في فضائله صلى الله عليه وآله
فضائله كثيرة ومناقبه عديدة أكبر من أن تسعها هذه الأوراق ولكن نحاول أن نسجل مقارنة بينه (ص) وبين بعض الأنبياء (ع).
إن كان آدم أول الخلق وخلق من طين فالنبي (ص) خلق قبله من نور. قال (ص): ( كنت نبياً وآدم بين الماء والطين ) وقال (ص): ( إن الله خلقني من نور خلق ذلك النور قبل آدم بألفي ألف سنة ).
وان كان آدم (ع) أبو البشر فالنبي (ص) سيد النذر قال (ص): ( آدم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة ).
فان جاء القرآن بحق آدم (ع) ) فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ( البقرة :37 فقد جاء بحق النبي (ص) ) لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ( الفتح :2.
وان دخل آدم (ع) في الجنة فقد عرج به (ص) قاب قوسين أو أدنى.
وان ذكر بحق إدريس (ع) في القرآن ) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ( مريم :57، أي السماء فقد جاء في القرآن بحقه (ص) ) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ( الشرح : 4.
وان جرت السفينة لنوح (ع) على الماء فقد جرى للنبي (ص) الحجر على الماء وذلك أنه كان على شفير غدير ووراء الغدير تل عظيم، فقال عكرمة بن أبي جهل يا محمّد إن كنت نبياً فادع من صخور ذلك التل حتى يخوض الماء فيعبر فدعا بالصخرة فجعلت تأتي على وجه الماء حتى مثلت بين يديه فأمرها بالرجوع فرجعت كما جاءت.
واستجاب الله دعاء نوح (ع) على قوله ) لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ [1]( واستجاب الله دعاء النبي (ص) بالرحمة حيث قال: ( حوالينا ولا علينا ) فان النبي (ص) رسول الرحمة ) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [2]( .
وكانت سفينة نوح (ع) سبب النجاة في الدنيا، وأهل بيت النبي (ص) سبب النجاة في الدنيا والآخرة قال (ص): ((مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى)).
ونصر الله هود (ع) على اعدائه بالريح ) وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ [3]( ونصر الله النبي (ص) يوم الأحزاب والخندق وبدر بالملائكة ) وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا [4]( .
وقال إبراهيم (ع) ) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي ( الشعراء : 82، وقيل للنبي (ص) ) لِيَغْفِرَ لَكَ الله ( الفتح : 48.
وقال إبراهيم (ع) ) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ ( الشعراء : 84، وقيل للنبي (ص) ) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (.
وقال إبراهيم (ع) ) وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ( الشعراء : 85،وقيل للنبي (ص) ) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ ( الضحى :4 .
وأقسم إبراهيم (ع) بالله ) وَتَالله لاكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم ( الأنبياء : 57، وأقسم الله بالنبي (ص) ) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ ( الحجر : 72.
قال تعالى للخليل (ع) ) أَوَلَمْ تُؤْمِن ( البقرة : 260، وقال للنبي (ص) ) آمَنَ الرسَّوُلُ ( البقرة : 285.
وصل إبراهيم (ع) إلى مقام ) كَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ( الأنعام : 75، ووصل النبي (ص) إلى مقام ) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ( النجم :8 .
أراد إبراهيم (ع) رضا الله في رفع الكعبة ) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ (البقرة : 127، وأراد الله القبلة في رضا النبي (ص) ) فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا( البقرة : 144.
طلب إبراهيـم (ع) ) وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ( إبراهيم : 35، وقال تعالـى للنبـي (ص)) إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ( الأحزاب : 33 .
كان ليعقوب (ع) اثنا عشر ابنا، كان للنبي (ص) اثنا عشر وصياً.
انفجرت الماء لموسى (ع) من الحجر ، وانفجرت للنبي (ص) من بين أصابعه .
كان لموسى (ع) اثنا عشر نقيباً وللنبي (ص) إثنا عشر إماماً .
وكان لموسى (ع) انفلاق البحر في الأرض ) فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ ( الشعراء : 63، وانشق القمر في السماء للنبي (ص) ) اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ( القمر : 1 .
قال موسى (ع) ) رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ( طه :20، وقال تعالى للنبي (ص) ) أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ( الشرح : 1 .
وكلم الله موسى تكليماً على طور سيناء وناجى الله النبي (ص) عند سدرة المنتهى وكان هناك واسطة بين الله تعالى وموسى (ع) ولم يكن هناك واسطة بين الله تعالى والنبي (ص)، وليس من مشى برجليه كمن أسري به.
وكان لداود (ع) ثلاثون ألف حرس، وكان حارس النبي (ص) هو الله تعالى) وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ( المائدة : 67.
وقال تعالى لداوود (ع) ( ولا تتبع الهوى ) وقال للنبي (ص) ( ما ضل صاحبكُم) .
وسخرت لسليمان (ع) الريح ) غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ( سبأ : 12، واكرم النبي (ص) بالبراق وخطوته مد البصر.
سأل سليمان (ع) المُلك ( ربي هب لي ملكاً ) واُعطي النبي (ص) مفاتيح خزائن الدُنيا فردّها ، وأعطاهُ الله تعالى الكوثر والشفاعة والمقام المحمود ) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (الضحى : 5.
والنبي يحيى (ع) كان أزهد أهل زمانه، والنبي (ص) أزهد الخلائق وأعبدهم ) طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ( طه : 1و2 .
وعيسى (ع) كان يحيي الموتى ) وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ الله ( آل عمران : 49.
قال الكلبي: كان عيسى (ع) يحيى الأموات بـ ( يا حيّ يا قيّوم ) وقيل إنه أحيى أربعة أنفس وهو عاذر وابن العجوز وابنة العاشر وسام بن نوح.
قال الإمام الرضا (ع) لقد اجتمعت قريش إلى رسول الله (ص) فسألوه أن يحيي لهم موتاهم فوجّه معهم علي بن أبي طالب (ع) فقال اذهب إلى الجبانة فناد باسم هؤلاء الرهط الذي يسألون عنهم باعلى صوتك: يا فلان ويا فلان ويا فلان يقول لكم رسول الله: قوموا بإذن الله، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم فأقبلت قريش تسألهم عن أمورهم ثم أخبروهم أن محمداً قد بعث نبياً فقالوا وددنا أنا أدركناه فنؤمن به.
واحيى (ص) النفر الذين قتلوا يوم بدر فخاطبهم وكلمهم وعيرّهم بكفرهم.
