ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في الكعبة المشرفة في الثالث عشر من رجب على أوفر الروايات ونشأ عليه السلام في بيت العلم ومهبط الوحي وقطب الرسالة فدرسَ القرآن وتفقه فيه ودرسَ السُنةَ وعلمها وعَمِلَ بها فكانَ بليغاً دونهُ البلغاء حكيماً يقفُ عندهُ الحكماء .. بحراً زاخراً من العلم والمعرفة والأيمان .
لم يشهد التأريخ عبر الأزمان حكومةً أرست قواعد الحق والعدل والمساوات بين الناس كحكومة الأمام علي (ع) وقد كان الخلفاء من قبله يستشيرونه في جلائل الأمور وخفايا الحلول فكان لهم نعمَ الرأي ونعمَ المستشار .
خصهُ النبيُّ محمد بالرعاية والحُب لما أبلاهُ في قتال الكفار وأخذَ ذلكَ الحب يتضاعف لذلكَ الذي رافقهُ منذُ الصِغَر ولم يعرف لهُ أَباً غيرهُ ولانبياً سواهُ ولا دينا غير دينهِ الذي نادى بهِ وذادَ عنهُ .
إستشهدَ عليه السلام وهو ساجدٌ في المحراب سنةَ إحدى وأربعين من الهجرة في الحادي والعشرين من رمضان ، قَتَلهُ الخارجي عبدالرحمن بن ملجم المرادي لعنهُ الله وكانَ عمر الأمام عند إستشهادهِ خمسٌ وستونَ سنة ودفن في الغري من أرض العراق حسب وصيتهِ عند مبرك الناقة التي تحمل جثمانهُ الطاهر حيثُ إن آدمَ ونوح وأمير المؤمنين عليهم السلام في قبرٍ واحد ، ويذكر المؤرخون أن أول أَمرَببناء قبةً على القبر الشريف هو الخليفة العباسي هارون الرشيد .