فصل ـ 4 ـ
353 ـ وعنه ، عن ابيه ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، حدّثنا محمد بن عبد الجبار ، حدّثنا جعفر بن محمد الكوفي ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لمّا أنتهى رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى الرّكن الغربي فجازه فقال له الرّكن : يا رسول الله ألست قعيداً من قواعد بيت ربّك فما بالي لا اُستلم ؟ فدنا منه رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال له : اسكن عليك السّلام غير مهجور ودخل حائطاً ، فنادته العراجين من كلّ جانب :
السلام عليك يا رسول الله ، وكلّ واحد منها يقول : خذ منّي فأكل ودنا من العجوة فسجدت ، فقال : اللّهم بارك عليها وانفع بها ، فمن ثمّ روي أنّ العجوة من الجنّة .
وقال صلّى الله عليه وآله : إنّي لأعرف حجراً بمكة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث ، إنّي لأعرفه الآن ، ولم يكن صلّى الله عليه وآله [ يمر ] (1) في طريق يتبعه أحد إلاّ عرف أنّه سلكه من طيب عرقه (2) ، ولم يكن يمرّ بحجر ولا شجر إلاّ سجد له (3) .
354 ـ وقال سعد (4) : حدّثنا الحسن بن الخشاب ، عن عليّ بن حسان بن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم قاعداً إذ مرّ به بعير فبرك بين يديه ورغا ، فقال عمر : يا رسول الله أيسجد لك هذا الجمل ؟ فان سجد لك فنحن أحقّ أن نفعل فقال : لابل اسجدوا لله والله أنّ هذا الجمل يشكو اربابه ويزعم أنّهم أنتجوه صغيراً واعتملوه فلمّا كبر وصار أعون (5) كبيراً ضعيفاً ارادوا نحره ولو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .
ثم قال أبو عبدالله عليه السلام : ثلاثة من البهائم أنطقهنّ الله تعالى على عهد النبيّ صلّى الله عليه وآله : الجمل وكلامه الّذي سمعت .
والذّئب فجاء إلى النّبيّ فشكا إليه الجوع فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله أصحاب الغنم فقال : افرضوا للذّئب شيئاً ، فشحّوا فذهب ثمّ عاد إليه الثّانية ، فشكا الجوع فدعاهم ، فشحّوا ثمّ جاء الثّالثة فشكا الجوع فدعاهم ، فشحّوا فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : اختلس ولو أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله فرض للذّئب شيئاً ما زاد الذّئب عليه شيئاً حتّى تقوم السّاعة .
وأمّا البقرة فانّها آذنت بالنّبي صلّى الله عليه وآله ودلّت عليه ، وكانت في نخل لبني سالم من الأنصار ، فقالت : يا آل ذريح عمل نجيح صائح يصيح بلسان عربيّ ، فصيح ، بأن لا إله إلاّ الله ربّ العالمين ، ومحمد رسول الله سيّد النّبيّين ، وعليّ وصيّه سيّد الوصيّين (6) .
355 ـ وقال الصادق عليه السلام : إنّ الذّئاب جاءت إلى النّبيّ تطلب أرزاقها ، فقال لأصحاب الغنم : إن شئتم صالحتها على شيء تخرجوه إليها ، ولا ترزأ (7) من أموالكم شيئاً ، وإن شئتم تركتموها تعدو وعليكم حفظ أموالكم ، قالوا : بل نتركها كما هي تصيب منّا ما أصابت ونمنعها ما استطعنا (8) .
356 ـ وقال سعد : حدّثنا عليّ بن محمد الحجّال ، حدّثنا الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمد بن سنان ن عن أبي الجارود ، عن ثابت ، عن جابر (9) قال : كنّا عند النّبيّ صلّى الله عليه وآله إذ اقبل بعير حتّى برك بين يديه ورغا وسالت دموعه ، فقال : لمن هذا البعير ؟ قالوا : لفلان ، قال : هاتوه ، فجاء فقال له : إنّ بعيركم هذا زعم أنّه ربّا صغيركم وكدّ على كبيرهم ، ثمّ أردتم أن تنحروه فقالوا : يا رسول الله لنا وليمة فأردنا أن ننحره ، قال : فدعوه لي فتركوه فأعتقه رسول الله صلّى الله عليه وآله وكان يأتي دور الأنصار مثل السائل يشرف على الحجر ، وكان العواتق يجبينّ له العطف حتّى يجيء عتيق رسول الله صلّى الله عليه وآله فسمن حتّى تضايق فامتلأ جلده (10) .
____________
(1) الزيادة من البحار .
(2) في البحار : عرفه .
(3) بحار الأنوار ( 17 | 367 ) ، برقم : ( 16 ) و( 16 | 172 ) ، برقم : ( 6 ) من قوله : لم يمض . . . .
(4) في البحار : الصّدوق عن أبيه عن سعد عن الخشّاب عن علي بن حسان بن عمّه عبد الرحمن . . . فما في النّسخ الخطيّة : عن عبد الرحمن ، غلط .
(5) أعون بمعنى انتصف عمره ، كناية من الطّعن والكبر في السّن . وفي ق 1 : أعور .
(6) بحار الأنوار ( 17 | 398 ـ 399 ) ، برقم : ( 11 ) . وأورد قوله : ولو أمرت أحداً . . . إلى قوله : لزوجها . في الجزء ( 103 | 247 ) ، برقم : ( 29 ) .
(7) أي : لا تصيب .
(8) بحار الأنوار ( 17 | 399 ) ، برقم : ( 12 ) عن الاختصاص والبصائر .
(9) في البحار : عن عدي بن ثابت عن جابر بن عبدالله الأنصاري .
(10) بحار الأنوار ( 17 | 401 ) ، برقم : ( 15 ) عن الاختصاص والبصائر .