• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

خلق فاطمة النورانيّة عليها السلام

عن النبّي (صلى الله عليه وآله) إنّه قال : لمّا خلق الله تعالى آدم أبو البشر (1) ونفخ فيه من روحه، التفت آدم يمنة العرض فإذا في النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً ، قال آدم : يا ربّ هل خلقت أحداً من طين قبلي ؟ قال : لا ، يا آدم ، قال : فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الّذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنّة ولا النار ، ولا العرش ، ولا الكرسي ، ولا السماء ، ولا الأرض ، ولا الملائكة ، ولا الانس ، ولا الجنّ.
فأنا المحمود وهذا محّمد ، وأنا العالي وهذا علّي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت بعزّتي أنّه لا يأتيني أحد بمثقال ذرّة من خردل من بغض أحدهم إلاّ أدخلته ناري ولا أبالي .
يا آدم ، هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أنجيهم وبهم أهلكهم ، فإذا كان لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسّل . فقال النبّي (صلى الله عليه وآله) : نحن سفينة النجاة ، من تعلّق بها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت (2) .

 في بدء خلقتها
عن النبّي (صلى الله عليه وآله) قال : إنّ الله خلقني وخلق عليّا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) ، حين لا سماء مبنّية ، ولا أرض مدحيّة ، ولا ظلمة ولانور ، ولا شمس ولا قمر ، ولا جنّة ولا نار ، فقال العبّاس : فكيف بدء خلقكم يا رسول الله ؟ فقال : يا عمّ : لمّا أراد الله أن يخلقنا تكلّم بكلمة خلق منها نوراً ، ثمّ تكلّم بكلمة أخرى فخلق منها روحاً ، ثمّ مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليّا وفاطمة والحسن والحسين ، فكنّا نسبّحه حين لا تسبيح ، ونقدّسه حين لا تقديس ، فلما أراد الله تعالى أن ينشىء خلقه فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل من العرش ، ثمّ فتق نور أخي علّي فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور علّي ، ونور عليّ من نور الله ، وعلي أفضل من الملائكة ، ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض ، فالسموات والأرض من نور ابنتي فاطمة ، ونور ابنتي فاطمة من نور الله ، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض . ثمّ فتق نور ولدي الحسن ، ونور الحسن من نور الله ، والحسن أفضل من الشمس والقمر . ثمّ فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنّة والحور العين ، فالجنّة والحور العين من نور ولدي الحسين ، ونور ولدي الحسين من نور الله ، وولدي الحسين أفضل من الجنّة والحور العين (3) .

في عرض ولايتها على الأشياء
في حديث الإسراء : يا محمّد ! إنّي خلقتك وخلقت عليّا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين من نوري ، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض ، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الظالّين « الظالمين خ ل » . يا محمّد ! لو أنّ عبداً من عبيدي عبدني حتىّ ينقطع ، أو يصير كالشنّ البالي ، ثمّ أتاني جاحداً لولا يتكم ما غفرت له حتى يقرّ بولايتكم .
يا محمّد : أتحبّ أن تراهم ؟ قلت : نعم ، يا ربّ ! قال : التفت ، فالتفتّ عن يمين العرش ، فإذا أنا باسمي وباسم علّي وفاطمة والحسن والحسين وعليّ ومحمّد وجعفر وموسى وعلّي والحسن ، والمهديّ في وسطهم كأنّه كوكب درّيّ ، فقال : يا محمّد ! هؤلاء حي على خلقي ، وهذا القائم من ولدك بالسيف من أعدائك (4) .

 في سبق دخولها الجنّة
عن علي (عليه السلام) عن النيّي (صلى الله عليه وآله) إنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين . قال عليّ : فمحبّونا ؟ قال : من ورائكم (5) .

  في كونها في خطيرة القدس
وعنه (صلى الله عليه وآله)  : إنّ فاطمة وعليّا والحسن والحسين في خطيرة القدس في قبّة بيضاء ، سقفها عرش الرحمن (6) .

في جواز دخولها (عليها السلام) مسجد النبي
وعنه (صلى الله عليه وآله)  : ألا لا يحلّ المسجد لجنب ولا حائض إلاّ لرسول الله وعلّي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) (7) .

في سكونتها معهم في الجنّة
عن النبّي (صلى الله عليه وآله)  قال : في الجنّة درجة تدعى الوسيلة ، فإذا سألتم الله فاسألوا لي الوسيلة . قالوا : يا رسول الله ! من يسكن معك فيها ؟ قال : علّي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) (8) .

في كونها ركناً لعلّي (عليهم السلام)
على النبّي (صلى الله عليه وآله) إنه قال لعلّي بن أبي طالب (عليه السلام): سلام عليك يا أبا الريحانتين ، فعن قليل يذهب ركناك ، والله خليفتي عليك . فلّما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال علي (عليه السلام) : هذا أحد الركنين ، فلمّا ماتت فاطمة (عليها السلام) قال : هذا الركن الآخر (9) .
أقول : ينبغي إمعان النظر في معنى الركنيّة ، فأيّ معنى تصوّر لركنيّة (صلى الله عليه وآله) لعلّي (عليه السلام) فهوثابت لفاطمة الزهراء (عليها السلام) ، ولعمري هذا مقام شامخ لم ينله أحد إلاّ هي ، وهو من مختصّاتها (عليها السلام) .

في إصابة نور الله لها
عن النبّي (صلى الله عليه وآله) قال: لمّا خلق الله الجنّة خلقها من نور وجهه ، ثمّ أخذ ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة ثلث النور ، وأصاب عليّاً وأهل بيته ثلث النور . فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمّد (صلى الله عليه وآله) (10) ، ومن لم يصبه من ذلك النور ضلّ عن ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله)
أقول : التدبّر في هذا الحديث يعطي جلالة شأنها وعلوّ درجاتها (عليها السلام) ، إذ جعلها الله ـ تعالى شأنه ـ في النور قسيم أبيها وبعلها وبنيها (عليهم السلام) ، بل هي أكبر حظّاً منهم . وهذا لعمري شأوّ لاتنالها أيدي المتناولين ، وبحر لا يدرك قعرها غوص المتعمّقين .

في كونها خير خلق الله تعالى
عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل : على ساق العرش مكتوب : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، وعلى وفاطمة والحسن والحسين خير خلق الله (11) .

 في اختيار الله تعالى ايّاها على النساء
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلّي (عليه السلام) : إنّ الله عزّ وجلّ أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثمّ اطلع الثالثة فاختار الأئمّة من ولدك على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين (12) .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوباً : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، عليّ حبيب الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة خيرة الله ، على باغضهم لعنة الله (13) .

 في وجوب إطاعتها على الكائنات
عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل : ولقد كانت (عليها السلام) مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجنّ والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة ـ الحديث (14) .
عن محمّد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فأجريت اختلاف الشيعة ، فقال : يا محمّد إنّ الله تبارك وتعالى لم يزل متفّرداً بوحدانّيته ، ثمّ خلق محمّداً وعليّاّ وفاطمة ، فمكثوا ألف دهر ، ثمّ خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها ، وأجرى طاعتهم عليها ، وفوّض أمورها إليهم ، فهم يحلّون ما يشاؤون ، ويحرّمون ما يشاؤون ، ولن يشاؤوا إلاّ أن يشاء الله تبارك وتعالى . ثمّ قال : يا محمّد ، هذه الديانة التي من تقدّمها مرق (15) ، ومن تخلّف عنها محق ، زن لزمها لحق ، خذها إليك يا محمّد (16) .
قال العلامة المجلسيّ في شرح هذا الحديث : « فأشهدهم خلقها » ، أي خلقها بحضرتهم وهم يطّلعون على أطوار الخلق وأسراره . « وأجرى طاعتهم عليها » أي أوجب على جميع الأشياء طاعتهم حتّى الجمادات والسماويّات والأرضيات . « وفوّض أمورها إليهم » من التحليل والتحريم والعطاء والمنع ، وإن كان ظاهره تفويض تدبيرها إليهم من الحركات والسكنات والأرزاق والأعمار وأشباهها (17).
عن أبي سعيد الخدريّ قال : كنّا جلوساً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا قبل إليه رجل فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ لإبليس : « أستكبرت أم كنت من العالمين » (18) ، من هم يا رسول الله الّذين هم أعلى من الملائكة المقرّبين ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، كنّا في سرادق العرش نسبّح الله فسبّحت الملائكة بتسبحنا قبل أن يخلق الله عزّ وجلّ آدم بألفي عام ، فلمّا خلق الله عزّ وجلّ آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يؤمروا بالسّجود إلاّ لأجلنا ، فسجدت الملائكة كلّهم أجمعون إلاّ إبليس أبي أن يسجد ، فقال الله تبارك وتعالى : « يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ أستكبرت أم كنت من العالمين » أي من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش . فنحن باب الله الّذي يؤتى منه ، وبنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبّنا أحبّه الله وأسكنه جنّته ، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ، ولا يحبّنا إلاّ من طاب مولده (19) .

  في ركوبها يوم القيامة
عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : يبعث الله الأنبياء يوم القيامة على الدوابّ ، ويبعث صالحاً على ناقته كيما يوافي بالمؤمنين من أصحابه المحشر ، وتبعث فاطمة ، والحسن والحسين (عليهم السلام) على ناقتين من نوق الجنّة ، وعليّ بن أبي طالب على ناقتي ، وأنا على البراق ، ويبعث بلالاً على ناقته فينادي بالأذان ـ الحديث (20) .

  في تكلّمها في بطن أمّها
عن بعض الرواة الكرام : إنّ خديجة الكبرى رضي الله عنها ـ تمنّت يوماً من الأيّام على سيّد الأنام أن تنظر إلى بعض فاكهة دار السّلام ، فأتى جبرئيل إلى المفضّل على الكونين من الجنّة بتفّاحتين وقال : يا محمّد ، يقول لك من جعل لكلّ شيء قدراً :
كل واحدة وأطعم الاخرى لخديجة الكبرى ، فاغشها ، فإنّي خالق منكما فاطمة الزهراء . ففعل المختار ما أشار به الأمين وأمر . فلّما سأله الكفّار أن يريهم انشقاق القمر ـ وقد بان لخديجة حملها بفاطمة وظهر ـ قالت خديجة : واخيبة من كذّب محمّدا وهو خير رسول ونبّي ! فنادت فاطمة من بطنها : يا أمّاه لا تحزني ولا ترهبي فإنّ الله مع أبي ـ الخبر (21) .

  في كونها تحت قبّة العرش
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبّة تحت العرش . قلت « الحافظ الكنجيّ » ما كتبناه إلاّ من هذا الوجه «السند المذكور فيه » وهو حديث حسن عال (22) .

في ثواب السلام عليها
عن يزيد بن عبدالملك النوفلّي ، عن أبيه ، عن جدّه قال : دخلت على الفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال : فبدأتني بالسّلام ، قال : وقالت : قال أبي ـ وهو ذا حيّ ـ من سلّم عليّ وعليك ثلاثة أيّام فله الجنّة . قلت لها : ذا في حياته وحياتك أو بعد موته وموتك ؟ قالت : في حياتنا وبعد وفاتنا (23) .
عن ابن عبّاس قال : لمّا ولدت فاطمة بنت النبّي (صلى الله عليه وآله) سماّها المنصورة ، فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال : الله يقرئك السّلام ويقرئ مولودك السّلام (24) .

في نزول حنوطها من الجنّة
عن ابن سنان رفعه قال : السّنة في الحنوط ثلاثة عشر درهماً وثلث . قال محمّد بن أحمد : ورووا أنّ جبرئيل (عليه السلام) نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحنوط ، وكان وزنه أربعين درهماً ، فقسمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثة أجزاء: جزءاً له، وجزءاً لعليّ، وجزءاً لفاطمة (صلوات الله عليهم أجمعين) (25).

 اشتراكها معهم في الحرب والسلم
عن أبي حازم ، عن أبي هرية قال : نزر النبّي (صلى الله عليه وآله) إلى الحسن والحسين وفاطمة فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم (26) .
أقول : ولمّا جرّ البحث بنا إلى هنا ينبغي لنا أن نورد شيئاً من الأخبار ثم من الكلام حول المسالة إتماماً للفائدة وإيفاءً لبعض حقّها (عليها السلام) فنقول :
عن مجاهد : خرج النبّي (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بيد فاطمة ، فقال : « من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمّد ، وهي بضعة منّي ، وهي قلبي ، وهي روحي الّتي بين جنبّي ، من آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله » (27) .
وعنه (صلى الله عليه وآله) إنّما فاطمة حذية (28) منّي ، يقبضني ما يقبضها .
وعن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنّ فاطمة شعرة منّي ، فمن آذى شعرة منّي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله لعنه الله مل السماوات والأرض (29) . وعن ابن عباس قال : قال (صلى الله عليه وآله) : يا علي إنّ فاطمة بضعة منّي ، هي نور عيني وثمرة فؤادي ، يسوءني ماساءها ويسرّني ما سرّها ، وإنها أوّل من يلحقني من أهل بيتي ، فأحسن إليها من بعدي ، والحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي ، وهما سيدا شباب أهل الجنّة ، فليكونا عليك كسمعك وبصرك . ثمّ رفع (صلى الله عليه وآله) يديه إلي فقال : اللّهمّ إنّي أشهدك أنّي محبّ لمن أحبهّهم ، مبغض لمن أبغضهم ، سلم لمن سالمهم ، حرب لم حاربهم ، عدوّ لمن عاداهم ، ولّي لمن والاهم (30) . وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّما فاطمة بضعة منّي ، يسوءني ماساءها (31) . وعن علّي (عليه السلام) إنّ الله عزّ وجلّ ليغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها (32) .
وعنه (عليه السلام) : يا فاطمة إنّ الله ليغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك (33) . وإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : فاطمة بضعة منّي ن فمن أغضبها أغضبني (34) . وقال (عليه السلام) : إنّما فاطمة بضعة منّي ، يؤذيني ما آذاها (35) . وعنه (عليه السلام) : فإنّما ابنتي بضعة منّي ، يريبني مارابها ، ويؤذيني ما آذاها (36) وعنه (عليه السلام) : إنّ فاطمة بنت محمّد مضغة منّي (37) . وعنه (عليه السلام) : « إنّما فاطمة بضعة منّي ، يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها » . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم ـ يخرجاه (38) . وعنه (عليه السلام) : إنّما فاطمة مضغة منّي ، فمن آذاها فقد آذاني (39) . وعنه (عليه السلام) : فاطمة بضعة منّي ، يسعفني ما أسعفها (40) . وعنه (عليه السلام) : فاطمة شجنة منّي ، يبسطني ما يبسطها ، ويقبضني ما يقبضها (41) .

اشتراكها معهم في تكوّن الميزان
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا ميزان العلم ، وعليّ كفّتاه والحسن والحسين خيوطه ، وفاطمة علاقته ، والأئمّة من أمّتي عموده ، يوزن فيها أعمال المحبّين لنا والمبغضين لنا (42) .

اشتراكها معهم في قصّة سفينة نوح (عليه السلام)
عن النبّي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : لمّا أراد الله عزّوجلّ أن يهلك قوم نوح (عليه السلام) أوحى الله إليه أن شقّ ألواح الساج . فلّما شقّها لم يدر ما صنع ، فحبط جبرئيل (عليه السلام) فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت فيه مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار . فسمر المسامير كلّها في السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير ، فضرب بيده إلى مسمارٍ منها ، فأشرق في يده وأضاء كما يضيء الكوكب الدرّي في أفق السماء فتحّير من ذلك نوح ، فأنطق الله ذلك المسمار بلسان طلقٍ ذلق فقال : أنا على اسم خير الأنبياء محمّد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) .
فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال له : يا جبرئيل ، ما هذا المسمار الّذي ما رأيت مثله ؟ قال : هذا باسم خير الأولين والآخرين محمّد بن عبدالله (عليه السلام) ، أسمره في أوّلها على جانب السفينة الأيمن . ثمّ ضرب بيده على مسمار ثانٍ ، فاشرق وأنار ، فقال نوح (عليه السلام) : وما هذا المسمار ؟ قال : مسمار أخيه وابن عمه علّي بن أبي طالب ، فأسمره على جانب السفينة اليسار في أولها . ثمّ ضرب بيده على مسمار ثالث ، فزهر وأشرق وأنار ، فقال له جبرئيل (عليه السلام) : هذا مسمار فاطمة (عليها السلام) ، فأسمره إلى جانب مسمار أبيها (صلى الله عليه وآله) . ثمّ ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وأنار، فقال له : هذا مسمار الحسن (عليه السلام) فأسمره إلى جانب مسمار أبيه (صلى الله عليه وآله) . ثمّ ضرب بيده إلى مسمار خامس ، فأشرق وأنار وبكى وأظهر النداوة (43) ، فقال : يا جبرئيل ما هذه النداوة ؟ فقال : هذا مسمار الحسين بن عليّ سيّد الشهداء ، فأسمره إلى جانب مسمار أخيه .
ثمّ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال الله تعالى : ( وحملناه على ذات ألواح ودسرٍ ) (44) ، قال النبيّ (عليه السلام) : الألواح خشب السفينة ، ونحن الدسر ، ولولانا ماسارت السفينة بأهلها (45) .

-------------------------------------------------------------------------
 (1) تأويل الآيات : للعلامة السيّد شرف الدين النجفّي : 2 | 818 .
(2) فرائد السمطين : 1 | 36 .
(3) بحار الانوار : 15 | 10 .
(4) تأويل الآيات : 1 | 98 .
(5) مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) للسيوطيّ : 45 ، 46 .
(6) مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) : للسيوطي : 45 ، 46 .
(7) تأويل الآيات : 1 | 98 .
(8) المصدر السابق : 69 .
(9) ذخائر العقبي : 56 .
(10) البحار : 43 | 44 .
(11) بحر المعارف : للمولى عبدالصمد الهمداني : 428 .
(12) زين الفتى : للحافظ العاصميّ ، كما في « فاطمة الزهراء » للعلاّمة الأميني ص 43 .
(13) تاريخ بغداد : 1 | 259 .
(14) دلائل الإمامة : للطبريّ ، ص 28 .
(15) مرق من الدين : خرج منه بضلالة أو بدعة .
(16) بحار الانوار : 15 | 19 .
(17) مرآة العقول : 5 | 190 ـ 192 .
(18) 75 .
(19) تأويل الآيات : 2 | 509 .
(20) كنز العمّال : 6 | 193 ، كما في فضائل الخمسة : 3 | 163 .
(21) روض الفائق : للعلاّمة الشيخ شعيب الحريفش ، مطبعة المصطفى البابي الحلبي ، ص 255 وهذا الاشتراك مع ابنها الحسين (عليه السلام) حيث يكلّمها في بطنها .
(22) كفاية الطالب : الباب 85 |311 .
(23) المناقب : لابن المغازليّ : 363 .
(24) ملحقات إحقاق الحقّ : 10 | 134 .
(25) البحار : 22 | 504 .
(26) مسند أحمد : 2 | 442 .
(27) نور الأبصار للشبلنجي : 52 .
(28) الحذية من اللحم ما قطع طولاً .
(29) البحار : 43 | 54 .
( 30) أهل البيت توفيق أبو علم : 124 .
(31) الطبقات لأبن سعد : 8 | 262 .
(32) « كنز العمّال » 12 | 111 ، « مجمع الزوائد » 9 | 203 .
(33) كنز العمّال : 12 | 111 ، مجمع الزوائد : 9 | 203 .
(34) صحيح البخاري : 5 | 26 .
(35) صحيح مسلم : 7 | 141 ، 142 ، باب الفضائل ، ورابنى الأمر وأرابني إذا رأيت منه ماتكره .
(36) « صحيح البخاري » 5 | 141 و 142 ، باب الفضائل ، ورابنى الأمر وأرابني إذا رأيت منه ما تكره .
(37) صحيح مسلم : 7 | 141 و 142 . باب الفضائل . ورابني الأمر وأرابني إذا رأيت منه ما تكره .
(38) « مستدرك الصحيحين » : 3 | 159 .
(39) مستدرك الصحيحين : 3 | 159 .
(40) كنز العمّال : 12 | 111 . والاسعاف : القرب والإعانة وقضاء الحاجة .
(41) كنز العمال : 12 | 111 .
(42) مقتل الحسين الخوارزمي : 107 .
(43) النداوة : البلل .
(44) القمر : آية 13 .
(45) عبقات الأنوار : حديث السفينة | 1081 .
 
تأليف الشيخ محمد فاضل المسعودي
تقديم آية الله السيد عادل العلوي 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page