الوفيات : أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ، قال الخطيب في تاريخ بغداد : كان موسى يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده ، روي أنه دخل مسجد رسول الله (ص) فسجد سجدة في أول الليل وسُمع وهو يقول في سجوده : (عظم الذنب عندي فليَحسن العفو من عندك يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة) فجعل يُرددها حتى أصبح . وكان سخيّاً كريماً ، وكان يسكن المدينة فأقدمه المهدي بغداد ، فحبسه فرأى في النوم علي بن أبي طالب وهو يقول : يا محمد (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) . قال الربيع : فأرسل إليّ ليلاً فراعني ذلك ، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية ، وقال : علي بموسى بن جعفر ! فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه وقال : يا أبا الحسن إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرأ عليّ كذا ، فتُؤمنني أن تخرج عليّ ؟ فقال : والله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني . وأقام بالمدينة إلى أيام هارون الرشيد من عمره سنة تسع وسبعين ومئة فحمل موسى (ع) معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن تُوفِّي في محبسه سنة ثلاث وثمانين ومئة ، وكانت ولادته سنة تسع وعشرين ومئة ـ انتهى ملخصاً . (1)
مطالب السؤول : هذا هو الإمام الكبير القدر ، العظيم الشأن ، الكثير التهجّد ، الجد في الاجتهاد ، المشهود له بالكرامات ، المشهور العبادة ، المواظب على الطاعات ، يبيت الليل ساجداً وقائماً ، ويقطع النهار متصدقاً وصائماً ، ولفرط حمله وتجاوزه عن المعتدين عليه دُعي كاظماً ، كان يُجازي المسيء بإحسانه إليه ويُقابل الجاني بعفوه عنه . (2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الوفيات ، ج 2 ، ص256 .
2 ـ مطالب السئول ( الباب السابع ـ أبو الحسن )
الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)
- الزيارات: 2814