• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

كيف نتعامل مع هذه الظاهرة؟

كيف نتعامل مع هذه الظاهرة؟


لابد لنا قبل الولوج في محاولة معرفة علاج هذه الظاهرة من ان نفرق بين شرعيتين في المجتمع:
الشرعية الأولى: أصحاب الاختصاص الذين يعدون المسؤولين عن حل هذه المشكلة ومحوها من الوجود.
الشرعية الثانية: القاعدة الجماهيرية الواسعة تمثل جانبا مهما في أسباب انتصارنا في الدفاع عن عقيدتنا في الإمام المهدي عليه السلام.
ويجب التفريق في اللغة التي نخاطب بها كل من هاتين الشرعيتين والكيفية التي نتوصل بها إلى احداث قناعة بالافكار الصحيحة لدى كل منهما، إذ لابد ان يكون الخطاب الموجة إلى الشرعية الأولى متسما بالبرهان والدليل النقلي الدقيق والعقلي الحق بعيدا عن منهج الخطابة أو الاقتناع العاطفي. على العكس تماما من أسلوب التعامل مع القاعدة الشعبية والتدقيق في البرهان فإنه مدعاه لملل وجزع المستمعين ونفورهم عن مثل هذه المحافل، فلا مناص إذاً للمبلغ حينما يخاطب القاعدة الجماهيرية من ان يتبع منهج اللغة العامة الملائمة والخطاب الجماهيري المتواتر في قلوب الجميع وان يتفحص جمهوره ومستواهم الثقافي وميولهم ورغباتهم وأهم حاجاتهم ومشاكلهم لأجل ان يتناغم خطابه مع خصائصهم وحاجاتهم ورغباتهم فيؤثر فيهم ويصل كلامه إلى قلوبهم وعقولهم ويقودهم إلى بر الامان والنجاة.
وفيما يلي بعض ما فهمناه من مقترحات اساتيذنا (اطال الله بقائهم) في هذه الدورة الشريفة.
1_ تحديد النظرية المعرفية لدراسة العقيدة المهدوية، وكيفية علاج الشبهات التي تتعرض لها، فيجب ان غدد حجم الدليل النقلي وحجم الدليل العقلي وكيف ؟؟؟؟ تعارض الدليل العقلي مع الدليل النقلي أو تعارض الأدلة النقلية فيما بينها وهل يمكن الاستعانة بالوسائل العلمية الأخرى وهل يمكن بلورة افكارنا المهدوية بهذا المنهاج الفكري أو ذاك.
وهذا يحتم علينا إيكال الامر إلى أصحاب الاختصاص في هذا الجانب ومنع المتطفلين من تصديهم للقيادة الفكرية لهذه القضية الذين يفترقون إلى المقدمات والعلوم التي تؤهلهم لفهم الافكار العقائدية لقضية الإمام المهدي بشكلها الصحيح.
والحق في هذا الامر هو اتباع منهج تفسير الروايات بالروايات وارجاع المتشابه منها إلى المحكم وتحكيم العقل على النقل فما وافق العقل اخذناه وما خالفه ضربنا به عرض الجدار وجعل القرآن هو الحاكم على كل اعتقاداتنا وأفكارنا فما لم يوافق القرآن فهو زخرف مردود.
روي في الصحيح عن أيوب بن الحر «قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله، فهو زخرف».(7)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا أتاكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله وحجة عقولكم فإن وافقهما فاقبلوه والا فاضربوا به عرض الجدار».(8)
2_ لابد لنا من تحكيم اصالة الاشتغال في التصدي لهذه الظواهر المنحرفة وان لا نعمل اصالة التسامح، وبيان ذلك يكون بأمور:
أ_ فنحن نواجه خطرا كبيرا يتمثل بانتشار عقائد فاسدة هدامة للدين اخذت تعصف بمجتمعنا وتتخطف ابنائنا من بين أيدينا وهي مهلكة لكل من اعتقد بها إذ انها تفسد اهم عقيدة لدينا وهي عقيدتنا بالامام المهدي التي هي من ذاتيات اصل الامامة فيكون صاحب هذه المعتقدات خارج عن الملة بالاتفاق بل عن الاسلام _نستجير بالله من مضلات الفتن_.
ب_ نحن مسؤولون مسئولية كبرى عن موقفنا حيال هذه الظواهر، ونحن نشاهد سقوط العشرات والمئات من أبناءنا في مهاوي الانحراف والاعتقادات الباطلة، فلا بد لنا إذاً من التصدي لهذه الانحرافات ومحاولة منعها وعدم التفرج على ما يحل بمجتمعنا ونحن مكتوفي الايدي.
ج_ يمتاز العدو المتصدي للترويج لهذه المعتقدات الفاسدة بالتخفي والتستر فكثيرا ما نسمع بهذه العقائد وبالافعال المنحرفة لأصحابها ونتأكد من رجوعهم من غير ان نعرفهم فلا يتاح لنا غالبا تمييز شخص قائدهم ولا عدد اتباعه ولا من هم بل تقتصر معرفتنا في غالب الاحيان على صفاتهم واعتقاداتهم وسلوكياتهم المنحرفة.
إذا غالبا ما يوجد لدينا علم اجمالي بوجود الفتنة من دون تشخيص قادتها والمفتونين بها.
د_ فإذا تساهلنا مع الجميع وفعلنا اصالة التسامح لكان ذلك منا تهاونا وتركا للساحة ونكون قد نفذنا طموح العدو وسمحنا له بأن يتصرف وبكل حرية في عقول ابناءنا واضلالهم.
فكان لزاما علينا ان نتبنى اصالة الاشتغال والتحقيق والتثبت لكي نكون قد ادينا الذي علينا في مواجهة المنحرفين فلابد لكل منا ان يكون فطنا ذكيا في التعامل مع الغير وان لا يخدع بالمظاهر والازياء والوجوه الجميلة، وان نعلم مجتمعنا ذلك منجعله يحكم عقله في التعامل مع الغير وخاصة المجهولين الذين لا نعرف تأريخهم وحقيقة نواياهم ومن خلفهم.
3_ لابد للمبلغ من دراسة العقائد العامة والعقيدة المهدوية بشكل جيد وجدي وشامل ليحيط بكل جوانب هذه العقيدة وبشكل دقيق، والاطلاع على الشبهات الموجهة لها والحلول الموضوعة لهذه الشبهات ليتمكن من تحمل مسؤولية بيان حقيقة هذه العقيدة وتجريدها من الاعتقادات الباطلة والتصدي للشبهات الموجهة اليها.
4_ تثبيت الاعتقاد بوجود الإمام المهدي وبإمامته وولادته وبغيبته وأسبابها وكيفية انتظاره، وبكل ما يتعلق بقضيته عليه السلام في أذهان المجتمع وتثقيف الناس على فهم ومعرفة هذه المفاهيم والتصديق بها وجعلها بديهية لديهم.
5_ إلقاء الضوء وبشكل  مكثف ومكرر على علامات الظهور وبيانها وحبلها معروفة واضحة بحيث نكشف عن هذه العلامات الغموض كما يجب علينا ان نفرق لهم ونميز بين الحتمية منها وغير الحتمية بحيث نجعل التابع يشخص وبسرعة ودقة الدعوات الضالة المنحرفة من خلال تطبيق ما فهمه من العلامات على هذه الادعاءات.
6_ تهذيب عقول الناس من الخرافات والاساطير التي تكتنف قصة الإمام المهدي ونجرد عقولهم إلاّ عن الحقائق القرآنية والروائية المحققة والمنقحة، الصحيحة لتنجلي لهم مفاهيم القضية المهدوية بحقيقتها الناصعة النقية.
7_ تشجيع المؤسسات الثقافية والاعلامية الدينية وتقديم كافة انواع الدعم والسند اليها والسعي لتطويرها وجعلها تواكب أو تتفوق على المؤسسات المعادية.
8_ دعوة المؤمنين والمخلصين إلى تهذيب ابناءهم واخوانهم ونسائهم وجيرانهم على العقائد الحقة والافكار الصالحة ونشر اخلاق اهل البيت والسير على منهجهم ، وتثقيف ابناء المجمتع على التعاون في تبادل المعارف ونقل المعتقدات الحقة والاخلاق الفاضلة إلى جميع ابناء المجتمع.
9_ على كل من تصدى إلى التبليغ والتثقيف والارشاد ان يبتعد عن مواطن الشبهات وان يحافظ على الاخلاق الحميدة والحرص الشديد على إعطاء صورة جميلة مقدسة عن الحوزة وعما لها ان يعلم اننا محاطون بخصوم يراقبوننا وينتضرون منا الزلة ليشنوا علينا ويلقون بالتهم الباطلة علينا لأجل تهديم هذا الصرح العظيم للحوزة لان العدو يعلم ان مؤسسة الحوزة هي الجدار المنيع الذي يحمي المجتمع من أفكاره وضلالاته وليعلم كل مبلغ انه ليس مستقلا في عمله وإنما يمثل بكل افعاله وتصرفاته الحوزة بكاملها.
10_ ان نشمر عن ساعد الجد والعمل الحثيث المتواصل لأجل تثقيف الناس وإبطال كل الادعاءات الباطلة، بمعنى ان يكون جهدنا مواز لخطر هذه المشكلة وفداحتها وان لا نتساهل أو نتهاون في استئصال هذه المشكلة من جذورها لأنها مشكلة خطيرة جداً ويحتمل ظهورها في كل وقت والمحتمل إذا كان ستزيد الخطورة فيجب العمل بكل الطاقات لمنع وقوعه وان كان احتمال وقوعه ضعيف جدا.
11_ نقل رأي علماء الحوزة في مدعي المهدوية وبيانها للناس ليتنبه الناس عن موقف الشارع المقدس من هذه الادعاءات ولقد اثبته نشر فتاوى العلماء حول اصحاب هذه الاباطيل أثر كبير في تغيير اعتقادات الناس ونظرتهم لهؤلاء وفي تحصينهم ضد المنحرفين.
12_ ربط الناس بالغيب وترسيخ اعتقادهم بوجود قوة غيبية الهية مقدسة حكيمة تفعل ما تشاء ولا يوجد قانون يمنحها تحقيق الارادة الالهية، وتذكير الناس بقصص الانبياء ونقلها من القرآن اليهم.
واذا اطلع الناس مثلاً على قصة ابراهيم عليه السلام وكيف جعل الله سبحانه وتعالى بقدرته هذه النار المحرقة ؟؟؟ التي لا يشك احد في احراقها لكل من سقط فيها كيف جعلها بردا وسلاما على ابراهيم ( قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ).(9)
أو قصة سليمان وكيف سخر الله له كل شيء الهواء والجبال والجن والانس والشياطين وكيف جلب وصية عرش بلقيس قبل ان يرتد إليه طرفه، ( وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ وَ حُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِْنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)،(10) ( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)،(11) وكيف أطال الله عمر نوح وكيف انه بقي في التبليغ فقط تسعمائة وخمسين سنة ( وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً).(12)
وكيف أن الله الهم نبيه عيسى عليه السلام إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ( وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَْكْمَهَ وَالأَْبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).(13)
أو غيرها من القصص التي تثبت قدرة الله على كل شيء وان هناك حبلا ممدودا من السماء إلى الأرض فإن الإنسان يقتنع بما ينقل له من دقائق غيبية عن الإمام المهدي ويؤمن بإمكان طول غيبة الإمام كل هذه السنين، وبما سيفتح الله على يديه من فتوحات ومعاجز.
ان ارجاع الناس إلى القرآن وقصصه يشدهم إلى الله وقدرته ويقوي لديهم الامل بالفرج وامكان ظهور قائم آل محمد عليه السلام ويحصنهم ضد الشبهات والتشكيك بالمفاهيم الغيبة التي يؤت به شيعة أهل البيت حول أئمتهم وخصوصاً الإمام الحجة عليه السلام.
13_ على المبلغ ان يسعى هو بنفسه إلى مواطن الشبهات واماكن انتشارها والمجتمعات التي يتواجد فيها فيذهب اليها ويعمل على رد كل هذه الشبهات لينقذ أهلها من شراك المضلين. فلابد للمبلغ ان يكون هو المبادر إلى حل مشاكل الناس ومساعدتهم في مواجهة التيارات المنحرفة وان لا ينتظر حتى يطرق بابه الناس طلبا للحلول.
14_ لابد لنا _وقبل أن نبدأ بعملنا_ ان نضع امامنا احتمال الرفض أو عدم القبول أو العداء أو أي نوع من انواع الرد القاسي ضدنا وضد توجهاتنا الاصلاحية، ولابد ان نعلم اننا مهما فعلنا واجتهدنا فإننا لا نستطيع استئصال المرض بكله من جميع افراد المجتمع فهذا شبه محال، بل سعى إلى تقليل الانحراف والمحافظة على الباقين ومعالجة المصابين. بمعنى إذا اجتهد المبلغ في عمله ولم يرد النتيجة المتوقعة فلا ييأس بل لابد له ان يستمر متوكلا على الله مستعداً بنصرة الله له وتأييد الإمام مؤمناً ان سيرة الانبياء تثبت انه لم يهتدي لهم جميع من عاصرهم. بل قد لا تخلو سيرة نبي من الانبياء من الأذى والطعن ؟؟؟؟؟ والتشريد بل والى محاولات القتل وقد قتل فعلا بعض الانبياء في سبيل دعوتهم إلى الحق.
15 _ جعل المجتمع بكافة شرائحه نسائه ورجاله صغيره وكبيره وشبابه يرتبط ارتباط وثيق بالحوزة وترسيخ الاعتقاد بان المراجع المجتهدين العدول هم ورثة الإمام ونوابه العامين وهم الوحيدون الذين لهم الحق في اعطاء الفتاوى وتحديد ماذا ينبغي ويجب ان نفعل:
فهناك سؤال طالما طرح في أوساطنا وداهم عقول المخلصين منا وتسببت الاجابة الخاطئة عنه في انحراف الكثيرين وظهور امثال هذه الظواهر المنحرفة ومغار هذا السؤال: اننا في عصر كثير الفتن غريب الاحداث، فكيف نعرف رأي الإمام الحجة عليه السلام واوامره لنا، وماذا يريد منا حيال هذه الاحداث؟ وبعبارة اخرى من هو صاحب الحق الشرعي في اصدار الاراء كقائد للامة في عصر الغيبة؟
وجواب ذلك هو بتذكير لناس بوصايا الأئمة وخاصة الإمام الحجة بالرجوع إلى رواة الحديث والفقهاء في كل حادثة. سمعنا قول الإمام الحجة عليه السلام:
«واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله»(14) اما الإمام عليه السلام في هذا الحديث جعل الفقهاء هم الواسط بيننا وبينه على جعلهم الحجة علينا وعلق طاعته بطاعتهم ورضاه برضاهم، فإإن حدث حادث صغيرا كان ام كبيرا خاصاً ام عاماً فلا نعرف راي الإمام فيه إلاّ بالرجوع إلى المجتهد العادل.
ان تنصيب الإمام الحجة لرواة الحديث راجع لنا قد بين امامي تجاوز هؤلاء فهو عاص للامام غير متبع له وان ادعى أو اعتقد غير ذلك فلا طريق إذا للامام الحجة إلاّ مراج الدين الذين عينهم الإمام بصفاتهم قائلا: «فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه، فللعوام ان يقلدوه».(15)
والخلاصة: ان القناة الوحيدة للحق وللامام الحجة هم العلماء والفقهاء العدول فلا طريق للنجاة سواهم وكل طريق مخالف لطريقهم فهو طريق هلاك وظلال.
16_ التأكيد على الاحاديث المرتبطة بقضية الإمام المهدي واظهارها للناس وتكرار ذكرها حتى نتحول إلى مقولات بديهية راسخة في أذهان ابناء المجتمع فإن لهذه الاحاديث دور سحري في تحصين ابناء المجتمع ضد الظواهر المنحرفة.
مكا ينبغي للمبلغ شرح هذه الاحاديث وبيانها لمنع تأويلها من قبيل المحرفين ليكون التابع ذو ثقافة مهدوية مرتبطة بالأئمة عليهم السلام وفيما يلي اهم تلك الاحاديث.
أ_ آخر توقيف للامام المهدي (ارواحنا فداه) صدر من الناحية المقدسة: وهو توقيع من الإمام إلى السفير الرابع ابو محمد علي بن محمد السمري:
«بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي بن محمد السمري، أعظم الله اجر اخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع امرك ولا توحي إلى احد يقول تعامل بعد وفاتك، فقد وقعت الفتية التامة، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب وامتلاء الارض جورا، وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم».(16)
وما ينبغي التنبيه له هو ان الإمام اظهر معجزة بإخباره عن يوم وفاة هذا السفير. كما ان الإمام عليه السلام قطع أي صلة بالانام في الغيبة الكبرى تلك الصلة التي قد يدعيها البعض على انه باب الإمام أو احد سفرائه أو نوابه الخاصين وذلك بقوله «ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر».
ان الإمام لم ينكر امكان مشاهدته بل انكر امكان المشاهدة بعنوان ان المشاهد باب للامام يتلقى منه اثناء لقاءه التعليمات والتوجيهات فإن ادعى احد ذلك فهو كذاب مفتر. اما لو شاهده احد من الصالحين بعد التوبة والاخلاص والعبادة فهذا مما لم ينفه احد من علماء الامامية.
وكذلك فإن الإمام تنبأ _بإذن الله_ بظهور من يدعي النيابة وحذرنا منهم قبل ان يظهروا. فأدبنا على المبادرة إلى تحصين مجتمعنا من مثل هذه الادعاءات قبل ان تظهر وان لا ننتظر حتى ينتشر المرض.
ب_ قول الإمام الحجة عليه السلام الذي ينبغي ان لا يخلو عقل امامي منه:
« واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله»(17).
وفي هذا الحديث هداية ونور وثبات على الصراط المستقيم إذ ان الإمام عليه السلام بنفسه عين العلماء العدول قادة لنا ومراجع نرجع اليهم في كل حادثة تحدث صغيرة كانت ام كبيرة عامة كانت ام خاصة. كما ان الإمام بهذا الحديث أكذ ان المتبع للمجتهد الاعلم العادل ناج يوم القيامة وذلك يقول عليه السلام: «فانهم حجتي عليكم»، ولقد بين الإمام عليه السلام بشكل صريح ان كل من سار على غير منهج المجتهين فهو ضال منحرف وان لا طريق لا هداية ولا نجاة من الفتن والانحرافات إلاّ باتباع رواة الحديث وهم العلماء العدول.
ج_ ما ورد عن الإمام العسكري عليه السلام: «فأما من كان من الفقهاء، صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام ان يقلدوه».(18)
وبهذا الحديث الشريف يتم ربط جميع أبناء المجتمع الشيعي بصدر واحد وقيادة حكيمة فيكون الأمر واحد والآمر واحد والمؤتمرون موحدون فتقوى شوكة اصحاب الحق ويتخلصوا من أخبث مرض استتشرى في جسدهم ألا وهو مرض تعدد الرئاسات والقيادة مما كان له الأثر الكبير في احلال الضعف والهواء في هذه الطائفة الحقة.
د_ هناك أحاديث أخرى كثيرة من نذكرها رعاية للاختصار ومنعاً للملل فلا تفوت المبلغ ويراجع الكتب المعتبرة في ذلك.(19)

____________________

(7)  الرسائل الفقهية. ص: 203 _ الرصيد البهبهاني.
(8)  شرح أصول الكافي، ج 2، هامش ص 343 _المولى محمد صالح المازندراني.
(9)  الأنبياء: 69.
(10)  النمل: 16- 17.
(11)  النمل: 40.
(12)  العنكبوت: 14.
(13)  آل عمران: 49.
(14)  بحار الانوار، ج2، ص 90، كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ص: 484.
(15)  وسائل الشيعة ج 27، ص 131، القضاء والشهادات للشيخ الانصاري ص 241 الاحتجاج، ج2، ص 263.
(16)  الغيبة، ص 395 للشيخ الطوسي (رحمه الله).
(17)  بحار الانوار، ج 2، ص 90. كمال الدين وتمام النعمة: ص 484، للشيخ الصدوق.
(18)  وسائل الشيعة: ج 27، ص 131. القضاء والشهادات للشيخ الانصاري: ص 241. الاحتجاج: ج 2، ص 263.
(19)  راجع: وسائل الشيعة والبحار والاحتجاج، وكتب الغيبات...الخ.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page