(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاُوْلِي الأَلْبَابِ)
فنحن إذن - والحال هذه - ان لم نعتبر ونسترشد ونستنر منهم، من خطوات رجالهم ونسائهم أهل البيت، نكن قد ظلمنا أنفسنا ولم نظلم عدونا بل أسعدناه فقرت، عينه بنا.
مشكلتنا الأم أننا لم نتوفق إلى أن نتمثل آل رسول الله أهل بيت التحرير، كما لم نستلهم معاني القرآن بآياته التي قد طالما نلوكها بألسنتنا.. ولقد أكد القرآن المجيد حقيقة: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ...) الآية.
ومع هذا التأكيد بأن الله اشترى وأنه تعهد بالشراء والعطاء.. نلمس أن هناك من لا يريد أن يبيع .. ولربما كان هذا ممن يدعي الدين والأيمان...
لا يريد أن يبيع رغم أنه ممن يتلو آيات الشراء الإلهي ويرتل آيات القرآن ويقرأ أو يتسمع لآيات البطولة في كربلاء وغير كربلاء.. أنه ليفصل بين الآيات النظرية في المصحف الكريم وبين الآيات العملية في الساحة الكربلائية..
لا يريد أن يبيع، ولا أفهم كيف يحب المرء منا أن يربح وهو يتمنع من المبيع..
الحق على أصحاب الأقلام والمنابر والمساجد الذين لم يتجشموا عناء الحديث عن سبيل سلوك السوق التجارية الرابحة، ليعلموا الناس كيف يربحون وذلك بأن يدلوهم على كيفية الممارسات التجارية الناجحة الرابحة.. فلا بد لكي يبيع الناس ويبيع المسلم والمسلمة ما عندهما أن نعلمهما التجارة الرابحة في السوق الإسلامية الواسعة الرحبة.. وإلا غشوهم وخدعهم بعض السماسرة - وإلى أن نلتقي ببحث حول التجارة نرجو أن نوفق بحول الله وبإذنه - .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
(قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
والحمد لله ربّ العالمين
نهاية المطاف
- الزيارات: 3113