لم تكن علاقة أبي بكر وعمر صافية، وقد اتفقت المصادر على أنهما اختلفا وتصايحا بمحضر النبي(صلى الله عليه و آله) ورفعا صوتيهما على صوته فنزلت سورة الحجرات : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَىِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ .إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ .إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ .وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ .(الحجرات:1- 5)
وقد حوَّل رواة السلطة هذه الآيات الى مدح لهما، وأخفوا مخالفتهما للأحكام والآداب التي تضمنتها !فقد روى بخاري في صحيحه:(6/47):« قدم ركب من بني تميم على النبي(صلى الله عليه و آله)فقال أبو بكر: أمِّر القعقاع بن معبد. وقال عمر: أمِّر الأقرع بن حابس . فقال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي ! فقال عمر: ما أردت خلافك ! فتماريا، حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك:لاتَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاتَشْعُرُونَ».
وروى في صحيحه (6/46، و:8/145): « عن ابن أبي مليكة قال:كاد الخيِّران أن يهلكا أبا بكر وعمر رفعا أصواتهما عند النبي (صلى الله عليه و آله)حين قدم عليه ركب بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل آخر . قال نافع لا أحفظ اسمه . فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي ! قال: ما أردت خلافك ! فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ، الآية .قال ابن الزبير: فما كان عمر يُسمع رسول الله(صلى الله عليه و آله)بعد هذه الآية حتى يستفهمه ».
لاحظ أن السورة بدأت بالنهي على التقديم بين يدي النبي(صلى الله عليه و آله) وقد فعل ذلك أبو بكر وعمر فقالا له: إفعل كذا ولا تفعل كذا ! وكأنهما أصحاب الحق في تعيين الولاة، كما قالا من قبل: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمر شَىْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا !
كما نهت السورة عن الجدل عند رسول الله(صلى الله عليه و آله) ورفع الصوت فوق صوته، وقد تجادلا بالمراء، ورفعا صوتيهما فوق صوته !
كما جعلت عقوبة ذلك إحباط العمل، فهي معصية كبيرة تستوجب التوبة والإستغفار، ولم يرووا أنهما تابا واعتذرا من النبي(صلى الله عليه و آله) وطلبا أن يستغفر لهما !
كما أخفوا علاقة أبي بكر وعمر بقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ! بل زعموا أن عمر كان يطبق حدود الله تعالى ويتأدب بأدب القرآن، فكان يكلم النبي(صلى الله عليه و آله) بصوت منخفض طول عمره كأخي السرار، أي كمن يقول للآخر سراً ! وذلك ليغطوا أنه كان ينادي النبي (صلى الله عليه و آله) بالصياح من وراء الحجرات، كما فعل عندما تأخر النبي(ص) عمداً عن صلاة العشاء فصاح عمر: نام النساء والصبيان! وروى مسلم (2/115)فخرج النبي(صلى الله عليه و آله) وقال: «ما كان لكم أن تنزروا رسول الله على الصلاة ! وذاك حين صاح عمر بن الخطاب »!
كما غطوا صياح عمر وأصحابه في وجه النبي (صلى الله عليه و آله) عندما قال لأصحابه في مرض وفاته: إيتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبداً، فصاح عمر: حسبنا كتاب الله، إن النبي ليهجر ! وصاح أنصاره : القول ما قال عمر ! حتى طردهم النبي(صلى الله عليه و آله) وقال قوموا عني!
وزعم رواة السلطة أن النداء من وراء الحجرات لم يكن من أبي بكر وعمر، وقالوا إن المنادين وفد بني تميم الذين تصايح أبو بكر وعمر من أجل ترئيس فلان أو فلان عليهم !(فتح الباري:8/453) !
الأسئلة:
س1: ما معنى مطلع سورة الحجرات: َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَىِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، وما حكم من ارتكب ذلك كأبي بكر وعمر ؟
س2: ما قولكم في فضول أبي بكر وعمر وتقديمهابين يدي رسول الله(صلى الله عليه و آله) وكأنهما شريكان في نبوته أو وليان عليه، وكل منهما يريد تزعيم صديقه على قبيلته !
وهكذا كان دأبهما مع النبي(صلى الله عليه و آله) ، فعندما رجعا من فرارهما في حنين، أخذا يتدخلان في الغنائم ! «وقال أبوقتادة: يا رسول الله إني ضربت رجلاً على جبل العاتق وعليه درع له قد تحصفت عنه فأعجلت عنه قال فانظر من أخذها، فقام رجل فقال: أنا أخذتها فأرضه عنها فلو أعطيتنيها ؟ وكان رسول الله (صلى الله عليه و آله)لايسأل شيئاً إلا أعطاه أو سكت، فسكت رسول الله فقال عمر: لا والله لا يفيؤها الله على أسد من أسده، ويعطيكها! فضحك رسول الله » .(كنز العمال:1 /552 ) ورواها أبو داود(1/616) عن أبي بكر قال: « فقال أبو بكر الصديق: لاها الله، إذا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سلبه ! فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): صدق فأعطه إياه » !
وحذف منه البخاري(3/16) ذكر أبي بكر وعمر !
وروى بخاري عن عمر شكاية أم سلمة من فضوله، قال (6/69): «فقالت أم سلمة: عجباً لك يا ابن الخطاب دخلت في كل شئ حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله(صلى الله عليه و آله)وأزواجه »!
س3: هل ثبت عندكم توبة أبي بكر وعمر من رفع صوتيهما على صوت النبي(صلى الله عليه و آله) .
س4: هل وجدتم أن النبي(صلى الله عليه و آله) استغفر في يوم من الأيام لأبي بكر أوعمر ؟!
كميل
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com