الوسائل الى المسائل[1]
لما زوّج المأمون محمد بن علي بن موسى (عليهما اسلام) ابنته كتب اليه:
أنّ لكل زوجة صداقاً من مال زوجها، وقد جعل الله اموالنا في الآخرة مؤجّلة لنا فكنزناها هناك كما جعل اموالكم فى الدنيا معجّلة لكم فكنز تموها هنا، وقد امهرت ابنتك الوسائل الى المسائل وهي مناجاة دفعها اليّ ابي.
وقال: دفعها اليّ جعفر أبي، وقال: دفعها الي محمد أبي، وقال: دفعها اليّ عليّ أبي، وقال: دفعها اليّ الحسين بن علي أبي وقال: دفعها اليّ الحسن أخي وقال: دفعها اليّ علي بن ابي طالب(عليهم السلام) وقال: دفعها اليّ النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في صحيفة وقال: دفعها اليّ جبرئيل (عليه السلام) وقال: ربّك يقول: هذه مفاتيح كنوز الدنيا والآخرة، فاجعلها وسائلك الى مسائلك تصل الى بغيتك وتنجح في طلبتك، ولا تؤثرها لحوائج دنياك فتبخس بها الحظّ من آخرتك، وهي عشر وسائل الى عشر مسائل، تطرق بها ابواب الرغبات فتفتح، وتطلب بها الحاجات فتنجح وهذه نسختها:
المناجاة بالاستخارة
بسم الله الرحمن الرحيم اللّهم ان خيرتك فيما استخيرك فيه تنيل الرغائب وتجزل المواهب، وتغنم المطالب، وتطيّب المكاسب وتهدي الى أجمل المذاهب وتسوق الى احمد العواقب، وتقي مخوف النوائب، اللّهم إني استخيرك فيما عزم رأيي عليه، وقادني عقلي اليه، سهّل اللّهم منه ما توعّر، ويسّر منه ما تعسّر، واكفني فيه المهمّ، وادفع عنّي كل ملمّ، واجعل ربّ عواقبه غنماً وخوفه سلماً، وبعده قرباً، وجدبه خصباً، وأرسل اللّهم اجابتي وانجح فيه طلبتي واقض حاجتي، واقطع عوائقها، وامنع بوائقها، واعطني اللّهم لواء الظفر بالخيرة فيما استخرتك، ووفور الغنم فيما دعوتك، وعوائد الافضال فيما رجوتك وأقرنه اللّهم ربّ بالنجاح، وحطّه بالصلاح، وأرني أسباب الخيرة فيه واضحةً وأعلام غنمها لائحةً، واشدد خناق تعسّرها، وانعش صريع تيسّرها، وبيّن اللّهم ملتبسها، وأطلق محتبسها ومكّن اسّها فيه، حتى تكون خيرة مقبلةً بالغنم مزيلة للفرم، عاجلة النفع، باقية الصنع، إنّك وليّ المزيد، مبتدىء بالجود[2].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - بحار الأنوار 94/ 113 – 120 ومهج الدعوات 258 – 265: روى الشيخ ابو جعفر محمد بن بابويه قال: حدثني عبدالله بن رفاعة قال: حدثني ابراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي.. قال: حدثني أبي وكان خادم على بن موسى الرضا (عليه السلام) قال:..
[2] - زاد بعده في بعض النسخ: قبل استحقاقه، وصل على محمد المحمود وآله الطاهرين.