• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

متفرقات

متفرقات

ما خفي عليك شيء(1)
قال حذيقة بن اليمان: بينما كان رسول الله صلّى الله عليه وآله في جماعةٍ من أصحابه، إذ اقبل اليه الحسن، فأخذ النبيّ في مدحه، فما قطع رسول الله صلّى الله عليه وآله كلامه، حتّى اقبل إلينا أعرابيّ يجرّ هراوةً له، فلما نظر رسول الله صلّى الله عليه وآله اليه قال:
(قد جاءكم رجل يكلمكم بكلامٍ غليظ، تقشعرّ منه جلودكم، وإنّه يسألكم من أمور، إنّ لكلامه جفوة).
فجاء الأعرابيّ فلم يسلّم وقال: أيّكم محمّد؟.
قلنا: ما تريد؟.
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: (مهلاً).
فقال: يا محمّد لقد كنت أبغضك ولم أرك، والآن فقد ازددت لك بغضاً.
فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وآله، وغضبنا لذلك، وأردنا بالأعرابيّ إرادة، فأومأ إلينا رسول الله أن: (اسكتوا).
فقال الأعرابيّ: يا محمّد: إنّك تزعم: أنك نبيّ، وأنّك قد كذبت على الأنبياء، وما معك من برهانك شيء.
قال له: (وما يدريك؟).
قال: فخبّرني ببرهانك.
قال: (إن أحببت أخبرك عضو من أعضائي، فيكون ذلك أو كد لبرهاني).
قال: أو يتكلّم العضو؟
قال: (نعم، يا حسن قم!).
فازدرى الأعرابيّ نفسه(2) وقال: هو ما يأتي، ويقيم صبيّاً ليكلّمني.
قال: (إنك ستجده عالماً بما تريد).
فابتدره الحسن (عليه السلام) وقال: مهلاً يا أعرابيّ.
مــــــا غبيّاً ســـألت وابن غبيّ***بل فقيهاً إذن وأنـــــت الجهول
فـــإن تــك قد جهلت فإن عندي***شفاء الجــهل ما سأل السّؤول
وبــــحراً لا تــــقسمه الــدّوالي***تراثــــاً كـــــان أورثه الرسول
لقد بسطت لسانك، وعدوت طورك، وخادعت نفسك، غير أنك لا تبرح حتّى تؤمن إن شاء الله.
فتبسّم الأعرابيّ وقال: هيه(3)!
فقال له الحسن (عليه السلام): نعم، اجتمعتم في نادي قومك، وتذاكرتم ما جرى بينكم، على جهلٍ وخرقٍ منكم، فزعمتم: أنّ محمداً صنبور(4) والعرب قاطبةً تبغضه، ولا طالب له بثأره، وزعمت: انّك قاتله، وكان في قومك مؤنته، فحملت نفسك على ذلك، وقد أخذت قناتك بيدك تؤمّه تريد قتله، فعسر عليك مسلكك، وعمي عليك بصرك وأبيت إلاّ ذلك، فأتيتنا خوفاً من أن يشتهر، وإنّك إنما جئت بخيرٍ يراد بك.
أنبئك عن سفرك: خرجت في ليلةٍ ضحياء، إذ عصفت ريح شديدة، اشتدّ منها ظلماؤها وأطلّت سماؤها، وأعصر سحابها، فبقيت محرنجماً كالأشقر، إن تقدّم نحر، وان تأخّر عقر(5) لا تسمع لواطيءٍ حسّاً ولا لنافخ نارٍ جرساً، تراكمت عليك غيومها، وتوارت عنك نجومها، فلا تهتدي بنجمٍ طالع، ولا بعلمٍ لامع، تقطع محجّة، وتهبط لجّة، في ديمومةٍ قفر، بعيدة القعر، محجفةٍ بالسّفر، اذا علوت مصعداً ازددت بعداً، الريح تخطفك، والشوك تخبطك، في ريحٍ عاصف، وبرقٍ خاطف، قد أوحشتك آكامها، وقطعتك سلامها، فأبصرت فإذا أنت عندنا فقرّت عينك، وظهر دينك، وذهب انينك).
قال: من أين قلت ياغلام هذا؟ كأنك كشفت عن سويداء(6) قلبي، ولقد كنت كأنّك شاهدتني، وما خفي عليك شيء من أمري، وكأنّه علم الغيب. [فـ] قال له: ما الإسلام؟
فقال الحسن (عليه السلام): الله أكبر، اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله.
فأسلم وحسن إسلامه، وعلّمه رسول الله صلّى الله عليه وآله شيئاً من القرآن. فقال:
يا رسول الله: أرجع إلى قومي فأعرّفهم ذلك؟ فأذن له، فانصرف ورجع ومعه جماعة من قومه، فدخلوا في الإسلام. فكان الناس إذا نظروا إلى الحسن (عليه السلام) قالوا:-
لقد أعطي مالم يعط أحد من النّاس.

الخضر يسأل(7)
أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه الحسن بن عليّ (عليه السلام)، وهو متّكىء على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ اقبل رجل حسن الهيئة واللبّاس، فسلّم على أمير المؤمنين فردّ (عليه السلام) فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أسألك عن ثلاث مسائل، إن أخبرتني بهنّ، علمت: أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم: إنّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم، وإن تكن الأخرى علمت: أنّك وهم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): (سلني عمّا بدا لك) قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسن بن عليّ (عليه السلام) فقال: يا أبا محمّدٍ أجبه، فقال الحسن (عليه السلام):
أمّا ما سألت عنه من أمر الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ فإنّ روحه معلقة بالرّيح، والرّيح معلّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرّك صاحبها لليقظة، فإذا أذن الله عزّ وجلّ بردّ تلك الروح على صاحبها، جذبت الروح الريح وجذبت الريح الهواء فأسكنت الروح في بدن صاحبها وإذا لم يأذن الله بردّ تلك الروح على صاحبها، جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح فلم تردّ على صاحبها إلى وقت ما يبعث.
وأمّا ما سألت عنه من أمر الذّكر والنّسيان؟ فإنّ قلب الرجل في حقّ، وعلى الحقّ طبق، فان هو صلّى على النّبي صلاةً تامّة، انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحقّ، فذكر الرجل ما كان نسي.
وأمّا ما ذكرت من أمر الرجل يشبه ولده أعمامه وأخواله، فإنّ الرجل إذا أتى أهله بقلبٍ ساكن وعروق هادئة، وبدنٍ غير مضطرب، استكنّت تلك النّطفة، في تلك الرّحم، فخرج الولد يشبه أباه وأمّه، وإن هو أتاها بقلبٍ غير ساكن، وعروقٍ غير هادئة، وبدنٍ مضطرب، اضطربت تلك النطفة في جوف تلك الرّحم، فوقعت على عرقٍ من العروق، فإن وقعت على عرقٍ من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، وإن وقعت على عرقٍ من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله.
فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلاّ الله، ولم أزل أشهد بذلك، واشهد أنّ محمّداً رسول الله ولم أزل اشهد بذلك، وأشهد أنّك وصيّ رسول الله والقايم بحجته بعده - وأشار إلى امير المؤمنين (عليه السلام) - ولم أزل اشهد بذلك، واشهد أنك وصيّه والقايم بحجته - واشار إلى الحسن - وأشهد أنّ الحسين وصيّ ابيه والقائم بحجّته بعدك، واشهد على عليّ بن الحسين: انه القايم بأمر الحسين بعده، واشهد على محمّد بن علي: أنه القايم بأمر عليّ بن الحسين، واشهد على جعفر بن محمّد: أنه القايم بأمر محمّد بن عليّ، واشهد علىموسى بن جعفر: أنه القايم بأمر جعفر بن محمد، وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، واشهد على محمد بن عليّ: أنه القايم بأمر عليّ بن موسى، واشهد على عليّ ابن محمّد: أنه القائم بأمر محمّد بن علي، واشهد على الحسن بن علي: انه القايم بأمر عليّ بن محمدّ واشهد على رجلٍ من ولد الحسين لا يكنّى ولا يسمّى، حتى يظهر أمره، فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً، والسلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
ثم قام فمضى فقال امير المؤمنين للحسن: يا أبا محمد، اتبعه فانظر أين يقصد، فخرج الحسن بن عليّ (عليه السلام) فقال: ماكان إلا أن وضع رجله خارج المسجد، فما دريت اين اخذ من ارض الله عزّ وجلّ، فرجعت إلى امير المؤمنين (عليه السلام) فأعلمته. فقال: يا ابا محمدٍ أتعرفه؟ قلت: الله ورسوله وامير المؤمنين أعلم، فقال: هو الخضر (عليه السلام).

_______________________________
1 - البحار - ج 43 - ص 333: حدث أبو يعقوب يوسف بن الجراح، عن رجاله، عن حذيفة بن اليمان:..
2 - أي احتقره الاعرابي لصغر سنه (عليه السلام).
3 - هيه: كلمة تقال لشيء يطرد وهي ايضاً كلمة استزادة.
4 - قال الجزري فيه: أن قريشاً كانوا يقولون ان محمداً صنبور: أي ابتر لا عقب له.
5 - من كلام لقيط بن زرارة يوم جبلة وكان على فرس أشقر، يقول: ان جريت على طبعك فتقدمت إلى العدو قتلوك وان اسرعت فتأخرت منهزماً أتوك من ورائك فعقروك، فاثبت والزم الوقار. راجع مجمع الامثال ج 2- ص 140.
6 - سويد: بتصغير الترخيم، اصله اسيود تصغير اسود.
7 - علل الشرائع: محمد بن علي الصدوق عن أبيه عن سعيد بن عبدالله عن أحمد بن محمد، عن أبي خالد البرقي، عن أبي هاشم: داود بن القاسم الجعفري عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام)، انه قال:..


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page