۱ـ عيد الفطر السعيد.
۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.
۳ـ وفاة عمرو بن العاص.
۱ـ عيد الفطر السعيد:
هو اليوم الاوّل من شوّال ويعتبر عيداً لكافة المسلمين بعد انتهاء شهر رمضان والذي يطلق عليه بعيد الفطر بعد أن يهلِّل الهلال ليلة العيد إذ يحرم على كل مسلم ومسلمة صيام يومه بمناسبة العيد.
وتعتبر ليلتة من اشرف الليالي وفيها اعمال عبادية مختصّة بها منها: الغسل إذا غربت الشمس، واحياؤها بالصلاة والدعاء والاستغفار والبيتوتة في المسجد فهي لا تقل عن ليلة القدر، يقول اعقاب صلاة المغرب والعشاء والصبح وعقيب صلاة العيد الله أكبر الله أكبر...، زيارة لحسين(صلي الله عليه وآله) واعمال اُخر ومن يريد فليراجع كتب الادعية.
ومن أحكام عيد الفطر اخراج زكاة الفطرة وهي واجبة على كل مسلمة ومسلمة ممن تشمله، وتسليمها إلى من يستحقّها وتفاصيلها مذكورة في ابواب الفقه.
ولهذا اليوم الشريف أعمال عبادية أخذت من السنة النبويّة وأخبار المعصومين(عليهم سلام)، منها: الغسل، وتحسين الثياب واستعمال الطيب والاصحار بها في غير مكّة للصّلاة تحت السماء، والافطار اوّل النهار، وهناك خطبة لصلاة العيد لأميرالمؤمنين افصحها وابلغها وأوعظها وهناك دعاء كذلك في الصحيفة السجاديّة للامام زين العابدين وسيد الساجدين وهو الدعاء السادس والاربعين.
وتحتفل جميع الشعوب الاسلامية بمختلف اذ واقها ومشاربها لعدّة أيّام بهذه المناسبة العظيمة.
2) غزوة الكدر أو قرقرة الكدر:
قال ابن إسحاق: كانت أوّل شوّال سنة اثنتين للهجرة، وقال الواقديّ: كانت في المحرّم سنةثلاث، وكان قد بلغ النبيّ(صلي الله عليه وآله)، اجتماعُ بني سُلَيم على ماء لهم يقال له الكُدْر، فسار رسول الله(صلي الله عليه وآله) ، إلى الكُدْر فلم يلقَ كيداً، وكان لواؤه مع عليّ بن أبي طالب(عليه سلام)، واستخلف على المدينة ابن أمّ مكتوم وعاد ومعه النعم والرِّعاء،وكان قدومه، في قولٍ، لعشر ليالٍ مضين من شوّال. وبعد قدومه أرسل غالبَ بن عبد الله الليثيّ في سريّة إلى بني سُلَيْم وغطفان، فقتلوا فيهم وغنموا النَّعم، واستشهد من المسلمين ثلاثة نفر وعادوا منتصف شوّال.
(الكُِدْر بضمّ الكاف، وسكون الدال المهملة)[1].
3) وفاة عمرو بن العاص:
هو عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، أبو عبد الله، كانت ولادته سنة (50 هـ . ق).
توفّي ليلة الفطر سنة (43) على ما هو الأصح عند المؤرِّخين، وقيل غير ذلك، وعاش نحو تسعين سنة، وقال العجلي عاش تسعاً وتسعين سنة. قال اليعقوبي في تاريخه[2]: لمّا حضرت عمراً الوفاة قال لابنه : لودَّ أبوك أنَّه كان مات في غزوة ذات السلاسل؛ إنّي قد دخلت في أمور لا أدري ما حجّتي عند الله فيها، ثمَّ نظر إلى ماله فرأى كثرته، فقال: يا ليته كان بعراً، يا ليتني متُّ قبل هذا اليوم بثلاثين سنة،أصلحت لمعاويةدنياه وأفسدت ديني، آثرت دنياي وتركت آخرتي، عَمِي عليَّ رشدي حتى حضرني أجلي، كأنّي بمعاوية قد حوى مالي وأساء فيكم خلافتي.
قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب[3]: دخل ابن عبّاس على عمرو بن العاص في مرضه فسلّم عليه، وقال: كيف أصبحت يا أبا عبدالله؟ قال:أصبحت وقد اصلحت من دنياي قليلاً، وأفسدت من ديني كثيراً، فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت، والذي أفسدت هو الذي أصلحت لفُزت، ولو كان ينفعني أن أطلب طلبت، ولو كان ينجيني أن أهرب هربت، فصرت كالمنخنق بين السماء والأرض، لا أرقى بيدين ولا أهبط برجلين، فعظني بعظة أنتفع بها يا ابن أخي.
فقال له ابن عبّاس: هيهات يا أبا عبد الله صار ابن أخيك أخاك، ولا تشاء أن تبكي إلا بكيت، كيف يؤمن برحيل من هو مقيمٌ؟ فقال عمرو: وعلى حينها[4] حين ابن بضع وثمانين سنة تقنطي من رحمة ربّي؟ اللهمَّ إنَّ ابن عبّاس يقنطني من رحمتك، فخذ منّي حتى ترضى. قال ابن عبّاس: هيهات يا أبا عبدالله أخذت جديداً وتعطي خَلقَاً! فقال عمرو: مالي ولك يا ابن عبّاس؟ ما أرسلت كلمة إلا أرسلت نقيضها.
قال عبدالرحمن بن شماسة: لمّا حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى، فقال له ابنه عبدالله: لِمَ تبكي أجزعاً من الموت؟ قال: لا والله ولكن لما بعده، فقال له:قد كنت على خير. فجعل يُذَكّرُه صحبة رسول الله(صلي الله عليه وآله) وفتوحه الشام، فقال له عمرو: تركت أفضل من ذلك: شهادة أن لا إله إلا الله. إنّي كنت على ثلاثة أطباق ليس منها طبقٌ إلا عرفت نفسي فيه، كنت أوّل شيء كافراً فكنت أشدَّ الناس على رسول الله(صلي الله عليه وآله) ، فلو متُّ يومئذ وجبت لي النار. فلمّا بايعتُ رسول الله(صلي الله عليه وآله) كنت أشدَّ الناس حياءً منه فما ملأت عيني من رسول الله(صلي الله عليه وآله) حياءً منه، فلو متُّ يومئذ قال الناس: هنيئاً لعمرو أسلم وكان على خير، ومات على خير أحواله، فترجى له الجنّة. ثمَّ بُليت بعد ذلك بالسلطان وأشياء فلا أدري أعليَّ أم لي؟ فإذا متُّ فلا تبكينَّ عليَّ باكيةٌ، ولا يتبعني مادح ولانار، وشدّوا عليّ إزاري فإنّي مخاصم، وشنّوا عليَّ التراب ] شنّاً [ [5]، فإنَّ جنبي الأيمن ليس بأحقّ بالتراب من جنبي الأيسر[6].
-----------------------------------------
[1] - الكامل في التاريخ لابن الأثير: 1/139.
[2] ـ تاريخ اليعقوبي: 2/222.
[3] ـ الاستيعاب: القسم الثالث: 1189 رقم 1931.
[4] ـ يعني حين الوفاة. (المؤلف).
[5] ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
[6] - موسوعة الغدير: 2/256 و 257.
۱ شوال
- الزيارات: 596441