المعاني التي يمكن إرادتها من الحديث
لم يبقَ من المعاني إلّا الوليّ والأَولى بالشيء والسيِّد - غير قسيميه: المالك والمُعتِق - والمتصرِّف في الأمر ومتولّيه.
أمّا الوليّ: فيجب أن يراد منه خصوص ما يراد في ( الأَولى ) لعدم صحّة بقيّة المعاني كما عرّفناكه.
وأمّا السيّد[1] بالمعنى المذكور فلا يبارح معنى الأَولى بالشيء ؛ لأ نّه المتقدّم على غيره، لا سيّما في كلمة يصف بها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نفسه، ثمّ ابن عمِّه على حذو ذلك، فمن المستحيل حمله على سيادة حصل عليها السائد بالتغلّب والظلم، وإنَّما هي سيادة دينيّة عامّة يجب اتِّباعها على المسُودين أجمع.
وكذلك المتصرِّف في الأمر: ذكره الرازي في تفسيره[2] عن القفّال عند قوله تعالى: « وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ »[3]: فقال: قال القفّال: هو مولاكم، سيّدكم والمتصرّف فيكم. وذكرهما سعيد الچلبي مفتي الروم وشهاب الدين أحمد الخفاجي في تعليقيهما على البيضاوي، وعدّه في الصواعق[4] من معانيه الحقيقيّة، وحذا حذوه كمال الدين الجهرمي في ترجمة الصواعق، ومحمد بن عبدالرسول البرزنجيّ في النواقض[5]، والشيخ عبدالحقّ في لمعاته، فلا يمكن في المقام إلّا أن يُراد به المتصرِّف الذي قيّضه اللَّه سبحانه لأن يُتّبع، فيحدو البشر إلى سَنن النجاح فهو أَولى من غيره بأنحاء التصرّف في الجامعة الإنسانية،فليس هو إلّا نبيّاً مبعوثاً، أو إماماً مفترض الطاعة منصوصاً به من قِبَله بأمر إلهيّ لايبارحه فيأقواله وأفعاله،« وَمايَنْطِقُعَنِالْهَوى*إنْهُوَإلّاوَحْيٌيُوحى»[6].
وكذلك متولّي الأمر: الذي عدّه من معاني المولى أبو العبّاس المبرّد، قال في قوله: « بأَنَّ اللَّهَ مَوْلى الَّذِينَ آمَنُوا »[7]: والوليُّ والمولى معناهما سواء، وهو الحقيق بخلقه المتولّي لاُمورهم[8]، وأبو الحسن الواحدي في تفسيره الوسيط[9]، والقرطبيّ في تفسيره [10]في قوله تعالى في آل عمران « بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ »[11]، وابن الأثير في النهاية[12]، والزبيدي في تاج العروس[13]، وابن منظور في لسان العرب[14]، وقالوا: ومنه الحديث: « أ يّما امرأة نُكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل »، وفي رواية: ( وليّها ) ؛ أي متولّي أمرها، والبيضاوي[15] في تفسير قوله تعالى: « ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا »[16] في تفسيره، وفي قوله تعالى: « وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ »[17]، وفي قوله تعالى: « واللَّهُ مولاكم»[18]، وأبو السعود العمادي[19] فيتفسير قوله تعالى: « وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ » هامش تفسير الرازي[20]، وفي قوله تعالى: « هِيَ مَوْلاكُمْ »[21]، والراغب في المفردات[22]، وعن أحمد بن الحسن الزاهد الدرواجكي في تفسيره: المولى في اللغة من يتولّى مصالحك، فهو مولاك، يلي القيام بأُمورك، وينصرك على أعدائك، ولهذا سُمّي ابن العمّ والمعتِق مولىً، ثمّ صار اسماً لمن لزم الشيء، والزمخشري في الكشّاف[23]، وأبو العبّاس أحمد بن يوسف الشيباني الكواشي - المتوفّى سنة ( 680 ) - في تلخيصه، والنسفي[24] في تفسير قوله تعالى: « أَنْتَ مَوْلانا »[25]، والنيسابوري في غرائب القرآن[26] في قوله تعالى: « أَنْتَ مَوْلانا » وقوله تعالى: « فَاعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ »[27]، وقوله تعالى: « هِيَ مَوْلاكُمْ»، وقالالقسطلاني[28] في حديث مرّ سابقاً [29]عنالبخاريومسلمفيقولهصلى الله عليه وآله وسلم: « أنا مولاه »[30] -: أي وليّ الميِّت أتولّى عنه أُموره، والسيوطي في تفسير الجلالين[31] في قوله تعالى: « أَنْتَ مَوْلانا »، وقوله: « فَاعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ »، وقوله: « لَن يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا »، فهذا المعنى لا يبارح أيضاً معنى الأَولى، لا سيّما بمعناه الذي يصف به صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله وسلم نفسه على تقدير إرادته.
{ الدليل الثالث: المعنى الحقيقي للمولى ليس إلّا الأولى }
إنَّ الذي نرتئيه في خصوص المقام - بعد الخوض في غِمار اللغة، ومجاميع الأدب، وجوامع العربيّة -: أنَّ الحقيقة من معاني المولى ليس إلّا الأَولى بالشيء، وهو الجامع لهاتيك المعاني جمعاء، ومأخوذ في كلٍّ منها بنوعٍ من العناية، ولم يطلق لفظ المولى على شيء منها إلّا بمناسبة هذا المعنى:
1 - فالربّ سبحانه هو أَولى بخلقه من أيّ قاهر عليهم ؛ خلق العالمين كما شاءت حكمته، ويتصرّف بمشيئته.
2 - والعمّ أَولى الناس بكلاءة ابن أخيه والحنان عليه، وهو القائم مقام والده الذي كان أَولى به.
3 - وابن العمّ أَولى بالاتّحاد والمعاضدة مع ابن عمّه ؛ لأ نّهما غصنا شجرة واحدة.
4 - والابن أَولى الناس بالطاعة لأبيه والخضوع له، قال اللَّه تعالى: « وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ مِنَ الرَّحْمَةِ »[32].
5 - وابن الأُخت أيضاً أَولى الناس بالخضوع لخاله الذي هو شقيق أُمّه.
6 - والمعتِق - بالكسر - أَولى بالتفضّل على من أعتقه من غيره.
7 - والمعتَق - بالفتح - أَولى بأن يعرف جميل من أعتقه عليه، ويشكره بالخضوع بالطاعة.
8 - والعبد أيضاً أَولى بالانقياد لمولاه من غيره، وهو واجبه الذي نيطت سعادته به.
9 - والمالك أَولى بكلاءة مماليكه وأمرهم والتصرّف فيهم بما دون حدّ الظلم.
10 - والتابع أَولى بمُناصرة متبوعه ممّن لا يتبعه.
11 - والمنعَم عليه أَولى بشكر مُنعِمه من غيره.
12 - والشريك أَولى برعاية حقوق الشركة وحفظ صاحبه عن الإضرار.
13 - والأمر في الحليف واضح، فهو أَولى بالنهوض بحفظ من حالفه، ودفْعِعادية الجور عنه.
14 - وكذلك الصاحب أَولى بأن يؤدّي حقوق الصحبة من غيره.
15 - كما أنَّ الجار أَولى بالقيام بحفظ حقوق الجوار كلّها من البعداء.
16 - ومثلها: النزيل، فهو أَولى بتقدير من آوى إليهم ولجأ إلى ساحتهم وأَمِن في جوارهم.
17 - والصهر أَولى بأن يرعى حقوق من صاهره، فشُدَّ بهم أزره، وقَوِيَ أمره. {ولقد قيل }[33]: الآباء ثلاثة: أبٌ ولّدك ؛ وأبٌ زوّجك ؛ وأبٌ علّمك.
18 - وأعطف عليها القريب الذي هو أولى بأمر القريبين منه والدفاع عنهم والسعي وراء صالحهم.
19 - والمنعِم أَولى بالفضل على من أنعم عليه، وأن يُتبع الحسنة بالحسنة.
20 - والعقيد كالحليف في أولويّة المناصرة له مع عاقده.
21، 22 - ومثلهما: المحبّ والناصر، فإنَّ كلّاً منهما أَولى بالدفاع عمّن أحبّه، أو التزم بنصرته.
23 - وقد عرفت الحال في الوليّ.
24 - والسيِّد.
25 - والمتصرِّف في الأمر.
26 - والمتولّي له.
إذن فليس للمولى إلّا معنىً واحد وهو الأَولى بالشيء، وتختلف هذه الأولويّة بحسب الاستعمال في كلٍّ من موارده، فالاشتراك معنويٌّ، وهو أَولى من الاشتراك اللفظيِّ المستدعي لأوضاع كثيرة غير معلومة بنصٍّ ثابت، والمنفيّة بالأصل المحكّم.
وقد سبقنا إلى بعض هذه النظريّة شمس الدين ابن البطريق في العمدة[34]، وهو أحد أعلام الطائفة في القرن السادس، وتطفح بشيء من ذلك كلمات غير واحد من علماء أهل السنّة[35] ؛ حيث ذكروا المناسبات في جملة من معاني المولى تشبه ما ذكرنا.
ويكشف عن كون المعنى المقصود ( الأَولى ) هو المتبادر من ( المولى ) إذا أُطلق، كما يأتي بيانه عن بعض في الكلمات حول المفاد، ما رواه مسلم بإسناده في صحيحه[36] عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: « لا يقل العبد لسيِّده مولاي »، وزاد في حديث أبي معاوية: « فإنّ مولاكم اللَّه »، وأخرجه غير واحد من أئمّة الحديث في تآليفهم.
{ الدليل الرابع: وجود القرائن المعيّنة للأولى مع فرض الاشتراك اللفظي للمولى }
إلى هنا لم يبقَ للباحث ملتحد عن البخوغ لمجيء المولى بمعنى الأَولى بالشيء وإن تنازلنا إلى أ نَّه أحد معانيه، وأنَّه من المشترك اللفظيِّ، فإنَّ للحديث قرائن متّصلة وأُخرى منفصلة تنفي إرادة غيره، فإليك البيان:
القرينة الأُولى: مقدّمة الحديث، وهي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: « ألستُ أولى بكم من أنفسكم »، أو ما يؤدّي مؤدّاه من ألفاظ متقاربة،ثمّ فرّع على ذلك قوله:« فمن كنتُمولاه فعليٌّ مولاه »، وقد رواها الكثيرون من علماء الفريقين، فمن حفّاظ أهل السنّة وأئمّتهم:
ض ف 1 - أحمد بن حنبل { ت/241 } 2 - ابن ماجه { ت/273 }
3 - النسائي { ت/303 } 4 - الشيباني { البالوزي ت/303 }
5 - أبو يعلى { ت/307 } 6 - الطبري { ت/310 }
7 - الترمذي{ الحكيم ت/نحو 320 } 8 - الطحاوي { ت/321 }
9 - ابن عقدة { ت/332 } 10 - العنبري { يحيى بن محمد ت/344 }
11 - أبو حاتم { البستي ت/354 } 12 - الطبراني { ت/360 }
13 - القطيعي { أبوبكر ت/368 } 14 - الدارقطني { ت/385 }
15 - ابن بطّة { الحنبليت/387 } 16 - الذهبي { المخلّص ت/393 }
17 - الحاكم { النيسابوري ت/405 } 18 - الثعلبي { ت/427 }
19 - أبو نُعَيْم { ت/430 } 20 - ابن السمّان { ت/447 }
21 - البيهقي { أبوبكر الشافعي ت/458 } 22 - الخطيب { البغدادي ت/463 }
23 - السجستاني { ت/477 } 24 - ابن المغازلي { ت/483 }
25 - الحَسْكاني { ت/بعد490 } 26 - العاصمي { مولده 378 }
27 -الخلعي { ت/492 } 28 - السمعاني { ت/562 }
29 - الخوارزمي { ت/568 } 30 - الملّاء { ت/570 }
31 - ابن عساكر { ت/571 } 32 - أبو موسى { المديني ت/581 }
33 - أبو الفرج { ابن الجوزي ت/597 } 34 - ابن الأثير { الجزري أبوالسعادات ت/606 }
35 - ضياء الدين { المقدسي ت/643 } 36 - قِزْأُوغْلي { سبط ابن الجوزي ت/654 }
37 - الكنجي { ت/658 } 38 - البيضاوي { ت/685 }
39 - محبّ الدين { الطبري ت/694 } 40 - الحمّوئي { ت/722 }
41 - وليّ الدين { محمد التبريزي ت/737 } 42 - الزرندي { ت بعد/750 }
43 - الإيجي { ت/756 } 44 - ابن كثير { ت/774 }
45 - التفتازاني { ت/793 } 46 - الهيثمي { ت/807 }
47 - الشريف { الجرجاني ت/816 } 48 - الجزري { أبو الخير شمس الدين ت/833 }
49 - المقريزي { ت/845 } 50 - شهاب الدين { الدولت آبادي ت/849 }
51 - ابنحجر { العسقلاني ت/852 } 52 - ابنالصبّاغ { ت/855 }
53 - أصيل الدين { الإيجي ت/883} 54 - الميبُذي { كمال الدين حسين ت/بعد 908 }
55 - السمهودي { ت/911 } 56 - السيوطي { ت/911 }
57 - الوصابي { اليمني ت/بعد 967 } 58 - ابن حجر المكّي { الهيتمي ت/974 }
59 - كمال الدين { الفتّني ت/986 } 60 - الحلبي { ت/1044 }
61 - ابن باكثير { احمد بن الفضل ت/1047 } 62 - الشيخاني { محمود بن محمد ت/1049 }
63 - السهارنپوري { ت/بعد 1122 } 64 - البَدَخشي { ت/بعد 1126 }
وقد { ألمع العلّامة الأميني } إلى موارد ذكر المقدّمة بتعيين الجزء والصفحات من كتب هؤلاء الأعلام وغيرهم عند بيان طرق الحديث عن الصحابة والتابعين[37]، وهناك جمعٌ آخرون من رواتها لا يُستهان بعدّتهم لا نطيل بذكرهم المقال، أضف إلى ذلك من رواها من علماء الشيعة الذين لا يُحصى عددهم.
فهذه المقدّمة من الصحيح الثابت الذي لا محيد[38] عن الاعتراف به، كما صرّح بذلك غير واحد من الأعلام المذكورين[39] فلو كان صلى الله عليه وآله وسلم يريد في كلامه غير المعنى الذي صرّح به في المقدّمة لعاد لفظه - ونُجلّه عن كلِّ سقطة - محلول العُرى، مختزلاً بعضه عن بعض، وكان في معزل عن البلاغة وهو أفصح البلغاء، وأبلغ من نطق بالضاد، فلا مساغ في الإذعان بارتباط أجزاء كلامه، وهو الحقّ في كلِّ قول يلفظه عن وحي يوحى، إلّا أن نقول باتّحاد المعنى في المقدّمة وذيها.
ويزيدك وضوحاً وبياناً ما في التذكرة لسبط ابن الجوزي الحنفي[40]، فإنّه بعد عدِّ معانٍ عشرة للمولى وجعل عاشرها الأولى، قال:
والمراد من الحديث: الطاعة المخصوصة، فتعيّن الوجه العاشر وهو الأَولى، ومعناه: من كنت أَولى به من نفسه فعليٌ أولى به، وقد صرّح بهذا المعنى الحافظ أبو الفرج يحيى بن سعيد الثقفي الأصبهاني في كتابه المسمّى ب ( مرج البحرين )، فإنّه روى هذا الحديث بإسناده إلى مشايخه، وقال فيه: فأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم بيد عليّ فقال: « من كنتُ وليّه وأَولى به من نفسه فعليٌّ وليّه »، فعُلِم أنَّ جميع المعاني راجعة إلى الوجه العاشر، ودلّ عليه أيضاً قوله عليه السلام: « ألست أَولى بالمؤمنين من أنفسهم » وهذا نصٌّ صريحٌ في إثبات إمامته وقبول طاعته.
ونصّ ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول[41] على ذهاب طائفة إلى حمل اللفظ في الحديث على الأَولى، وسيوافيك نظير هذه الجمل في محلّه إن شاء اللَّه تعالى[42].
القرينة الثانية: ذيل الحديث، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: « أللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه » وفي جملة من طرقه بزيادة قوله: « وانصُر من نصره، واخذُلْ من خذله » أو ما يؤدّي مؤدّاه، وقد أسلفنا ذكر الجماهير الراوين له، فلا موجب إلى التطويل بإعادة ذكرهم، ومرّ عليك في ذكر الكلمات المأثورة حول سند الحديث[43] بأنّ تصحيح كثير من العلماء له مصبُّه الحديث مع ذيله، وفي وسع الباحث أن يقرّب كونه قرينةً للمدّعى بوجوه لا تلتئم إلّا مع معنى الأولويّة الملازمة للإمامة:
أحدها: أ نَّه صلى الله عليه وآله وسلم لمّا صدع بما خوّل اللَّه سبحانه وصيّه من المقام الشامخ بالرئاسة العامّة على الأُ مّة جمعاء، والإمامة المطلقة من بعده، كان يعلم بطبع الحال أنَّ تمام هذا الأمر بتوفّر الجنود والأعوان وطاعة أصحاب الولايات والعمّال مع علمه بأنّ في الملأ من يحسده، كما ورد في الكتاب العزيز[44]، وفيهم من يحقد عليه، وفي زُمَر المنافقين من يضمر له العداء لأوتار جاهليّة، وستكون من بعده هنات تجلبها النَّهْمَة[45] والشرَه[46] من أرباب المطامع لطلب الولايات والتفضيل في العطاء، ولا يدع الحقّ عليّاً عليه السلام أن يسعفهم بمبتغاهم ؛ لعدم الحنكة والجدارة فيهم فيقلبون عليه ظهر المجنّ، وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم مجمل الحال بقوله: « إن تُؤمّروا عليّاً - ولا أراكم فاعلين - تجدوه هادياً مهديّاً »، وفي لفظ: « إن تستخلفوا عليّاً - وما أراكم فاعلين - تجدوه هادياً مهديّاً »[47].
فطفق صلى الله عليه وآله وسلم يدعو لمن والاه ونصره، وعلى من عاداه وخذله ؛ ليتمّ له أمر الخلافة، و لِيعلم الناس أنَّ موالاته مَجلبة لموالاة اللَّه سبحانه، وأنَّ عداءه وخذلانه مدعاة لغضب اللَّه وسخطه، فيزدلف إلى الحقّ وأهله، ومثل هذا الدعاء بلفظ العامّ لا يكون إلّا في من هذا شأنه، ولذلك إنَّ أفراد المؤمنين الذين أوجب اللَّه محبّة بعضهم لبعض لم يؤثّر فيهم هذا القول، فإنَّ منافرة بعضهم لبعض جزئيات لا تبلغ هذا المبلغ، وإنَّما يحصل مثله فيما إذا كان المدعوّ له دعامة الدين، وعلم الإسلام، وإمام الاُمّة، وبالتثبيط عنه يكون فتٌّ[48] في عضد الحقِّ وانحلالٌ لِعُرى الإسلام.
ثانيها: أنَّ هذا الدعاء - بعمومه الأفراديِّ بالموصول، والأزمانيّ والأحواليّ بحذف المتعلّق - يدلُّ على عصمة الإمام عليه السلام لإفادته وجوب موالاته ونصرته والانحياز عن العداء له وخذلانه على كلّ أحد في كلِّ حين وعلى كلّ حال، وذلك يوجب أن يكون عليه السلام في كلّ تلك الأحوال على صفة لا تصدر منه معصية، ولا يقول إلّا الحقّ، ولا يعمل إلّا به، ولا يكون إلّا معه ؛ لأ نّه لو صدر منه شيء من المعصية لوجب الإنكار عليه ونصب العداء له ؛ لعمله المنكر والتخذيل عنه، فحيث لم يستثنِ صلى الله عليه وآله وسلم من لفظه العام شيئاً من أطواره وأزمانه علمنا أ نَّه لم يكن عليه السلام في كلِّ تلك المدد والأطوار إلّا على الصفة التي ذكرناها، وصاحب هذه الصفة يجب أن يكون إماماً لقبح أن يؤمّه من هو دونه على ما هو المقرّر في محلّه، وإذا كان إماماً فهو أولى بالناس منهم بأنفسهم.
ثالثها: أنَّ الأنسب بهذا الدعاء الذي ذيّل صلى الله عليه وآله وسلم به كلامه، ولا بدّ أ نَّه مرتبط بما قبله أن يكون غرضه صلى الله عليه وآله وسلم بيان تكليف على الحاضرين من فرض الطاعة ووجوب الموالاة، فيكون في الدعاء ترغيب لهم على الطاعة والخضوع له، وتحذير عن التمرّد والجموح تجاه أمره، وذلك لا يكون إلّا إذا نزّلنا المولى بمعنى الأولى، بخلاف ما إذا كان المراد به المحبّ أو الناصر ؛ فإنّه - حينئذٍ - لم يُعلم إلّا أنَّ عليّاً عليه السلام محبّ من يحبّه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أو ينصر من ينصره، فيناسب إذن أن يكون الدعاء له إن قام بالمحبّة أو النصرة، لا للناس عامّة إن نهضوا بموالاته، وعليهم إن تظاهروا بنصب العداء له، إلّا أن يكون الغرض بذلك توكيد الصلات الودِّية بينه وبين الاُمّة إذا علموا أ نَّه يحبّ وينصر كلّ فرد منهم في كلِّ حال وفي كلِّ زمان، كما أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كذلك، فهو يخلفه عليهم، وبذلك يكون لهم منجاة من كلّ هَلَكَة، ومأوىً من كلِّ خوف، وملجأ من كلِّ ضَعة، شأن الملوك ورعاياهم، والأُمراء والسُّوقة، فإنّهما في النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على هذه الصفة، فلا بدّ أن يكونا فيمن يحذو حذوه أيضاً كذلك، وإلّا لاختلَّ سياق الكلام، فالمعنى على ما وصفناه بعد المماشاة مع القوم متّحد مع معنى الإمامة، ومؤدٍّ مفاد الأَولى.
وللحديث ألفاظ أثبتها حفّاظ الحديث متّصلة به في مختلف تخريجاتهم لا تلتئم إلّا مع المعنى الذي حاولنا من المولى.
القرينة الثالثة: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: « يا أيُّها الناس بمَ تشهدون ؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلّا اللَّه. قال: ثمّ مَهْ ؟ قالوا: وأنَّ محمداً عبده ورسوله. قال: فمن وليُّكم ؟ قالوا: أللَّه ورسوله مولانا.
ثمّ ضرب بيده إلى عضد عليٍّ، فأقامه، فقال: من يكن اللَّه ورسوله مولاههذا مولاه... ». هذا لفظ جرير.
وقريب منه لفظ أمير المؤمنين عليه السلام ولفظ زيد بن أرقم وعامر بن ليلى، وفي لفظ حذيفة بن أَسيد بسند صحيح:
« ألستم تشهدون أن لا إله إلّا اللَّه وأنَّ محمداً عبده ورسوله ؟ »... - إلى أن قال: قالوا: بلى نشهد بذلك.
قال: « أللّهمّ اشهد - ثمّ قال -: يا أيّها الناس إنَّ اللَّه مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أَولى بهم من أنفسهم، فمن كنتُ مولاه فهذا مولاه »، يعني عليّاً عليه السلام[49].
فإنّ وقوع الولاية في سياق الشهادة بالتوحيد والرسالة وسردها عقيب المولويّة المطلقة للَّه سبحانه ولرسوله من بعده لا يمكن إلّا أن يُراد بها معنى الإمامة الملازمة للأولويّة على الناس منهم بأنفسهم.
القرينة الرابعة: قوله صلى الله عليه وآله وسلم عقيب لفظ الحديث: « أللَّه أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الربِّ برسالتي، والولاية لعليّ بن أبي طالب ».
وفي لفظ شيخ الإسلام الحمّوئي[50]: « أللَّه أكبر، تمام نبوّتي وتمام دين اللَّه ولاية عليٍّ بعدي »[51].
فأيّ معنىً تراه يكمل به الدين، ويُتمّ النعمة، ويُرضي الربَّ في عداد الرسالة غير الإمامة التي بها تمام أمرها وكمال نشرها وتوطيد دعائمها ؟ إذن فالناهض بذلك العبء المقدّس أَولى الناس منهم بأنفسهم.
القرينة الخامسة: قوله صلى الله عليه وآله وسلم قبل بيان الولاية: « كأنّي دُعيتُ فأَجبتُ »، أو: « أنَّه يُوشِك أن أُدعى فأُجيب »، أو: « ألا وإنّي أُوشِك أن أُفارقَكم »، أو: « يوشِك أن يأتي رسول ربّي فأُجيب »، وقد تكرّر ذكره عند حفّاظ الحديث كما مرّ[52].
وهو يُعطينا علماً بأ نّه صلى الله عليه وآله وسلم كان قد بقي من تبليغه مهمّة يُحاذر أن يدركه الأجل قبل الإشادة بها، ولولا الهتاف بها بقي ما بلّغه مُخدَجاً[53]، ولم يذكر صلى الله عليه وآله وسلم بعد هذا الاهتمام إلّا ولاية أمير المؤمنين وولاية عترته الطاهرة الذين يَقْدِمهم هو - صلوات اللَّه عليه - كما في نقل مسلم[54]، فهل من الجائز أن تكون تلك المهمّة المنطبقة على هذه الولاية إلّا معنى الإمامة المصرّح بها في غير واحد من الصحاح ؟ وهل صاحبها إلّا أولى الناس بأنفسهم ؟
القرينة السادسة: قوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد بيان الولاية لعليٍّ عليه السلام:
« هنِّئوني هنِّئوني إنَّ اللَّه تعالى خصّني بالنبوّة، وخصّ أهل بيتي بالإمامة »[55]، فصريح العبارة هو الإمامة المخصوصة بأهل بيته الذين سيّدهم والمقدّم فيهم هو أمير المؤمنين عليه السلام، وكان هو المراد في الوقت الحاضر.
ثمّ نفس التهنئة والبيعة والمصافقة والاحتفال بها واتِّصالها ثلاثة أيّام، لا تلائم غير معنى الخلافة والأولويّة، ولذلك ترى الشيخين أبا بكر وعمر لقيا أمير المؤمنين فهنّآهُ بالولاية[56]. وفيها بيان لمعنى المولى الذي لهج به صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يكون المتحلّي به إلّا أَولى الناس منهم بأنفسهم.
القرينة السابعة: قوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد بيان الولاية: « فليبلّغ الشاهد الغائب »[57]. أوَتحسب أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم يؤكّد هذا التأكيد في تبليغ الغائبين أمراً علِمه كلُّ فرد منهم بالكتاب والسنّة من الموالاة والمحبّة والنصرة بين أفراد المسلمين مشفوعاً بذلك الاهتمام والحرص على بيانه ؟ لا أحسب أنَّ ضُؤولة الرأي يُسفُّ بك إلى هذه الخطّة، لكنّك ولا شكّ تقول: إنَّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يُرد إلّا مهمّة لم تُتَحِ الفرص لتبليغها، ولا عرفته[58] الجماهير ممّن لم يشهدوا ذلك المجتمع، وما هي إلّا مهمّة الإمامة التي بها كمال الدين، وتمام النعمة، ورضا الربِّ، وما فهم الملأ الحضور من لفظه صلى الله عليه وآله وسلم إلّا تلك، ولم يؤثر له صلى الله عليه وآله وسلم لفظ آخر في ذلك المشهد يليق أن يكون أمره بالتبليغ له، وتلك المهمّة لا تساوق إلّا معنى الأَولى من معاني المولى.
القرينة الثامنة: قولهصلى الله عليه وآله وسلم بعد بيان الولاية في لفظ أبي سعيد وجابر: « أللَّه أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الربّ برسالتي، والولاية لعليٍّ من بعدي »[59]، وفي لفظ: « إنَّه وليّكم بعدي »[60]. وفي لفظ عليّ عليه السلام: « وليُّ كلِّ مؤمن بعدي »[61].
وكذلك ما أخرجه[62] الترمذي، وأحمد، والحاكم، والنسائي، وابن أبي شيبة، والطبري، وكثيرون آخرون من الحفّاظ بطرق صحيحة من قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
«إنَّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليُّ كلّ مؤمن بعدي»،وفي آخر:«هووليّكمبعدي».
وما أخرجه أبو نُعَيْم في حلية الأولياء[63] وآخرون[64] بإسناد صحيح من قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
« من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي، فلْيوالِ عليّاً من بعدي، ولْيقتدِ بالأئمّة من بعدي، فإنّهم عترتي خُلِقوا من طينتي ». الحديث.
وما أخرجه أبو نُعَيْم في الحلية { أيضاً } بإسناد صحيح رجاله ثقات عن حذيفة وزيد وابن عبّاس عنه صلى الله عليه وآله وسلم:
« من سرّه أن يحيى حياتي ويموت ميتتي، ويتمسّك بالقصبة الياقوتة التي خلقها اللَّه بيده ثمّ قال لها: كوني، فكانت، فليتولَّ عليَّ بن أبي طالب من بعدي ».
فإنّ هذه التعابير تعطينا خُبراً بأنّ الولاية الثابتة لأمير المؤمنين عليه السلام مرتبة تساوق ماثبت لصاحب الرسالة مع حفظ التفاوت بين المرتبتين بالأوّليّة والأولويّة، سواءٌ أُريد من لفظ ( بعدي ) البعديّة الزمانيّة أو البعديّة في الرتبة، فلا يمكن أن يراد إذن من المولى إلّا الأولويّة على الناس في جميع شؤونهم، إذ في إرادة معنى النصرة والمحبّة من المولى بهذا القيد ينقلب الحديث ويُعَدُّ منقصة دون مفخرة كما لا يخفى.
القرينة التاسعة: قوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد إبلاغ الولاية:
« أللّهمّ أنت شهيد عليهم أنّي قد بلّغت ونصحت »[65]. فالإشهاد على الاُمّة بالبلاغ والنصح يستدعي أن يكون ما بلّغه صلى الله عليه وآله وسلم ذلك اليوم أمراً جديداً لم يكن قد بلّغه قبل. مضافاً إلى أنَّ بقية معاني المولى العامّة بين أفراد المسلمين من الحبّ النصرة لا تُتصوّر فيها أيُّ حاجة إلى الإشهاد على الاُمّة في عليٍّ خاصّة، إلّا أن تكون فيه على الحدِّ الذي بينّاه.
القرينة العاشرة: قوله صلى الله عليه وآله وسلم قبل بيان الحديث:
« إنَّ اللَّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري، وظننت أنَّ الناس مُكذِّبيَّ فأوعدني لَأُبلّغها أو لَيعذِّبني»[66].
{ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم }: « إنَّ اللَّه بعثني برسالة، فضقت بها ذرعاً، وعرفت أنَّ الناس مكذِّبيَّ، فوعدني لَأُبلّغنَّ، أو لَيعذِّبني »[67].
{ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم }: « إنّي راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق ومكذِّبيهم فأوعدني لأُبلّغها أو لَيعذِّبني »[68].
{ وقول ابن عباس }: لمّا أُمر النبيُّ أن يقوم بعليّ بن أبي طالب المقام الذي قام به فانطلق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكّة، فقال: « رأيت الناس حديثي عهد بكفر بجاهليّة، ومتى أفعل هذا به يقولوا: صنع هذا بابن عمّه ». ثمّ مضى حتى قضى حجّة الوداع[69].. الحديث.
{ وقول ابن عباس وجابر الأنصاري }: أمر اللَّه - تعالى - محمداً أن ينصب عليّاً للناس، فيخبرهم بولايته، فتخوّف النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولوا: حابى ابن عمّه، وأن يطعنوا في ذلك عليه[70]... الحديث.
{ وقول ابن عباس }: لمّا أمر اللَّه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقوم بعليّ، فيقول له ما قال، فقال: « يا ربّ إنَّ قومي حديثو عهد بجاهليّة » - كذا في النسخ - ثمّ مضى بحجّه، فلمّا أقبل راجعاً نزل بغدير خُمّ[71]... الحديث.
{ وقول زيد بن علي }: لمّا جاء جبرئيل بأمر الولاية ضاق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بذلك ذرعاً، وقال: « قومي حديثو عهدٍ بالجاهليّة »، فنزلت: « يا أَيُّها الرَّسُولُ » الآية.
هذه كلّها تنمُّ عن نبأ عظيم كان يخشى في بثِّه بوادر أهل النفاق وتكذيبهم، فالذي كان يحاذره صلى الله عليه وآله وسلم ويتحقّق به القول بأ نّه حابى ابن عمِّه يستدعي أن يكون أمراً يخصُّ أمير المؤمنين، لا شيئاً يشاركه فيه المسلمون أجمع من النصرة والمحبّة، وما هو إلّا الأولويّة بالأمر وما جرى مجراها من المعاني.
القرينة الحادية عشرة: جاء في أسانيد متكثِّرة: التعبير عن { موقف } يوم الغدير بلفظ النصب، فعن عمر بن الخطّاب: نصب رسول اللَّه عليّاً عَلَماً[72]، وعن عليّ عليه السلامعليهم السلام « أمر اللَّه نبيّه أن... ينصبني للناس... »[73] وفي قوله الآخر في رواية العاصمي كما تأتي: « نَصَبني عَلَماً »[74]، وعن الإمام { الحسين } السبط: « أتعلمون أنَّ رسول اللَّه نصبه يوم غدير خُمّ »[75]، وعن عبداللَّه بن جعفر: ونبيّنا قد نصب لأُمّته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خُمّ[76]، وعن قيس بن سعد: نصبه رسول اللَّه بغدير خمّ[77]، وعن ابن عبّاس وجابر: أمر اللَّه محمداً أن ينصب عليّاً للناس، فيخبرهم بولايته[78]، وعن أبي سعيد الخدري: لمّا نصب رسول اللَّه عليّاً يوم غدير خُمّ، فنادى له بالولاية[79].
فإنّ هذا اللفظ يعطينا خُبراً بإيجاد مرتبةٍ للإمام عليه السلام في ذلك اليوم لم تكن تُعرَف له من قبلُ غير المحبّة والنصرة، المعلومتين لكلِّ أحد، والثابتتين لأيّ فرد من أفراد المسلمين، على ما ثبت من اطِّراد استعماله في جعل الحكومات وتقرير الولايات، فيقال: نصب السلطان زيداً والياً على القارّة الفلانيّة، ولا يقال: نصبه رعيّة له أو محبّاً أو ناصراً أو محبوباً أو منصوراً به على زنة ما يتساوى به أفراد المجتمع الذين هم تحت سيطرة ذلك السلطان.
مضافاً إلى مجيء هذا اللفظ في غير واحد من الطرق مقروناً بلفظ الولاية أو متلوّاً بكونه للناس أو للأُمّة.
وبذلك كلّه تعرف أنَّ المرتبة المثبتة له هي الحاكميّة المطلقة على الاُمّة جمعاء، وهي معنى الإمامة الملازمة للأولويّة المُدّعاة في معنى المولى، ويستفاد هذا المعنى من لفظ ابن عبّاس الآخر الذي قال:
لمّا أُمر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يقوم بعليّ المقام الذي قام به[80]....
ويُصرِّح بالمعنى المراد من قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
« إنَّ اللَّه أمر{ ني } أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيّي وخليفتي، والذي فرض اللَّه على المؤمنين في كتابه طاعته، فقرن بطاعته طاعتي، وأمركم بولايته »[81].
وقوله { صلى الله عليه وآله وسلم }: « فإنّ اللَّه قد نصبه لكم وليّاً وإماماً، وفرض طاعته على كلِّ أحد، ماضٍ حكمه، جائزٌ قوله »[82].
القرينة الثانية عشرة: من قول ابن عبّاس بعد ذكره الحديث: فوجبت واللَّه في رقاب القوم، في لفظ. وفي أعناق القوم، في آخر[83]، فهو يُعطي ثبوت معنىً جديد مستفاد من الحديث غير ما عرفه المسلمون قبل ذلك وثبت لكلِّ فرد منهم، وأكّد ذلك باليمين وهو معنىً عظيم يلزم الرقاب، ويأخذ بالأعناق لدة الإقرار بالرسالة، لم يساوِ الإمام عليه السلام فيه غيره، وليس هو إلّا الخلافة التي امتاز بها من بين المجتمع الإسلامي، ولا يبارحه معنى الأولويّة.
القرينة الثالثة عشرة: ما أخرجه شيخ الإسلام الحمّوئي في فرائد السمطين عن أبي هريرة قال:
لمّا رجع رسول اللَّه عن حجة الوداع نزلت آية: « يا أيُّها الرسولُ بلِّغْ ما أُنزِلَ إليك »[84] ولمّا سمع قوله تعالى: « وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ » اطمأنّ قلبه - إلى أن قال بعد ذكر الحديث -: وهذه آخر فريضة أوجب اللَّه على عباده، فلمّا بلّغ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم نزل قوله: « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ »[85] الآية.
يُعطينا هذا اللفظُ خُبراً بأنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم صدع في كلمته هذه بفريضة لم يسبقها التبليغ، ولا يجوز أن يكون ذلك معنى المحبّة والنصرة لسبق التعريف بهما منذ دهر كتاباً وسنّة، فلم يبقَ إلّا أن يكون معنى الإمامة الذي أخّر أمره حتى تُكتسح عنه العراقيل، وتُمرّن النفوس بالخضوع لكلِّ وحي يوحى، فلا تتمرّد عن مثلها من عظيمة تجفل عنها النفوس الجامحة، وهي الملائمة لمعنى الأَولى.
القرينة الرابعة عشرة: في حديث زيد بن أرقم بطرقه الكثيرة:
إنَّ ختَناً له سأله عن حديث غدير خمّ، فقال له: أنتم أهل العراق فيكم ما فيكم.
فقلت له: ليس عليك منّي بأس.
فقال: نعم، كنّا بالجُحفة فخرج رسول اللَّه[86]....
وعن عبداللَّه بن العلاء أ نَّه قال للزهري لمّا حدّثه بحديث الغدير: لا تحدّث بهذا بالشام[87]. وعن سعيد بن المسيّب أ نَّه قال: قلت لسعد بن أبي وقّاص: إنّي اُريد أن أسألك عن شيء وإنّي أتّقيك. قال: سل عمّا بدا لك فإنّما أنا عمّك[88]....
فإنّ الظاهر من هذه كلّها أ نَّه كان بين الناس للحديث معنىً لا يأمن معه راويه من أن يصيبه سوءٌ أولدته العداوة للوصيِّ - صلوات اللَّه عليه - في العراق وفي الشام، ولذلك إنَّ زيداً اتّقى خَتَنه العراقيّ، وهو يعلم ما في العراقيِّين من النفاق والشقاق يوم ذاك، فلم يُبدِ بسرِّه حتى أمن من بوادره، فحدّثه بالحديث، وليس من الجائز أن يكون المعنى - حينئذٍ - هو ذلك المبتذل لكلّ مسلم، وإنَّما هو معنىً ينوء بعبئه الإمام عليه السلام بمفرده، فيفضل بذلك على من سواه، وهو معنى الخلافة المتّحدة مع الأولويّة المرادة.
القرينة الخامسة عشرة: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام بالحديث يوم الرحبة[89] بعد أن آلت إليه الخلافة ردّاً على من نازعه فيها، وإفحام القوم به لمّا شهدوا، فأيّ حجّة له في المنازعة بالخلافة في المعنى الذي لا يلازم الأولويّة على الناس من الحبِّ والنصرة ؟
القرينة السادسة عشرة: في حديث الركبان: أنَّ قوماً منهم أبو أيّوب الأنصاري سلّموا على أمير المؤمنين عليه السلام بقولهم: السلام عليك يا مولانا. فقال عليه السلام: « كيف أكون مولاكم وأنتم رهطٌ من العرب ؟ ».
فقالوا: إنَّا سمعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: « من كنت مولاه فعليٌّ مولاه »[90].
فأنت جدّ عليمٍ بأنّ أمير المؤمنين لم يتعجّب أو لم يُرد كشف الحقيقة للملأ الحضور لمعنىً مبذول هو شرع سواء بين أفراد المسلمين - وهو أن يكون معنى قولهم: السلامُ عليك يا محبّنا أو ناصرنا - لا سيّما بعد تعليل ذلك بقوله: «وأنتم رهط من العرب ». فما كانت النفوس العربيّة تستنكف من معنى المحبّة والنصرة بين أفراد جامعتها، وإنَّما كانت تستكبر أن يخصَّ واحدٌ منهم بالمولويّة عليهم بالمعنى الذي نحاوله، فلا ترضخ له إلّا بقوّة قاهرة عامّتهم، أو نصٍّ إلهيّ يُلزم المسلمين منهم، وما ذلك إلّا معنى الأولى المرادف للإمامة، والولاية المطلقة التي استحفى عليه السلام خبرها منهم، فأجابوه باستنادهم في ذلك إلى حديث الغدير.
القرينة السابعة عشرة: في إصابة دعوة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام أُناساً كتموا شهادتهم بحديث الغدير في يومي مناشدة الرحبة والركبان، فأصابهم العمى والبرص، والتعرّب بعد الهجرة، أو آفة أُخرى، وكانوا من الملأ الحضور في مشهد يوم الغدير[91].
فهل يجد الباحث مساغاً لاحتمال وقوع هاتيك النقم على القوم، وتشديد الإمام عليه السلام بالدعاء عليهم لمحض كتمانهم معنى النصرة والحبِّ العامّين بين أفراد المجتمع الدينيّ، فكان من الواجب إذن أن تصيب كثيراً من المسلمين الذين تشاحنوا، وتلاكموا، وقاتلوا، فقمّوا جذوم[92] تَينِك الصفتين، وقلعوا جذورهما، فضلاً عن كتمان ثبوتهما بينهم. لكنّ المنقِّب لا يرى إلّا أنَّهم وُسموا بِشِيَةِ العار، وأصابتهم الدعوة بكتمانهم نبأً عظيماً يختصّ به هذا المولى العظيم - صلوات اللَّه عليه - وما هو إلّا ما أصفقت عليه النصوص، وتراكمت القرائن من إمامته وأولويّته على الناس منهم بأنفسهم.
ثمّ إنَّ نفس كتمانهم للشهادة لا تكون لأمر عاديّ هو شرع سواء بينه وبين غيره، وإنَّما الواجب أن تكون فيه فضيلة يختصُّ بها، فكأنّهم لم يرُقْهم أن يتبجّح الإمام بها، فكتموها. لكن الدعوة الصالحة فضحتهم بإظهار الحقِّ، وأبقت عليهم مثلبة[93] لائحة على جبهاتهم وجنوبهم وعيونهم ما داموا أحياء، ثمّ تضمّنتها طيّات الكتب فعادت تلوكها[94] الأشداق[95]، وتتناقلها الألسن حتى يرث اللَّه الأرض ومن عليها.
القرينة الثامنة عشرة: في حديث مناشدة الرحبة بإسناد صحيح من طريق أحمد[96] والنسائي[97] والهيثمي[98] ومحبّ الدين الطبري[99]: أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام لمّا ناشد القوم بحديث الغدير في الرحبة شهد نفر من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم بأنّهم سمعوه منه.
قال أبو الطفيل: فخرجت وكأنّ في نفسي شيئاً[100]، فلقيت زيد بن أرقم، فقلت له: إنّي سمعت عليّاً رضى الله عنه يقول: كذا وكذا. قال: فما تنكر ؟ قد سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول له ذلك[101].
فما الذي تراه يستكبره أو يستنكره أبو الطفيل من ذلك ؟ أهو صدور الحديث ؟ ولا يكون ذلك ؛ لأنّ الرجل شيعيٌّ متفانٍ في حبِّ أمير المؤمنين عليه السلام ومن ثقاته، فلا يشكُّ في حديث رواه مولاه، لا، بل هو معناه الطافح بالعظمة، فكان عجبه من نكوص القوم عنه وهم عرب أقحاح يعرفون اللفظ وحقيقته، وهم أتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، فاحتمل أ نَّه لم يسمعه جلّهم، أو حجزت العراقيل بينهم وبين ذلك، { فطمأنه } زيد بن أرقم بالسماع، فعلم أنَّ الشهوات حالت بينهم وبين البخوع له، وما ذلك المعنى المستعظم إلّا الخلافة المساوقة للأولويّة دون غيرها من الحبِّ والنصرة، وكلٌّ منهما منبسطٌ على أيِّ فرد من أفراد الجامعة الإسلاميّة.
القرينة التاسعة عشرة: حديث إنكار الحارث الفهري معنى قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الغدير، وشرحنا { فيما سبق }[102] تأكّد عدم التئامه مع غير الأَولى من معاني المولى.
القرينة العشرون: أخرج الحافظ ابن السمّان كما في الرياض النضرة[103]، وذخائر العقبى للمحبّ الطبري[104]، ووسيلة المآل للشيخ أحمد بن باكثير المكّي[105]، ومناقب الخوارزمي[106]، والصواعق[107] عن الحافظ الدارقطني عن عمر وقد جاءه أعرابيّان يختصمان، فقال لعليّ: اقض بينهما، فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا ؟ فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال: ويحك ما تدري من هذا ؟ هذا مولاي ومولى كلّ مؤمن، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن.
وعنه وقد نازعه رجل في مسألة، فقال: بيني وبينك هذا الجالس، وأشار إلى عليّ بن أبي طالب، فقال الرجل: هذا الأبطن ؟ فنهض عمر عن مجلسه، وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض، ثمّ قال: أتدري من صغّرت ؟ هذا مولاي ومولى كلِّ مسلم.
وفي الفتوحات الإسلاميّة[108]: حكم عليّ مرّة على أعرابيّ بحكم، فلم يرضَ بحكمه، فتلبّبه عمر بن الخطّاب، وقال له: ويلك إنَّه مولاك ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
وأخرج الطبراني: أ نَّه قيل لعمر: إنَّك تصنع بعليّ - أي من التعظيم - شيئاً لا تصنع مع أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنَّه مولاي[109]. وذكره الزرقاني المالكي في شرح المواهب[110] عن الدارقطني.
فإنّ المولويّة الثابتة لأمير المؤمنين التي اعترف بها عمر على نفسه وعلى كلِّ مؤمن زِنَة ما اعترف به يوم غدير خمّ، وشفع ذلك بنفي الإيمان عمّن لا يكون الوصيّ مولاه، أي لم يعترف له بالمولويّة، أو لم يكن هو مولىً له أي محبّاً أو ناصراً، ولكن على حدٍّ ينفي عنه الإيمان إن انتفى عنه ذلك الحبّ والنصرة، لا ترتبط[111] إلّا مع ثبوت الخلافة له، فإنَّ الحبّ والنصرة العاديّين المندوب إليهما بين عامّة المسلمين لا ينفي بانتفائه الإيمان، ولا يمكن القول بذلك نظراً إلى ما شجر من الخلاف والتباغض بين الصحابة والتابعين حتى آل في بعض الموارد إلى التشاتم، والتلاكم، وإلى المقاتلة، والمناضلة، وكان بعضها بمشهد من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فلم ينفِ عنهم الإيمان، ولا غمز القائلون بعدالة الصحابة أجمع في أحد منهم بذلك، فلم يبق إلّا أن تكون الولاية التي هذه صفتها معناها الإمامة الملازمة للأولوية المقصودة، سواء أوعز عمر بكلمته هذه إلى حديث الغدير كما تومئ إليه رواية الحافظ محبّ الدين الطبري لها في ذيل أحاديث الغدير، أو أ نَّه أرسلها حقيقة راهنة ثابتة عنده من شتّى النواحي.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] عدّه من معاني المولى جمع كثير من أئمّة التفسير والحديث واللغة، لا يُستهان بعدّتهم. ( الأميني )
[2] التفسير الكبير 6: 210 [ 23: 74 ]. ( الأميني )
[3] الحج: 78. ( الأميني )
[4] الصواعق المحرقة: ص25 [ ص43 ]. ( الأميني )
[5] النواقض للروافض: الورقة 8 - 9 .
[6] النجم: 3، 4.
[7] محمد: 11.
[8] حكاه عنه الشريف المرتضى في الشافي [ 2: 219 ]. ( الأميني )
[9] الوسيط في تفسير القرآن المجيد 4: 122. ( السبطين )
[10] الجامع لأحكام القرآن 4: 232 [ مج2 ج4: 149 ].الأميني )
[11] آل عمران: 150.
[12] النهاية في غريب الحديث والأثر 4: 246 [ 5: 229 ]. ( الأميني )
[13] تاج العروس 10: 398. ( الأميني )
[14] لسان العرب 15: 401.
[15] تفسير البيضاوي 1: 505 و2: 114، 530 [ 1: 408 و2: 98، 505 ]. ( الأميني )
[16] التوبة: 51.
[17] الحج: 78.
[18] التحريم: 2.
[19] إرشاد العقل السليم 8: 266، 208.
[20] التفسير الكبير 8: 183. ( الأميني )
[21] الحديد: 15. ( السبطين )
[22] المفردات في غريب القرآن: ص533 .
[23] الكشّاف 4: 476.
[24] مدارك التنزيل وحقائق التأويل 1: 144.
[25] البقرة: 286.
[26] غرائب القرآن 28: 101 { 2: 97 و 3: 398 و 6: 256 }.
[27] الأنفال: 40.
[28] إرشاد الساري 5: 438 ح2399.
[29] مرّ ذلك في الوجه السادس من وجوه ضعف كلام الرازي: ص119 فراجع. ( السبطين )
[30] صحيح البخاري 2: 845 ح2269 كتاب الاستقراض - باب: الصلاة على من ترك ديناً، وكذا في 4: 1795 ح4503، صحيح مسلم 3: 430 ح15 كتاب الفرائض. ( السبطين )
[31] تفسير الجلالين: ص64، 348.
[32] الإسراء: 24.
[33] في الغدير عبّر عنه العلّامة الأميني قدس سره: وفي الحديث. وبعد الفحص ظهر أ نّه من الأقوال المشهورة غير المنسوبة. ( السبطين )
[34] العمدة: ص56 [ ص112 ]. ( الأميني )
[35] راجع ما أسلفناه عن الدرواجكي وغيره { ص109، 137 من كتابنا هذا }، وما يأتي عن سبط ابن الجوزي وغيره { ص174 من هذا الكتاب }، فتجد هناك كثيراً من نظرائهما في مطاوي كلمات القوم. (الأميني)
[36] صحيح مسلم: ص197 [ 4: 436 ح 14 كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها ]. ( الأميني )
[37] راجع مبحث رواة حديث الغدير من الصحابة والتابعين في هذا الكتاب، وتجد تفصيله في كتاب الغدير 1: 14 - 72 الطبعة المتداولة و 1: 41 - 165 الطبعة المحقّقة. ( السبطين )
[38] محيد: المَيْل والعُدُول. لسان العرب 3: 412 (مادة حيد). ( السبطين )
[39] راجع رواة الحديث من الصحابة { ص57 - 68 من كتابنا هذا } والكلمات حول سند الحديث { ص71 - 84 من كتابنا هذا تحت عنوان من نصّ على تواتر الحديث وصحته }. (الأميني)
[40] تذكرة الخواص: ص20 [ ص32 ]. ( الأميني )
[41] مطالب السؤول: ص16. (الأميني)
[42] راجع في ذلك الدليل السادس من الأدلة على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام. ( السبطين )
[43] راجع موضوع: من نصّ على تواتر الحديث وصحته في هذا الكتاب: ص71، وتجد تفصيل ذلك في كتاب الغدير 1: 294 - 313 الطبعة المتداولة و 1: 543 - 572 الطبعة المحقّقة. ( السبطين )
[44] في قوله: « أم يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى ما آتاهُم اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ » [ النساء: 54 ] . أخرج ابن المغازلي في المناقب [ ص267 ح314 ]، وابن أبي الحديد في شرحه 2: 236 [ 7: 220 خطبة108 ]، والحضرمي الشافعي في الرشفة: ص27 { ص63 تحقيق علي عاشور }: أنَّها نزلت في عليّ عليه السلام وما خُصّ به من العلم. (الأميني)
[45] النهمة: إفراط الشهوة في الشيء. لسان العرب 14: 311 ( مادة نهم ). ( السبطين )
[46] الشَّرَه: أسوأ الحرص. لسان العرب 7: 103 ( مادة شره ). ( السبطين )
[47] مسند أحمد 1: 175 ح861، تاريخ بغداد 11: 47 رقم5728، حلية الأولياء 1: 64 رقم4، كنز العمال 11: 630 ح33072 و 631 ح33075، المستدرك على الصحيحين 3: 153 ح4785، المناقب لأخطب خوارزم: ص114 ح124، البداية والنهاية 7: 397 حوادث سنة40 ه، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: ص163. وراجع تفصيل البحث في الغدير 1: 38 و 39 الطبعة المحقّقة. ( السبطين )
[48] الفتّ: أن تأخذ الشيء باصبعك فتصيّره فتاتاً أي دقاقاً. وفتَّ في عَضُدِهِ: أوهن قُوّته: لسان العرب 1: 169، المعجم الوسيط 2: 671 (مادة فتت). ( السبطين )
[49] راجع الغدير 1: 22، 26، 27، 33، 47، 55 الطبعة المتداولة. ( الأميني )
الغدير 1: 62، 69، 70، 82، 113، 130 الطبعة المحقّقة.
وإليك بعض المصادر التي أوردها العلّامة الأميني قدس سره هناك: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ الهيثمي 9: 106 و 163، المعجم الكبير للطبراني 2: 357 ح2505، الفصول المهمة لابن الصبّاغ المالكي: ص40، البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي 7: 385 و 386 حوادث سنة 40 ه، مشكل الآثار للطحاوي 2: 307. ( السبطين )
[50] فرائد السمطين 1: 315 باب 58 ح 250.
[51] راجع الغدير 1: 43، 165، 231، 232، 233، 235 الطبعة المتداولة. ( الأميني )
الغدير 1: 105، 336، 448، 449، 451، 454 الطبعة المحقّقة.
وإليك بعض المصادر التي أوردها العلّامة الأميني قدس سره هناك: المعجم الأوسط 3: 33 ح2275، جامع الأحاديث للسيوطي 19: 467 ح15113، عمدة القاري في شرح صحيح البخاري 18: 206، تذكرة الخواص: ص30، كتاب سُلَيم بن قيس الهلالي 2: 828 ح39، وأفرد العلّامة المجلسي باباً خاصاً في أخبار الغدير وأحاديثه في البحار 37: 108 - 253 باب 52. ( السبطين )
[52] راجع الغدير 1: 26، 27، 30، 32، 33، 34، 36، 47، 176 الطبعة المتداولة. ( الأميني )
الغدير 1: 69، 70، 78، 81، 83، 84، 88، 113، 359 الطبعة المحقّقة.
وإليك بعض المصادر التي أوردها العلّامة الأميني قدس سره هناك: الصواعق المحرقة: ص43، سنن النسائي 5: 130 ح8464، المستدرك على الصحيحين 3: 613 ح6272، المعجم الكبير 5: 166 ح4969 و 4971، جواهر العقدين للسمهودي: القسم الثاني/1: 78، 83، 88، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي 1: 36 باب4. ( السبطين )
[53] الخَدَج: النقصان. ويقال للتي ألقت ولدها قبل أوانه لغير تمام الأيام: مُخدِج. لسان العرب 4: 32 (مادة خدج). ( السبطين )
[54] صحيح مسلم 5: 25 ح 36 كتاب فضائل الصحابة.
[55] أخرجه أبوسعد الخركوشي في شرف المصطفى بإسنادين عن البراء بن عازب، وأبي سعيد الخُدْري. ( السبطين )
[56] راجع موضوع حديث التهنئة في الغدير 1: 270 - 283 الطبعة المتداولة و 1: 508 - 527 الطبعة المحقّقة، فقد جاء البحث فيه مستفيضاً. وراجع أيضاً من مصادره: جواهر العقدين للسمهودي: القسم الثاني/ج1: 97، ينابيع المودّة 1: 97 ح10 باب 4 و 2: 284 ح812 باب 56، التفسير الكبير 12: 49 - 50، في تفسير قوله تعالى: « يا أيها الرسول بلّغ ما اُنزل إليك.. »، مسند أحمد 5: 355 ح18011. ( السبطين )
[57] راجع الغدير 1: 33، 160، 198 الطبعة المتداولة و 1: 83، 328، 398 الطبعة المحقّقة، وإليك بعض مصادر الحديث: مناقب عليّ بن أبي طالب للحافظ ابن المغازلي الجُلّابي الشافعي: ص114 ح155، الفصول المهمة لابن الصبّاغ المالكي: ص39 - 40، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي 3: 369 ح2 باب 90، كتاب سُلَيم بن قيس الهلالي: ص121 ط . دار الفنون - بيروت و 2: 654 و 655 ح11 الطبعة المحقّقة. كما وردت في مواضع أُخر من كتاب سُلَيم: ص616 و641 و 750 و 759 و 791 و 888. ( السبطين )
[58] كأنّ الضمير يعود إلى ( الأمر ) الذي أشار إليه أوّلاً. ( السبطين )
[59] راجع الغدير 1: 43، 232 - 234، 237 الطبعة المتداولة و 1: 105، 450، 452، 454، 458 الطبعة المحقّقة، وممن أخرج هذا اللفظ:
أبو نُعَيْم الإصفهاني في ما نزل من القرآن في عليّ: ص56 ح4، الحاكم الحَسْكاني في شواهد التنزيل 1: 201 - 202 ح211 و 212، الخطيب الخوارزمي في المناقب: ص80 ط . النجف و ص135 ح152 ط . قم المحقّقة، الإمام شيخ الإسلام الجويني في فرائد السمطين 1: 72 ح39 الباب الثاني عشر، ومصادر أُخر مرّت في القرينة الرابعة فراجع. (السبطين )
[60] الإصابة 3: 641 رقم 9157، المعجم الكبير للطبراني 22: 135 ح360 ولفظه: « فهو أولى الناس بكم بعدي »، وعن الطبراني أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 109. ( السبطين )
[61] فرائد السمطين 1: 315 ح250 باب 58، كتاب سُلَيم بن قيس: ص115 و 116 ط. دار الفنون - بيروت، 2: 641 و 642 ح11 ط . قم المحقّقة. ( السبطين )
[62] سنن الترمذي 5: 590 ح3712، مسندأحمد 6: 489 ح22503، المستدرك على الصحيحين 3: 144 ح4652، السنن الكبرى 5: 45 ح8146 كتاب المناقب، وفي خصائص أمير المؤمنين عليه السلام: ص109 ح89، مصنّف ابن أبي شيبة 12: 79 ح12170.
[63] حلية الأولياء 1: 86. ( الأميني )
[64] المستدرك على الصحيحين 3: 139 ح4642.
[65] جاء في جواهر العقدين للسمهودي القسم الثاني/ ج1: 81 بعد أن ذكر حديث مناشدة عليّ عليه السلام ما يلي: قالوا: قد بلّغت. قال: « اللّهم اشهد » ثلاث مرات.
وفي خصائص أمير المؤمنين للنسائي: ص114 ح96 و ص98 ح93 أورد اللفظ مختصراً كالتالي: « أ يّها الناس ! هل بلّغت ؟... قال: اللّهم اشهد ». ( السبطين )
[66] الغدير 1: 165، 196 الطبعة المتداولة و 1: 337، 396 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن فرائد السمطين 1: 312 ح250، وكتاب سُلَيم بن قيس الهلالي 2: 636 ح11 و 758 ح25. ( السبطين )
[67] الغدير 1: 221 الطبعة المتداولة و 1: 434 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن الدر المنثور للسيوطي 3: 116. ( السبطين )
[68] الغدير 1: 166 الطبعة المتداولة و 1: 338 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن فرائد السمطين، وكتاب سُلَيم وقد مرّ تخريجهما أعلاه. ( السبطين )
[69] الغدير 1: 52 الطبعة المتداولة و 1: 122 الطبعة المحقّقةنقلاً عن أمالي المحاملي. ( السبطين )
[70] الغدير 1: 219 الطبعة المتداولة و 1: 430 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن شواهد التنزيل للحاكم الحَسْكاني 1: 255 ح249. ( السبطين )
[71] الغدير 1: 217 الطبعة المتداولة و 1: 427، 428 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن الدر المنثور 3: 117، وفتح القدير للشوكاني 2: 60، وكشف الغمة للإربلي 1: 326. ( السبطين )
[72] الغدير 1: 57 الطبعة المتداولة و 1: 136 الطبعة المحقّقة، أخرجه عن المودّة في القربى لشهاب الدين الهمداني - المودّة الخامسة. ( السبطين )
[73] الغدير 1: 165 الطبعة المتداولة و 1: 338 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن الإمام الجويني في فرائد السمطين 1: 312 ح250. ( السبطين )
[74] زينالفتى للحافظ العاصمي 1: 495 ح295 الفصل الخامس. وراجع: ص169 من كتابنا هذا الدليل الخامس. ( السبطين )
[75] الغدير 1: 199 الطبعة المتداولة و 1: 400 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن كتاب سُلَيم بن قيس الهلالي 2: 791 ح26. ( السبطين )
[76] الغدير 1: 200 الطبعة المتداولة و 1: 402 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن كتاب سُلَيم 2: 834 ح42.
( السبطين )
[77] الغدير 1: 208 الطبعة المتداولة و 1: 415 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن كتاب سُلَيم 2: 781 ح26.
( السبطين )
[78] الغدير 1: 219 الطبعة المتداولة و 1: 430 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن الحاكم الحَسْكاني في شواهد التنزيل 1: 256 ح249، والطبرسي في مجمع البيان في تفسير القرآن 3: 344. ( السبطين )
[79] الغدير 1: 231 الطبعة المتداولة و 1: 448 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن السيوطي في الدر المنثور 3: 19، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42: 237 ط . دار الفكر المحقّقة، وفي ترجمة الإمام عليّ ابن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق 2: 86 ح588 ط . مؤسسة المحمودي - بيروت. ( السبطين )
[80] الغدير 1: 52، 217 الطبعة المتداولة و 1: 122، 427 الطبعة المحقّقة، ومرّ قسم من حديث ابن عباس هذا في القرينة العاشرة. ( السبطين )
[81] الغدير 1: 165، 166 الطبعة المتداولة و 1: 338 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن فرائد السمطين 1: 315 ح250 باب 58، كتاب سُلَيم بن قيس 2: 645 ح11. ( السبطين )
[82] الغدير 1: 215 الطبعة المتداولة و 1: 424 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن ضياء العالمين من كتاب الولاية لمحمد بن جرير الطبري. ( السبطين )
[83] الغدير 1: 217، 52 الطبعة المتداولة و 1: 427، 123 الطبعة المحقّقة، أخرجه عن الحافظ السجستاني في كتاب الولاية. ( السبطين )
[84] المائدة: 67. ( السبطين )
[85] المائدة: 3. ( السبطين )
[86] الغدير 1: 30، 36 الطبعة المتداولة و 1: 77، 88 الطبعة المحقّقة، عن مسند أحمد 5: 494 ح18793، مشكاة المصابيح 3: 360 ح6103، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: ص29.
( السبطين )
[87] الغدير 1: 24 الطبعة المتداولة و 1: 64 الطبعة المحقّقة، عن أُسد الغابة 1: 364 رقم812 ترجمة جندع الأنصاري الأوسي. ( السبطين )
[88] الغدير 1: 273 الطبعة المتداولة و 1: 512 الطبعة المحقّقة، عن الحافظ ابن عقدة في كتابه حديث الولاية. ( السبطين )
[89] سنة ( 35ه )، وتجد تفصيله في الغدير 1: 166 - 186 الطبعة المتداولة و 1: 339 - 378 الطبعة المحقّقة، وقد مرّت الإشارة إلى خلاصته في: ص98، 99 من كتابنا هذا مع عدّة من مصادره.
( السبطين )
[90] حديث الركبان كان في الكوفة أيضاً سنة (36 - 37ه)، راجع تفصيله في الغدير 1: 187 - 195 الطبعة المتداولة و 1: 381 - 394 الطبعة المحقّقة. وقد أشرنا إلى بعض مصادره في: ص97 من ، كتابنا هذا، ويأتي في تعليقنا على القرينة السابعة عشرة التالية. ( السبطين )
[91] الغدير 1: 191 - 195 الطبعة المتداولة و 1: 387 - 394 الطبعة المحقّقة، نقلاً عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين: ص42 ح13، والكشي في رجاله 1: 245 ح95 قال:
خرج عليّ بن أبي طالب عليه السلام من القصر، فاستقبله ركبان متقلّدون بالسيوف، عليهم العمائم، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللَّه وبركاته، السلام عليك يا مولانا.
فقال علي: « من هاهنا من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ».
فقام خالد بن زيد أبو أيّوب الأنصاري، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد بن عبادة، وعبداللَّه بن بُديل بن ورقاء، فشهدوا جميعاً أ نَّهم سمعوا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خُمّ: «من كنت مولاه فعلي مولاه ». فقال عليّ عليه السلام لأنس بن مالك، والبراء بن عازب: « ما منعكما أن تقوما فتشهدا، فقد سمعتما كما سمع القوم ؟ - ثمّ قال: - اللهم إن كانا كتماها معاندة فابتلهما ».
فعمي البراء بن عازب، وبرص قَدَما - كذا في بعض الروايات حسب الظاهر، وسيأتيك الصحيح المشهور - أنس بن مالك، فحلف أنس بن مالك أن لا يكتم منقبة لعليّ بن أبي طالب، ولا فضلاً أبداً.
أ مّا البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله، فيقال: هو في موضع كذا وكذا. فيقول: كيف يرشُد من أصابته الدعوة ؟ !
وجاء في الأربعين: وقيل: لما استشهد عليّ عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « من كنت مولاه فعلي مولاه »، اعتذر - أي أنس - بالنسيان، فقال عليه السلام: « اللهم إن كان كاذباً فاضربه ببياض لا تواريه العمامة ». فبرص وجهه، فسدل بعد ذلك برقعاً على وجهه. انتهى. وهذا هو المشهور.
وممن أخرج حديث إصابة الدعوة: أحمد بن حنبل في المسند 1: 192 ح967 ولم يُسمّ فيه الثلاثة الذين لم يقوموا فيشهدوا وأصابتهم الدعوة، وسمّتهم المصادر الاُخر كما في: البداية والنهاية 5: 230، أُسد الغابة 3: 492 رقم3382، أنساب الأشراف: ص156 و 157 وفيه أسماء ثلاثة منهم . ومن مجموع من اُصيبوا بدعوة عليّ عليه السلام:
1 - أنس بن مالك - برص.
2 - البراء بن عازب - عمي.
3 - جرير بن عبداللَّه البجلي - تعرّب بعد هجرة.
4 - زيد بن أرقم - عمي.
5 و 6 - عبد الرحمن بن مُدلج ويزيد بن وديعة. لا يبعد أن عميا أو أصابتهما آفة اُخرى.
( السبطين )
[92] جمع جذم، وهو الأصل. { لسان العرب 2: 222 (مادة جذم ) }.
[93] الثلب: شدة اللوم والأخذ باللسان، وهو المثلب يجري في العقوبات. لسان العرب 2: 116 (مادة ثلب). ( السبطين )
[94] أي تمضغها. لسان العرب 12: 360 ( مادة لوك ). ( السبطين )
[95] الشدق: جانب الفم. لسان العرب 7: 58 (مادة شدق). ( السبطين )
[96] مسند أحمد 5: 498 ح18815. ( السبطين )
[97] السنن الكبرى 5: 134 ح8478. ورجاله جميعاً ثقات غير محمد بن سليمان فهو صدوق.
( السبطين )
[98] مجمع الزوائد 9: 104. وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة.
( السبطين )
[99] الرياض النضرة 3: 114. ( السبطين )
[100] كذا في لفظ أحمد، وفي لفظ النسائي: وفي نفسي منه شيء، وفي لفظ محبّ الدين: وفي نفسي من ريبة شيء. (الأميني)
[101] وممن أخرج حديث أبي الطفيل في المناشدة: السمهودي في جواهر العقدين القسم الثاني/ ج1: 99، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودّة 1: 118 ح42، وابن حبّان في صحيحه: ح6931 ورجاله ثقات، ذيل تاريخ بغداد للحافظ ابن النجار البغدادي 17: 11 رقم520 و 18: 9 رقم520 الطبعة الحديثة المحقّقة، وابن كثير في البداية والنهاية 7: 383. ( السبطين )
[102] راجع مبحث (العذاب الواقع) في الغدير 1: 239 - 246 الطبعة المتداولة و 1: 460 - 471 الطبعة المحقّقة، فقد بسط العلّامة الأميني قدس سره القول فيه. ومرّت الإشارة إليه في: ص96 من كتابنا هذا مع بعض مصادر الحفّاظ الأعلام التي أخرجته، ويأتي ملخّص بياننا فيه: 175. ( السبطين )
[103] الرياض النضرة 2: 170 [ 3: 115 ]. ( الأميني )
[104] ذخائر العقبى: ص68. ( الأميني )
[105] وسيلة المآل: ص119 باب4.
[106] المناقب: ص97 [ ص160 ح191 ]. ( الأميني )
[107] الصواعق المحرقة: ص107 [ ص179 ]. ( الأميني )
[108] الفتوحات الإسلامية 2: 307 { 2: 428 ط . دار صادر 1417 ه }. ( الأميني )
[109] أخرجه الخوارزمي موفق الدين المكي في المناقب: ص160 ح190، عن الزمخشري بسنده عن الحافظ السمّان بسنده إلى سالم. ( السبطين )
[110] شرح المواهب 7: 13. (الأميني)
[111] الجملة الفعلية خبر ل ( إنَّ ) فيقوله السابق أوّل الفقرة: فإنَّ المولويّة....