• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجلال و الجمال من الاسماء الإلهية


ان الجلال و الجمال ، و هما من الاسماء الإلهية لهما مظاهر متنوعة ، ولكن لأن جلال الحق كامن في جماله ، و جماله مستور في جلاله ، فان الشيء الذي هو مظهر الجلال الالهي فيه جمال الحق ، و الشيء الذي هو مظهر جمال الله ، يكون فيه الجلال الالهي . و المثال البارز لاستتار الجمال في كسوة الجلال ، يمكن استنباطه من آيات القصاص و الدفاع ، أي أحكام القصاص و الاعدام ، و الاماتة و إرافة الدماء ، و القهر ، و الانتقام ، و الغضب و السلطة ، و الاستيلاء و أمثالها ، التي تعد من مظاهر الجلال و جنوده الخاصّين ، و يقابلها الإحياء و صيانة الدم و الرأفة و التشفي ، و السرور و أمثالها ، التي تعد من مظاهر الجمال و جنوده الخاصّين ، كما يقول الله صاحب الجلال و الجمال : ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) ، ( سورة البقرة ، الآية : 179) ، أي أن هذا الإعدام الظاهري ، ينطوي على إحياءت في باطنه ، و يمنع من القضاء الظالم للآخرين ، و هذا الموت الفردي يؤمن الحياة الجمعية للمجتمع ، و هذا الغضب الزائل تتبعه رحمة مستمرة و ...
و كما يقول تعالى بشأن الدفاع المقدس و القتال عند هجوم الأعداء : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) ، ( سورة الأنفال ، الآية :  24 ) ، هذه الآية نزلت في سياق آيات القتال و الدفاع .  و هي سند ناطق لدفع توهم الذين كانوا يرون ، ان الموت في سبيل الله فناء ، و يتصورن أن الجهاد و الدفاع هلاك ، و خلاصته مضمونها ، هو أن محاربة محاربة المعتدين و الثورة على القهر و الاقدام في ساحة الحرب مع الباطل هي مظهر الجلال الالهي ، ولكن يرافقها الصلح مع الحق و التسليم أمام القسط و العدل و تأمين حياته و الآخرين ، و هي كلها من مظاهر جمال الله . طبعاً جميع الأوامر السماوية هي حياة ، و الحياة لا تختص بالجهاد و الدفاع ، لكن الآية المتقدمة نزلت في قضية الحرب مع الباطل و الايثار و التضحية في طريق الحق ، حيث يقول ، إن اجابة دعوة منادي الجهاد تضمن حياتكم ، كما يقول بعد القيام و الاقدام و الجهاد و الاجتهاد و الحضور في ساحة محاربة الظلم ، و نيل مقام الشهادة الشامخ : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) ، (سورة آل عمران ، الآية : 169) ، فالدفاع ، و هو مظهر جلال الله ، سيكون عاملاً ضامناً للحياة الفردية و الجماعية و ضامناً لحياة سليمة في الدنيا و الآخرة ، و هذا هو استتار الجمال في ظل الجلال و اشتمال كسوة الجلال على نواة مركزية للجمال .
و يلزم التوجه إلى أن انسجام الغضب و الرحمة ، و تضامن الجلال و الجمال ، لايختص بالمسائل المذكورة ، كالقصاص و الدفاع ، بل هو كامن في كل الشريعة و مشهود في كل شؤونها ، بحيث أن كل إرادة كامنة في الكراهة ، و كل اشتياق مستتر في الاستياء ، لذا يقول تعالى : ( كتب عليكم القتال و هو كره لكم و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم ) ، ( سورة البقرة ، الآية : 216 )  ، أي أن القتال الذي يعد ظاهراً شراً ، و عامل كراهة في داخله خير ، و سيكون أساس إرادتكم ، و في المسائل العائلية أيضاً ، يعد تحمل بعض المصائب شرّاً في الظاهر ، ولكن سوف يكون في داخله خير لايحصى ، و هو ترسيخ الأسرة و حراسة كيانها ، كما قال : ( فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) ، ( سورة النساء ، الآية :  19) .
الخلاصة هي أن التكليف الإلهي ، و ان رافقه كلفة و مشقة ، فهو بدوره آية لجلال الله ، و لايكون باطنه إلا تشريفاً ، و هو آية جمال الله . لذا يتشرف كل مكلف ، و هذه الكلفة و المشقة العابرة في امتثال الأوامر الالهية تجلب شرفاً راسخاً ، من هنا نقرأ في القرآن الكريم بعد الأمر بالوضوء و الغسل و التيمم ، « ان الله يريد أن يطهركم » ، أي ان هذا التكليف الظاهري يرافقه تطهير معنوي يعمل على ضمان جمال القلب : .. ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ، ولكن يريد ليطهّركم ، وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ) ، (سورة المائدة ، الآية : 6) ، فكما أن زكاة المال هي ظاهراً عامل نفاده و نقصانه ، ولكن باطنها معبأ بالنمو و النضج ، ( يمحق الله الربا ، و يربي الصدقات ) ، ( سورة البقرة ، الآية : 276) ، ( و ما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله ، فأولئك هم المضعفون ) ، (سورة الروم ، الآية : 39) ، و الشاهد على استتار الجمال في كسوة الجلال ، هو ان الجنة تقع في باطن مشقات و مصاعب السير و السلوك و الصبر و الاستقامة في الجهاد الأصغر و الأوسط و الأكبر : حفّت الجنة بالمكاره .
كما أن الجلال واقع في باطن بعض الجمالات : حفّت النار بالشهوات ، لأن الشهوات و اللذات و النشاطات و أمثالها ، هي مظاهر الجمال ، و إذا لم توازن ، و تجاوزت حد الحلال ، وأخذت جنبة حيوانية محضة ، فانه سيرافقها في باطنها غضب الله .
الجوادي الآملي


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

telegram ersali arinsta ar

١ ذي الحجة

تبليغ سورة براءة «التوبة»

المزید...

٥ ذي الحجة

1) غزوة سويق. 2) شهادة الامام الجواد(ع).

المزید...

٦ ذي الحجة

1) زواج علي و فاطمة (عليهما السلام). 2) هلاك المنصور الدوانيقي

المزید...

٧ ذي الحجة

1) شهادت الامام الباقر(ع). 2) الامام الكاظم(ع)‌في سجن البصرة.

المزید...

٨ ذي الحجة

1) خروج الحسين(ع) من مكّة إلى العراق. 2) خروج مسلم بن عقيل نحو العراق. ...

المزید...

٩ ذي الحجة

1) يوم عرفة. 2) في مقتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة. 3) سدّ الابواب. ...

المزید...

١٠ ذي الحجة

1) عيد الاضحى المبارك. 2) استشهاد عبدالله المحض بن الحسن المثنى مع ثلّة من أبناء الحسن المجتبى. ...

المزید...

١١ ذي الحجة

افشاء سرّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل عائشة وحفصة

المزید...

١٣ ذي الحجة

1) معجزة انشقاق القمر. 2) بيعة العقبة الثانية.

المزید...

١٤ ذي الحجة

في اليوم (14) من ذي الحجّة وقعت « قصة فدك » فدك بين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والزهراء (عليها السلام) ...

المزید...

١٥ ذي الحجة

ولادة الامام عليّ بن محمد الهادي

المزید...

١٨ ذي الحجة

1) غدير خم. 2) يوم الدار وقتل عثمان. 3) بيعة المسلمين للامام على(عليه السلام). ...

المزید...

٢٠ ذي الحجة

قتال ابراهيم بن مالك الاشتر وعبيد الله بن زياد

المزید...

٢٢ ذي الحجة

شهادة الصحابي الجليل لأميرالمؤمنين ميثم التمّار

المزید...

٢٤ ذي الحجة

1ـ مباهلة نصارى نجران. 2ـ تصدّق أميرالمؤمنين(عليه السلام) بخاتمه وهو في الصلاة. 3ـ موت الواثق بالله العباسي....

المزید...

٢٥ ذي الحجة

1ـ نزول سورة (هل أتى) ـ‌ (الانسان) ـ (الدهر) بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) 2ـ بيعة اميرال...

المزید...

٢٦ ذي الحجة

مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب

المزید...

٢٧ ذي الحجة

1) مقتل مروان الحمار وانقراض الحكم الاموي. 2) وفاة السيد الجليل عليّ بن جعفر(عليهما السلام). ...

المزید...

٢٨ ذي الحجة

واقعة الحرَّة  

المزید...
012345678910111213141516171819
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page