• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الشبهة الثانية

مــع أحــدهـــم
بينما كنت أكتب بعض فصول هذا الكتاب قيل لي: إنّ هناك عالماً قال بمثل مقالة ورأي هذا الرجل المعاصر، فليس هو الوحيد والمتفرّد بهذا القول، فقد سبقه غيره، وطلبت الكتاب لأطلع عليه، والواقع إنني لم أكن متوقعاً أن أفاجأ بما قرأت، فلقد قرأت ما كادت روحي تزهق من هوله، وعيني تقطر دماً من فجيعته، وقلبي ينفطر من فظاعته، فضاقت بي الدنيا، فأحسست بأن قلب محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) قد أصيب بسهم مسموم، لم أر ولم أسمع بمثله قط ممن يُدّعى لهم ما يُدّعى من المناصب الإلهيّة، والقربات المحمّدية.
وهذا المعاصر أراد أن يؤيّد قوله بمثل هذه الشطحات، فخالف الكلّ وتشدّق بالخارج عن اتّفاق دين الحق!!
والّذي ألحظه على هذا المعاصر أنّه يبحث ويتصيّد العثرات، ثم يعتبرها ديناً، يتشبث بأي قول ولو كان أكل عليه الدهر وشرب، فيجعله انفتاحاً وتقدماً وإبداعاً، ويترك صريح الحق، لأنّه كما يقول المثل: خالف تعرف.
وعلى كلّ حال علينا أن ننقل عبارة صاحب الكتاب، ثمّ نعلّق عليها بما يلهمني به ربي (سبحانه و تعالى) ، وسيكون كلامه بين قوسين هكذا ، واللّه المسدد للصواب.
قال في كتابه:
(( طفحت واستفاضت كتب الشيعة من صدر الإسلام والقرن الأوّل مثل كتاب سليم بن قيس ومن بعده إلى القرن الحادي عشر وما بعده بل وإلى يومنا، كل كتب الشيعة الّتي عنيت بأحوال الأئمة وأبيهم الآية الكبرى وأمهم الصديقة الزهراء صلوات اللّه عليهم أجمعين، وكلّ من ترجم لهم وألّف كتاباً فيهم أطبقت كلمتهم تقريباً أو تحقيقاً في ذكر مصائب تلك البضعة الطاهرة أنّها بعد رحلة أبيها المصطفى ضرب الظالمون وجهها، ولطموا خدّها حتّى احمرّت عينها وتناثر قرطها، وعصرت بالباب حتّى كسر ضلعها وأسقطت جنينها وماتت وفي عضدها كالدّملج.
ثمّ أخذ شعراء أهل البيت سلام اللّه عليهم هذه القضايا والرزايا ونظموها في أشعارهم ومراثيهم، وأرسلوها إرسال المسلّمات من الكميت والسيد الحميري ودعبل الخزاعي والنميري والسلامي وديك الجن ومن بعدهم ومن قبلهم إلى هذا العصر، وتوسّع أعاظم شعراء الشيعة في القرن الثالث عشر والرابع عشر الّذي نحن فيه كالخطّي والكعبي والكوازين وآل السيّد مهدي الحليين وغيرهم ممن يعسر تعدادهم ويفوت الحصر جمعهم وآحادهم.
وكلّ تلك الفجائع والفضائع وإن كانت في غاية الفضاعة والشناعة ومن موجبات الوحشة والدهشة ولكن يمكن للعقل أن يجوّزها وللأذهان والوجدان أن يستسيغها وللأفكار أن تقيلها وتهضمها ولاسيّما وأنّ القوم قد اقترفوا في قضيّة الخلافة وغصب المنصب الإلهي من أهله ما يعدّ أعظم وأفظع )) كلام في غاية الروعة، ومنتهى الحق والصواب، بل هو محض الحق الّذي لا مرية فيه ولا شبهة تعتريه، وهو اعتراف جليل، وحجّة دامغة على كلّ من ينكر إجماع الطائفة الحقّة، وتأكيد لما ذكره شيخ الطائفة الطوسي من إجماع، وليته عند هذا الحدّ سكت، أو انكسر قلمه فلم يجد مايتمّ به مقاله، أو أتته المنيّة وهو صادع بهذا الحق، ولكنّه قال بعد ذلك: لكن ... وما أدراك ما بعد لكن، فاقرأ معي قراءة الواعي الناقد الطالب للحق من أهله، الّذي لا تأخذه في اللّه لومة لائم، واجعل نصب عينيك حقّاً لمحمّد وآله(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وهو نصرتهم وإن كان القائل أباك أو أقرب من ذلك.
(( ولكن قضيّة ضرب الزهراء ولطم خدّها، مما لا يكاد يقبله وجداني، ويتقبّله عقلي، ويقتنع به مشاعري ))
أيُّ وجدان هذا لا يقبل ما أجمعت عليه الطائفة الحقّة الّذي اعترفت به؟! وأي عقل هذا لا يتقبل المتسالم عليه عند أهل الحق بشتّى أصنافهم من علماء وخطباء وكتّاب وشعراء وغيرهم فأصبح بديهة من بديهيّات الحق كما اعترفت به في صدر مقالتك؟! وأي مشاعر هذه لا تقبل ما قبلته مشاعر وأحاسيس أهل الحق؟! أم تقول أهل الحق فقدوا وجدانهم وعقولهم ومشاعرهم؟!!
(( لا لأنّ القوم يتحرّجون ويتورّعون من هذه الجرأة العظيمة، بل لأنّ السجايا العربية والتقاليد الجاهليّة الّتي ركّزتها الشّريعة الإسلاميّة وزادتها تأييداً وتأكيداً تمنع بشدّة أن تضرب المرأة، أو تمدّ إليها يد سوء، حتّى أنّ في بعض كلمات أمير المؤمنين(عليه السلام) ما معناه: أنّ الرجل كان في الجاهليّة إذا ضرب المرأة يبقى ذلك عاراً في أعقابه ونسله ))
أيّ سجايا عربية يتحدّث عنها هذا؟! ألا يعتقد أنّ القوم قد مسخوا، وقلوبهم قد ران وطبع عليها، وأنّهم أخبث خلق اللّه على الإطلاق؟! أيعتقد في هؤلاء شيئاً من العادات الحسنة، والسجايا الطيّبة؟! ولو أنصف هذا الرجل، وراجع التاريخ لوجده حافلاً بالخزي الّذي ينزّه عنه اللّسان والبيان، ويأتيك شيء من هذا في زنى مغيرة بن شعبه، وهو أحد الّذين تجرؤا على الزهراء كما مرّ.
(( ويدلك على تركّز هذه الرّكيزة، بل الغريزة في المسلمين، وأنّها لم تفلت من أيديهم، وإن فلت منهم الإسلام ))
إذا كان فلت الإسلام منهم، فلم عبّرت عنهم بالمسلمين؟! ومن فلت منه الإسلام ـ وفيه كلّ القيم ـ فلماذا تستبعد أن تفلت منهم كلّ القِيَم.
(( إن ابن زياد وهو من تعرف في الجرأة على اللّه وانتهاك حرماته، لمّا فضحته الحوراء زينب(عليها السلام) وأفلجته وصيّرته أحقر من نملة، وأقذر من قملة، وقالت له: ثكلتك أمّك يا ابن مرجانه، فاستشاط غضباً من ذكر أمّه، الّتي يعرف أنّها من ذوات الأعلام، وهمّ أن يضربها، فقال له عمرو بن حريث وهو من رؤوس الخوارج وضروسها: إنّها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.
فإذا كان ابن مرجانه امتنع من ضرب العقيلة خوف العار والشنار، وكلّه عار وشنار وبؤرة عهار مع بعد العهد من النبي(صلى اللّه عليه وآله)، فكيف لا يمتنع أصحاب النبي(صلى اللّه عليه وآله) مع قرب العهد به من ضرب عزيزته ))
هل تقيس ابن مرجانه وأمثاله من بؤر العهار، بمن أسس أساس الظلم، وورد فيهم من الروايات المصرّحة بمشاركتهم لكل ذنب وقبيح فعل ويفعل إلى يوم القيامة؟! علاوة على ذلك، أليس ابن زياد عربيّاً؟! فلِمَ لم تمنعه عروبته من ذلك حتّى لا يحتاج إلى مثل عمرو بن حريث كي يردعه؟! ولماذا العروبة لم تمنع من صهّاك ومرجانة وتمنع أن تضرب امرأة؟! وأي عار أكبر عندهم أن يكون ابناً لذوات الأعلام، أم يضرب امرأة؟! فإن كنت تعني بالعادات العربيّة تلك المثل والقيم الموروثة الطيّبة فهؤلاء قد انسلخوا منها، وإن عنيت بذلك أنّهم على مثل هذه القيم، فقد زغت عن الحق، أما قرأت قول الإمام الحسين(عليه السلام) وهو مضرج بدمه المقدس، والقوم يريدون الحرم والأطفال: ويحكم يا شيعة الشيطان، إن لم يكن لكم دين، ولا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً وارجعوا إلى أنسابكم إن كنتم أعراباً كما تزعمون، أنا الّذي أقاتلكم، فكفّوا سفهاءكم وجهالكم عن التعرض لحرمي(1).
فطالبهم الحسين(عليه السلام) بأنسابهم إن كانوا أعراباً يحملون شيئاً من العادات الحسنة، وما ذلك إلاّ لإثارة شئ في نفوسهم، ولذا عندما قتل الحسين(عليه السلام) انهالوا على بنات الرسالة حتّى الأطفال يسلبونهن، لماذا لم تمنعهم عروبتك المزعومة عن ذلك؟! وهل بقيت لهم مُثُل وقيم حتّى نبرر بها واقعاً، ونكذّب كل الحقائق لأجلهم؟!
(( وكيف يقتحمون هذه العقبة الكؤود ولو كانوا أعتى وأعدى من عاد وثمود، ولو فعلوا أو همّوا أن يفعلوا أما كان في المهاجرين والأنصار مثل عمرو بن حريث فيمنعهم من مدّ اليد الأثيمة وارتكاب تلك الجريمة! ))
هب أنّه لم يعترض أحد على ذلك، أهذا دليل على عدم الوقوع؟! ومن قال لك انّه لم يعترض أحد قط؟! ألم يخرج الزبير بسيفه؟! كما دلّت عليه مجموعة من الروايات السابقة، وألم يمرّ عليك في الرواية: فأنكر الناس ذلك من قوله(1)، وألم يمرّ عليك رواية ابن قتيبة في الإمامة والسياسة(2): فقيل له يا أبا حفص: إن فيها فاطمة!!! فقال: وإن.
والعجب!!! أن يشكّ في أن يهمّوا بذلك الفعل الشنيع، فهو ينزّههم حتّى في باطنهم ونفوسهم، لا أنّهم لم يفعلوا ذلك خوف العار والشنار.
(( ولا يقاس هذا بما ارتكبوه واقترفوه في حقّ بعلها سلام اللّه عليه من العظائم، حتّى قادوه كالفحل المخشوش، فإنّ الرجال قد تنال من الرجال ما لا تناله من النساء.
كيف والزهراء سلام اللّه عليها شابّة بنت ثمانية عشر سنة لم تبلغ مبالغ النساء ))
عجباً !!! سيّدة النساء لم تبلغ مبالغ النساء، بل هي أمُّ أبيها(صلى الله عليه وآله وسلم). فهل هذا هو أفضل ما تمكّنت من التعبير به عن الصدّيقة الطاهرة؟! وهل في مثل أهل بيت العصمة والطهارة(صلوات الله وسلامه عليهم) تقاس الأمور بالأعمار؟!
ومتى تبلغ المرأة مبالغ النساء؟! فهل زوّجها أبوها(صلى الله عليه وآله وسلم) بل الله (سبحانه و تعالى) قبل أن تبلغ مبالغ النّساء؟! ألا يكفي أنّها كانت منجبة لأربعة من الأنوار الطاهرين، وحاملةً بالخامس؟! أم أنّه لا يشترط في الّتي تنجب أولاداً خمسة أن تكون من النساء؟!
فما هذه الشطحات؟! البعيدة كلّ البعد عن الجاهل فضلاً عن العالم.
(( وإذا كان في ضرب المرأة عار وشناعة فضرب الفتاة أشنع وأفظع، ويزيدك يقيناً بما أقول أنّها ـ ولها المجد والشرف ـ ما ذكرت ولا أشارت إلى ذلك في شئ من خطبها ومقالاتها المتضمّنة لتظلّمها من القوم وسوء صنيعهم معها، مثل خطبتها الباهرة الطّويلة الّتي ألقتها في المسجد على المهاجرين والأنصار ))
هل يفترض في المتكلّم أن يقول كلّ شئ؟! ولماذا لا يُحمل هذا على أنّ القوم يبررون ذلك بعدم البيعة، وأنّهم إنّما فعلوا ذلك لأنّها وقفت وحالت بينهم وبين الدخول، فيدّعون أنّها اضطرتهم لذلك، أمّا بقيّة القضايا فكان المناسب طرحها، لأنّها أبعد عن مغالطاتهم، وكلامك هذا ينفي أي ظلم عليها غير ما ذكرَتْه في خطبتها، فلماذا سلّمت بضرب قنفذ لها كما سيأتي؟! في حين أنّها لم تذكره في خطبتها.
(( وكلماتها مع أمير المؤمنين(عليه السلام) بعد رجوعها من المسجد وكانت ثائرة متأثّرة أشدّ التأثّر حتّى خرجت عن حدود الآداب الّتي لم تخرج من حظيرتها مدّة عمرها ))
هنا أسفر عن لثامه، وبانت نواياه، وطفح الكيل عنده، حتّى لم يحتمل الأمر، فأفصح عمّا يزلزل عرش الرحمن، ويندى له المؤمن الغيور، كيف يجرأ هذا على أن ينال من الزهراء(عليها السلام) بهذه الوقاحة، فيقول: خرجت عن حدود الآداب.
إن كانت المعصومة بنص آية التطهير تخرج عن حدود الأدب، فممن يا ترى يؤخذ الأدب؟! وإذا كانت تربية الرسول(صلى اللّه عليه وآله وسلم) نهايتها هي الخروج عن حدود الأدب، فممن تعلّمت أنت الأدب حتّى عرفت أنّ مثل هذا خروج عن حدوده، هل ستواجه الزهراء(عليها السلام) يوماً وتقول لها: لقد خرجت عن حدود الآداب؟!!!
وإذا كنت لا تعرف مداليل كلام أهل بيت العصمة فلِمَ أقحمت نفسك في هذا الميدان، وخضت فيه من غير هدى وبصيرة؟! ألم يطرق سمعك قولهم صلوات اللّه وسلامه عليهم: أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن اللّه قلبه بالإيمان.
فإن لم تكن واحداً من الأصناف الثلاثة فدع الأمر لغيرك، إن كانت نواياك حسنة، وما أظنّ أحداً له نيّة حسنة يكبو هذه الكبوة، ويجرؤ بهذه الجرأة.
وفي أيّ موقع من كلامها (صلوات الله عليها) خرجت فيه عن حدود الآداب؟! فاقرأ معي:
(( فقالت له: يا ابن أبي طالب افترست الذئاب، وافترشت التراب، إلى أن قالت: هذا ابن أبي فلانة يبتزّني نحلة أبي، وبلغة ابني، لقد أجهد في كلامي، وألفيته الألدّ في خصامي.
ولم تقلّ: أنّه أو صاحبه ضربني، أو مُدّت يدٌ إليّ، وكذلك في كلماتها مع نساء المهاجرين والأنصار، بعد سؤالهن كيف أصبحت يا بنت رسول اللّه؟ فقالت: أصبحت واللّه عائفة لدنياكن، قالية لرجالكن، ولا إشارة فيها إلى شيء من ضربة أو لطمة، وإنّما تشكوا أعظم صدمة وهي غصب فدك، وأعظم منها غصب الخلافة، وتقديم من أخّر اللّه، وتأخير من قدّم اللّه، وكلّ شكواها كانت تنحصر في هذين الأمرين.
وكذلك كلمات أمير المؤمنين(عليه السلام) بعد دفنها، وتهيج أشجانه وبلابل صدره لفراقها ذلك الفراق المؤلم، حيث توجّه إلى قبر النبي (صلى اللّه عليه وآله) قائلاً: السلام عليك يا رسول اللّه، عنّي وعن ابنتك النّازلة في جوارك ...إلى آخر كلماته، الّتي ينصدع لها الصّخر الأصم لو وعاها، وليس فيها إشارة إلى الضرب واللطم، ولكنّه الظلم الفظيع، والامتهان الذريع، ولو كان شئ من ذلك لأشار إليه سلام اللّه عليه، لأنّ الأمر يقتضي ذكره، ولا يقبل ستره.
ودعوى أنّها أخفته عنه ساقطة؛ بأنّ ضربة الوجه ولطمة العين لا يمكن إخفاؤها ))
كما قلنا سابقاً أنّه لا يشترط في القائل أن يقول كلّ شيء، وما يدّعيه من الدلالة فيما نَقل على فرض صحّته ينفي أيّ ظلم غير ما ذكرته، فينتفي حتّى ما سلّم به من ضرب قنفذ اللّعين، وبالخصوص مثل التعبير: مُدّت يدٌ إليّ ، وقوله: ليس فيها إشارة إلى الضرب واللطم.
وأمّا قضيّة الإخفاء فلم يقل أحد أنّها أخفت كلّ ذلك، حتّى تجيب بأنّ ضربة الوجه ولطمة العين لا يمكن إخفاؤها، بل إنّ الّذي أخفته في بعض الروايات هو كسر ضلعها فقط.
(( وأمّا قضيّة قنفذ، وأنّ الرّجل لم يصادر أمواله كما صنع مع سائر ولاته وأمراءه، وقول الإمام(عليه السلام) أنّه شكر له ضربته، فلا أمنع من أنّه ضربها بسوطه من وراء الرداء، وإنّما الّذي أستبعده أو أمنعه هو لطمة الوجه ))
إن كان هذا فقط هو الّذي تنفيه وتستبعده ـ وإن كان الاستبعاد في غير محلّه ـ فأنت تناقض نفسك، فإنّ دليلك السابق ينصّ على أنّها مادامت لم تذكر شيئاً من الظلم فهي إذاً ما وقع عليها، وهي لم تذكر الضرب بالسوط، فلِمَ هذه المغالطات الّتي لا تصدر من جاهل فضلاً عمن يدّعي العلم؟!
(( وقنفذ ليس ممن يخشى العار لو ضربها من وراء الثياب أو على عضدها ))
هل قنفذ أشدّ خبثاً وتهاوناً بالمثل والقيم من سيّده أساس الخبث؟!
أم لأنّ الوقيعة بقنفذ لا تمسّ مشاعر أحد فلذا لا مانع عنده من نسبة العار إليه، أمّا سيّده وآمره وموجّهه ومربّيه ابن صهّاك فلا بدّ أن ينزّهه ولو استدعى الأمر ارتكاب هذه الشطحات.
(( وبالجملة فإنّ وجه فاطمة الزهراء هو وجه اللّه المصون الّذي لا يُهان ولا يهون، ويغشى نوره العيون، فسلام اللّه عليك يا أمّ الأئمة الأطهار، ما أظلم الليل وأضاء النهار، وجعلنا اللّه من شيعتك الأبرار، وحشرنا معك ومع أبيك وبنيك في دار القرار ))
يخلط الحق بالباطل حتّى يمرر على البسطاء، ويفتتن به الناس، كيف تعتقد بأنّه وجه اللّه المصون، وقد تجرأت عليه فقلتَ: أنّها قد خرجت عن حدود الآداب؟! وكيف لا يهون ولا يهان وقد نسبت له الهوان بخروجه عن حدود الآداب؟! وإذا كان يغشي نوره العيون فلم لم تغشَ عينك فعلى الأقل سكتّ؟! وأنّى تكون من شيعتها وقد قلت فيها ما قلت؟!
فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم، والعاقبة للمتّقين والحمد لله رب العالمين.






_________
1- كشف الغمة في معرفة الأئمة ج2 ص262 .
2- البحار ج28 ص204 .
3- الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص4.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page