جاء الإمام الحسن (عليه السلام) مع جيشه إلى معسكر النخيلة بفترة قصيرة، بعد أن أخبر الناس عن موقعه لمن شاء أن يلتــــحق به، فراح قطاعٌ من أهل الكــــوفة يبعـــثون الرســـائل إلى معاوية يخبروه فيها (بأنا معك وإن شئت أخذنا الحسن أسيراً وبعثناه إليك)(1).
وهكذا فعل الزعماء ورؤساء القبائل في الكوفة من أمثال عمرو بن سعد بن أبي وقاص، وحجر بن عمرو، وعمرو بن حريث، وأبو موسى الأشعري، وعمارة ابن الوليد بن عقبة، وعبد الله بن وهب الراسي، وشبث بن ربعي، والأشعث بن قيس... وغيرهم، وهؤلاء جميعاً كانوا قد بايعوا الإمام الحسن (عليه السلام) في أول الأمر، قبل أن تتم المواجهة مع معاوية على السمع والطاعة.
وقد كتب هؤلاء رسائل عديدة يطلبوا فيها من معاوية بالتحرك والمسير إلى الكوفة كما وأعلنوا له عن استعدادهم التام للوقوف بجانبه ضد الإمام الحسن (عليه السلام) ووعدوا بتسليم الإمام (عليه السلام) له عند وصول معاوية إلى الكوفة.
وبقي الإمام الحسن (عليه السلام) عشرة أيام ينتظر قدوم الناس للانضمام إلى جيشه لمحاربة جيش الشام، ولكن لم يحدث ذلك، بل تكثفت حجم المؤامرة ضد الإمام (عليه السلام) وتوسعت رقعة التواطؤ الداخلي مع جبهة الشام..
فالمؤامرة إذن في غاية الخطورة فبالأمس خيانات في الجيش، ثم محاولة اغتيال الإمام القائد (عليه السلام) والتي هذه كشفت عن شبكة عملية تضرب جذورها في أعماق المجتمع الكوفي وتتلقى توجيهات من الخارج وتنفذ مخططاته في داخل الدولة الإسلامية، واليوم تتسع هذه الشبكة لتطال قطاع كبير من أبناء الأمة، حتى دخل هذا القطاع في تشكيلة جيش الإمام (عليه السلام)، وإذا بسيل من الرسائل تصل إلى معاوية وتطالبه في الدخول إلى الكوفة والسيطرة على الحكم.
________________________
1 - معالي السبطين للحائري.
3ـ رسائل عملاء الكوفة إلى معاوية
- الزيارات: 2733