• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

امكان إزالة الغضب وطرق علاجه


(امكان إزالة الغضب وطرق علاجه)
قد اختلف علماء الأخلاق في إمكان إزالة الغضب بالكلية وعدمه، فقيل: قمع أصل الغضب من القلب غير ممكن، لانه مقتضى الطبع، انما الممكن كسر سورته وتضعيفه، حتى لا يشتد هيجانه، وانت خبير بان الغضب الذي يلزم إزالته هو الغضب المذموم، إذ غيره مما يكون باشارة العقل والشرع ليس غضباً فيه كلامنا، بل هو من آثار الشجاعة، والاتصاف به من اللوزام، وان أطلق عليه اسم الغضب أحياناً حقيقة أو مجازاً، كما روي عن أمير المؤمنين (ع) انه قال: " كان النبي (ص) لا يغضب للدنيا، وإذا اغضبه الحق لم يصرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ". ولا ريب ان الغضب الذي يحصل لرسول الله (ص) لم يكن غضباً مذموماً، بل كان غضباً ممدوحاً يقتضيه منصب النبوة، وتوجيه الشجاعة النبوية. ثم الغضب المذموم ممكن الزوال، ولولا امكانه لزم وجوده للانبياء والاوصياء، ولا ريب في بطلانه.
ثم علاجه يتوقف على أمور، وربما حصل ببعضها:
(الاول) إزالة أسبابه المهيجة له، إذ علاج كل علة بحسم مادتها، وهي: العجب، والفخر، والكبر، والغدر، واللجاج، والمراء، والمزاح، والاستهزاء، والتعيير، والمخاصمة، وشدة الحرص على فضول الجاه والاموال الفانية، وهي باجمعها أخلاق ردية مهلكة، ولا خلاص من الغضب مع بقائها، فلابد من ازالتها حتى تسهل ازالته.
(الثاني) ان يتذكر قبح الغضب وسوء عاقبته، وما ورد في الشريعة من الذم عليه، كما تقدم.
(الثالث) ان يتذكر ما ورد من المدح والثواب على دفع الغضب في موارده، ويتأمل فيما ورد من فوائد عدم الغضب، كقول النبي (ص): " من كف غضبه عن الناس كف الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة ". وقول الباقر (ع): " مكتوب في التوراة: فيما ناجى الله به موسى: أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي ". وقول الصادق (ع): " أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه: يابن آدم! اذكرني في غضبك اذكرك في غضبي، ولا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظلمت بمظلمة فارض باتنصاري لك، فان انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك ". وقوله (ع): " سمعت أبي يقول: أتى رسول الله (ص) رجل بدوي: فقال: اني اسكن البادية، فعلمني جوامع الكلم. فقال: آمرك ألا تغضب. فأعاد الاعرابي عليه المسألة ثلاث مرات، حتى رجع الرجل إلى نفسه، فقال: لا أسألك عن شيء بعد هذا، ما أمرني رسول الله (ص) إلا بالخير ". وقوله (ع): " ان رسول الله (ص) أتاه رجل فقال: يارسول الله! علمني عظة أتعظ بها، فقال له: انطلق ولاتغضب، ثم عاد عليه، فقال له: انطلق ولا تغضب... ثلاث مرات " وقوله (ع): " من كف غضبه ستر الله عورته "... إلى غير ذلك من الاخبار.
(الرابع) ان يتذكر فوائد ضد الغضب، أعني الحلم وكظم الغيظ، وما ورد من المدح عليهما في الاخبار ـ كما يأتي ـ ويواظب على مباشرته ولو بالتكلف، فيتحلم وان كان في الباطن غضباناً، وإذا فعل ذلك مدة صار عادة مألوفة هنيئة على النفس، فتنقطع عنها أصول الغضب.
(الخامس) ان يقدم الفكر والروية على كل فعل أو قول يصدر عنه، ويحافظ نفسه من صدور غضب عنه.
(السادس) ان يتحرز عن مصاحبة أرباب الغضب، والذين يتبجحون بتشفي الغيظ وطاعة الغضب، ويسمون ذلك شجاعة ورجولية، فيقولون: نحن لا نصبر على كذا وكذا، ولا نحتمل من أحد أمراً، ويختار مجالسة أهل الحلم، والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس.
(السابع) ان يعلم ان ما يقع انما هو بقضاء الله وقدره، وان الاشياء كلها مسخرة في قبضة قدرته، وان كل ما في الوجود من الله، وان الامر كله لله، لا يقدر له إلاّ ما فيه الخيرة، وربما كان صلاحه في جوعه، أو مرضه، أو فقره، أو جرحه أو قتله، أو غير ذلك. فإذا علم بذلك غلب عليه التوحيد، ولا يغضب على أحد، ولا يغتاظ عما يرد عليه، إذ يرى ـ حينئذ ـ ان كل شيء في قبضة قدرته اسير، كالقلم في يد الكاتب، فكما ان من وقع عليه ملك بضرب عنقه لا يغضب على القلم، فكذلك من عرف الله وعلم ان هذا النظام الجملى صادر منه على وفق الحكمة والمصلحة، ولو تغيرت ذرة منه عما هي عليه خرجت عن الاصلحية، لا يغضب على أحد، إلا ان غلبة التوحيد على هذا الوجه كالكبريت الأحمر وتوفيق الوصول إليه من الله الاكبر. ولو حصل لبعض المتجردين عن جلباب البدن يكون كالبرق الخاطف، ويرجع القلب إلى الالتفات إلى الوسائط رجوعاً طبيعياً، ولو تصور دوام ذلك لأحد لتصور لفرق الانبياء، مع ان التفاتهم في الجملة إلى الوسائط مما لا يمكن انكاره.
(الثامن) ان يتذكر ان الغضب مرض قلب ونقصان عقل، صادر عن ضعف النفس ونقصانها، لا عن شجاعتها وقوتها، ولذا يكون المجنون أسرع غضباً من العاقل، والمريض أسرع غضباً من الصحيح. والشيخ الهرم أسرع غضباً من الشاب، والمرأة اسرع غضباً من الرجل، وصاحب الأخلاق السيئة والرذائل القبيحة اسرع غضبا من صاحب الفضائل. فالرذل يغضب لشهوته إذا فاتته اللقمة، والبخيل يغاظ لبخله إذا فقد الحبة، حتى يغضب لفقد أدنى شىء على اعزة اهله وولده. والنفس القوية المتصفة بالفضيلة اجل شأنا من ان تتغير وتضطرب لمثل هذه الامور، بل هي كالطود الشاهق لا تحركه العواصف، ولذا قال سيد الرسل (ص): " ليس الشديد بالصرعة، انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ". وإن شككت في ذلك فافتح عينيك وانظر إلى طبقات الناس الموجودين، ثم ارجع إلى كتب السير والتواريخ، واستمع إلى حكايات الماضين، حتى تعلم: ان الحلم والعفو وكظم الغيظ شيمة الانبياء والحكماء واكابر الملوك والعقلاء، والغضب خصلة الجهلة والاغبياء.
(التاسع) ان يتذكر ان قدرة الله عليه اقوى واشد من قدرته على هذا الضعيف الذي يغضب عليه، وهو اضعف في جنب قوته القاهرة بمراتب غير متناهية من هذا الضعيف في جنب قوته، فليحذر، ولم يأمن إذا امضى غضبه عليه ان يمضى الله عليه غضبه في الدنيا والآخرة، وقد روي: " انه ما كان في بني اسرائيل ملك إلا ومعه حكيم، إذا غضب اعطاه صحيفة فيها: (ارحم المساكين، واخش الموت، واذكر الاخرة)، فكان يقرأها حتى يسكن غضبه " وفي بعض الكتب الالهية: " يا ابن آدم! اذكرني حين تغضب اذكرك حين اغضب فلا امحقك فيمن أمحق "[1]
(العاشر) أن يتذكر أن من يمضي عليه غضبه ربما قوى وتشمر لمقابلته وجرد عليه لسانه باظهار معائبه والشماته بمصائبه، ويؤذيه في نفسه وأهله وماله وعرضه.
(الحادي عشر) أن يتفكر في السبب الذي يدعوه إلى الغيظ والغضب فان كان خوف الذلة والمهانة والاتصاف بالعجز وصغر النفس عند الناس، فليتنبه ان الحلم وكظم الغيظ ودفع الغضب عن النفس ليست ذلة ومهانة، ولم يصدر من ضعف النفس وصغرها، بل هو من آثار قوة النفس وشجاعتها واضدادها تصدر من نقصان النفس وخورها. فدفع الغضب عن نفسه لا يخرجه من كبر النفس في الواقع، ولو فرض خروجه به منه في اعين جهلة الناس فلا يبالى بذلك، ويتذكر ان الاتصاف بالذلة والصغر عند بعض اراذل البشر اولى من خزي يوم المحشر والافتضاح عند الله الملك الأكبر، وإن كان السبب خوف ان يفوت منه شيء مما يحبه، فليعلم ان ما يحبه ويغضب لفقده اما ضروري لكل احد، كالقوت والمسكن واللباس وصحة البدن، وهو الذي اشار إليه سيد الرسل (ص) بقوله: " من اصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، وله قوت يومه، فكأنما خيرت له الدنيا بحذا فيرها ". أو غير ضروري لأحد، كالجاه والمنصب وفضول الاموال. أو ضروري لبعض الناس دون بعض، كالكتاب للعالم، وادوات الصناعات لأربابها. ولا ريب ان كل ما ليس من هذه الاقسام ضروريا فلا يليق ان يكون محبوبا عند أهل البصيرة وذوى المروات، إذ مالا يحتاج إليه الإنسان في العاجل لابد له من تركه في الآجل، فما بال العاقل ان يحبه ويغضب لفقده وإذا علم ذلك لم يغضب على فقد هذا القسم البتة. وأما ما هو ضروري للكل أو البعض، وان كان الغضب والحزن من فقده مقتضى الطبع لشدة الاحتياج اليه، إلا أن العاقل إذا تأمل يجد أن ما فقد عنه من الاشياء الضرورية ان امكن رده والوصول إليه يمكن ذلك بدون الغيظ والغضب أيضاًً، وان لم يمكن لم يمكن معهما أيضاً. وعلى أي حال بعد التأمل يعلم أن الغضب لاثمرة له سوى تألم العاجل وعقوبة الآجل، وحينئذ لا يغضب، وان غضب يدفعه عن نفسه بسهولة.
(الثاني عشر) أن يعلم ان الله يحب منه إلا يغضب، والحبيب يختار ألبتة ما يحب محبوبه، فان كان محباً لله فليطفىء شدة حبه له غضبه.
(الثالث عشر) أن يتفكر في قبح صورته وحركاته عند غضبه، بأن يتذكر صورة غيره وحركاته عند الغضب.
اعلم ان بعض المعالجات المذكورة يقتضى قطع أسباب الغضب وحسم مواده، حتى لا يهيج ولا يصدر، وبعضها يكسر سورته أو يدفعه إذا صدر وهاج. ومن علاجه عند الهيجان الاستعاذة من الشيطان، والجلوس إن كان قائماً، والاضطجاع ان كان جالساً، والوضوء أو الغسل بالماء البارد، وان كان غضبه على ذي رحم فليدن منه وليمسه، فان الرحم إذا مست سكنت، كما ورد في الأخبار[2].


(امكان إزالة الغضب وطرق علاجه)
قد اختلف علماء الأخلاق في إمكان إزالة الغضب بالكلية وعدمه، فقيل: قمع أصل الغضب من القلب غير ممكن، لانه مقتضى الطبع، انما الممكن كسر سورته وتضعيفه، حتى لا يشتد هيجانه، وانت خبير بان الغضب الذي يلزم إزالته هو الغضب المذموم، إذ غيره مما يكون باشارة العقل والشرع ليس غضباً فيه كلامنا، بل هو من آثار الشجاعة، والاتصاف به من اللوزام، وان أطلق عليه اسم الغضب أحياناً حقيقة أو مجازاً، كما روي عن أمير المؤمنين (ع) انه قال: " كان النبي (ص) لا يغضب للدنيا، وإذا اغضبه الحق لم يصرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ". ولا ريب ان الغضب الذي يحصل لرسول الله (ص) لم يكن غضباً مذموماً، بل كان غضباً ممدوحاً يقتضيه منصب النبوة، وتوجيه الشجاعة النبوية. ثم الغضب المذموم ممكن الزوال، ولولا امكانه لزم وجوده للانبياء والاوصياء، ولا ريب في بطلانه.
ثم علاجه يتوقف على أمور، وربما حصل ببعضها:
(الاول) إزالة أسبابه المهيجة له، إذ علاج كل علة بحسم مادتها، وهي: العجب، والفخر، والكبر، والغدر، واللجاج، والمراء، والمزاح، والاستهزاء، والتعيير، والمخاصمة، وشدة الحرص على فضول الجاه والاموال الفانية، وهي باجمعها أخلاق ردية مهلكة، ولا خلاص من الغضب مع بقائها، فلابد من ازالتها حتى تسهل ازالته.
(الثاني) ان يتذكر قبح الغضب وسوء عاقبته، وما ورد في الشريعة من الذم عليه، كما تقدم.
(الثالث) ان يتذكر ما ورد من المدح والثواب على دفع الغضب في موارده، ويتأمل فيما ورد من فوائد عدم الغضب، كقول النبي (ص): " من كف غضبه عن الناس كف الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة ". وقول الباقر (ع): " مكتوب في التوراة: فيما ناجى الله به موسى: أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي ". وقول الصادق (ع): " أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه: يابن آدم! اذكرني في غضبك اذكرك في غضبي، ولا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظلمت بمظلمة فارض باتنصاري لك، فان انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك ". وقوله (ع): " سمعت أبي يقول: أتى رسول الله (ص) رجل بدوي: فقال: اني اسكن البادية، فعلمني جوامع الكلم. فقال: آمرك ألا تغضب. فأعاد الاعرابي عليه المسألة ثلاث مرات، حتى رجع الرجل إلى نفسه، فقال: لا أسألك عن شيء بعد هذا، ما أمرني رسول الله (ص) إلا بالخير ". وقوله (ع): " ان رسول الله (ص) أتاه رجل فقال: يارسول الله! علمني عظة أتعظ بها، فقال له: انطلق ولاتغضب، ثم عاد عليه، فقال له: انطلق ولا تغضب... ثلاث مرات " وقوله (ع): " من كف غضبه ستر الله عورته "... إلى غير ذلك من الاخبار.
(الرابع) ان يتذكر فوائد ضد الغضب، أعني الحلم وكظم الغيظ، وما ورد من المدح عليهما في الاخبار ـ كما يأتي ـ ويواظب على مباشرته ولو بالتكلف، فيتحلم وان كان في الباطن غضباناً، وإذا فعل ذلك مدة صار عادة مألوفة هنيئة على النفس، فتنقطع عنها أصول الغضب.
(الخامس) ان يقدم الفكر والروية على كل فعل أو قول يصدر عنه، ويحافظ نفسه من صدور غضب عنه.
(السادس) ان يتحرز عن مصاحبة أرباب الغضب، والذين يتبجحون بتشفي الغيظ وطاعة الغضب، ويسمون ذلك شجاعة ورجولية، فيقولون: نحن لا نصبر على كذا وكذا، ولا نحتمل من أحد أمراً، ويختار مجالسة أهل الحلم، والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس.
(السابع) ان يعلم ان ما يقع انما هو بقضاء الله وقدره، وان الاشياء كلها مسخرة في قبضة قدرته، وان كل ما في الوجود من الله، وان الامر كله لله، لا يقدر له إلاّ ما فيه الخيرة، وربما كان صلاحه في جوعه، أو مرضه، أو فقره، أو جرحه أو قتله، أو غير ذلك. فإذا علم بذلك غلب عليه التوحيد، ولا يغضب على أحد، ولا يغتاظ عما يرد عليه، إذ يرى ـ حينئذ ـ ان كل شيء في قبضة قدرته اسير، كالقلم في يد الكاتب، فكما ان من وقع عليه ملك بضرب عنقه لا يغضب على القلم، فكذلك من عرف الله وعلم ان هذا النظام الجملى صادر منه على وفق الحكمة والمصلحة، ولو تغيرت ذرة منه عما هي عليه خرجت عن الاصلحية، لا يغضب على أحد، إلا ان غلبة التوحيد على هذا الوجه كالكبريت الأحمر وتوفيق الوصول إليه من الله الاكبر. ولو حصل لبعض المتجردين عن جلباب البدن يكون كالبرق الخاطف، ويرجع القلب إلى الالتفات إلى الوسائط رجوعاً طبيعياً، ولو تصور دوام ذلك لأحد لتصور لفرق الانبياء، مع ان التفاتهم في الجملة إلى الوسائط مما لا يمكن انكاره.
(الثامن) ان يتذكر ان الغضب مرض قلب ونقصان عقل، صادر عن ضعف النفس ونقصانها، لا عن شجاعتها وقوتها، ولذا يكون المجنون أسرع غضباً من العاقل، والمريض أسرع غضباً من الصحيح. والشيخ الهرم أسرع غضباً من الشاب، والمرأة اسرع غضباً من الرجل، وصاحب الأخلاق السيئة والرذائل القبيحة اسرع غضبا من صاحب الفضائل. فالرذل يغضب لشهوته إذا فاتته اللقمة، والبخيل يغاظ لبخله إذا فقد الحبة، حتى يغضب لفقد أدنى شىء على اعزة اهله وولده. والنفس القوية المتصفة بالفضيلة اجل شأنا من ان تتغير وتضطرب لمثل هذه الامور، بل هي كالطود الشاهق لا تحركه العواصف، ولذا قال سيد الرسل (ص): " ليس الشديد بالصرعة، انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ". وإن شككت في ذلك فافتح عينيك وانظر إلى طبقات الناس الموجودين، ثم ارجع إلى كتب السير والتواريخ، واستمع إلى حكايات الماضين، حتى تعلم: ان الحلم والعفو وكظم الغيظ شيمة الانبياء والحكماء واكابر الملوك والعقلاء، والغضب خصلة الجهلة والاغبياء.
(التاسع) ان يتذكر ان قدرة الله عليه اقوى واشد من قدرته على هذا الضعيف الذي يغضب عليه، وهو اضعف في جنب قوته القاهرة بمراتب غير متناهية من هذا الضعيف في جنب قوته، فليحذر، ولم يأمن إذا امضى غضبه عليه ان يمضى الله عليه غضبه في الدنيا والآخرة، وقد روي: " انه ما كان في بني اسرائيل ملك إلا ومعه حكيم، إذا غضب اعطاه صحيفة فيها: (ارحم المساكين، واخش الموت، واذكر الاخرة)، فكان يقرأها حتى يسكن غضبه " وفي بعض الكتب الالهية: " يا ابن آدم! اذكرني حين تغضب اذكرك حين اغضب فلا امحقك فيمن أمحق "[1]
(العاشر) أن يتذكر أن من يمضي عليه غضبه ربما قوى وتشمر لمقابلته وجرد عليه لسانه باظهار معائبه والشماته بمصائبه، ويؤذيه في نفسه وأهله وماله وعرضه.
(الحادي عشر) أن يتفكر في السبب الذي يدعوه إلى الغيظ والغضب فان كان خوف الذلة والمهانة والاتصاف بالعجز وصغر النفس عند الناس، فليتنبه ان الحلم وكظم الغيظ ودفع الغضب عن النفس ليست ذلة ومهانة، ولم يصدر من ضعف النفس وصغرها، بل هو من آثار قوة النفس وشجاعتها واضدادها تصدر من نقصان النفس وخورها. فدفع الغضب عن نفسه لا يخرجه من كبر النفس في الواقع، ولو فرض خروجه به منه في اعين جهلة الناس فلا يبالى بذلك، ويتذكر ان الاتصاف بالذلة والصغر عند بعض اراذل البشر اولى من خزي يوم المحشر والافتضاح عند الله الملك الأكبر، وإن كان السبب خوف ان يفوت منه شيء مما يحبه، فليعلم ان ما يحبه ويغضب لفقده اما ضروري لكل احد، كالقوت والمسكن واللباس وصحة البدن، وهو الذي اشار إليه سيد الرسل (ص) بقوله: " من اصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، وله قوت يومه، فكأنما خيرت له الدنيا بحذا فيرها ". أو غير ضروري لأحد، كالجاه والمنصب وفضول الاموال. أو ضروري لبعض الناس دون بعض، كالكتاب للعالم، وادوات الصناعات لأربابها. ولا ريب ان كل ما ليس من هذه الاقسام ضروريا فلا يليق ان يكون محبوبا عند أهل البصيرة وذوى المروات، إذ مالا يحتاج إليه الإنسان في العاجل لابد له من تركه في الآجل، فما بال العاقل ان يحبه ويغضب لفقده وإذا علم ذلك لم يغضب على فقد هذا القسم البتة. وأما ما هو ضروري للكل أو البعض، وان كان الغضب والحزن من فقده مقتضى الطبع لشدة الاحتياج اليه، إلا أن العاقل إذا تأمل يجد أن ما فقد عنه من الاشياء الضرورية ان امكن رده والوصول إليه يمكن ذلك بدون الغيظ والغضب أيضاًً، وان لم يمكن لم يمكن معهما أيضاً. وعلى أي حال بعد التأمل يعلم أن الغضب لاثمرة له سوى تألم العاجل وعقوبة الآجل، وحينئذ لا يغضب، وان غضب يدفعه عن نفسه بسهولة.
(الثاني عشر) أن يعلم ان الله يحب منه إلا يغضب، والحبيب يختار ألبتة ما يحب محبوبه، فان كان محباً لله فليطفىء شدة حبه له غضبه.
(الثالث عشر) أن يتفكر في قبح صورته وحركاته عند غضبه، بأن يتذكر صورة غيره وحركاته عند الغضب.
اعلم ان بعض المعالجات المذكورة يقتضى قطع أسباب الغضب وحسم مواده، حتى لا يهيج ولا يصدر، وبعضها يكسر سورته أو يدفعه إذا صدر وهاج. ومن علاجه عند الهيجان الاستعاذة من الشيطان، والجلوس إن كان قائماً، والاضطجاع ان كان جالساً، والوضوء أو الغسل بالماء البارد، وان كان غضبه على ذي رحم فليدن منه وليمسه، فان الرحم إذا مست سكنت، كما ورد في الأخبار[2].

فضيلة الحلم وكظم الغيظ

(فضيلة الحلم وكظم الغيظ)
قد عرفت ان الحلم هو طمأنينة النفس، بحيث لا يحركها الغضب بسهولة ولا يزعجه المكروه بسرعة، فهو الضد الحقيقي للغضب، لأنه المانع من حدوثه وبعد هيجانه لما كان كظم الغيظ مما يضعفه ويدفعه، فمن هذه الحيثية يكون كظم الغيظ أيضاً ضداً له. فنحن نشير إلى فضيلة الحلم شرافته، ثم إلى فوائد كظم الغيظ ومنافعه، ليجتهد طالب ازالة الغضب في الاتصاف بالاول فلا يحدث فيه أصلا، وبالثاني، فيدفعه عند هيجانه. فنقول:
اما (الحلم) ـ فهو اشرف الكمالات النفسية بعد العلم، بل لا ينفع العلم بدونه اصلا. ولذا كلما يمدح العلم اويسأل عنه يقارن به، قال رسول الله (ص): " أللهم اغننى بالعلم وزيني بالحلم". وقال (ص): " خمس من سنن المرسلين. وعد منها الحلم ". وقال (ص): " ابتغوا الرفعة عند الله ". قالوا: وما هي يارسول الله!؟ قال: " تصل من قطعك، وتعطى من حرمك، وتحلم عمن جهل عليك ". وقال (ص): " ان الرجل المسلم ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم ". وقال (ص): " ان الله يحب الحي الحليم، ويبغض الفاحش البذى ". وقال (ص): " ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهن فلا تعتدوا بشيء من علمه: تقوى تحجزه عن معاصي الله وحلم يكف به السفيه، وخلق يعيش به في الناس ". وقال (ص): " إذا جمع الخلائق يوم القيامة نادى مناد: اين أهل الفضل؟ فيقوم ناس ـ وهم يسير ـ فينطلقون سراعاً إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة فيقولون: انا نراكم سراعا إلى الجنة؟ فيقولون نحن أهل الفضل. فيقولون: ما كان فضلكم؟ فيقولون. كنا إذا ظلمنا صبرنا وإذا اسيىء الينا عفونا، وإذا جهل علينا حلمنا. فقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم اجر العاملين ". وقال (ص): " ما اعز الله بجهل قط، ولا اذل بحلم قط ". وقال أمير المؤمنين (ع): " ليس الخير ان يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك ". وقال على بن الحسين (ع): " إنه ليعجبني الرجل ان يدركه حلمه عند غضبه ". وقال الصادق (ع): " كفى بالحلم ناصراً ". وقال (ع): " وإذا لم تكن حليماً فتحلم ". وقال (ع): " إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان، فيقولان للسفيه منهما: قلت وقلت وانت أهل لما قلت، وستجزى بما قلت، ويقولان للحليم منهما: صبرت وحلمت سيغفر لك إن اتممت ذلك. قال (ع): فان رد الحليم عليه ارتفع الملكان ". وبعث (ع) غلاماً له في حاجة فأبطأ، فخرج على اثره فوجده نائماً، فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه، فقال له: " يا فلان! والله ما ذلك لك! تنام الليل والنهار لك الليل ولنا منك النهار ". وقال الرضا (ع): " لا يكون الرجل عابداً حتى يكون حليماً ".
واما (كظم الغيظ) ـ فهو وإن لم يبلغ مرتبة الحلم فضيلة وشرافة، لأنه التحلم: أي تكلف الحلم، إلا انه إذا واظب عليه حتى صار معتاداً تحدث بعد ذلك صفة الحلم الطبيعي، بحيث لا يهيج الغيظ حتى يحتاج إلى كظمه، ولذا قال رسول الله (ص): " إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم" فمن لم يكن حليماً بالطبع لا بد له من السعى في كظم الغيظ عند هيجانه، حتى تحصل له صفة الحلم. وقد مدح الله سبحانه كاظمي الغيظ في محكم كتابه، وتواترت الأخبار على شرافته وعظم اجره، قال رسول الله (ص): " من كظم غيظاً ولو شاء ان يمضيه امضاه، ملأ الله قلبه يوم القيامة رضاً "[3] وقال (ص): " ما جرع عبد جرعة اعظم اجراً من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله تعالى ". وقال (ص): " ان لجهنم باباً لا يدخله إلاّ من شفى غيظه بمعصية الله تعالى ". وقال (ص): " من كظم غيظا وهو يقدر على ان ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤس الخلائق، حتى يخير من أي الحور شاء "[4] وقال (ص): " من احب السبيل[5] إلى الله تعالى جرعتان: جرعة غيظ يردها بحلم. وجرعة مصيبة يردها بصبر ". وقال سيد الساجدين (ع): " وما تجرعت جرعة احب إلى من جرعة غيظ لا اكافي بها صاحبها ". وقال الباقر (ع): " من كظم غيظا وهو يقدر على امضائه، حشا الله تعالى قلبه امنا وايمانا يوم القيامة ". وقال (ع) لبعض ولده[6]: " يا بني! ما من شيء اقر لعين ابيك من جرعة غيظ عاقبتها صبر وما يسرنى ان لي بذل نفسى حمر النعم ". وقال الصادق (ع): " نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها. فان عظيم الاجر البلاء. وما احب الله قوما إلاّ ابتلاهم ". وقال (ع): " مامن عبد كظم غيظا إلاّ زاده الله ـ عز وجل ـ عزاً في الدنيا والآخرة. وقد قال الله ـ عز وجل ـ:
" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين "[7]
واثابه الله مكان غيظه ذلك ". وقال ابو الحسن الاول (ع): " اصبر على اعداء النعم، فانك لن تكافي من عصى الله فيك بأفضل من ان تطيع الله فيه ".

الانتقام

الانتقام
بمثل ما فعل به، أو بالأزيد منه ـ وان كان محرما ممنوعا من الشريعة ـ وهو من نتائج الغضب، إذ كل انتقام ليس جائزاً، فلا يجوز مقابلة الغيبة بالغيبة، والفحش بالفحش، والبهتان بالبهتان، والسعاية إلى الظلمة بمثلها. وهكذا في سائر المحرمات. قال سيد الرسل (ص): " ان امرؤ عيرك بما فيك فلا تعيره بما فيه ". وقال (ص): " المستبان شيطانان يتهاتران ". وقد ورد ان رجلاً شتم ابا بكر بحضرة النبي (ص) وهو ساكت، فلما ابتدأ لينتصر منه، قام رسول الله (ص) وقال مخاطباً له: " ان الملك كان يجيب عنك، فلما تكلمت ذهب الملك وجاء الشيطان، فلم اكن لأجلس في مجلس فيه الشيطان ".
فكل فعل أو قول يصدر من شخص بالنسبة إلى غيره ظلما، ان كان له في الشرع قصاص وغرامة، فيجب ألا يتعدى عنه، وان كان العفو عن الجائر أيضاً أفضل واولى واقرب إلى الورع والتقوى، وان لم يرد له بخصوصه من الشرع حكومة معينة، وجب ان يقتصر في الانتقام وما يحصل به التشفى على ماليس فيه حرمة ولا كذب، مثل أن يقابل الفحش والذم وغيرهما من الاذايا التي لم يقدر لها في الشرع حكومة معينة، بقوله: ياقليل الحياء وياسيء الخلق! ويا صفيق الوجه!.. وامثال ذلك. إذا كان متصفا بها ومثل قوله: جزاك الله وانتقم منك! ومن انت؟ وهل انت إلاّ من بني فلان؟ ومثل قوله: ياجاهل! ويا احمق!. وهذا ليس فيه كذب مطلقا، إذ ما من احد إلاّ وفيه جهل وحمق، (اما الاول) فظاهر، (وأما الثانى) فلما ورد من ان الناس كلهم حمقى في ذات الله.
والدليل على جواز هذا القدر من الانتقام، قول النبي (ص) " المستبان ما قالا فعلى البادىء منهما حتى يعتدى المظلوم "[8]. وقول الكاظم (ع) في رجلين يتسابان: " البادىء منهما اظلم، ووزره ووزر صاحبه عليه مالم يتعد، المظلوم"[9]. وهما يدلان على جواز الانتصار لغير البادىء من دون وزر ما لم يتعد، ومعلوم ان المراد بالسب فيهما امثال الكلمات المذكورة دون الفحش والكلمات الكاذبة، ولاريب في ان الاقتصار على مجرد ما وردت به الرخصة بعد الشروع في الجواب مشكل، ولعل السكوت عن اصل الجواب وحوالة الانتقام إلى رب الارباب ايسر وافضل. ما لم يؤد إلى فتور الحمية والغيرة، إذ اكثر الناس لا يقدر على ضبط نفسه عند فور الغضب. لاختلاف حالهم في حدوث الغضب وزواله. قال رسول الله (ص): " ألا ان بنى آدم خلقوا على طبقات شتى: منهم بطىء الغضب سريع الفىء. ومنهم سريع الغضب سريع الفىء فتلك بتلك. ومنهم سريع الغضب بطىء الفىء. ومنهم بطىء الغضب بطىء الفىء. ألا وان خيرهم البطىء الغضب السريع الفىء، وشرهم السريع الغضب البطىء الفىء " وقد ورد في خبر آخر: " إن المؤمن سريع الغضب سريع الرضا، فهذه بتلك ".
ثم طريق العلاج في ترك الانتقام: ان يتنبه على سوء عاقبته في العاجل والآجل، ويتذكر فوائد تركه، ويعلم ان الحوالة إلى المنتقم الحقيقي أحسن وأولى، وان انتقامه اشد وأقوى، ثم يتأمل في فوائد العفو وفضيلته، كما يأتى:

العفو

(العفو)
ضد الانتقام (العفو)، وهو اسقاط ما يستحقه من قصاص أو غرامة، ففرقه عن الحلم وكظم الغيظ ظاهر، والآيات والاخبار في مدحه وحسنه اكثر من ان تحصى، قال الله تعالى سبحانه:
" خذ العفو وأمر بالعرف "[10] وقال: " وليعفوا وليصفحوا "[11] وقال: " وأن تعفوا أقرب للتقوى "[12]
وقال رسول الله (ص): " ثلاث والذي نفسي بيده ان كنت حالفاً لحلفت عليهن: ما نقصت صدقة من مال فتصدقوا، ولا عفا رجل من مظلمة يبتغي بها وجه الله إلا زاده الله بها عزاً يوم القيامة، ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر ". وقال (ص): " العفو لا يزيد العبد إلا عزاً، فاعفوا يعزكم الله ". وقال (ص) لعقبة: " ألا أخبرك بافضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة: تصل من قطعك وتعطي من حرمك. وتعفو عمن ظلمك "[13] وقال (ص): " قال موسى: يارب! أي عبادك أعز عليك؟ قال الذي إذا قدر عفى ". وقال سيد الساجدين (ع): " إذا كان يوم القيامة، جمع الله الاولين والآخرين في صعيد واحد، ثم ينادي مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس، فتلقاهم الملائكة، فيقولون: وما فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا، ونعطي من حرمنا،ونعفو عمن ظلمنا، قال: فيقال لهم: صدقتم، ادخلوا الجنة ". وقال الباقر (ع): " الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة ". وقال الصادق (ع): " ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك... إلى أخر الحديث". وقال ابو الحسن (ع): " ما التقت فئتان قط إلا نصر أعظمهما عفواً ". وكفى للعفو فضلاً وشرافة انه من اجمل الصفات الالهية، وقد يمدح الله تعالى به في مقام الخضوع والتذلل، قال سيد الساجدين (ع): " انت الذي سميت نفسك بالعفو، فاعف عني ". وقال (ع): " أنت الذي عفوه أعلى من عقابه ".

العنف

العنف
وهو الغلظة والفظاظة في الاقوال أو الحركات أيضاًً، وهو من نتائج الغضب، وضده (الرفق)، أي اللين فيهما، وهو من نتائج الحلم. ولاريب في ان الغلظة في القول والفعل ينفر الطباع ويؤدي إلى اختلال أمر المعاش والمعاد، ولذلك نهى الله ـ سبحانه ـ نبيه عنه في مقام الارشاد، وقال:
" ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك "[14]
وروي عن سلمان: " انه قال: إذ أراد الله تعالى هلاك عبد نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء، لم يلقه إلا خائناً مخوفاً، وإذا كان خائناً مخوناً نزعت منه الامانة، فإذا نزعت منه الامانة لم يلقه إلا فظاً غليظاً، فإذا كان فظاً غليظاً نزعت منه ربقة الايمان، فإذا نزعت منه ربقة الايمان لم يلقه إلا شيطان ملعوناً ".
ويظهر من هذا الكلام ان من كان من أهل الغلظة والفظاظة فهو الشيطان حقيقة، فيجب على كل عاقل ان يجتنب عن ذلك كل الاجتناب، ويقدم التروى على كل ما يصدر عنه من القول والفعل، ليحافظ نفسه عن التعنف الغلظة فيه، ويتذكر ما ورد في فضيلة الرفق، ويرتكبه في حركاته، ولو بالتكلف، إلى ان يصير ملكة، وتزول عن نفسه آثار العنف بالكلية.

[1]  روى الكافي في باب الغضب نفس هذا الحديث عن الصادق (ع) بهذه العبارة: " إن في التوراة مكتوبا: يابن آدم: اذكرني حين تغضب اذكرك عند غضبي، فلا امحقك فيمن أمحق.." وقد تقدم مثله ص291.
[2]  روى ذلك في الكافي باب الغضب عن الباقر (ع).
[3]  روى الحديث الكافي في باب كظم الغيظ عن أبي عبد الله (ع).
[4]  صححنا هذا الحديث على ما في البحار (الجزء الثاني من المجلد 15 ـ في باب الحلم) رواه عن جامع الأخبارللشيخ الجليل الحسن بن فضل الطبرسي وفيه اختلاف كثير عما في نسخ جامع السعادات.
[5]  كذا وجدنا الحديث في البحار والكافي ونسخ جامع السعادات. والظاهر ان الاصح (السبل).
[6]  في الكافي في باب كظم الغيظ روي هذا الحديث هكذا " عن ابي جعفر (ع) قال: قال لي ابي: يا بني! ما من شيء.." إلى آخر الحديث فالقائل هو سيد الساجدين لا الباقر (ع).
[7]  آل عمران. الآية: 134.
[8]  صححنا الحديث على ما في احياء العلوم (ج3 ص106) وعلى نسختنا الخطية وفي المطبوعة: " حتى يعتذر إلى المظلوم ".
[9]  صححنا الحديث على ما في اصول الكافي في باب السفه وفي نسختنا الخطية والمطبوعة: " مالم يعتذر إلى المظلوم ".
[10]  الاعراف، الآية: 199.
[11]  النور، الآية: 22.
[12]  البقرة، الآية: 237.
[13]  في اصول الكافي في باب العفو: " ألا أدلكم على خير اخلاق الدنيا والآخرة تصل من قطعك..." إلى آخر الحديث.
[14]  آل عمران، الآية: 159.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page