ملأوا رباع الأرض بالآلاء
بفصاحة وسماحة ومضاءِ
ومن الحسين موشّح بإباءِ
تركت صفيحته من الأشلاءِ
والنظم فهي به من الخبراءِ
دهماء أعيت السن البلغاءِ
وغدت تشير إليه بالإيماءِ
يوم الهياج قريبها والنائي
يهتز صلواها من الخيلاءِ
أوحت لذهنك ليلة الاسراء
ما جاوز العقدين في الاحصاءِ
للناظرين بوادر السرّاءِ
الميدان عند الرجز بالأصداءِ
دارت عليّ بجمعها أعدائي
وجلا الصفوف وجال في الأرجاءِ
آوى اليه بلوعة وبكاءِ
حمر الدماء بوجنة بيضاءِ
بجمال تلك القامة الهيفاءِ
مغمورة بمدامع و دماءِ
أنزل بساحتهم عظيم بلاءِ
وانصاع يمسح عثير الغبراءِ
وغرستها في روضة غنّاءِ
بأضالعي بدلاَ عن الاحناءِ
وتفتّحت عن بهجة ورِواءِ
وتماوجت في رونق وسناءِ
ثمراً يعوّضني كبير عنائي
فأحال قفرا من خصيب رجائي
عضدي فلا أسطيع حمل ردائي
لحرائر يندبن وسط خباءِ
حر الوجوه بلوعة وشجاءِ
مخضوبة بدم عن الحنّاءِ
لفقيدها بالدمعة الخرساءِ
الليل البهيم وكنت بدر سمائي
عند الخطوب فهدّ صرح بنائي
الأيام تسعد قبله بلقاء
ومن قصيدة للدكتور أحمد الوائلي
ملأوا رباع الأرض بالآلاء
- الزيارات: 598