• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

موجهة ضد بني هاشم لمصلحة قريش المصادر اكثر واعظم (2)

 

موجهة ضد بني هاشم لمصلحة قريش المصادر اكثر واعظم  (2)

وقد اوردنا الية مع سياقها ليتضح ان من معجزات القرآن ذكر الاحزاب المكذبة للنبي قبل ظهورها , وذكر الشاهد على الامة بعد نبيها فان سورة هود نزلت بعد عشر سور من القرآن فقط كما ذكر المفسرون .
وهـذه الـيـات تـسلي النبي صلى اللّه عليه وآله امام استهزاء المشركين وسخريتهم واقوالهم بان محمدا يدعي النبوة وليس له مال وليس معه ملك يصدقه ويشهد له فيقول اللّه تعالى لنبيه : الا يكفيهم هـذا الـقرآن الذي انزل عليك ؟ تـالـيـف الكلام من اسهل الامور عليهم وفيهم المتمكنون من انواعه وفنونه باللّه الذي انزله , فان لم يستجيبوا فاعلموا انهم مكابرون يريدون الحياة الدنيا ثم ماواهم النار.
ثـم اجـرى اللّه تـعالى مقايسة بين النبي الفقير واتباعه القلائل وبين الاحزاب المكذبة الصادة عن سبيل اللّه , فقال افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه الى آخر الية فالذي على بينة من ربه هو النبي صلى اللّه عليه وآله والذين آمنوا معه , اولئك يؤمنون .
ولكن من هو هذا الشاهد الذي وعد اللّه تعالى بانه يتلو نبيه ؟ اذا رجـعت الى مصادر الحديث والتفسير عند شيعة اهل البيت عليهم السلام , تجد انها مجمعة على ان الشاهد الذي يتلو النبي هو علي عليه السلام .
قـال الحويزي في تفسير نور الثقلين ج 2 ص 344 ( في اصول الكافي عن احمد بن عمر الحلال قال : سالت ابا الحسن عليه السلام عن قول اللّه عزوجل : افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ؟ فقال : امير المؤمنين الشاهد على رسول اللّه , ورسول اللّه صلى اللّه عليه وآله على بينة من ربه .
ــ في بصائر الدرجات عن ابي الجارود عن الاصبغ بن نباتة قال قال امير المؤمنين : واللّه ما نزلت آيـة في كتاب اللّه في ليل او نهار الا وقد علمت فيمن انزلت ولا مر على راسه المواسي الا وقد انزلت عليه آية من كتاب اللّه تسوقه الى الجنة او الى النار , فقام اليه رجل فقال : يا امير المؤمنين مـا الية التي نزلت فيك ؟ قال له : اما سمعت اللّه يقول افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه , فرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله على بينة من ربه وانا الشاهد له فيه واتلوه منه ( وفي نسخة وانا الشاهد التالي وهي اصح ).
ــ فـي امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى امير المؤمنين عليه السلام انه اذا كان يوم الجمعة يـخـطـب عـلـى الـمنبر فقال : والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواثيق الا وقد نزلت فيه آية من كتاب اللّه عز وجل اعرفها كما اعرفه , فقام اليه رجل فقال : يا امـيـر المؤمنين ما آيتك التي نزلت فيك ؟ فقال : اذا سالت فافهم , ولا عليك الا تسال عنها غيري , اقرات سورة هود ؟ قال نعم يا امير المؤمنين , قال افسمعت اللّه عزوجل يقول افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ؟ قال نعم , قال : فالذي على بينة من ربه محمد صلى اللّه عليه وآله والذي يتلوه شاهد منه وهو الشاهد وهو منه انا علي بن ابي طالب انا الشاهد , وانا منه صلى اللّه عليه وآله .
ــ وقال سليم بن قيس : سال رجل , علي بن ابي طالب عليه السلام فقال وانا اسمع : اخبرني بافضل منقبة لك ؟ قال : ما انزل اللّه في كتابه , قال : وما انزل اللّه فيك ؟ قال : افمن كان على بينة من ربه ويـتلوه شاهد منه , انا الشاهد من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة .
ــ في تفسير العياشي عن بريد بن معاوية العجلي عن ابي جعفر عليه السلام قال : الذي على بينة من ربه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله , والذي تلاه من بعده الشاهد منه امير المؤمنين عليه السلام , ثم اوصياؤه واحد بعد واحد.
ــ عن جابر عن عبداللّه بن يحيى قال : سمعت عليا عليه السلام وهو يقول : ما من رجل من قريش الا وقد انزل فيه آية او آيتان من كتاب اللّه , فقال له رجل من القوم : فما نزل فيك يا امير المؤمنين ؟ فقال اما تقرء الية التي في هود افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه محمد صلى اللّه عليه وآله على بينة من ربه وانا الشاهد ) انتهى .
اما مصادر اخواننا السنة ففيها روايات مطابقة لرواياتنا , لكن معها اضعافها من الاقوال والاحتمالات الـمـتـنـاقضة والغريبة التي تصرف الالفاظ عن ظواهرها , وكان الغرض تشويش الذهن بتكثير الاحتمالات قـال الـسيوطي في الدر المنثور ج 3 ص 324 ( اخرج ابن ابي حاتم وابن مردويه وابو نعيم في الـمـعـرفـة عن علي بن ابي طالب رضي اللّه عنه قال ما من رجل من قريش الا نزل فيه طائفة من القرآن فقال له رجل ما نزل فيك ؟ قال اما تقرا سورة هود افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على بينة من ربه وانا شاهد منه ).
واخـرج ابـن مـردويـه وابن عساكر عن علي رضي اللّه عنه في الية قال : رسول اللّه صلى عليه وسلم على بينة من ربه , وانا شاهد منه .
واخرج ابن مردويه من وجه آخر عن علي رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : افمن كان على بينة من ربه : انا ويتلوه شاهد منه : قال علي ) انتهى .
ثـم قـال الـسـيـوطي ( واخـرج ابـن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم والطبراني في الاوسط وابـوالـشـيـخ عن محمد بن علي بن ابي طالب قال قلت لابي ان الناس يزعمون في قول اللّه ويتلوه شـاهد منه انك انت التالي قال وددت اني انا هو , ولكنه لسان محمد صلى اللّه عليه وسلم ابـوالشيخ عن محمد بن علي بن الحنفية افمن كان على بينة من ربه قال محمد صلى اللّه عليه وسلم ويتلوه شاهد منه قال : لسانه ) انتهى .
ولا يمكن قبول هذه الرواية لان راويها عن محمد بن الحنفية عروة بن الزبير وهو معروف ببغضه لعلي عليه السلام , ولانها تفسير غير منطقي حيث يصير المعنى بموجبها ان النبي على بينة من ربه وياتي بعده لسانه وبيانه امره ويليه لسانه ثـم قال السيوطي ( واخرج ابوالشيخ من طريق ابن ابي نجيح عن مجاهد رضي اللّه عنه افمن كان عـلـى بينة من ربه قال هو محمد صلى اللّه عليه وسلم ويتلوه شاهد منه قال : اما الحسن رضي اللّه عـنـه ( الـبصري ) فكان يقول : اللسان وذكر عكرمة عن ابن عباس رضي اللّه عنهما انه جبريل عـلـيه السلام , ووافقه سعيد بن جبير رضي اللّه عنه قال هو جبريل واخرج ابو الشيخ عن عطاء رضي اللّه عنه ويتلوه شاهد منه قال : هو اللسان ويقال ايضا جبريل واخرج ابن جرير وابن المنذر وابـن ابـى حاتم وابو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي اللّه عنهما افمن كان على بينة من ربه قال : محمد , ويتلوه شاهد منه قال جبريل , فهو شاهد من اللّه بالذي يتلو من كتاب اللّه الذي انزل على محمد ) انتهى .
وجـبـرئيل عليه السلام شاهد على الامة ولكنه مع النبي وليس يتلوه بعده ؟ يـصـحح ذلك ففسر يتلوه بالقراءة وارجع ضميره على البينة لا على النبي وقال كان اللازم ان يقول يتلوها ولكن تذكير الضمير باعتبار ان البينة تشتمل على القرآن ولكنه تمحل , لانه اولا , لا يصح تـفـسـير ( يتلوه ) هنا بالقراءة لمقابلتها بــ ( ومن بعده ) ؟ ويتلوه شاهد منه : اي يقتدي به ويعمل بموجب قوله ).
وثـانيا , لان البينة من ربه اعم من القرآن , ولم نعهد في القرآن موردا ارجع فيه الضمير المذكر على لفظ مؤنث بحجة اشتماله على مذكر وثالثا , لو سلمنا , فكيف يصح وصف جبرئيل بانه منه ؟ فهل جبرئيل من النبي او من المتلو ؟ ورابـعا , لان المعنى يكون على هذا التفسير : النبي ومن معه على بينة من ربه ,ويتلو القرآن شاهد من ربه هو جبرئيل ولو قبلنا هذا اللعب بالضمائر , فما هو الربط بين المعنيين ؟ ثـم قال السيوطي ( واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابوالشيخ عن مجاهد افمن كان على بينة من ربه قال هو محمد صلى اللّه عليه وسلم , ويتلوه شاهد منه قال ملك يحفظه ) انتهى .
ولكن هذا الملك الذي يحفظ النبي صلى اللّه عليه وآله اذا صح انه يتلوه ويمشي وراءه , فلماذا قال عنه انه شاهد على الامة , وكيف يصح وصفه بانه من النبي صلى اللّه عليه وآله ؟ ثـم قـال الـسيوطي ( واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابوالشيخ وابن عساكر عن الـحسين بن علي في قوله ويتلوه شاهد منه قال محمد هو الشاهد من اللّه ) انتهى فيكون المعنى ان النبي على بينة من ربه , وهو ياتي بعد نفسه ثـم قـال السيوطي ( واخرج ابوالشيخ عن الحسن في قوله افمن كان على بينة من ربه قال المؤمن عـلى بينة من ربه ) انتهى وهذا ذهاب بالية الى مكان بعيد ليكون معناها: كل مؤمن على بينة من ربه حـتـى الجهلة والفساق , وكل منهم لابد ان يتلوه شاهد من اهل بيته او عشيرته , فتكون الية دليلا على ان من انقطع نسله او انقرضت عشيرته فهو كافر وقال الطبري في تفسيره ج 7 ص 10 ( واختلف اهل التاويل في تاويل ذلك فقال بعضهم يعني بقوله افمن كان على بينة من ربه محمدا صلى اللّه عليه وسلم ثم اورد الطبري تسع روايات في ان معنى شاهد منه : لسانه ثـم قـال ( وقـال آخـرون يعني بقوله ويتلوه شاهد منه محمد صلى اللّه عليه وسلم ) واورد ثمان روايات ثـم قـال ( وقـال آخـرون هـو علي بن ابي طالب واورد رواية واحدة ثم قال ( وقال آخرون هو جبرئيل ) واورد تسع عشرة رواية ثم قال ( وقال آخرون هو ملك يحفظه ) واورد ست روايات ثـم قال الطبري ( واولى هذه الاقوال التي ذكرناها بالصواب في تاويل قوله ويتلوه شاهد منه قول مـن قال هو جبرئيل لدلالة قوله ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة على صحة ذلك , وذلك ان نبي اللّه صـلى اللّه عليه وسلم لم يتل قبل القرآن كتاب موسى فيكون ذلك دليلا على صحة قول من قال عنى به لسان محمد صلى اللّه عليه وسلم او محمد نفسه , او على قول من قال عنى به عليا, ولا يعلم ان احـدا كـان تلا ذلك قبل القرآن او جاء به ممن ذكر اهل التاويل انه عنى بقوله ويتلوه شاهد منه غير جبرئيل عليه السلام .
فان قال قائل : فان كان ذلك دليلك على ان المعني به جبرئيل فقد يجب ان تكون القراءة في قوله ومن قبله كتاب موسى بالنصب لان معنى الكلام على ما تاولت يجب ان يكون : ويتلو القرآن شاهد من اللّه , ومن قبل القرآن كتاب موسى ؟
قـيـل : ان الـقراء في الامصار قد اجمعت على قراءة ذلك بالرفع فلم يكن لاحد خلافها , ولو كانت القراءة جاءت في ذلك بالنصب كانت قراءة صحيحة ومعنى صحيحا.
فان قال : فما وجه رفعهم اذن الكتاب على ما ادعيت من التاويل ؟
قـيـل : وجـه رفـعـهم هذا انهم ابتدؤا الخبر عن مجئ كتاب موسى قبل كتابنا المنزل على محمد فـرفعوه بمن قبله والقراءة كذلك , والمعنى الذي ذكرت من معنى تلاوة جبرئيل ذلك قبل القرآن , وان المراد من معناه ذلك , وان كان الخبر مستانفا على ما وصفت اكتفاء بدلالة الكلام على معناه وامـا قـوله اماما فانه نصب على القطع من كتاب موسى , وقوله ورحمة عطف على الامام كانه قيل ومـن قبله كتاب موسى اماما لبني اسرائيل ياتمون به ورحمة من اللّه تلاه على موسى , كما حدثناه ابـن وكـيع قال ثنا ابي عن ابيه عن منصور عن ابراهيم في قوله ومن قبله كتاب موسى قال من قبله جـاء بـالـكتاب الى موسى , وفي الكلام محذوف قد ترك ذكره اكتفاء بدلالة ما ذكر عليه منه وهو افـمـن كـان عـلـى بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة كمن هو في الـضـلالة متردد لا يهتدي لرشد ولا يعرف حقا من باطل ولا يطلب بعمله الا الحياة الدنيا وزينتها وذلـك نـظـيـر قوله امن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الخرة ويرجو رحمة به قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) انتهى .
وهكذا فرض هذا المفسر ( المنصف ) ان معنى يتلوه : يقرؤه لا غير , ثم حاكم التفاسير الاخرى عـلى اساسه حتى تلك التي تقول ان معنى ( يتلوه ) ياتي بعده وبتعبير عصرنا : ارهاب فكري , والغاء للراء الاخرى،
اما الفخر الرازي فقال في تفسيره جزء 17 ص 200 ــ 202 ( واعلم ان اول هذه الية مشتمل على الـفـاظ اربـعة كل واحد مجمل فالاول : ان هذا الذي وصفه اللّه تعالى بانه على بينة من ربه من هو والثاني : انه ما المراد بهذه البينة والثالث : ان المراد بقوله ( يتلوه ) القرآن او كونه حاصلا عقيب غيره والرابع : ان هذا الشاهد ما هو ؟ فهذه الالفاظ الاربعة مجملة , فلهذا كثر اختلاف المفسرين في هذه الية .
( امـا الاول ) وهـو ان هذا الذي وصفه اللّه تعالى بانه على بينة من ربه من هو ؟ فقيل : المراد به الـنبي عليه الصلاة والسلام , وقيل : المراد به من آمن من اليهود كعبداللّه بن سلام وغيره , وهو الاظهر لقوله تعالى في آخر الية اولئك يؤمنون به وهذا صيغة جمع , فلا يجوز رجوعه الى محمد صـلـى اللّه عـلـيـه وسـلم , والمراد بالبينة هو البيان والبرهان الذي عرف به صحة الدين الحق والضمير في ( يتلوه ) يرجع الى معنى البينة , وهو البيان والبرهان والمراد بالشاهد هو القرآن , ومـنه اي من اللّه , ومن قبله كتاب موسى , اي ويتلو ذلك البرهان من قبل مجئ القرآن كتاب موسى واعـلم ان كون كتاب موسى تابعا للقرآن ليس في الوجود بل في دلالته على هذا المطلوب و ( اماما ) نـصب على الحال , فالحاصل انه يقول اجتمع في تقرير صحة هذا الدين امور ثلاثة : اولها دلالة البينات العقلية على صحته وثانيها شهادة القرآن بصحته وثالثها شهادة التوراة بصحته , فعند اجتماع هذه الثلاثة لا يبقى في صحته شك ولا ارتياب , فهذا القول احسن الاقاويل في هذه الية واقربها الى مطابقة اللفظ وفيها اقوال اخر.
والـمـراد بقوله ( يتلوه ) هو التلاوة بمعنى القراءة وعلى هذا التقدير فذكروا في تفسير الشاهد وجـوهـا : احـدها : انه جبريل عليه السلام , والمعنى : ان جبريل عليه السلام يقرا القرآن على محمد عليه السلام وثانيها : ان ذلك الشاهد هو لسان محمد عليه السلام وهو قول الحسن , ورواية عـن محمد بن الحنفية عن علي رضي اللّه عنهما قال : قلت لابي انت التالي قال : وما معنى التالي قلت قوله ( ويتلوه شاهد منه ) قال وددت اني هو ولكنه لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولما كان الانـسان انما يقرا القرآن ويتلوه بلسانه لا جرم جعل اللسان تاليا على سبيل المجاز كما يقال : عين باصرة واذن سامعة ولسان ناطق وثالثها : ان المراد هو علي بن ابي طالب رضي اللّه عنه , والمعنى انـه يتلو تلك البينة وقوله ( منه ) اي هذا الشاهد من محمد وبعض منه , والمراد منه تشريف هذا الـشـاهد بانه بعض من محمد عليه السلام ورابعها : ان لا يكون المراد بقوله ( ويتلوه ) القرآن بل حـصـول هـذا الـشـاهد عقيب تلك البينة , وعلى هذا الوجه قالوا ان المراد : ان صورة النبي عليه الـسـلام ووجهه ومخايله كل ذلك يشهد بصدقه , لان من نظر اليه بعقله علم انه ليس بمجنون ولا كاهن , ولا ساحر ولا كذاب , والمراد بكون هذا الشاهد منه كون هذه الاحوال متعلقة بذات النبي صلى اللّه عليه وسلم .
واعلم ان هذين القولين وان كانا محتملين الا ان القول الاول اقوى واتم ) انتهى .
وهكذا اختار هذا المفسر الكبير ان يكون معنى الية : هل يمكن ان يكون خيار اليهود كالكفار , وهم الذين على بينة من امرهم ويتلو هذه البينة عليهم توراة موسى , بعد شهادة القرآن موسى فاعل يتلوه , وجعل الشاهد القرآن الى مطابقة اللفظ ) فـانـظـر الـى فن التفسير ومطابقته اللفظ للمعنى عند هذا المفسر الفيلسوف الـثعالبي حيث قال في الجواهر الحسان ج 2 ص 120 ( والراجح عندي من الاقوال في هذه الية ان يـكـون ( فـمـن ) للمؤمنين اولهم وللنبي صلى اللّه عليه وسلم معهم , والبينة القرآن وما تضمن , والـشاهد الانجيل , يريد او اعجاز القرآن في قول , والضمير في ( يتلوه ) للبينة , وفي ( منه ) للرب الخ ).
امـا الـمراغي فقال في تفسيره ج 12 ص 18 ( بعد ان ذكر سبحانه مل من كان يريد الدنيا وزينتها ولا يـهتم بالخرة واعمالها , قفى على ذلك بذكر من كان يريد الخرة ويعمل لها , وكان على بينة من ربـه في كل ما يعمل , ومعه شاهد يدل على صدقه , وهو القرآن , ومل من انكر صحته وكفر به ) انتهى .
فـقد جعل المراغي , الذي هو على بينة من ربه : كل مؤمن , وجعل يتلوه : معه القرآن مع المؤمن انـهـم يـرون جـوا مـفـروضا في كتب التفسير , فيه روايات رووها عن مفسري العصر الاموي والـعـبـاسي لم يسند شئ منها الى النبي صلى اللّه عليه وآله الا نادرا فيقعون في اسرها ويعاملونها كالروايات عن النبي صلى اللّه عليه وآله , حتى لو كانت مخالفة لالف باء اللغة العربية , وفهم العرف والاذهان السوية ومنهم من يمتلي ء قلبه ببغض علي وآله فيطفح على لسانه وقلمه , فيفعل المستحيل لابعاد اليات عن عـلـي عليه السلام , او يتكلف تفسيرات تجعل الية القرآنية البليغة عبارة عامية ركيكة , فلا يبقي منها من عربيتها الا حروفها اما اذا وجد رواية عن احد الصحابة او التابعين المعروفين بنصبهم العداء لاهل بيت نبيهم صلى اللّه عليه وآله فهي بغيته المطلوبة , والتمسك بها فريضة وكـم مرة اراني اقرا آيات من القرآن فافهم منها اشياء تقربني خطوات من فهم معناها ثم ارجع الى اقـاويل هؤلاء المفسرين فاراهم يتارجحون ذات الشمال وذات اليمين يشط واحدهم في احتمالاته ويـشذ في تفسيراته , ويمرغ المعاني السامية والكلمات الصافية بتراب سليقته واوحال طريقته , حـتـى كـان هـدفه التضييع لا التفسير, وان يشوش فهمك العربي السليم , ويضلل ذهنك الانساني القويم .

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

telegram ersali arinsta ar

١ ربيع الاول

(١) هجرة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله إلى يثرب (المدينة المنورة) (٢) ليلة المبيت (٣) وفاة زوجة النبي...

المزید...

٣ ربيع الاول

احراق الكعبة

المزید...

٤ ربيع الاول

خروج النبي صلّى الله عليه وآله وسلم من الغار

المزید...

٥ ربيع الاول

(١) الهجوم على دار الزهراء سلام الله عليها (٢) وفاة السيدة سكينة ...

المزید...

٨ ربيع الاول

استشهاد الامام الحسن العسكري عليه السلام

المزید...

٩ ربيع الاول

(١) مقتل الخليفة الثاني (٢) قتل عمر بن سعد (٣) تسلّم الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف مهامّ الامامة...

المزید...

١٠ ربيع الاول

١) زواج النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله) من خديجة الكبرى(عليها السلام). ٢) وفاة عبدالمطّلب جدّ الرسول الأعظم ...

المزید...

١٢ ربيع الأوّل

١) وفاة المعتصم العباسي. ٢) وفاة أحمد بن حنبل.

المزید...

١٣ ربيع الأوّل

تأسست الدولة العباسية على يد أبوالعبّاس السفّاح

المزید...

١٤ ربيع الأوّل

١) موت يزيد بن معاوية. ٢) موت الخليفة العباسي موسى الهادي.

المزید...

١٥ ربيع الأوّل

بناء مسجد « قبا »

المزید...

١٦ ربيع الأوّل

وصول الأسرى إلى الشام

المزید...

١٧ ربيع الأوّل

١) ولادة النبي الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله). ٢) ولادة الإمام جعفر الصادق(عليه السلام). ...

المزید...

١٨ ربيع الاول

بناء مسجد المدينة

المزید...

٢٥ ربيع الأوّل

٢٥ ربيع الأوّل غزوة دومة الجندل

المزید...

٢٦ ربيع الاول

صلح الامام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام مع معاوية

المزید...
0123456789101112131415
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page