فصل ـ 1 ـ
395 ـ ذكر عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، وهو من أجلّ رواة أصحابنا : أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله لمّا أتى له سبع وثلاثون سنة كان يرى في نومه كأنّ آتيا أتاه فيقول : يا رسول الله ـ وكان بين الجبال يرعي غنماً ـ فنظر إلى شخص يقول له : يا رسول الله ، فقال : من أنت ؟ قال : أنا جبرئيل أرسلني الله إليك ليتخذك رسولاً ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يكتم ذلك .
فأنزل جبرئيل بماءٍ من السّماء ، فقال : يا محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) قم فتوضّ ، فعلّمه جبرئيل الوضوء على الوجه واليدين من المرفق ومسح الرّأس والرّجلين إلى الكعبين ، وعلّمه الرّكوع والسّجود ، فدخل عليّ عليه السلام على رسول الله صلّى الله عليه و آله وهو يصلّي ـ هذا لمّا تمّ له صلّى الله عليه وآله أربعون سنة ـ فلمّا نظر إليه يصلّي قال : يا أبا القاسم ما هذا ؟ قال : هذه الصّلاة الّتي أمرني الله بها ، فدعاه إلى الاسلام ، فأسلم وصلّى معه ، وأسلمت خديجة ، فكان لا يصلّي إلاّ رسول الله وعليّ صلوات الله عليهما وخديجة خلفه .
فلما أتي كذلك أيّام دخل أبوطالب إلى منزل رسول الله صلّى الله عليه وآله ومعه جعفر ، فنظر إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليّ عليه السلام بجنبه يصلّيان فقال لجعفر : يا جعفر صلِّ جناح ابن عمّك ، فوقف جعفر بن أبي طالب من الجانب الآخر ، ثمّ خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى بعض أسواق العرب فرآى زيداً ، فاشتراه لخديجة ووجده غلاماً كيّساً ، فلمّا تزوّجها وهبته له ، فلمّا نبئ رسول الله صلّى الله عليه وآله أسلم زيد أيضاً ، فكان يصلّي خلف رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّ وجعفر وزيد وخديجة (1) .
____________
(1) بحار الانوار ( 18 | 184 ) ، برقم : ( 14 ) .