• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الباب الثالث عشر: في المبادرة في العمل

 

الباب الثالث عشر في المبادرة في العمل
يقول مصنف هذا الكتاب رحمه الله انتبه أيها الإنسان من رقدتك و أفق من سكرتك و اعمل و أنت في مهل قبل حلول الأجل و جد مما في يديك لما بعد موتك فإن أمامك عقبة كئود لا يقطعها إلا المخفون فأحسن الاستعداد لها من دار تدخلها عريانا و تخرج منها عريانا كما قال تعالى وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّة وَ تَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَ ما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ .
و قال النبي (ص) اعملوا في الصحة قبل السقم و في الشباب قبل الهرم و في الفراغ قبل الشغل و في الحياة قبل الموت و قد نزل جبرئيل (ع) إلي و قال لي يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول لك كل ساعة تذكرني فيها فهي لك عندي مدخرة و كل ساعة لا تذكرني فيها فهي منك ضائعة و أوحى الله تعالى إلى داود (ع) يا داود كل ساعة لا تذكرني فيها عدمتها من ساعة .
و قال أمير المؤمنين (ع) إن امرأ ضيع من عمره ساعة في غير ما خلق له الجدير أن يطول عليها حسرته يوم القيامة و قد روي أن شابا ورث من أبيه مالا جزيلا فجعل يخرجه في سبيل الله فشكت أمه ذلك إلى صديق كان لأبيه و قالت إني أخاف عليه الفقر فأمره ذلك الصديق أن يستبقي لنفسه من الأموال فقال له الشاب ما تقول في رجل ساكن في ربط البلد و قد عزم على أن يتحول إلى داخل المدينة فجعل يبعث غلمانه برحله و متاعه إلى داره بالمدينة فذلك خير أم كان يرحل بنفسه و يترك متاعه خلفه لا يدري يبعث به إليه فعرف الصديق أنه صادق في مثاله ذلك فأمره بإنفاقه في الصدقات فعليك يا أخي بدوام الصدقات فدوامها من دليل سعادات الدنيا و الآخرة و لا تحقرن قليلها فإن قليلها ينتظم إلى قليل مثله فيصير كثيرا و بادر بإخراج الزكاة إذا وجبت من المال تطوعا فإن الصدقة لا تخرج من يد المؤمن حتى يفك بها سبعين شيطانا كلهم ينهونه عن إخراجها و لا تستكثر يا أخي ما تعطيه في الصدقة و طاعة الله إذا استكبرها المؤمن صغرت عند الله و إذا صغرت عند المؤمن كبرت عند الله .
و في الخبر أن موسى (ع) قال لإبليس أخبرني بالذنب الذي إذا عمله ابن آدم استحوذت عليه فقال إذا أعجبته نفسه و استكبر عمله و صدقته و نسي ذنوبه استحوذت عليه و إياك ثم إياك أن تنهر سائلا أو ترده خائبا و لو بشق تمرة و إن ألح في السؤال بل رده ردا جميلا إذا لم يكن شيء تعطيه فإنه أبقى لنعمة الله عليك فإنه ربما كان السائل ملكا بعثه الله إليك في صورة آدمي يختبرك به ليرى كيف تصنع بما رزقك و أعطاك ففي الحديث أن الله تعالى لما ناجى موسى قال يا موسى أنل السائل و لو باليسير و إلا فرده ردا جميلا فإنه يأتيك من ليس بإنس و لا جان بل ملائكة من ملائكة الرحمن يسألونك عما حق لك و يختبرونك فيما رزقك .
و روي أن بعض العلماء كان جالسا في المجلس و حوله أصحابه فدخل مسكين فسأل شيئا فقال لهم العالم أ تدرون ما يقول لكم هذا المسكين يقول أعطوني أحمل لكم إلى الدار الآخرة يكون لكم ذخيرة تقدمون عليه غدا في عرصة المحشر فيا أخي يجب عليك أن تبعث معهم شيئا جزيلا من مالك إلى دار البقاء ليكون ثوابك غدا الجنة في دار النعيم الباقي الدائم و لله در القائل حيث يقول :
يا صاح إنك راحل فتزود *** فعساك في ذي اليوم ترحل أو غد
لا تفعلن فالموت ليس بغافل *** هيهات بل هو للأنام بمرصد
فليأتين منه عليك بساعة *** فتود أنك قبلها لم تولد

و لتخرجن إلى القبور مجردا *** مما شقيت بجمعه صفر اليد
و قال الخليل بن أحمد لصديق له من الأغنياء إنما تجمع مالك لأجل ثلاثة أنفس كلهم أعداؤك إما زوج امرأتك بعدك أو زوج ابنتك أو زوجة ابنك و كلهم يتمنى موتك و لا يستطيل عمرك فإن كنت عاقلا ناصحا لنفسك فخذ مالك معك زادا و لا تؤثر أحد هؤلاء على نفسك و لقد أجاد الشاعر حيث قال :
تورع ما حرم الله و امتثل *** أوامره و انظر غدا ما أنت عامله
فأنت بذي الدار لا شك تاجر *** لدار غد فانظر غدا من تعامله

و قال رجل صالح لبعض العلماء أوصني قال أوصيك بشيء واحد اعلم أن الليل و النهار يعملان فيك فاعمل أنت فيهما و هذا القول إذا تدبره العاقل علم أنه أبلغ العظات و قيل لعالم ما أحمد الأشياء و أحلاها في قلب المؤمن قال شيء واحد و هو ثمرة العمل الصالح قيل له فما نهاية السرور قال الأمن من الوجل عند حلول الأجل ثم تمثل بهذين البيتين :
ولدتك إذ ولدتك أمك باكيا *** و الناس حولك يضحكون سرورا
فاجهد لنفسك أن تكون إذا بكوا *** في يوم موتك ضاحكا مسرورا

و قال رجل للصادق (ع) أوصني قال له أعد جهازك و أكثر من زادك لطول سفرك و كن وصي نفسك و لا تكن تأمن غير أن يبعث بحسناتك إلى قبرك فإنه لن يبعثها أحد من ولدك إليك فما أبين الحق لذي عينين أن الرحيل أحد اليومين تزودوا من صالح الأعمال و تصدقوا
من خالص الأموال فقد دنا الرحلة و الزوال شعر :
خرجت من الدنيا فقامت قيامتي *** غداة أقل الحاملون جنازتي
و عجل أهلي حفر قبري فصيروا *** خروجي عنهم من أجل كرامتي

يجب على العاقل أن يحافظ على أول أوقات الصلاة و يسارع إلى فعل الخيرات فيكثر من أعمال البر و الصدقات فإن العمر لحظات و يقال فلان قد مات فإذا عاين في قبره الأهوال و الحسرات قال أعيدوني إلى الدنيا لأتصدق بمالي فيقال هيهات فاغتنم أيها اللبيب ما بقي لك من الأوقات فإن بقية عمرك لا بقاء لها
فاستدرك بها ما فات و اجتهد أن تجعل بصرك لأخراك فهو أعود عليك من نظرك إلى دنياك فإن الدنيا فانية و الأخرى باقية و السعيد من استعد لما بين يديه و أسلف عملا صالحا يقدم عليه قبل نزول المنون يوم لا ينفع مال و لا بنون شعر:
و بادر شبابك أن يهرما *** و صحة جسمك أن يسقما
و أيام عزك قبل الممات *** فما كل من عاش أن يسلما
و قدم فكل امرئ قادم *** على كل ما كان قد قدما

أقول في جمع المال و البخل به على نفسه و إنفاقه في مرضات الله تعالى كما قال تعالى في كتابه وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ و في الخبر عن النبي (ص) قال يصور الله تعالى مال أحدكم شجاعا أقرع فيطوق في حلقه و يقول أنا مالك الذي منعتني إن تتصدق بي ثم ينهشها بأنيابه فيصيح عند ذلك صياحا عظيما ثم عليك يا طالب الجنة و نعيمها بترك حب الدنيا و زينتها لأن الله تعالى قد ذمها في كتابه العزيز فقال مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَ هُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ أي لا ينقصون من المال و الجاه أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْ آخِرَةِ إِلَّا النّارُ وَ حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها و الإحباط هو إبطال أعمالهم في الدنيا و قال الله تعالى مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً و قال تعالى مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْ آخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْ آخِرَةِ مِنْ نَصِيب و حرث الآخرة هو العمل للآخرة الذي يستحق به العبد دخول الجنة لأن الحرث هو زرع الأرض و قال بعض الصالحين شعرا :
و ما الناس إلا هالك و ابن هالك *** و ذو نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت *** له عن عدو في ثياب صديق

و قال آخر :
كأحلام نوم أو كظل زائل *** إن اللبيب بمثلها لا يخدع
و قال النبي (ص) إن أهل الجنة لا يندمون على شيء من أمور الدنيا إلا على ساعة مرت بهم في الدنيا لم يذكروا الله تعالى فيها .
و قال (ص) ما من يوم يمر إلا و الباري عز و جل ينادي عبدي ما أنصفتني أذكرك و تنسى ذكري و أدعوك إلى عبادتي و تذهب إلى غيري و أرزقك من خزانتي و آمرك لتتصدق لوجهي فلا تطيعني و أفتح عليك أبواب الرزق و أستقرضك من مالي فتجبهني و أذهب عنك البلاء و أنت معتكف على فعل الخطايا يا ابن آدم ما يكون جوابك لي غدا إذا أجبتني و قال بعض العلماء يا أخي إن الموتى لم يبكوا من الموت لأنه محتوم لا بد منه و إنما يبكون من حسرة الفوت كيف يتزودون من الأعمال الصالحة التي يستحقون بها الدرجات العلى و لأنهم ارتحلوا من دار لم يتزودوا منها و حلوا بدار لم يعمروها فيقولون حينئذ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ .
و قال (ص) ما من ليلة إلا و ملك الموت ينادي يا أهل القبور لمن تغبطون اليوم و قد عاينتم هول المطلع فيقول الموتى إنما نغبط المؤمنون في مساجدهم لأنهم يصلون و لا نصلي و يؤتون الزكاة و لا نزكي و يصومون شهر رمضان و لا نصوم و يتصدقون بما فضل عن عيالهم و نحن لا نتصدق .
و قال لقمان لابنه يا بني إن كنت تحب الجنة فإن ربك يحب الطاعة فأحب ما يحب و إن كنت تكره النار فإن ربك يكره المعصية فأكره ما يكرهه لينجيك مما تكره و اعلم أن من وراء الموت ما هو أعظم و أدهى قال الله تعالى في محكم كتابه وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلّا مَنْ شاءَ اللّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ .
و قد روى الثقة عن زين العابدين (ع) أن الصور قرن عظيم له رأس واحد و طرفان و بين الطرف الأسفل الذي يلي الأرض إلى الطرف الأعلى الذي يلي السماء مثل ما بين تخوم الأرضين السابعة إلى فوق السماء السابعة فيه أثقاب بعدد أرواح الخلائق وسع فمه ما بين السماء و الأرض و له في الصور ثلاث نفخات نفخة الفزع و نفخة الموت و نفخة البعث فإذا أفنيت أيام الدنيا أمر الله عز و جل إسرافيل أن ينفخ فيه نفخة الفزع فرأت الملائكة إسرافيل و قد هبط و معه الصور قالوا
قد أذن الله في موت أهل السماء و الأرض فيهبط إسرافيل عند بيت المقدس مستقبل الكعبة فينفخ في الصور نفخة الفزع قال الله تعالى وَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلّا مَنْ شاءَ اللّهُ وَ كُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ إلى قوله تعالى مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَع يَوْمَئِذ آمِنُونَ و تزلزلت الأرض و تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها و يصير الناس يميدون و يقع بعضهم على بعض كأنهم سكارى و ما هم بسكارى و لكن من عظيم ما هم فيه من الفزع و تبيض لحى الشبان من الفزع و تطير الشياطين هاربة إلى أقطار الأرض و لو لا أن الله تعالى يمسك أرواح الخلائق في أجسادهم لخرجت من هول تلك النفخة فيمكثون على هذه الحالة ما شاء الله تعالى ثم يأمر الله تعالى إسرافيل أن ينفخ في الصور نفخة الصعق فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الأرض فلا يبقى في الأرض إنس و لا جن و لا شيطان و لا غيرهم ممن له روح إلا صعق و مات و يخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماء فلا يبقى في السماوات ذو روح إلا مات قال الله تعالى إِلّا مَنْ شاءَ اللّهُ و هو جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل فأولئك الذين شاء الله فيقول الله تعالى يا ملك الموت من بقي من خلقي فقال يا رب أنت الحي الذي لا يموت بقي جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل و بقيت أنا فيأمر الله بقبض أرواحهم فيقبضها ثم يقول الله يا ملك الموت من بقي فيقول ملك الموت بقي عبدك الضعيف المسكين ملك الموت فيقول الله مت يا ملك الموت بإذني فيموت ملك الموت و يصيح عند خروج روحه صيحة عظيمة لو سمعها بنو آدم قبل موتهم لهلكوا و يقول ملك الموت لو كنت أعلم أن في نزع أرواح بني آدم هذه المرارة و الشدة و الغصص لكنت على قبض أرواح المؤمنين شفيقا فإذا لم يبق أحد من خلق الله في السماء و الأرض نادى الجبار جل جلاله يا دنيا أين الملوك و أبناء الملوك أين الجبابرة و أبناؤهم و أين من ملك الدنيا بأقطارها أين الذين كانوا يأكلون رزقي و لا يخرجون من أموالهم حقي ثم يقول لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ فلا يجيبه أحد فيجيب هو عن نفسه فيقول لِلّهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ ثم يأمر الله السماء فتمور أي تدور بأفلاكها و نجومها كالرحى و يأمر الجبال فتسير
كما تسير السحاب ثم تبدل الأرض بأرض أخرى لم يكتسب عليها الذنوب و لا سفك عليها دم بارزة ليس عليها جبال و لا نبات كما دحاها أول مرة و كذا تبدل السماوات كما قال الله تعالى يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ وَ بَرَزُوا لِلّهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ و يعيد عرشه على الماء كما كان قبل خلق السماوات و الأرض مستقلا بعظمته و قدرته ثم يأمر الله السماء أن تمطر على الأرض حتى يكون الماء فوق كل شيء اثني عشر ذراعا فتنبت أجساد الخلائق كما ينبت البقل فتتدانى أجزاؤهم التي صارت ترابا بعضها إلى بعض بقدرة العزيز الحميد حتى أنه لو دفن في قبر واحد ألف ميت و صارت لحومهم و أجسادهم و عظامهم النخرة كلها ترابا مختلطة بعضها في بعض لم يختلط تراب ميت بميت آخر لأن في ذلك القبر شقيا و سعيدا جسد ينعم بالجنة و جسد يعذب بالنار نعوذ بالله منها ثم يقول الله تعالى لنحيي جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل و حملة العرش فيحيون بإذن الله فيأمر الله إسرافيل أن يأخذ الصور بيده ثم يأمر الله أرواح الخلائق فتأتي فتدخل في الصور ثم يأمر الله إسرافيل أن ينفخ في الصور للحياة و بين النفختين أربعين سنة قال فتخرج الأرواح من أثقاب الصور كأنها الجراد المنتشر فتملأ ما بين السماء و الأرض فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد و هم
نيام في القبور كالموتى فتدخل كل روح في جسدها فتدخل في خياشيمهم فيحيون بإذن الله تعالى فتنشى الأرض عنهم كما قال يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُب يُوفِضُونَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ و قال تعالى ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ ثم يدعو إلى عرصة المحشر فيأمر الله الشمس أن تنزل من السماء الرابعة إلى السماء الدنيا قريب حرها من رءوس الخلق فيصيبهم من حرها أمر عظيم حتى يعرفون من شدة حرها كربها حتى يخوضون في عرقهم ثم يبعثون على ذلك حفاة عراة عطاشا و كل واحد دالع لسانه على شفتيه قال فيبكون عند ذلك حتى ينقطع الدمع ثم يبكون بعد الدموع دما قال الراوي و هو الحسن بن محبوب يرفعه إلى يونس بن أبي فاختة قال رأيت زين العابدين (ع) عند بلوغه المكان ينتحب و يبكي بكاء الثكلى و يقول آه ثم آه على عمري كيف ضيعته في غير عبادة الله و طاعته لأكون من الناجين الفائزين قلت و ذلك في تفسير قوله تعالى آخر سورة المؤمنين حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ يعني فيما تركته ورائي لوراثي فَأَصَّدَّقَ وَ أَكُنْ مِنَ الصّالِحِينَ فيقول له ملك الموت كَلّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها أي كلا لا رجوع لك إلى دار الدنيا و قوله إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها أي قال هذه الكلمة لما شاهده من شدة سكرات الموت و أهوال ما عاينه من عذاب القبر و هول المطلع و من هول سؤال منكر و نكير قال الله تعالى وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ أي لو ردوا إلى دار الدنيا و مددنا لهم في العمر لعادوا إلى ما كانوا عليه من بخلهم بأموالهم فلم يتصدقوا و لم يطعموا الجيعان و لم يكسوا العريان و لم يواسوا الجيران بل يطيعون الشيطان في البخل و ترك الطاعة ثم قال تعالى وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ و البرزخ في التفسير القبر ثم قال تعالى فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذ وَ لا يَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارُ الآية قوله فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ ففي الخبر الصحيح عن النبي (ص) أن الخلائق إذا عاينوا القيامة و دقة الحساب و أليم العذاب فإن الأب يومئذ يتعلق بولده فيقول أي بني كنت لك في دار الدنيا أ لم أربك و أغذيك و أطعمك من كدي و أكسيك و أعلمك الحكم و الآداب و أدرسك آيات الكتاب و أزوجك كريمة من قومي و أنفقت عليك و على زوجتك في حياتي و آثرتك على نفسي بمالي بعد وفاتي فيقول صدقت فيما قلت يا أبي فما حاجتك فيقول يا بني إن ميزاني قد خفت و رجحت سيئاتي على حسناتي و قالت الملائكة يحتاج كفة حسناتك إلى حسنة واحدة حتى ترجع بها و إني أريد أن تهب لي حسنة واحدة أثقل بها ميزاني في هذا اليوم العظيم خطره قال فيقول الولد لا و الله يا أبت إني أخاف مما خفته أنت و لا أطيق أعطيك من حسناتي شيئا قال فيذهب عنه الأب باكيا نادما على ما كان أسدى إليه في دار الدنيا و كذلك قيل الأم تلقى ولدها في ذلك اليوم فتقول يا بني أ لم يكن بطني لك وعاء فيقول بلى يا أماه فتقول أ لم يكن ثديي لك سقاء فيقول بلى يا أماه فتقول له إن ذنوبي أثقلتني فأريد أن تحمل عني ذنبا واحدا فيقول إليك عني يا أماه فإني مشغول بنفسي فترجع عنه باكية و ذلك تأويل قوله تعالى فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذ وَ لا يَتَساءَلُونَ قال و يتعلق الزوج بزوجته فيقول يا فلانة أي زوج كنت لك في الدنيا فتثني عليه خيرا و تقول نعم الزوج كنت لي فيقول لها أطلب منك حسنة واحدة لعلي أنجو بها مما ترين من دقة الحساب و خفة الميزان و الجواز على الصراط فتقول له لا و الله إني لا أطيق ذلك و إني لأخاف مثل ما تخافه أنت فيذهب عنها بقلب حزين حيران و ذلك ورد في تأويل قوله تعالى وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى يعني أن النفس المثقلة بالذنوب تسأل أهلها و قرابتها أن يحملوا عنها شيئا من حملها و ذنوبها فإنهم لا يحملونه بل يكون حالهم يوم القيامة نفسي نفسي كما قال تعالى يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئ مِنْهُمْ يَوْمَئِذ شَأْنٌ يُغْنِيهِ .
قال رسول الله (ص) أخبرني جبرائيل قال بينما الخلائق وقوف في عرصة القيامة إذ أمر الله تعالى ملائكة النار أن يقودوا جهنم فيقودها سبعون ألف ملك بسبعين ألف زمام فيجد الخلائق حرها و وهجها من مسيرة شهر للراكب المجد و قد تطاير شررها و علا زفيرها فإذا دنت من عرصة القيامة صارت ترمى بشرر كالقصر فلا يبقى يومئذ أحد من سائر الخلق إلا و يخر على وجهه و كل منهم ينادي يا رب نفسي نفسي إلا أنت يا نبي الله فإنك قائم تقول يا رب نجني و ذريتي و شيعتي و محب ذريتي قال فيطلب النبي أن تتأخر عنهم جهنم فيأمر الله تعالى خزنة جهنم أن يرجعوها إلى حيث أتت منه و ذلك في تفسير قوله تعالى في سورة الفجر وَ جِيءَ يَوْمَئِذ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَ أَنّى لَهُ الذِّكْرى يعني يومئذ أي يوم القيامة و معنى يتذكر أي ابن آدم يتذكر ذنوبه و معاصيه و يندم كيف ما قدم ماله ليقدم عليه يوم القيامة و قوله تعالى وَ أَنّى لَهُ الذِّكْرى أي أنى له الذكرى يوم القيامة حيث ترك الذكرى في دار الأعمال و ما تذكر إلا في دار الجزاء فما عاد تنفعه الذكرى و قوله يحكي عن ابن آدم يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي أي قدمت أمامي فتصدقت به لوجه ربي و تزيدت من عمل الخير و الصلاة و العبادات و التسبيح و ذكر الله تعالى حتى نلت به في هذا اليوم درجات العلى في الآخرة و النعيم الدائم في أعلى الجنان مع الشهداء و الصالحين و إنما سمى الله تعالى الآخرة الحياة لأن نعيم الجنة خالد دائم لا نفاد له باق ببقاء الله تعالى بخلاف الدنيا فإن الحياة فيها منقطعة مع أنه مشوب بالهم و الغم و المرض و الخوف و الضعف و الشيب و الدين و غير ذلك فاستيقظ يا أخي من نومك و اخرج من غفلتك و حاسب نفسك قبل يوم الحساب و اخرج من تبعات العباد و صالح الذين أخذت منهم الربا و اعتذر إلى من قذفته بالزناء و اغتبته و نلت من عرضه فإن العبد ما دام في الدنيا تقبل توبته إذا تاب من ذنوبه و إذا اعتذر من غرمائه رحموه و عفوا عنه و أسقطوا عنه حقوقهم الذي عليه فأما في الآخرة فلا حق يوهب و لا معذرة تقبل و لا ذنب يغفر و لا بكاء ينفع .
و قال (ع) ما فزع امرؤ فزعة إلا كانت فزعته عليه حسرة يوم القيامة فما خلق امرؤ ليلهو و انظروا إلى قوله تعالى أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً و قال تعالى أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً و اعلموا أيها الإخوان أن العمر منجو عظيم مريح و كل نفس منه جوهرة و كيف لا يكون كذلك و قد قال رسول الله (ص) من قال أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبه و لا ولدا كتب الله له بكلماته خمسا و أربعين ألف ألف حسنة و محا عنه أربعين ألف ألف سيئة و رفع له خمسا و أربعين ألف ألف درجة في عليين فقال له جبرائيل يا رسول الله كل شيء يحصى حسابه إلا قول الرجل لا إله إلا الله وحده لا شريك له فإنه لا يحصى ثوابه إلا الله تعالى ادخر لك و لأمتك فاذكروني أذكركم و إن الله سبحانه يقول أهل ذكرى في ضيافتي و أهل طاعتي في نعمتي و أهل شكري في زيارتي و أهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا أجيبهم و إن مرضوا فأنا طبيبهم أداويهم بالمحن و المصائب لأطهرهم من الذنوب و المعايب .
و قال علي بن الحسين (ع) العقل دليل الخير و الهوى مركب المعاصي والفقه وعاء العمل و الدنيا سوق الآخرة و النفس تاجرة والليل و النهار رأس المال و المكسب الجنة و الخسران النار هذا و الله التجارة التي لا تبور و البضاعة التي لا تخسر و قال مثله (ص) وسوق الفائزين من شيعته و شيعة آبائه و أبنائه (ع) و لقد جمع الله هذا كله بقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ و قال سبحانه و تعالى رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ و قال تعالى فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلّى عَنْ ذِكْرِنا وَ لَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ و قال تعالى وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً .
و قال أمير المؤمنين (ع) إن الله تعالى جعل الذكر جلاء للقلوب تسمع به بعد الوقرة و تبصر به بعد الغشوة و تقاد به بعد المعاندة و شرح الله عزت أسماؤه في البرهة بعد البرهة و في أزمان الفترات صدور عباد ناجاهم في قلوبهم و كلمهم في ذات عقولهم فأصبحوا بنوره يقظة في الأسماع و الأبصار و الأفئدة يذكرون بأيام الله يخوفون مقامه بمنزلة الأدلة في القلوب فمن أخذ القصد حمدوا إليه الطريق و بشروه بالنجاة و من أخذ يمينا و شمالا لزموا إليه الطريق و حذروه من الهلكة كانوا لذلك مصابيح تلك الظلمات و أدلة تلك الشبهات و أن المذكر أهلا أخذوه بدلا من الدنيا فلم تشغلهم تجارة و لا بيع عنه يقطعون به أيام الحياة و يهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماء الغافلين يأمرون بالمعروف و يأتمرون به و ينهون عن المنكر و يتناهون عنه فكأنما قطعوا الدنيا إلى الآخرة و هم فيها فشاهدوا ما وراء ذلك و كأنما اطلعوا على عيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه و حققت القيامة عليهم عذابها فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس و يسمعون ما لا يسمعون فلو مثلتهم بعقلك في مقاماتهم المحمودة و مجالسهم المشهودة قد نشروا دواوين أعمالهم ففزعوا للحساب على كل صغيرة و كبيرة أمروا فيها فقصروا عنها أو نهوا عنها ففرطوا فيها و حملوا أوزارهم
على ظهورهم فضعفوا عن الاستغلال بها فنشجوا نشيجا و تجاوبوا نجيبا يعجون إلى الله من مقام ندم و اعتراف بذنب لرأيت أعلام هدى و مصابيح دجى قد حفت بهم الملائكة و نزلت عليهم السكينة و فتحت لهم أبواب السماء و أعدت لهم مقاعد الكرامات في مقعد اطلع الله عليهم فيه فرضي سعيهم و حمد مقامهم يتنسمون بدعائه روح التجاوز رهائن فاقة إلى فضله و أسارى ذلة لعظمته جرح طول الأذى قلوبهم و أقرح طول البكاء عيونهم لكل باب رغبة إلى الله منهم يد تارعة يسألون من لا تضيق لديه المنادح و لا يخيب عليه السائلون فحاسب نفسك لنفسك فإن غيرها من النفوس لها حسيب غيرك.
و روي عن النبي (ص) قال ارتعوا في رياض الجنة فقالوا و ما رياض الجنة فقال الذكر غدوا و رواحا فاذكروا و من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده فإن الله تعالى ينزل العبد حيث أنزل الله العبد من نفسه ألا إن خير أعمالكم و أذكارها عند مليككم و أرفعها عند ربكم في درجاتكم و خير ما اطلعت عليه الشمس ذكر الله سبحانه و تعالى و قد أخبر عن نفسه فقال أنا جليس من ذكرني و أي منزلة أرفع منزلة من جليس الله تعالى و روي أنه ما اجتمع قوم يذكرون الله تعالى إلا اعتزل الشيطان عنهم و الدنيا فيقول الشيطان للدنيا أ لا ترين ما يصنعون فتقول الدنيا دعهم فلو قد تفرقوا أخذت بأعناقهم و قال (ص) يقول الله تعالى من أحدث و لم يتوضأ فقد جفاني و من أحدث و توضأ و لم يصل ركعتين و لم يدعني فقد جفاني و من أحدث و توضأ و صلى ركعتين و دعاني فلم أجبه فيما يسأل عن أمر دينه و دنياه فقد جفوته و لست برب جاف و روي أنه إذا كان آخر الليل يقول الله تعالى هل من داع فأجيبه هل من سائل فأعطيه سؤاله هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه .
و روي أن الله تعالى أوحى إلى داود (ع) يا داود من أحب حبيبا صدق قوله و من أنس بحبيب قبل قوله و رضي فعله و من وثق بحبيب اعتمد عليه و من اشتاق إلى حبيب جد في المسير إليه يا داود ذكري للذاكرين و جنتي للمطيعين و زيارتي للمشتاقين و أنا خاصة للمحبين  و قال (ع) على كل قلب خادم من الشيطان فإذا ذكر الله تعالى خنس و إذا ترك الذكر التقمه فجذبه و أغواه و استنزله و أطغاه و روى كعب الأحبار قال أوحى الله إلى نبي من أنبيائه إن أردت أن تلقاني غدا في حظيرة القدس فكن ذاكرا غريبا محزونا مستوحشا كالطير الوحداني الذي يطير في الأرض المقفرة و يأكل من رءوس الأشجار المثمرة فإذا جاءه الليل أوى إلى وكره و لم يكن مع الطير استيحاشا منه و استيناسا بربه .
و قال رسول الله (ص) إن الملائكة يمرون على مجالس الذكر فيقفون على رءوسهم و يبكون لبكائهم و يؤمنون على دعائهم و إذا صعدوا إلى السماء يقول الله تعالى ملائكتي أين كنتم و هو أعلم بهم فيقولون ربنا أنت أعلم كنا حضرنا مجلسا من مجالس الذكر فرأيناهم يسبحونك و يقدسونك و يستغفرونك يخافون نارك و يرجون ثوابك فيقول سبحانه أشهدكم أني قد غفرت لهم و آمنتهم من ناري و أوجبت لهم جنتي فيقولون ربنا تعلم أن فيهم من لم يذكرك فيقول سبحانه قد غفرت له بمجالسة أهل ذكري فإن الذاكرين لا يشفي بهم جليسهم و روي عن بعض الصالحين أنه قال نمت ذات ليلة فسمعت هاتفا يقول أ تنام عن حضرة الرحمن و هو يقسم الجوائز بالرضوان بين الأحبة و الخلان فمن أراد منا المزيد فلا ينام ليله الطويل و لا يقنع من نفسه بالقليل .
و قال كعب الأحبار مكتوب في التوراة يا موسى من أحبني لم ينسني و من رجا معروفي ألح في مسألتي يا موسى لست بغافل عن خلقي و لكن أحب أن تسمع ملائكتي ضجيج الدعاء و ترى حفظتي تقرب بني آدم إلي بما أنا مقويهم عليه و مسببه لهم يا موسى قل لبني إسرائيل لا تبطرنكم النعمة فيعاجلكم السلب و لا تغفلوا عن الذكر و الشكر فتسلبوا النعم و يحل بكم الذل و ألحوا بالدعاء تشملكم الإجابة و يهنئكم النعمة بالعافية و جاء في قوله تعالى اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ قال يطاع فلا يعصى و يذكر فلا ينسى و يشكر فلا يكفر و قال رسول الله (ص) لأبي ذر يا أبا ذر أقلل من الشهوات يقلل عليك الفقر و أقلل من الذنوب يخفف عليك الحساب و اقنع بما أوتيته يسهل عليك الموت و قدم مالك أمامك يسرك اللحاق به و انظر العمل الذي تحب أن يأتيك الموت و أنت عليه فاعمله و لا تتشاغل عما فرض عليك بما ضمن لك و أسع لملك لا زوال له في منزل لا انتقال عنه .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page