و كان معاوية يعزي إلى أربعة:
1.إلى مسافر بن أبي عمرو [هو مسافر بن أبي عمر بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ]
2.و إلى عمارة بن الوليد
3.و إلى العباس بن عبد المطلب،
4.و إلى الصباح
مغن أسود كان لعمارة.
قالوا: كان أبو سفيان دميما [الدميم هو القبيح و قيل الحقير: و الذميم بالمعجمة الذي يذم من الذم خلاف المدح و قيل الدميم في جسمه و الذميم في أخلاقه.] قصيرا،
و كان للصباح عسيفا [ العسف بغير هداية و الأخذ على غير الطريق و العسيف و العسوف الذي يركب رأسه في السير و لا يثنيه شيء و هو هنا ركوب الأمر بلا تدبير و لا رويّة] لأبي سفيان شابا و سيما،
فدعته هند [هي هند بنت عتبة بن ربيعة والدة معاوية بن أبي سفيان] إلى نفسها.
ربيع الأبرار و نصوص الأخبار : الزمخشري ج : 4 ص : 27
اَلشَّيْخُ اَلْمِقْدَادُ فِي (كَنْزِ اَلْعِرْفَانِ) :
رُوِيَ:أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَايَعَهُنَّ وَ كَانَ عَلَى اَلصَّفَا وَ كَانَ عُمَرُ أَسْفَلَ مِنْهُ، وَ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ مُتَنَقِّبَةً مُتَنَكِّرَةً مَعَ اَلنِّسَاءِ خَوْفاً أَنْ يَعْرِفَهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ،
فَقَالَ: أُبَايِعُكُنَّ عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً،
فَقَالَتْ هِنْدٌ : إِنَّكَ لَتَأْخُذُ عَلَيْنَا أَمْراً مَا رَأَيْنَاكَ أَخَذْتَهُ عَلَى اَلرِّجَالِ؛ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ بَايَعَ اَلرِّجَالَ يَوْمَئِذٍ عَلَى اَلْإِسْلاَمِ وَ اَلْجِهَادِ فَقَطْ،
فَقَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : وَ لاَ تَسْرِقْنَ
فَقَالَتْ هِنْدٌ : إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مُمْسِكٌ وَ إِنِّي أَصَبْتُ مِنْ مَالِهِ هَنَاتٍ فَلاَ أَدْرِي أَ يَحِلُّ لِي أَمْ لاَ؟
فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : مَا أَصَبْتِ مِنْ مَالِي فِيمَا مَضَى وَ فِيمَا غَبَرَ فَهُوَ لَكِ حَلاَلٌ،
فَضَحِكَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَرَفَهَا فَقَالَ: وَ إِنَّكِ لَهِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ ؟
قَالَتْ: نَعَمْ فَاعْفُ عَمَّا سَلَفَ يَا نَبِيَّ اَللَّهِ عَفَا اَللَّهُ عَنْكَ.
فَقَالَ: وَ لاَ تَزْنِينَ فَقَالَتْ هِنْدٌ :
أَ وَ تَزْنِي اَلْحُرَّةُ؟
فَتَبَسَّمَ عُمَرُ بْنُ اَلْخَطَّابِ لِمَا جَرَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَهَا فِي اَلْجَاهِلِيَّةِ
فَقَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: وَ لاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ
فَقَالَتْ: رَبَّيْنَاهُمْ صِغَاراً وَ قَتَلْتُمُوهُمْ كِبَاراً فَأَنْتُمْ وَ هُمْ أَعْلَمُ،
وَ كَانَ اِبْنُهَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَوْمَ بَدْرٍ ،
فَضَحِكَ عُمَرُ حَتَّى اِسْتَلْقَى، وَ تَبَسَّمَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ لَمَّا قَالَ: وَ لاَ تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ
قَالَتْ هِنْدٌ : وَ اَللَّهِ إِنَّ اَلْبُهْتَانَ قَبِيحٌ وَ مَا تَأْمُرُنَا إِلاَّ بِالرُّشْدِ وَ مَكَارِمِ اَلْأَخْلاَقِ.
وَ لَمَّا قَالَ: وَ لاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ،
قَالَتْ هِنْدٌ : مَا جَلَسْنَا مَجْلِسَنَا هَذَا وَ فِي أَنْفُسِنَا أَنْ نَعْصِيَكَ فِي شَيْءٍ.
تفسیر البرهان ج۵ ص۳۵۸
بحار الأنوار ج۲۱ ص۹۸