إن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم وكان إذا حجّ حجّ ماشياً وربما مشى حافياً، ولا يمر في شيءٍ من أحواله إلا ذكر الله سبحانه وكان أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقاً وكان إذا بلغ المسجد رفع رأسه ويقول: الهي ضيفك ببابك يا محسن قد أتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم)(1).
وقيل أنه حج خمساً وعشرين حجة ماشياً، وإن النجائب لتقاد معه، وإذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث بكى، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغش عليه منها، وإذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم، وسأل الله تعالى الجنة وتعوذ بالله من النار.
وكان إذا توضأ، أو إذا صلّى ارتعدت فرائصه واصفر لونه من خشية الله تعالى. وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات. وخرج من ماله لله تعالى مرتين.
ثم لا يمر في شيء من أحواله إلا ذكر الله عز وجل.
قال: (وكان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم بالدنيا)(2).
______________________________
1 - في رحاب أئمة أهل البيت (عليهم السلام) السيد الأمين المجلد، 3، 5. ص6. عن الصدوق في الأمالي.
2 - وكان من زهده ما خصص له محمد بن علي بن الحسين بن بابويه المتوفى سنة 381هـ، كتاباً أسماه كتاب زهد الحسن (عليه السلام).
عبادته
- الزيارات: 2620