الامامه و السياسه (ص 37) ثم قام الاحنف و قال: انا قد فرزنا عنك قريشا فوجدناك اكرمها زندا و اشدها عقدا و اوفاها عهدا. و قد علمت انك لم تفتح العراق عنوه و لم تظهر عليها قعصا. و لكنك اعطيت الحسن بن علي من عهود الله ما قد علمت ليكون لك الامر من بعدك فان تف فانت اهل الوفاء و ان تعذر تعلم ان وراء الحسن خيولا جيادا و اذراعا شدادا و سيوفا حدادا، ان تدن له شبرا من غدر تجدوراءه باعا من نصر... و ايم الله ان لحسن لاحب الي اهل العراق من علي. ثم قام الاخرون فانكروه و خالفوا الا حنف... فاعرض عن ذكر البيعه حتي قدم المدينه سنه خمسين فتلقاه الناس.
فما استقر في منزله ارسل الي العبادله الاربعه، فلما جلسوا تكلم معاويه... و قد رايت ان استخلف عليكم بعدي يزيد... فتكلم عبدالله بن عباس......فاشرف الناس من تشرف بمحمد (ص) و اولاهم بالامر اخصهم به. فقام عبدالله بن جعفر.... فان هذه الخلافه ان اخذ فيها بالقرآن فاولوا الارحام بعضهم اولي ببعض في كتاب الله، و ان اخذ بالسنه فيها فاولوا رسول الله، و ان اخذ فيها بسنه الشيخين فاي الناس افضل و اكمل و احق بهذا الامر من آل رسول الله.
و امام ماذكرت من ابني عمي و تركك ان تحصرهما فوالله ما اصبت الحق و لا يجوز لك ذلك الابهما، و انك لتعلم انهما معدن العلم والكرم. ثم تكلم عبدالله
بن الزبير... فاتق الله يا معاويه و انصف من نفسك فان هذا عبدالله بن عباس ابنعم رسول الله، و هذا عبدالله بن جعفر ذي الجناحين ابنعم رسول الله، و انا عبدالله بن الزبير عمه رسول الله، و علي خلف حسنا وحسينا و انت تعلم منهما و ما هما!
ثم تكلم عبدالله بن عمر..... فان هذه الخلافه ليست بهر قليه و لا قيصريه و لا كسرويه يتوارثها الابناء علي الاباء، و لو كان كذلك كنت القايم بها بعد ابيفوالله ما ادخلني مع السته من اصحاب الشوري، الا علي ان الخلافه ليست شرطا مشروطا و انما هي في قريش خاصه لمن كان اهلا لها ممن ارتضاه المسلمون لانفسهم من كان اتقي و ارضي. ثم انصرف معاويه راجعا الي الشام و سكت عن البيعه الي سنه احدي و خمسين.
اقول: فر عن الامراي بحث عنه. الزند بالفتح: العود يقتدح به النار و واري الزند اي مفلح. القعص: الاجهاز و القتل.
الخلفاء (ص 79) قال الحسن البصري: افسد امر الناس اثنان عمرو بن العاص يوم اشار علي معاويه برفع المصاحف، فحملت و نال من القراء فحكم الخوارج فلا يزال هذا التحكيم الي يوم القيامه و المغيره بن شعبه فانه كان عامل معاويه علي الكوفه قكتب اليه معاويه اذا قرات كتابي فاقبل معزولا، فلما ورد عليه: قال ما ابطا بك؟ قال امر كنت اوطييه و اهييه، قال و ما هو؟
قال البيعه ليزيد من بعدك، قال اوقد فعلت؟ قال نعم، قال فارجع الي عملك فما خرج قال له اصحابه: ما وراءك؟ قال وضعت رجل معاويه في غرزغي لا يزال فيه الي يوم القيامه. قال الحسن فمن اجل ذلك بايع هولاء لابنايهم.
اقول: بال منه اي وقع فيه. و الغرز بالفتح: الركاب للرحل.
الخلفاء (ص 81) عن ابيالدرداء سمعت النبي (ص) اول من يبدل سنتي رجل من بني اميه يقال له يزيد.
و في سنه ثلاث و ستين كانت وقعه الحره و ما ادريك ما وقعه الحره قتل فيها خلق من الصحابه و من غيرهم و نهبت المدينه و افتض فيها الف عذراء، فانا لله و انا اليه راجعون.
و كان سبب خلع اهل المدينه له: ان يزيد اسرف في المعاصي. و قال ابنحنظله:و الله ما خرجنا علي يزيد حتي خفنا ان نرمي بالحجاره من السماء انه رجل ينكح امهات الاولاد و البنات و الاخوات و يشرب الخمر و يدع الصلاه.
اقول: هذا يزيد سييه من سييات معاويه و نتيجه حكومته و ثمره شجره خبيثه خالف الاسلام و عادي المسلمين و نهب مدينه الرسول و قتل جميعا من الصحابه واكابر المومنين و احرق بيت الله الحرام و قتل سيد شباب اهل الجنه و ذريته و اصحابه و سبي اهل بيت الرسول، ثم قال: لاخبر جاء و لاوحي نزل. هذه موجزه من حالات معاويه وعماله، و فيها كفايه لما نحن بصدده راجع في تفصيل ذلك الي كتابنا الحقايق في تاريخ الاسلام.
استخلاف معاوية يزيد
- الزيارات: 1170