مر في هذا الجزء ص 63 شطرا من أحاديثه المعربة عن رأيه السديد في عثمان وعما كان حاملا بين جنبيه من الموجدة عليه، وإنه كان من الناقمين عليه يعيبه ويقدح فيه، أفسد عليه العراق بذكر محدثاته، وأخذه عثمان بذلك أخذا شديدا وحبسه وهجره ومنعه عطاءه سنين وأمر به وأخرج من مسجد رسول الله إخراجا عنيقا، وضرب به الأرض فدق ضلعه وضربه أربعين سوطا.
وكان ابن مسعود على اعتقاده السئ في الرجل مغاضبا له حتى لفظ نفسه الأخير وأوصى أن لا يصلي عليه، وفي الفتنة الكبرى ص 171: روي أن ابن مسعود كان يستحل دم عثمان أيام كان في الكوفة، وهو كان يخطب الناس فيقول: إن شر الأمور محدثاتها، وكل محدث بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار (1) يعرض في ذلك بعثمان و عامله الوليد. ا هـ.
هذا رأي ذلك الصحابي العظيم في الرجل، فبأي تمحل يتأتى للباحث تقديس عثمان بعد ما يستحل دمه أو يشدد النكير عليه ويراه صاحب محدثات وبدع مثل ابن مسعود أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد نبي العظمة صلى الله عليه وآله وسلم؟.
________________
(1) راجع ص 3 من هذا الجزء.
7 - حديث عبد الله بن مسعود الصحابي البدري العظيم
- الزيارات: 2712