله. وكذا طلبهما باخفاء عيب من عيوبه ومعصية من معاصيه، حتى لا يعلمه فلا تزول به منزلته في قلبه، مباح غير مذموم، إذ حفظ الستر على القبائح جائز، بل لا يجوز هتك الستر وإظهار القبيح، وهذا ليس فيه كذب وتلبيس بل هو سد لطريق العلم بما لا فائدة للعلم به، كالذي يخفي عن السلطان أنه يشرب الخمر ولا يلقى إليه أنه ورع، فان قوله إنه ورع تلبيس، وعدم اقراره بالشرب لا يوجب اعتقاد الورع، بل يمنع العلم بالشرب، وهو جائز شرعاً وعقلاً.
[1] رواه في " اصول الكافي ": باب الصمت وحفظ اللسان، فصححناه عليه.
[2] ق~، الآية: 18.
[3] النساء، الآية: 114.
[4] تقدم هذا الحديث في 2/4.
[5] صححنا الحديث على (كنز العمال): 2/111.
[6] صححنا الاحاديث الأربعة على (اصول الكافي): باب الصمت وحفظ اللسان. وعلى (الوافي): 2/340 وعلى (البحار) 3مج 15/188، 189.
[7] وفي نسخ (جامع السعادت): " والطف العبادة ".
[8] صححنا الحديث على (مصباح الشريعة): الباب 46.
[9] الحديثان الاخيران مرويان في (الكافي): باب الصمت. وقال في (الوافي) 2/340: " يكفر اللسان: أي يذل ويخضع. والتكفير: هو ان ينحني الإنسان ويطأطىء رأسه قريباً من الركوع ".
[10] صححنا الأحاديث هنا على (أصول الكافي): باب الصمت، وعلى (الوسائل) كتاب الحج، الباب 117 من أحكام العشرة. وعلى (المستدرك) 2/88، 89. وعلى (سفينة البحار): 2/50، 51. وعلى (البحار) 2مج15/189 باب السكوت والصمت. وعلى (إحياء العلوم): 3/93 ـ 95. وعلى (كنز العمال): 2/72 و111.
[11] مصباح الشريعة: الباب 27.
[12] القصص، الآية: 83.
[13] هود، الآية: 15 ـ 16.
[14] الأحاديث الخمسة الاخيرة صححناها على (أصول الكافي): باب طلب الرياسة. و(الوسائل): كتاب الجهاد، الباب 49 من أبواب جهاد النفس.
[15] يوسف، الآية: 55. 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page