• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل السادس في آداب المشي وكراهية الوحدة في السفر


الفصل السادس
( في آداب المشي وكراهية الوحدة في السفر وأدعية متفرقة )

( في المشي )
     عن الصادق ( عليه السلام ) قال : سيروا وانسلوا فإنه أخف عليكم.
    وروي أن قوما مشاة أدركهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فشكوا إليه شدة المشي ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لهم : استعينوا بالنسل.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سرعة المشيء تذهب ببهاء المؤمن.
    عنه ( عليه السلام ) أيضا قال : سرعة المشي نكس. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : سرعة المشي تذهب ببهاء المرء. ( مكارم الاخلاق ـ 17 )
    سأل معاوية بن عمار أبا عبد الله ( عليه السلام ) : عن رجل عليه دين أعليه أن يحج ؟
    فقال ( عليه السلام ) له : نعم ، إن حجة الاسلام واجبة على من أطاق المشي من المسلمين ، ولقد كان أكثر من حج مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مشاة. ولقد مر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بكراع الغميم (1) فشكوا إليه الجهد [ والطاقة ] والاعياء ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : شدوا أزركم (2) واستبطنوا ، ففعلوا فذهب عنهم ذلك. وفي رواية ، فدعا لهم وقال : خيرا. وقال : عليكم بالنسلان والبكور (3) وسرى من الدلج ، فإن الارض تطوي بالليل.
    عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت له : قول الله عزوجل : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) (4) ، قال : يخرج فيمشي إن لم يكن عنده شيء ، قلت : لا يقدر على المشي ، قال ( عليه السلام ) : يمشي ويركب قلت : لا يقدر على ذلك ، قال ( عليه السلام ) : يخدم القوم ويخرج معهم.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : جاءت المشاة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فشكوا إليه الاعياء ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بالنسلان ، ففعلوا فذهب عنهم الاعياء (5).
    وعنه ( عليه السلام ) قال : راح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكراع الغميم فصف له المشاة وقالوا : نتعرض لدعوته ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم أعطهم أجرهم وقوهم ، ثم قال : لو استعنتم بالنسلان لخفت أجسامكم وقطعتم الطريق ، ففعلوا فخفت أجسامهم.
    عنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الراكب أحق بالجادة من الماشي.
    والحافي أحق من المنتعل.
    عن ( عليه السلام ) قال : ليس للمرأة أن تمشي وسط الطريق ولكن تمشي في جانبيه.
  وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ليس للنساء من سروات الطريق يعني من وسطه ، إنما لهن جوانبه (6).

( في كراهية الوحدة في السفر )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا أنبئكم بشر الناس ؟
    قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال : من سافر وحده ومنع رفده وضرب عبده (7).
    وعنه ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي : لا تخرج في سفرك وحدك ، فإن الشيطان مع الواحد ومن الاثنين أبعد.
    عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : لعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثلاثة الاكل زاده وحده ، والنائم في بيت وحده ، والراكب في الفلاة وحده.
    عن إسماعيل بن جابر قال : كنت عند الصادق ( عليه السلام ) بمكة إذ جاؤه رجل من المدينة ، فقال ( عليه السلام ) له : من صحبك ؟ فقال ما صحبت أحدا ، فقال له الصادق ( عليه السلام ) : أما لو كنت تقدمت إليك لاحسنت أدبك ، ثم قال : واحد شيطان ، واثنان شيطانان وثلاثة صحب ، وأربعة رفقاء.
    عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : من خرج وحده في سفر فليقل : ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم آنس وحشتي وأعني على وحدتي ، وأد غيبتي.

( في دعاء الضال )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا ضللت عن الطريق فناد يا صالح ـ أو يا أبا صالح ـ أرشدونا إلى الطريق يرحمكم الله وروي أن البر موكل به صالح. والبحر موكل به حمزة.
    عنه ( عليه السلام ) قال : إذا تغولت لكم الغيلان (8) فأذنوا.
    عن أبي عبيدة الحذا (9) قال : كنت مع الباقر ( عليه السلام ) فضل بعيري ، فقال ( عليه السلام ) :
صل ركعتين ثم قل : كما أقول : اللهم راد الضالة ، هادئا من الضلالة رد علي ضالتي فإنها من فضلك وعطائك ثم قال ( عليه السلام ) : يا أبا عبيدة تعال فاركب ، فركبت مع أبي جعفر ( عليه السلام ) فلما سرنا إذا سواد على الطريق ، فقال ( عليه السلام ) : يا أبا عبيدة هذا بعيرك فإذا هو بعيري.

( في الدعاء عند نزول المنزل )
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي : إذا نزلت منزلا فقل : رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين. وفي رواية وأيدني بما أيدت به الصالحين وهب لي السلامة والعافية في كل وقت وحين ، أعوذ بكلمات الله التامات [ كلها ] من شر ما خلق وذرأ وبرأ ثم صل ركعتين وقل : اللهم ارزقنا خير هذه البقعة وأعذنا من شرها ، اللهم أطعمنا من جناها (10) وأعذنا من وبائها وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا.
    وإذا أردت الرحيل فصل ركعتين وادع الله بالحفظ والكلاءة وودع الموضع وأهله ، فإن لكل موضع أهلا من الملائكة وقل : السلام على ملائكة الله الحافظين ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين [ ورحمة الله وبركاته ].

( في الدعاء عند الرجوع من السفر )
    روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ـ لما رجع من خيبر ـ : آئبون تائبون إن شاء الله عابدون راكعون ساجدون لربنا حامدون ، اللهم لك الحمد على حفظك إياي في سفري وحضري ، اللهم اجعل أوبتي هذه مباركة ميمونة مقرونة بتوبة نصوح توجب لي بها السعادة يا أرحم الراحمين.

( في الدعاء عند دخول مدينة أو قرية )
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها : اللهم إني أسألك خيرها وأعوذ بك من شرها ، اللهم حببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا.

( في الدعاء في المسير )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سفره إذا هبط سبح وإذا صعد كبر.
    قار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : والذي نفس أبي القاسم بيده ما هلل ولا كبر مكبر على شرف من الاشراف إلا هلل ما خلفه وكبر ما بين يديه بتهليله وتكبيره حتى يبلغ مقطع التراب.

( في ركوب السفينة )
    بسم الله الملك الحق ( وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) (11) ، بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم.

( في الدعاء على الجسر )
    إذا بلغت جسرا فقل حين تضع قدمك عليه : بسم الله ، اللهم ادحر عني الشيطان الرجيم.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن على ذروة كل جسر شيطانا فإذا انتهيت إليه فقل : بسم الله يرحل عنك.
    قال الصادق ( عليه السلام ) : إذا كنت في سفر أو مفازة فخفت جنيا أو آدميا فضع يمينك على أم رأسك واقرأ برفيع صوتك ( أفغير الله يبغون وله أسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها وإليه ترجعون ).

( في القول للقادم من الحج وغيره )
    قال الصادق ( عليه السلام ) : إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقول للقادم من الحج. تقبل الله منك وأخلف عليك نفقتك وغفر ذنبك.
    قال الصادق ( عليه السلام ) : من عانق حاجا بغباره كان كمن استلم الحجر الاسود.
    وإذا قدم الرجل من السفر ودخل منزله ينبغي أن لا يشتغل بشيء حتى يصب عليه نفسه الماء ويصلي ركعتين ويسجد ويشكر الله مائة مرة. هكذا هو المري عنهم عليهم السلام. ولما رجع جعفر الطيار من الحبشة ضمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى صدره وقبل ما بين عينيه وقال : ما أدري بأيهما أسر بقدوم جعفر أم بفتح خيبر. وكان أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصافح بعضهم بعضا ، فإذا قدم الواحد منهم من سفره فلقي أخاه عانقه.
________________________________________
1 ـ كراع الارض ـ بالضم ـ : ناحيتها. ومنه كراع الغميم : طرفه وهو واد بين الحرمين على مرحلتين من مكة.
2 ـ الازر : الظهر يقال : شد به أزره أي ظهره. واستبطنوا أي دخلوا بطنكم.
3 ـ النسلان ـ بالتحريك ـ مصدر نسل في مشيه أي أسرع. والبكور فعل أو أتاه بكرة أي غدوة. السرى ـ بالضم ـ والسريان ـ بالتحريك ـ وسرية ـ كغرفة ـ : مصادر سرى فلان ـ كرمى ـ : سار ليلا. والدلج ـ بالتحريك ـ والدلجة ـ بالضم والفتح ـ : السير من أول الليل.
4 ـ سورة آل عمران : آية 91.
5 ـ الاعياء ـ بالكسر ـ : التعب والكل في المشي.
6 ـ السراة ـ بالفتح ـ : الظهر. ومن الطريق : متنه وأعلاه. ومن النهار : ارتفاعه.
7 ـ الرفد ـ بالفتح ـ : النصيب. ـ وبالكسر ـ : العطاء والمعونة.
8 ـ الغيلان ـ بالكسر ـ : جمع غول وهو نوع من الجن والشيطان ـ : وأيضا : الداهية والهلكة.
9 ـ هو زياد بن عيسى الكوفي المعروف بأبي عبيدة الحذاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ومات في حياة أبي عبد الله ( عليه السلام ) بالمدينة ، ثقة وكان حسن المنزلة عند آل محمد عليهم السلام وكان زميل أبي جعفر ( عليه السلام ) إلى مكة.  
10 ـ الجنى ـ كحصى ـ : ما يحنى من ثمر أو عسل أو ذهب ونحوها.
11 ـ سورة الزمر : آية 67.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page