• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

القرآن والتفسير والتأويل

* ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ) * ( 1 ) .
اعلم أن الكلام في التفسير والتأويل يقع في مراحل :
المرحلة الأولى : في الناحية الاشتقاقية لهاتين اللفظتين . قيل : التفسير مأخوذ من فسر المشتق بالاشتقاق الكبير من السفر ، ومعناه الكشف والظهور ، يقال : أسفر الصبح إذا ظهر ، وأسفرت المرأة عن وجهها إذا كشفته ، وقيل : إنه مأخوذ من التفسرة بمعنى النظر والاستدلال ، وغلط بأن هذا لفظ يوناني ولم يعهد أخذ لغة من لغة أخرى ، وهذا التغليط هو نفسه غلط ، فإن استعمال الألفاظ غير العربية في اللغة العربية كثير ، وقد ورد في القرآن نفسه ، وذلك ك‍ : المشكاة ، والفسطاس ، والتنور ، وغيرها ، كما أن تغليط القائل بأن التفسير مقلوب سفر ، أو أسفر ، بأن القلب وإن كان يقع في الأسماء كآدم ، وفي الأفعال كجذب ، إلا أنه مخالف للأصل والغلبة ، قد يدفع بأنه قد يصار إلى خلاف الأصل ، وخلاف الغلبة إذا دل الدليل عليه .
هذا شئ - أو بعض شئ - مما يتعلق بالناحية الاشتقاقية للفظ التفسير ، أما ما يتعلق بالناحية الاشتقاقية للفظ التأويل ، فهناك أقوال :
فقد قيل : إنه مأخوذ من الأول ، كالقول ، من آل الأمر إلى كذا يؤول ، يعني صار إليه ورجع ، ومنه قيل للمرجع : مآل .
المرحلة الثانية : في معنى التفسير والتأويل ، وقد عرفت بعضا من معاني التفسير فيما سلف ، وهناك أقوال أخر :
فقد قيل : بأن التفسير كشف القناع ، ولعله يرجع أو يرجع إليه القول الآخر بأنه كشف المغطى ، وقيل : بأنه كشف المراد من اللفظ المشكل ، وقيل : بأنه التأويل ، وقيل : هو المجموع من مقامي التنزيل والتأويل .
واستفيد ذلك من بعض الأخبار ، كالخبر المروي عنه ( صلى الله عليه وآله ) المنقول عن الصدوق ( قدس سره ) في الأمالي ( 2 ) : " يا علي ، أنا صاحب التنزيل ، وأنت صاحب التأويل " على إشكال في تطبيق الخبر على المقصود ، وقيل : إن التفسير في الألفاظ ، كما أن التأويل في المعاني ، وقيل : بأن التفسير يتعلق بالمحكمات ، كما أن التأويل يتعلق بالمتشابهات ، وقيل : بأن التفسير بيان الظاهر ، والتأويل كشف السرائر ، وقيل : بأن التفسير في الرواية والتأويل في الدراية ، إلى غير هذا وذاك من الأقوال ، ولهذه التعاريف واختلافها في مؤداها ، ثمرات عملية ، ستعرفها أو بعضها فيما سيأتيك في طي هذه المراحل .
المرحلة الثالثة : إن هذا الذي ذكرناه أمر يتعلق في شرح هذه المادة ومأخذها أو مآلها من جهة الاشتقاق ، لكن نرى أن لفظ التفسير في مصطلح العلماء استعمل في معنيين :
أحدهما : التفسير الذي هو قسم من أقسام البديع الراجع إلى المحسنات اللفظية أو المعنوية ، ويراد به عندهم أن يأتي المتكلم بمعنى لا يستغل الفهم بإدراك فحواه ما لم يفسره كلام آخر بعده ، كما في قول الشاعر :
آروهم ووجوههم وسيوفهم * في الحادثات إذا دجون نجوم منها معالم للهدى ومصابح * تجلو الدجى والأخريات رجوم والمعنى الثاني للتفسير هو : ما أصبح علما لعلم خاص ، له تعريفه ، وغايته ، وموضوعه ، حتى أصبح علما يقال له : علم التفسير ، إذن فلا بد من التعرض إلى شئ من معرفة هذه الأمور الثلاثة المتعلقة بعلم التفسير :
أما تعريفه ، فقد كثر كلام العلماء فيه ، ولا يكاد يقع منهم الاتفاق عليه ، فقال بعضهم : إنه علم بأصول تعرف به معاني الله تعالى من الأوامر والنواهي وغيرها ، وإليه يرجع التعريف الآخر بأنه : ما يبحث فيه عن مراد الله تعالى من قرآنه المجيد .
وعرفه آخر : بأنه هو العلم الباحث عن أحوال ألفاظ كلام الله من حيث الدلالة على مراد الله تعالى .
وعرفه آخر - وأدخل علم التجويد فيه - فقال : هو علم يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها الأفرادية والتركيبية ، ومعانيها التي هي عنها حالة التركيب وتتمات ذلك .
وعرفه آخر - وأدخل فيه ما يحتاج إليه علم التفسير في علم التفسير - فقال : هو علم يفهم كتاب الله المنزل على نبيه المرسل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وبيان معانيه ، واستخراج أحكامه وحكمه ، واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو ، والتصريف والبيان ، وأحوال الفقه والقرآن ، ويحتاج إلى معرفة أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ .
وعرفه آخر : بأنه هو معرفة أحوال كلام الله من حيث القرآنية ، ومن حيث دلالتها على ما يعلم أو يظن أنه مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية .
المرحلة الرابعة : في أنه هل يجوز تفسير القرآن بالرأي ، أو لا يجوز ؟ لقد تضافرت الأخبار ، وتكاثرت الآثار ، عن المعصومين الأطهار ، في أنه لا يجوز تفسير القرآن بالرأي ، وذلك أمر اتفق عليه الفريقان عامة ، من الخاصة والعامة .
فقد روت العامة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : " من فسر القرآن برأيه فأصاب الحق فقد أخطأ " ( 3 ) ، قالوا : وكره جماعة من التابعين القول في القرآن بالرأي ، كسعيد بن المسيب ، وعبيدة السلماني ، ونافع ، وسالم بن عبد الله ، وغيرهم .
وقد روت الخاصة عن أئمتهم الأطهار آثارا كثيرة ، فمن ذلك : حديث الإمام الباقر ( عليه السلام ) مع قتادة المفسر المشهور : " يا قتادة ، إن كنت فسرت القرآن برأيك فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت فسرته بآراء الرجال فقد هلكت وأهلكت ، إنما يعرف القرآن من خوطب به ، ونحن من خوطب به " ( 4 ) ، إلى غير ذلك من الآثار والأخبار .
إذن ، فتفسير القرآن بالرأي أمر باطل بلا كلام ، إنما الكلام في أنه ما هو الذي يسمى تفسيرا بالرأي ؟ لقد أفرط فريق في تعيين التفسير بالرأي وتشخيصه ، فرأوا - خطأ - أن كل آخذ بالقرآن من دون نص مقطوع به من قول معصوم ، آخذا بالرأي وتفسير به ، فهو ممنوع حرام ، وهذا إفراط في الرأي وإسفاف في القول بالغ منتهى البطلان ، وإلا فما نصنع بالأخبار الصحيحة الاخر التي جعلت الرجوع إلى القرآن ميزانا يميز به بين صحيح الخبر وسقيمه ، كما ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : " إذا جاءكم حديث عني فاعرضوه على كتاب الله ، فما وافقه فاقبلوه ، وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط " ( 5 ) فكيف يمكن عرض الخبر على كتاب الله ، والمفروض أن الرجوع إليه ممنوع على الإطلاق ، إذن فلا بد من التوسط في الرأي - وخير الأمور الوسط - هو أن يقال : إن هناك من القرآن ما لا يعلم ولا يفهم إلا ببيان من أهل البيان ، وهم المعصومون ( عليهم السلام ) ، ومن القرآن ما يفهم معناه بدون حاجة إلى ذلك ، حيث إنه ظاهر اللفظ ، واضح المعنى لا سترة فيه .
ويدل على التوسط ، الخبر الذي يروى عن ابن عباس ، من أنه فسر التفسير على أربعة أقسام : تفسير لا يعذر أحد بجهالته ، وتفسير تعرفه العرب بكلامها ، وتفسير يعلمه العلماء ، وتفسير لا يعلمه إلا الله عز وجل .
فأما الذي لا يعذر أحد بجهالته ، فهو ما يلزم الكافة من الشرائع التي في القرآن وجمل دلائل التوحيد .
وأما الذي تعرفه العرب بلسانها فهو حقائق اللغة وموضوع كلامهم .
وأما الذي يعلمه العلماء ، فهو تأويل المتشابه وفروع الأحكام .
وأما الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة . ( 6 )
فمن هنا تعرف أن الرأي الوسط في هذا الأمر هو أن الرجوع إلى ظاهر القرآن ليس تفسيرا بالرأي ، فلا يدخل في الأخبار المانعة .
ولتعلم أن الذين أفرطوا في مسألة منع مطلق الأخذ بالقرآن والرجوع إليه ، فرقتان ، أو هم فرقة واحدة منعت الرجوع إلى القرآن لجهتين :
إحداهما : أن مطلق الرجوع إلى القرآن ومطلق الأخذ به هو تفسير بالرأي ، فهو ممنوع لا يجوز ، حيث إن القرآن عندهم ليس حده حد سائر الكتب ، وليست خطاباته شأنها شأن سائر الخطابات ، فليس هو من قبيل المحاورات العرفية المقصود بها تفهيم الخطاب بنفس الكلام الموجه إلى المخاطبين ، فيفهمه كل مخاطب ، بل كل من بلغه ذلك الخطاب ، وقد أسف من هؤلاء قوم فمنعوا من التفسير حتى من مثل قوله تعالى : * ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) * ( 7 ) ، وحتى من مثل قوله تعالى : * ( قل هو الله أحد ) * ( 8 ) إلا بتفسير من المعصوم وشرح منه ، وتوسط من هؤلاء قوم ففرقوا في القرآن بين النص منه والظاهر ، فأجازوا تفسير الأول دون الثاني ، فالقرآن على القول الأول المانع من الرجوع إلى القرآن على وجه الاطلاق ، كله متشابه بالنسبة إلينا ، محتاج إلى تفسير من المعصوم ، وهذا من البطلان بمكان ، وهو خلاف نص القرآن .
ثانيتهما : أن القرآن وإن كان فيه ظاهر إلا أن هذا الظاهر اكتنف بخصوصيات وحالات أخرجت الظاهر عن كونه ظاهرا ، وذلك كالتقديم والتأخير ، والحذف والإضمار ، والإيجاز ، والناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، وجهات أسباب النزول ، إلى غير ذلك من الخصوصيات التي لا تفهم ولا تعلم إلا بشرح ممن خوطب بالقرآن وعرف خصوصياته ومزاياه ، وهم المعصومون من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهذا القول كسابقه في البطلان ، فإنه إن تم فإنما يتم في بعض من سور القرآن وآياته ، فلا يكون ذلك مانعا عن التمسك أو الرجوع إلى القرآن بصورة عامة .
مضافا إلى أن هذا القول وما سبقه يشتركان في البطلان من وجه آخر ، ذلك أنهما أخرجا القرآن عن حد المخاطبات ، وجعلا له شأنا غير شأن سائر الخطابات ، وهذا من البطلان بمكان عقلا ونقلا .
أما عقلا فهو أن الشارع من العرف ، وكونه من العرف يقتضي أن تكون طريقه وطريق العرف سواء بسواء ، وحيث إن طريق العرف في المحاورات هو إفهام المخاطبين بنفس الخطاب ، فكان لزاما أن تكون طريقة الشرع كذلك .
وأما نقلا فهو مصادم كل المصادمة ، لما دل من الآيات والروايات على أن القرآن إنما انزل لإفهام مضامينه بنفس الخطاب ، ولم يخترع طريقة في المحاورات غير طريقة العرف التي جرت بها العادات ، ويكفينا من الآيات قوله تعالى : * ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) * ( 9 ) ، وقوله سبحانه : * ( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ) * ( 10 ) ويكفينا من الروايات الخبر المتواتر عن الأئمة الأطهار : " أن الله سبحانه أجل من أن يخاطب قوما يريد منهم ما هو بخلاف لسانهم وخلاف ما يفهمونه " ، مضافا إلى أن سيرة الأئمة الأطهار - وهم المتبعون في القول والعمل - جرت على أن يدعموا الحكم الشرعي بدليل من الآيات الكريمة ، فقد جاء في المحكي عن العلل وتفسير العياشي ( 11 ) ، عن زرارة ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : ألا تخبرني من أين علمت وقلت أن المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين ؟ فضحك ( عليه السلام ) وقال : " يا زرارة ، قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونزل به الكتاب من الله تعالى ، كان الله تعالى يقول : * ( فاغسلوا وجوهكم ) * فعرفنا أن الوجه كله ينبغي أن يغسل ، ثم قال : * ( وأيديكم إلى المرافق ) * فوصل الله اليدين إلى المرفقين بالوجه ، فعرفنا أنه ينبغي لهما أن يغسلا إلى المرفقين ، ثم فصل بين الكلام فقال : * ( وامسحوا برؤوسكم ) * ( 12 ) فعرفنا حين قال :
* ( برؤوسكم ) * أن المسح ببعض الرأس لمكان الباء ، ثم وصل الأرجل بالرؤوس فعرفنا حين وصلها بالرأس أن المسح على بعضها " فبهذا وإن كان استدلالا من الإمام نفسه ، إلا أنه يتضمن تعليما لغيره كيفية الاستدلال بالكتاب ، وهل يستدل إلا بما له ظاهر من اللفظ مقصود .
وجاء أيضا في المنقول عن الصحيح ، عن زرارة ومحمد بن مسلم ، قالا : قلنا لأبي جعفر ( عليه السلام ) : ما تقول في الصلاة في السفر ، كيف هي ؟
فقال ( عليه السلام ) : إن الله تعالى يقول : * ( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ) * ( 13 ) فصار التقصير في السفر واجبا كوجوب التمام في الحضر .
قالا : قلنا له : قال الله عز وجل : * ( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح ) * ولم يقل : افعلوا ، فكيف أوجب ذلك ، كما أوجب التمام في الحضر ؟
فقال ( عليه السلام ) : أو ليس قد قال الله تعالى : * ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) * ( 14 ) ألا ترى أن الطواف بهما واجب مفروض ؟ لأن الله تعالى ذكره في كتابه وصنعه نبيه ، كذلك التقصير في السفر ذكره الله تعالى في كتابه وصنعه النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وكما ورد عنهم الاستدلال بالقرآن مباشرة ، ورد عنهم ( عليهم السلام ) تقرير أصحابهم على الرجوع إلى القرآن في مقام استنباط الأحكام ، كما ورد عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ذلك ، فقد جاء في محكي الوسائل ( 15 ) عن الحسن بن الجهم ، قال : قال لي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : " يا أبا محمد ، ما تقول في رجل تزوج نصرانية على مسلمة ؟
قال : جعلت فداك ، وما قولي بين يديك ؟
قال : " لتقولن فإن ذلك يعلم به قولي " .
قلت : لا يجوز تزوج النصرانية على مسلمة ولا غير مسلمة .
قال ( عليه السلام ) : " ولم " ؟
قلت : بقول الله عز وجل : * ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ) * ( 16 ) .
قال : " فما تقول في هذه الآية : * ( والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ) * ( 17 ) .
فقلت : قوله تعالى : * ( ولا تنكحوا المشركات ) * نسخت هذه الآية ، فتبسم ( عليه السلام ) ثم سكت . فإن سكوته ( عليه السلام ) تقرير لابن الجهم على تمسكه بالعمل بظاهر هاتين الآيتين .
وهذه السيرة التي جرى عليها الأئمة الطاهرون مقتبسة من سيرة جدهم الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، فكثيرا ما كان يرجع ويرجع في فهم القرآن وإفهامه إلى الطريقة الجارية عند العرب في أصولهم الموضوعة لمواد الكلمات ومركباتها .
فمن ذلك : ما يروى أن قوما أتوه فقالوا : ألست رسول الله ؟
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : " بلى " .
قالوا : وهذا القرآن الذي أتيت به ، كلام الله تعالى ؟
قال : " نعم " .
قالوا : فأخبرنا عن قول الله تعالى : * ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ) * ( 18 ) إذا كان معبودهم في النار ، فقد عبدوا المسيح ، أفتقول انه في النار ؟
فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إن الله سبحانه أنزل القرآن علي بكلام العرب ، والمتعارف في لغتها أن " ما " لما لا يعقل ، و " من " لمن يعقل ، والذي يصلح لهما جميعا ، فإن كنتم من العرب ، فأنتم تعلمون هذا ، قال الله تعالى : * ( إنكم وما تعبدون ) * ، يريد الأصنام التي عبدوها وهي لا تعقل ، والمسيح لا يدخل في جملتها لأنه يعقل ، ولو قال : إنكم ومن تعبدون ، لدخل المسيح في الجملة .
فقال القوم : صدقت ، يا رسول الله .
وقد ورد أيضا أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لابن الزبعرى حين أورد عليه هذا الإيراد : ما أجهلك بلسان قومك ، أما علمت أن " ما " لما لا يعقل ( 19 ) ؟ !
ونضيف إلى ذلك ما ذكره بعض السادة الأجلة من المحققين ، وهو أن الالتزام بعدم جواز العمل بظاهر القرآن يخرجه عن كونه معجزا بالبلاغة العارضة للفظ باعتبار ما أريد به من المعين ، لتوقفه حينئذ على التفسير ، وصحته مبنية على ثبوت النبوة ، فإذا توقف ثبوتها على كونه معجزا لزم الدور .
_______________________
( 1 ) سورة آل عمران : 7 .
( 2 ) ص 411 .
( 3 ) مجمع البيان : 1 / 39 ، تفسير الصافي : 1 / 8 .
( 4 ) الكافي : 8 / 311 ح 485 .
( 5 ) مجمع البيان : 1 / 39 .
( 6 ) مجمع البيان : 1 / 26 و 40 .
( 7 ) سورة محمد ( صلى الله عليه وآله ) : 19 .
( 8 ) سورة الاخلاص : 1 .
( 9 ) سورة إبراهيم : 4 .
( 10 ) سورة الأنعام : 19 .
( 11 ) علل الشرائع : 1 / 279 ب 190 ح 1 ، تفسير العياشي : 1 / 299 ح 52 .
( 12 ) سورة المائدة : 6 .
( 13 ) سورة النساء : 101 .
( 14 ) سورة البقرة : 158 .
( 15 ) وسائل الشيعة : 20 / 534 ح 2 .
( 16 ) سورة البقرة : 221 .
( 17 ) سورة المائدة : 5 .
( 18 ) سورة الأنبياء : 98 .
( 19 ) مجمع البيان : 7 / 116 ، الدر المنثور : 4 / 607 و 608 ، زبدة الأصول للشيخ البهائي :
126 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذي الحجة

تبليغ سورة براءة «التوبة»

المزید...

٥ ذي الحجة

1) غزوة سويق. 2) شهادة الامام الجواد(ع).

المزید...

٦ ذي الحجة

1) زواج علي و فاطمة (عليهما السلام). 2) هلاك المنصور الدوانيقي

المزید...

٧ ذي الحجة

1) شهادت الامام الباقر(ع). 2) الامام الكاظم(ع)‌في سجن البصرة.

المزید...

٨ ذي الحجة

1) خروج الحسين(ع) من مكّة إلى العراق. 2) خروج مسلم بن عقيل نحو العراق. ...

المزید...

٩ ذي الحجة

1) يوم عرفة. 2) في مقتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة. 3) سدّ الابواب. ...

المزید...

١٠ ذي الحجة

1) عيد الاضحى المبارك. 2) استشهاد عبدالله المحض بن الحسن المثنى مع ثلّة من أبناء الحسن المجتبى. ...

المزید...

١١ ذي الحجة

افشاء سرّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل عائشة وحفصة

المزید...

١٣ ذي الحجة

1) معجزة انشقاق القمر. 2) بيعة العقبة الثانية.

المزید...

١٤ ذي الحجة

في اليوم (14) من ذي الحجّة وقعت « قصة فدك » فدك بين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والزهراء (عليها السلام) ...

المزید...

١٥ ذي الحجة

ولادة الامام عليّ بن محمد الهادي

المزید...

١٨ ذي الحجة

1) غدير خم. 2) يوم الدار وقتل عثمان. 3) بيعة المسلمين للامام على(عليه السلام). ...

المزید...

٢٠ ذي الحجة

قتال ابراهيم بن مالك الاشتر وعبيد الله بن زياد

المزید...

٢٢ ذي الحجة

شهادة الصحابي الجليل لأميرالمؤمنين ميثم التمّار

المزید...

٢٤ ذي الحجة

1ـ مباهلة نصارى نجران. 2ـ تصدّق أميرالمؤمنين(عليه السلام) بخاتمه وهو في الصلاة. 3ـ موت الواثق بالله العباسي....

المزید...

٢٥ ذي الحجة

1ـ نزول سورة (هل أتى) ـ‌ (الانسان) ـ (الدهر) بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) 2ـ بيعة اميرال...

المزید...

٢٦ ذي الحجة

مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب

المزید...

٢٧ ذي الحجة

1) مقتل مروان الحمار وانقراض الحكم الاموي. 2) وفاة السيد الجليل عليّ بن جعفر(عليهما السلام). ...

المزید...

٢٨ ذي الحجة

واقعة الحرَّة  

المزید...
012345678910111213141516171819
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page