• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

في ذكر حملها(عليها السلام) بأولادها وأحوالهم(عليهم السلام) وتعاهد النبيّ(ص) لبيتها كلّ يوم

 

في ذكر حملها(عليها السلام) بأولادها وأحوالهم(عليهم السلام) وتعاهد

النبيّ(صلى الله عليه وآله) لبيتها كلّ يوم، وسيرتها مع عليٍّ(عليه السلام)في

خدمة البيت وتوزيع الأعمال بينهما، وغيرها...

 

في ذكر أولادها (عليهم السلام):

ثمة مؤرخون يذهبون إلى أنّ فاطمة(عليها السلام) أنجبت أولاداً ستة، ثلاثة ذكور، وثلاثة اُناث، وهم: الحسن والحسين ومحسن وزينب الكبرى والوسطى المكنّاة باُمّ كلثوم والسيدة زينب([1]).

في ولادة الحسن المجتبى(عليه السلام):

كما لاحظنا تدخّل السماء في قضية زواج عليٍّ وفاطمة(عليهما السلام) كذلك كان أمر البارئ جلّ وعلا في ذرّيّتهما، حيث نزل جبرئيل(عليه السلام) بتسمية الحسن(عليه السلام) من الله تعالى، على نحو ما ذكره ابن بابويه بإسناده عن زيد بن عليٍّ عن أبيه(عليه السلام) قال: «لمّا ولدت فاطمة ـ صلّى الله عليها ـ الحسن(عليه السلام)قالت لعليّ: «سَمِّهِ، فقال: ما كنت لأسبق باسمه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله)فاُخرج إليه في خرقة صفراء، فقال: ألم أنهكم أن تلفّوه في صفراء؟! ثمّ رمى بها وأخذَ خرقةً بيضاء فلفّه فيها.

ثمّ قال لعليٍّ: هل سمّيته؟ فقال: ما كنت لأسبقك باسمه، فقال(صلى الله عليه وآله): وما كنت لأَسبق رَبّي عزّ وجلّ، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل: أنْ ولد لمحمد ابنٌ فاهبط فاقرأه السلام وهنِّئه وقل له: إنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى فسمّه باسم ابن هارون، فهبط جبرئيل فهنّأه من الله تعالى، ثم قال: الله جلّ جلاله يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون، قال: وما كان اسمه؟ قال: شبّر، قال: لساني عربي، قال: سمِّه الحسن، فسمّاه الحسن»([2]).

وأمّا أزواجه: فأوّل زوجة تزوجها هي فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولم يتزوج عليها حتّى توفّيت عنده، وكان له منها الحسن(عليه السلام) والحسين(عليه السلام)، وذُكر أنـّه كان له منها ابن آخر يقال له مُحسّن وأ نّه توفّي صغيراً، وزينب الكبرى([3]) واُمّ كلثوم الكبرى([4]).

ابن عبد البرِّ قال: الحسن(عليه السلام) ولدته اُمّه فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة([5]).

 

في ولادة الحسين(عليه السلام):

ما تقدّم يتّصل بولادة الحسن(عليه السلام) وهو الابن الأكبر، وأمّا فيما يتّصل بولادة الحسين(عليه السلام)، فهو قد أعقب ولادة الحسن لمدة قليلة، حيث قال الديار بكري في تأريخه: قال الواقدي: حملت فاطمة بالحسين بعد مولد الحسن بخمسين ليلة.

وقال ابن الدرّاع في مواليد أهل البيت(عليهم السلام): لم يكن بينهما إلاّ مدّة حمل البطن، وكان مدّة حمل البطن ستّة أشهر، وقال: لم يولد مولود قطّ لستّة أشهر فعاش، إلاّ الحسين وعيسى بن مريم([6]).

وقال الشيخ ابن نما: كانت مدّة حمله ستّة أشهر، ولم يولد لستّة سواه وعيسى(عليه السلام) وقيل: يحيى(عليه السلام)([7]).

 

في ذكر رؤياها(عليها السلام) بولادة الحسين(عليه السلام):

المعروف أنّ المعصومين(عليهم السلام) كانوا يحدّثون اُمهاتهم وهم في بطونهنّ ومنهم: الحسين(عليه السلام) حيث ذكر العلاّمة النوري(رحمه الله) قال: قال الراوندي في الخرائج: عن محمد ابن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن الحسن، عن يحيى بن عبدالحميد، عن شريك بن حمّاد، عن أبي ثوبان الأسدي ـ وكان من أصحاب أبي جعفر(عليه السلام) ـ ، عن الصلت بن المنذر، عن المقداد بن الأسود الكندي، عن فاطمة(عليها السلام) ـ في حديث طويل في ولادة الحسين(عليه السلام) ـ قالت: فلمّا صارت الستّة كنت لا  أحتاج في الليلة الظلماء إلى مصباح، وجعلتُ أسمع إذا خلوت بنفسي في مصلاّي التسبيح والتقديس في باطني، فلمّا مضى فوق ذلك تسع ازددت قوةً، فذكرت ذلك لاُمّ سلمة، فشدّ الله بها أزري، فلمّا زادت العشر غلبتني عيني وأتاني آت فمسح جناحه على ظهري، فقمت وأسبغت الوضوء وصلّيت ركعتين، ثمّ غلبتني عيني فأتاني آت في منامي وعليه ثياب بيض، فجلس عند رأسي، ونفخ في وجهي وفي قفاي، فقمت وأنا خائفة، فأسبغت الوضوء وأدّيت أربعاً، ثمّ غلبتني عيني فأتاني آت في منامي فأقعدني ورقّاني وعوّذني. فأصبحت وكان يوم اُمّ سلمة فدخلت في ثوب حمامة([8])، ثمّ أتيت اُمّ سلمة فنظر النبيّ(صلى الله عليه وآله)إلى وجهي فرأيت أثر السرور في وجهه، فذهب عنّي ما كنت أجد وحكيت ذلك للنبي(صلى الله عليه وآله).

فقال: أبشري، أمّا الأوّل فخليلي ميكائيل الموكَّل بأرحام أهل بيتي، فنفخ فيك؟ قلت: نعم، فبكى، ثمّ ضمّني إليه.

وقال: وأمّا الثالث فذاك حبيبي جبرئيل يُخدمه الله في ولدك، فرجعت فنزل تمام الستّة([9]).

 

في تسمية الحسين (عليه السلام) عند ولادته:

كما ذكرنا فإنّ التسمية جاءت للحسين(عليه السلام) من السماء، حيث ذكر ابن بابويه عن زيد بن عليٍّ عن أبيه(عليهما السلام) في حديث قال: «لمّا ولد الحسين(عليه السلام) أوحى الله عزّ وجلّ إلى جبرئيل: أن قد ولد لمحمد ابنٌ فاهبط إليه وهنِّئه وقل له: إنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى فسمِّه باسم ابن هارون، فهبط جبرئيل(عليه السلام)فهنّأه من الله تعالى، ثمّ قال: إنّ الله عزّ وجلّ يأمرك أن تسمّيَهُ باسم ابن هارون، فقال: وما كان اسمه؟ قال: شبيراً، قال: لساني عربي، قال: سمّه الحسين»([10]).

 

في تهنئة جابر لها(عليها السلام) بولادة الحسين وحديث اللوح:

المعروف تاريخياً، أنّ جابر الأنصاري أدرك المعصومين(عليهم السلام) إلى الامام الباقر(عليه السلام)، وبالنسبة إلى فاطمة(عليها السلام) فإنّ النصوص المؤرخة تشير إلى أنّ جابراً وجد عندها لوحاً خاصاً أثناء تهنئته إياها بولادة الحسين(عليه السلام)، وفي هذا السياق ورد عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: «قال أبي محمد بن عليٍّ(عليهما السلام) لجابر بن عبد الله الأنصاري: إنّ لي إليك حاجةً فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ قال له جابر: في أيِّ الأوقات أحببت، فخلا به في بعض الأوقات فقال له: يا جابر، أخبرني عن اللوح الّذي رأيته في يد اُمّي فاطمة(عليها السلام)، وما أخبرَتْكَ به اُمّي أ نّه في ذلك اللوح مكتوب؟

فقال جابر: أشهد بالله إنّي دخلت على اُمّك فاطمة ـ صلوات الله عليها ـ في حياة رسول الله(صلى الله عليه وآله)فهنّأتها بولادة الحسين(عليه السلام)، ورأيت في يدها لوحاً أخضر([11])فظننت أ نّه من زمرّد، ورأيت فيه كتاباً أبيض شبيه نور الشمس، فقلت: بأبي أنتِ واُمّي يا ابنة رسول الله ما هذا اللوح؟

فقالت: هذا اللوح أهداه الله إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)فيه اسم أبي واسم بَعْلي واسم ابني وأسماء الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليسرّني بذلك.

قال جابر: فأعطتنيه اُمّك فاطمة(عليها السلام)فقرأته واستنسخته، فقال له أبي: فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟ قال: نعم، فمشى معه أبي حتى انتهى إلى منزل جابر، فأخرج أبي صحيفة من رقٍّ([12]) وقال: يا جابر، انظر في كتابك لأقرأ أنا عليك، فنظر جابر في نسخته([13]) وقرأه أبي فما خالف حرف حرفاً!

قال جابر: فأشهد بالله إنّي هكذا رأيته في اللوح مكتوباً:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب من الله العزيز الحكيم([14]) لمحمّد نبيّه ونوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الأمين([15]) من عند ربّ العالمين، عظِّم يا محمد أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي([16])، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا قاصم الجبّارين ومُدِيل المظلومين وديّان الدين، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا، مَن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذّبتُه عذاباً لا اُعذّبه أحداً من العالمين، فإيّايَ فاعبد، وعليّ فتوكّل، إنّي لم أبعث نبيّاً فكمُلت أيّامه وانقضت مدته إلاّ جعلت له وصيّاً، وإنّي فضّلتك على الأنبياء([17])، وفضّلت وصيَّك عليّاً على الأوصياء، وأكرمتك بشبلَيْك بعده وسبطيك حسن وحسين.

فجعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه.

وجعلت حسيناً خازن علمي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسّعادة، وهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة، وجعلت كلمتي التامة معه وحجّتي البالغة عنده، بعترته اُثيب واُعاقب([18]).

أوّلهم علي سيّد العابدين وزين أوليائي الماضين، وابنه شبيه جدّه المحمود، محمد الباقر لعلمي([19]) والمعدن لحكمتي.

سيهلك المرتابون في جعفر، الرادّ عليه كالرادِّ عليَّ، حقَّ القول منّي لاُكرمنّ مثوى جعفر، ولاُسرّنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، أنتج بعده([20]) فتنةً عمياء حندس; لأنّ خيط فرضي لا ينقطع، وحجّتي لا تخفى، وأنّ أوليائي لا يَشْقُون.

ألا ومن جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي، ومن غيّر آيةً من كتابي فقد افترى عليَّ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي.

إنّ المكذّب بالثامن مكذّب بكلّ أوليائي، عليٌّ وليّي وناصري، ومَن أضع عليه أعباء النبوّة واُمتّعه([21]) بالاضطلاع بها، يقتله عفريت مستكبر يُدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلقي، حقّ القول منّي لاُقرَّنَّ عينه بمحمّد ابنه وخليفته ووارث علمه، فهو معدن علمي وموضع سرّي وحجّتي على خلقي، جعلت الجنّة مأواه وشفّعته في سبعين من أهل بيته، وأختم بالسعادة لابنه عليٍّ وليّي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي.

اُخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن، ثمّ اُكمل ذلك بابنهِ رحمةً للعالمين، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيّوب، وسيُذلّ أوليائي في زمانه، وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم، فيُقتلون ويُحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تُصبَغ الأرض من دمائهم ويفشو الويل والرنّة في نسائهم، اُولئك أوليائي حقاً، بهم أدفع كلّ فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل، وأرفع الآصار([22]) والأغلال، اُولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة واُولئك هم المهتدون».

قال عبدالرحمن بن سالم: قال لي أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلاّ هذا الحديث لكفاك، فَصُنْهُ إلاّ عن أهله([23]).

وروى أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: «قال أبي(عليه السلام) لجابر بن عبد الله الأنصاري: إنّ لي إليك حاجةً، فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك وأسألك عنها؟

قال له جابر: في أيّ وقت أحببت، فخلا به أبي في بعض الأيام فقال له: يا  جابر، أخبرني عن اللوح الّذي رأيته في يد اُمّي فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وما أخبرتْكَ به اُمّي، فما هو في ذلك اللوح مكتوب؟

فقال جابر: أشهد بالله إنّي دخلت على اُمِّكَ فاطمة(عليها السلام) في حياة رسول الله(صلى الله عليه وآله)فهنّأتها بولادة الحسين، فرأيت في يديها لوحاً أخضر ظننتُ أنـّه من زمرّد، ورأيت فيه كتاباً أبيض يشبه نور الشمس، فقلت لها: بأبي واُمّي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟

فقالت: هذا لوح أهداه الله إلى رسوله(صلى الله عليه وآله)فيه اسمه واسم بعلي واسم ابنَيَّ الحسن والحسين، والأوصياء من ولد الحسين(عليهم السلام)، فأعطانيه رسول الله(صلى الله عليه وآله)ليبشّرني بذلك، قال جابر: فأعطتنيه اُمّك فاطمة(عليها السلام)فقرأته، واستنسخته، فقال له أبو جعفر(عليه السلام): فهل لك يا جابر أن تعارضني به؟

قال: نعم. فمشى حتى انتهى إلى منزله، فأخرج إليَّ صحيفةً من ورق فيها نسخة ما في اللوح.

فقال: يا جابر، انظر في كتابك لأقرأ أنا عليك، فنظر في نسخته وقرأ أبي فما خالف حرف حرفاً.

فقال جابر: وأشهد بالله إنّي هكذا رأيته في اللوح مكتوباً([24]).

أقول: سنذكر حديث اللوح ـ إن شاء الله ـ بطريق أبسط من هذا فيما روي عنها(عليها السلام) من الأحاديث.

 

في ميلاد زينب الكبرى(عليها السلام) ووفاتها:

ولدت(عليها السلام) في شعبان في السنة الخامسة للهجرة الموافقة لسنة (626 م)، وعاشت مع جدّها النبيّ(صلى الله عليه وآله) خمس سنوات، وتوفّيت مساء يوم الأحد الرابع عشر من رجب الفرد سنة (62) من الهجرة الموافق لسنة (683 م)([25]).

ويبدو أنّ زينب(عليها السلام) من حيث التسمية قد اُوكل إلى الله تعالى كما حدث للحسين والحسين(عليهما السلام) وهذا يدلّ على خطورة شخصية زينب(عليها السلام) وقد ذكر صاحب كتاب «زينب الكبرى» أنـّه: لمّا ولدت زينب(عليها السلام)جاءَت بها اُمّها الزهراء(عليها السلام) إلى أبيها أمير المؤمنين(عليها السلام)وقالت له: سمّ هذه المولودة.

فقال: ما كنت لأسبق رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكان في سفر له، ولمّا جاء النبيّ(صلى الله عليه وآله)وسأله عليّ(عليه السلام) عن اسمها؟ فقال: ما كنت لأسبق ربّي تعالى، فهبط جبرئيل يقرأ على النبيّ السلام من الله الجليل، وقال له: سمّ هذه المولودة زينب فقد اختار الله لها هذا الاسم([26]). انتهى.

 

في ذكر سيرة الزهراء(عليها السلام) في خدمة بيتها:

من البيّن أنّ الرجل والمرأة يقتسمان خدمة بيتهما، ونرى ذلك فيما ورد من النصوص المؤرخة، مع ملاحظة أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) تدخّل في صياغة نمط الخدمة وما يترتّب عليها من الآثار.

وقد ورد عن عليٍّ(عليه السلام) قوله: «إنّ فاطمة شكت ما تلقاه من أثر الرَحى، فأتى النبيّ(صلى الله عليه وآله)سبي، فانطلقت فلم تجده، فوجدت عائشة فأخبرتها، فلمّا جاء النبيّ(صلى الله عليه وآله)أخبرته عائشة بمجيء فاطمة([27])، فجاء النبيّ(صلى الله عليه وآله) إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبتُ لأقوم فقال: على مكانكما، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري.

فقال: ألا اُعلّمكما خيراً ممّا سألتماني: إذا أخذتما مضاجعكما فكبّرا أربعاً وثلاثين، وسبّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم يخدمكما»([28]).

وعنه قال: قال عليّ: «يابن أعبد، ألا اُخبرك عنّي وعن فاطمة: كانت لرسول الله(صلى الله عليه وآله) أكرم أهله عليه، وكانت زوجتي، فجرّت بالرحاء حتى أثّر الرحاء بيدها، واستقت بالقربة حتى أثّرت القربة بنحرها، وقمّت([29]) البيت حتى اغبرّت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها وأصابها من ذلك ضرر»([30]). انتهى .

وعن اُمّ سلمة قالت: جاءت فاطمة تشتكي أثر الخدمة وتسأله خادماً، قالت: يا رسول الله، لقد مجلت([31]) يداي من الرحاء أطحن مرّةً وأعجن مرّة، فقال لها: إن يرزقك الله شيئاً سيأتيك، وسأدُلّك على خير من ذلك، ثم ذكر معناه([32]).

وأخرج مسلم عن أبي هريرة كما في تذكرة الخواصّ فقال: أتت فاطمة تسأل النبيّ(صلى الله عليه وآله) خادماً، فقال لها: «قولي: اللهمّ ربّ السماوات السبع والأرضِينَ السبع وربّ العرش العظيم، ربّنا وسعت كلّ شيء»([33]).

وعن الزهري قال: لقد طحنت فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)حتّى مجلت يداها وربى أثر قطب الرحاء في يدها([34]).

وروى ابن بابويه عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أ نّه قال لرجل من بني سعد: «ألا اُحدّثك عنّي وعن فاطمة: أنّها كانت عندي، فاستقت بالقربة حتى أثّرت في صدرها، وطحنت بالرحاء حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت([35]) ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألتِهِ خادماً يكفيك حرّ ما أنت فيه من هذا العمل، فأتت النبيّ(صلى الله عليه وآله)فوجدت عنده حُدّاثاً فاستحيَت فانصرفت، فعلم(صلى الله عليه وآله)أنّها قد جاءت لحاجة، فغدا علينا ونحن في لحافنا، فقال: السلام عليكم، فسكتنا واستحيينا لمكاننا، ثم قال: السلام عليكم فسكتنا، ثم قال: السلام عليكم فخشينا إن لم نردَّ عليه أن ينصرف، وقد كان يفعل ذلك فيسلّم ثلاثاً فإن اُذن له وإلاّ انصرف، فقلنا: وعليك السلام يا رسول الله ادخل، فدخل وجلس عند رؤوسنا.

فقال: يا فاطمة، ما كانت حاجتك أمس عند محمد؟ فخشِيَتْ إن لم نُجبه أن يقوم، فأخرجتُ رأسي فقلت: أنا والله اُخبرك يا رسول الله، إنّها استقت بالقربة حتى أثّر في صدرها، وجرّت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فقلت لها: لو أتيت أباكِ فسألتهِ خادماً يكفيك حرّ ما أنت فيه من هذا العمل؟

قال: أفلا اُعلِّمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فكبّرا أربعاً وثلاثين تكبيرة، وسبّحا ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، واحمدا ثلاثاً وثلاثين تحميدة، فأخرجت فاطمة(عليها السلام) رأسها وقالت: قد رضيت عن الله وعن رسوله، رضيت عن الله وعن رسوله»([36]).

وعن أبي هريرة قال: جاءت فاطمة إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)تسأله خادماً، فقال لها: قولى: «اللهمّ ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع، وربّ العرش العظيم، ربّنا وربّ كلّ شيء، فالِقُ الحبّ والنوى، منزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من كلّ شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنّا الدَين وأغننا من الفقر»([37]).

وعن أنس قال: إنّ بلالا أبطأ عن صلاة الصبح، فقال له النبيّ(صلى الله عليه وآله): «ما حبسك؟»، قال: مررت بفاطمة تطحن والصبيّ يبكي، فقلت لها: إن شئت كفيتك الرحل وكفيتيني الصبي، وإن شئت كفيتك الصبي وكفيتيني الرحل، فقالت: «أنا أرفق بابني منك، فذاك الذي حبسني»، قال: «فرحِمْتَها رحمك الله»([38]).

 

في ما تقاضى عليه عليّ وفاطمة (عليهما السلام) في خدمة البيت:

أشرنا إلى أنّ الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) تدخّل في صياغة المهمّات الموكولة إلى عليٍّ وفاطمة(عليهما السلام)، حيث ورد عن أبي البختري، عن أبي عبدالله، عن أبيه(عليهما السلام)قال: «تقاضى عليّ وفاطمة(عليهما السلام)إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الخدمة، فقضى على فاطمة بخدمة ما دون الباب، وقضى على عليٍّ ما خلفه، قال: قالت فاطمة(عليها السلام): فلا يعلم ما تداخلني من السرور إلاّ الله بإكفائي رسول الله(صلى الله عليه وآله)تحمّل رقاب الرجال»([39]).

وفي خبر: قال عليّ بن أبي طالب(عليه السلام): «ثمّ قام رسول الله(صلى الله عليه وآله)لينصرف فقالت له فاطمة(عليها السلام): يا أبَةِ لا طاقة لي بخدمة البيت، فأخدمني خادماً يخدمني ويعينني على أمر البيت، فقال لها رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا فاطمة، أيّما أحبّ إليكِ خادم أم خير من الخادم؟ قال عليّ: فقلت: قولي: خير من الخادم، فقالت: يا أبَةِ خير من الخادم.

فقال لها رسول الله(صلى الله عليه وآله): تسبّحين الله عزّ وجلّ في كلّ يوم ثلاثاً وثلاثين مرّةً، وتحمدينه ثلاثاً وثلاثين مرّةً، وتهلّلينه أربعاً وثلاثين مرّةً، فذلك مائة باللسان وألف حسنة في الميزان، يا فاطمة، إنَّكِ إن قلتِها في صبيحة كلِّ يوم كفاكِ اللهُ ما همّكِ من أمر الدُنيا والآخرة»([40]).

 

في قوله(صلى الله عليه وآله) لفاطمة(عليها السلام): تعجّلي مرارة الدُنيا بحلاوة الآخرة:

طبيعياً أنّ فاطمة(عليها السلام) التزمت بتوصية الرسول(صلى الله عليه وآله) إيثاراً لقيم الروح وللآخرة، وزهداً بالدنيا، ولذلك بقيت تخدم وتتحمل الشدائد، ولذلك عندما التقاها النبيّ(صلى الله عليه وآله)ذات يوم، هنّأها على ذلك، حيث ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري: أ نّه رأى النبيّ(صلى الله عليه وآله) فاطمة(عليها السلام) وعليها كساء من أجلّة الإبل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقال: يا بنتاه، تعجّلي مرارة الدُنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله، الحمد الله على نعمائه والشكر لله على آلائه، فأنزل الله: (ولَسَوفَ يُعطيكَ ربُّكَ فَتَرضى)([41]).

في ذكر الجارية التي أنفذها رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) لخدمتها(عليها السلام):

مع أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) أخبر فاطمة(عليها السلام) بما هو أفضل من الخادم إلاّ أ نّه(صلى الله عليه وآله) بعث إليها في النهاية خادماً، حيث ذكر ابن شهرآشوب قال: قال أبو هريرة: فلمّا خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) من عند فاطمة(عليها السلام)أنزل الله على رسوله: (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَة مِن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا) يعني عن قرابتك وابنتك فاطمة، (ابتغاء) يعني طلب رحمة من ربّكَ، يعني رزقاً من ربّك ترجوها (فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً)([42]) يعني قولا حسناً، فلمّا نزلت هذه الآية أنفذ رسول الله(صلى الله عليه وآله) جاريةً إليها للخدمة وسمّاها فِضّة([43]).

وأخرج أبو بكر الخوارزمي، عن محمد بن عليٍّ، عن أبيه(عليهما السلام) أ نّه ذكر تزويج فاطمة(عليها السلام)، ثمّ ذكر أنّ فاطمة(عليها السلام) سألت من رسول الله(صلى الله عليه وآله) خادماً ... ـ إلى أن قال : ـ «ثمّ غزا رسول الله(صلى الله عليه وآله) ساحل البحر فأصاب سبياً فقسّمه، فأمسك امرأتين إحداهما شابّة والاُخرى امرأة قد دخلت في السنّ ليست بشابّة، فبعث إلى فاطمة وأخذ بيد المرأة فوضعها في يد فاطمة، وقال:

يا فاطمة، هذه لكِ ولا تضربيها فإنّي رأيتها تصلّي، وإنّ جبرئيل نهاني أن أضرب المصلّين، وجعل رسول الله يوصيها بها، فلمّا رأت فاطمة ما يوصيها بها التفتت إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقالت: يا رسول الله، عليَّ يوم وعليها يوم، ففاضت عينا رسول الله بالبكاء وقال: الله أعلم حيث يجعل رسالته، ذرّيّة بعضها من بعض والله سميع عليم»([44]).

 

في قصّة فضّة خادمة الزهراء(عليها السلام):

وما دمنا نتحدث عن الزهراء(عليها السلام) ومن ثم خادمتها، حينئذ لابدّ وأن تتأثر فضة بالمناخ الذي عايشته ومن ذلك اُلفتها بالقرآن الكريم، حيث يظل القرآن الكريم مصدراً ثرّاً للاقتباسات والأمثال والاستشهاد بنصوصه الكريمة، ومن ذلك ما نقله ابن شهرآشوب عن فضة وعلاقتها بالقرآن الكريم، حيث قال: قال أبو القاسم القشيري في كتابه: قال بعضهم: انقطعتُ في البادية عن القافلة فوجدتُ امرأةً فقلت لها: من أنتِ؟

فقالت: (وقُلْ سَلامٌ فسوفَ يَعلمونَ)([45])، فسلّمت عليها.

فقلت: ما تصنعين هاهنا؟

قالت: (مَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ)([46]).

فقلت: أمن الجنّ أنتِ أم من الإنس؟

قالت: (يا بَنِي آدمَ خُذُوا زِينَتَكُم)([47]).

فقلت: من أين أقبلتِ؟

قالت: (يُنادَوْنَ مِنْ مَكان بَعِيد)([48]).

فقلت: أين تقصدين؟

قالت: (وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ)([49]).

فقلت: متى انقطعتِ؟

قالت: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمواتِ وَالاَْرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيّام)([50]).

فقلت: أتشتهين طعاماً؟

فقالت: (وَ ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ)([51]).

فأطعمتها، ثمّ قلت: هرولي ولا تعجلي.

قالت: (لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها)([52]).

فقلت: أردفك؟

فقالت: (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللّهُ لَفَسَدَتا)([53]).

فنزلت فأركبتها، فقالت: (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا)([54]).

فلمّا أدركنا القافلة قلت لها: ألكِ أحد فيها؟

قالت: (يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الاَْرْضِ)([55]) (وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ)([56])(يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ)([57]) (يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللّهُ)([58]) فصحت بهذه الأسماء فإذا أنا بأربعة شباب متوجّهين نحوها، فقلت: مَنْ هؤلاء منك؟

قالت: (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا)([59]).

فلمّا أتوها قالت: (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الاَْمِينُ)([60]).

فكافؤوني بأشياء، فقالت: (وَاللّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ)([61])، فزادوا عليِّ.

فسألتهم عنها، فقالوا: هذه اُمّنا فضّة جارية الزهراء(عليها السلام)، ما تكلّمت منذ عشرين سنةً إلاّ بالقرآن([62]).

 

في نذر فاطمة وعليٍّ (عليهما السلام) والجارية عند مرض الحسنين (عليهما السلام):

قصة النذر لفاطمة وعليّ(عليهما السلام) من الحوادث المعروفة تأريخياً، حيث نزل الوحي مثمّناً هذا الموقف وما واكبه من الإيثار وإطعام الآخرين، حيث كان النذر لشفاء الحسنين(عليهما السلام)، وكان صومَ ثلاثة أيام...

وإليكَ تفصيل الحادثة: عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جدّه(عليهم السلام)قال: «مرض الحسن والحسين(عليهما السلام) مرضاً شديداً، فعادهما رسول الله(صلى الله عليه وآله) في جميع
أصحابه وقال لعليٍّ: يا أبا الحسن، إن نذرت لله نذراً واجباً فإنّ كلّ نذر لا يكون لله فليس منه وفاء!

فقال عليّ بن أبي طالب: إن عافى الله وُلدي ممّا بهما صمت لله ثلاثة أيّام متواليات. وقالت فاطمة(عليها السلام) مثل مقالة عليٍّ(عليه السلام)، وكانت لهم جارية نوبيّة تُدعى فضّة قالت: إن عافى الله سيّدَيَّ ممّا بهما صمت لله ثلاثة أيّام.

فلمّا عافى الله الغلامَينِ ممّا بهما انطلق عليّ إلى جار يهوديٍّ يقال له: شمعون ابن حارا. فقال له: يا شمعون، أعطني ثلاثة أصوع من شعير وجزّةً من صوف تغزله لك ابنة محمّد(صلى الله عليه وآله)، فأعطاه اليهودي الشعير والصوف فانطلق إلى منزل فاطمة(عليها السلام). فقال لها: يا بنت رسول الله، كلي هذا واغزلي هذا، فباتوا وأصبحوا صياماً، فلمّا أمسوا قامت الجارية إلى صاع من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص: قرص لعليٍّ وقرص لفاطمة وقرص للحسن وقرص للحسين وقرص للجارية، وإنّ عليّاً(عليه السلام)صلّى مع النبيّ(صلى الله عليه وآله) ثمّ أقبل إلى منزل فاطمة(عليها السلام) ليفطر، فلمّا أن وُضِعَ بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله فإذا سائل قد قام بالباب.

فقال: السلام عليكم ياأهل بيت محمّد(صلى الله عليه وآله)، أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة.

فألقى عليّ وألقى القوم من أيديهم الطعام، فأعطوه طعامهم وباتوا على صومهم لم يذوقوا إلاّ الماء، فلمّا أمسوا قامت الجارية إلى الصاع الثاني فعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، وإنّ عليّاً(عليه السلام) صلّى مع النبيّ(صلى الله عليه وآله)ثمّ أقبل إلى منزله ليفطر، فلمّا وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله إذا يتيم قد قام بالباب.

فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد(صلى الله عليه وآله)، يتيم من يتامى المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة.

قال: فألقى عليّ(عليه السلام) وألقى القوم من أيديهم الطعام، فأعطوا طعامهم وباتوا على صومهم ولم يذوقوا إلاّ الماء، وأصبحوا صيّاماً، فلمّا أمسوا قامت الجارية إلى الصاع الثالث فعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، وإنّ عليّاً صلّى مع النبيّ(صلى الله عليه وآله)، ثمّ أقبل إلى منزله يريد أن يفطر، فلمّا وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله فإذا أسير كافر قد قام بالباب.

فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد ...  ـ  إلى أن قال : ـ أطعموني فإنّي أسير محمد، فألقى عليّ وألقى القوم من أيديهم الطعام.

قال: فأعطوه طعامهم، وباتوا على صومهم لم يذوقوا إلاّ الماء، فأصبحوا وقد قضى الله عليهم نذرهم. وإنّ عليّاً(عليه السلام) أخذ بيد الغلامين وهما كالفرخين لا ريش لهما يترجّجان([63]) من الجوع، فانطلق بهما إلى منزل النبيّ(صلى الله عليه وآله)، فلمّا نظر إليهما رسول الله(صلى الله عليه وآله)اغرورقت عيناه بالدموع، وأخذ بيد الغلامين فانطلق بهما إلى منزل فاطمة(عليها السلام)، فلمّا نظر إليها رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقد تغيّر لونها وإذا بطنها لاصق بظهرها انكبّ عليها يقبّل بين عينيها، ونادته باكية: واغوثاه بالله ثمّ بِكَ يا رسول الله من الجوع.

قال: فرفع يدهُ إلى السماء وهو يقول: اللهمّ أشبع آل محمد، فهبط جبرئيل(عليه السلام)فقال: يا محمد، اقرأ، قال: وما أقرأ؟ قال: اقرأ: (إِنَّ الاَْبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْس كانَ مِزاجُها كافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ...)([64]) إلى آخر ثلاث آيات.

ثمّ إنّ عليّاً(عليه السلام) مضى من فور ذلك حتّى أتى أبا جبلّة الأنصاري، فقال له: يا  أبا جبلّة، هل عندك من قرض دينار؟ قال: نعم يا أبا الحسن، اُشهد الله وملائكته أنّ أكثر شطر مالي لك حلال من الله ومن رسوله، قال: لا حاجة لي في شيء من ذلك، إن يكُ قرضاً قبلته، قال: فرفع إليه ديناراً.

ومرّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)يتخرّق أزقّة المدينة ليبتاع بالدينار طعاماً، فإذا هو بمقداد بن الأسود الكندي قاعد على الطريق فدنا منه يسلّم عليه.

وقال: يا مقداد، مالي أراك في هذا الموضع كئيباً حزيناً؟

قال: أقول كما قال العبد الصالح موسى بن عمران: (رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِيرٌ)([65]).

قال: ومنذ كم يا مقداد؟

قال: هذا أربع، فرجع عليّ مليّاً ثمّ قال: الله أكبر الله أكبر، آل محمّد(صلى الله عليه وآله) منذ ثلاث وأنت يا مقداد منذ أربع! أنت أحقّ بالدينار منّي، فدفع إليه الدينار ومضى حتّى دخل على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في مسجده، فلمّا انفتل([66]) رسول الله(صلى الله عليه وآله)ضرب بيده إلى كتفه، وقال: يا عليّ، انهض بنا إلى منزلك لعلّنا نصيب به طعاماً فقد بلغنا أخذك الدينار من أبي جبلّة.

قال: فمضى وعليّ يستحي من رسول الله(صلى الله عليه وآله)، رابط على بطنه حجراً من الجوع، حتى قرعا على فاطمة(عليها السلام) الباب، فلمّا نظرت فاطمة(عليها السلام)إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)وقد أثّر الجوع في وجهه ولّت هاربةً وقالت: واسوأتاه من الله ومن رسوله كأنّ أبا الحسن ما علم أن ليس عندنا شيء منذ ثلاث.

ثمّ دخلت مخدعاً([67]) لها فصلّت ركعتين ثمّ نادت: يا الله، هذا محمد نبيّك وفاطمة بنت نبيّك وعليّ ختن نبيّك وابن عمّه، وهذان الحسن والحسين سبطا نبيّك، اللهمّ فإنّ بني إسرائيل سألوك أن تنزّل عليهم مائدةً من السماء فأنزلتها عليهم وكفروا بها، اللهمّ فإنّ آل محمّد لا يكفرون بها.

ثمّ التفتت ملمّةً فإذا هي بصحيفة مملوءة ثريداً وعِراقاً، فاحتملتها ووضعتها بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله)،فأهوى بيده إلى الصحيفة والثريد والعراق.

فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله): (وَإِنْ مِنْ شَيْء إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ...)([68])، ثمّ قال: يا عليّ، كُلْ من جوانب القصعة ولا  تهدموا صومعتها فإنّ فيها البركة، فأكل النبيّ(صلى الله عليه وآله)وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، والنبيّ يأكل وينظر إلى عليٍّ متبسّماً، وعليّ يأكل وينظر إلى فاطمة متعجّباً!

فقال له النبيّ(صلى الله عليه وآله): كُلْ يا عليّ ولا تسأل فاطمة عن شيء، الحمد لله الّذي جعل مثلك ومثلها مثل مريم بنت عمران وزكريا (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب)([69]).

يا عليّ، هذا بالدينار الّذي أقرضته، لقد أعطاكَ الله خمسةً وعشرين جزءاً من المعروف، فأمّا جزء واحد فجعل في دنياك أن أطعمك من جنّته، وأربعة وعشرون جزءاً ادّخرها لك لآخرتك([70]).

وقال ابن بابويه بعد إيراد هذا الحديث: قال الحسن بن مهران في حديث: فوثب النبيّ(صلى الله عليه وآله) حتّى دخل منزل فاطمة(عليها السلام)، فرأى ما بهم، فجمعهم، ثمّ انكبَّ عليهم.

فهبط عليه جبرئيل بهذه الآيات: (إِنَّ الاَْبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْس كانَ مِزاجُها كافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً).

قال: هي عين في دار النبيّ(صلى الله عليه وآله) تُفجَّر إلى دور الأنبياء والمؤمنين، (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) يعني: عليّاً وفاطمة والحسن والحسين وجاريتهم (وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً)، يقول: عابساً كلوحاً([71])، (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) يقول: على شهوتهم للطعام وإيثارهم له، (مِسْكِيناً) من مساكين المسلمين، (وَيَتِيماً)من يتامى المسلمين، (وَأَسِيراً) من اُسارى المشركين، ويقولون إذا أطعموهم: (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً).

قال: واللهِ ما قالوا هذا لهم، ولكنّهم أضمروه في أنفسهم، فأخبر الله بإضمارهم، يقولون: (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً) تُكافِئُوننا به، (وَلا شُكُوراً) تَثنون علينا به، ولكنّا إنّما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.

قال الله تعالى ذكره: (فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً) في الوجوه، (وَسُرُوراً) في القلوب، (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً) يسكنونها (وَحَرِيراً)يفترشونه، ويلبسونه، (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الاَْرائِكِ)، والأريكة: السرير، عليه الحجلة، (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً([72]))([73]).

وعن ابن عباس في تفسير سورة هل أتى قال: إنّ الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله(صلى الله عليه وآله) في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نذرت على ولدك، فنذر عليّ وفاطمة وفضّة جارية لهما إن برئا ممّا فيه أن يصوموا ثلاثة أيّام، فُشفيا، وما معهم شيء، فاستقرض عليّ من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال:

السلام عليكم أهل بيت محمد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثروه وباتوا فلم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صيّاماً، فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم، فآثروه. ووقف عليهم أسير في الثالثة، ففعلوا مثل ذلك.

فلمّا أصبحوا أخذ عليّ(عليه السلام) بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفِراخ من شدّة الجوع، قال: ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم! وقام فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيل وقال: خذها يا محمد، هنّاك الله في أهل بيتك، فأَقرأَهُ السورة([74]).

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] . إنّ الذي يظهر ممّا حقّقه بعض المؤرخين ورواة علماء الشيعة والكتّاب هو: أ نّه ليس لأمير المؤمنين من فاطمة(عليها السلام) من البنات سوى زينب الكبرى والمكنّاة باُمّ كلثوم، كما يظهر من خُطبها(عليها السلام)أثناء السبي في مجلس ابن زياد بالكوفة وفي مجلس يزيد بالشام، فتارةً يذكر المؤرخون اسمها، واُخرى كنيتها، ولو كانت اُمّ كلثوم غير زينب لوصلت إلينا نبذة من حياتها وسيرتها وغير ذلك، وكما يقال: «لو كانَ لَبانَ».

                انظر: المسائل السروية للشيخ المفيد: 86، ومرآة العقول للعلاّمة المجلسي: 20/42، وجميع تراجم رجال الشيعة، علماً بأنّ ما رواه أهل السنّة في تواريخهم بأنّ التي تزوّجها عمر بن الخطاب هي اُمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فهو خطأ، والصحيح أنّها اُمّ كلثوم بنت جرول، كما جاء في الإصابة لابن حجر وطبقات ابن سعد، فراجع.

                علماً بأنّ ابن عبد البرّ القرطبي قال في (الاستيعاب بمعرفة الأصحاب: 2/509/3638) في ترجمة اُم كلثوم بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام): قال أبو عمر: «وَلَدت اُمّ كلثوم بنت علي لعمر بن الخطاب زيدبن عمر الأكبر ورقية بنت عمر، وتوفّيت اُم كلثوم وابنها زيد في وقت واحد» أي أنها ماتت في زمن عمر وصلى عليها ابن عمر بوجود الإمام الحسن بن علي، وإن دلّ هذا الخبر على شيء فإنّما يدلّ على كذب زعمهم بأن عمر تزوج اُم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وعلى صحة ما قلناه أعلاه، هذا، إضافة إلى أن اُم كلثوم (زينب الكبرى (عليها السلام)) قد حضرت واقعة الطف بكربلاء جنباً لجنب أخيها الإمام الحسين بن
علي (عليهما السلام)، هذا علاوةً على ما في الأخبار التي ذكر ابن عبد البر من المتناقضات. فلاحظ. (مؤسسة السبطين(عليهما السلام)).

[2] . أمالي الصدوق: 197، علل الشرائع: 1/166/7، بحار الأنوار: 43/238، ذخائر العقبى: 120، إعلام الورى: 1/411، مناقب ابن شهرآشوب: 4/30.

[3] . راجع هامش الصفحة السابقة في أنّ زينب الكبرى هي نفسها المكنّاة باُمِّ كلثوم.

[4] . تاريخ الطبري: 3/397، مناقب ابن شهر آشوب: 3/349، الإرشاد للمفيد: 1/354.

[5] . الاستيعاب: ترجمة الحسن (عليه السلام)، ذخائر العقبى: 117، نور الأبصار: 34.

[6] . تأريخ الخميس: 1/469 ـ 470، علل الشرائع: 1/242/3، دلائل الإمامة: 71.

[7] . بحار الأنوار: 44/202، عن كتاب مثير الأحزان.

[8] . كذا في الأصل.

[9] . دار السلام: 1/34.

[10] . علل الشرائع: 1/166/5.

[11] . في أمالي الطوسي زيادة «من زبرجدة خضراء».

[12] . في نسخة من الأمالي: «وأتى بصحيفة من كاغد».

[13] . الظاهر من كتب السير والأخبار أنّ جابر بن عبدالله الأنصاري كان مكفوف البصر آنذاك، وأنّ الإمام(عليه السلام) قد كشف عن بصر جابر من أجل قراءة اللوح وذلك لإظهار كرامة أهل البيت(عليهم السلام). (مؤسسة السبطين(عليهما السلام)).

[14] . في نسخة من الأمالي: «العليم».

[15] . في الأمالي: «أنزله الروح الأمين على محمّد خاتم النبيّين».

[16] . في الأمالي: «ولا ترجُ سِواي ولا تَخش غيري».

[17] . وفي أمالي الطوسي: «يا محمد، إنّي اصطفيتك على الأنبياء ... إلى آخره».

[18] . في أمالي الطوسي: «تثبت فيه الإمامة ومنه تُعقب على زين العابدين».

[19] . في الأمالي: «والداعي إلى سبيلي على منهاج الحقّ».

[20] . في الأمالي: «تثبت من بعده فتنة صمّاء»، وفي إثبات الوصيّة: «تنتج بعده... إلى آخره».

[21] . في الهامش نسخة: «وأمنَحهُ».

[22] . الاُصر جمع آصار: الرحم والقرابة والمنّة، القاموس المحيط: 2/7 (مادة أصر).

[23] . غيبة الطوسي: 146/ذ108، عيون أخبار الرضا: 1/48/2، إثبات الوصيّة: 137، أمالي الطوسي: 291/566، جامع الأخبار: 67/11، كمال الدين: 308/1، بشارة المصطفى: 225، وكلّها مع اختلاف يسير في اللفظ، ومع اختصار في بعضها.

[24] . غيبة الطوسي: 143 ـ 144/108، إثبات الوصية: 224.

[25] . السيدة زينب وأخبار الزينبات للعبيدلي: 30.

[26] . زينب الكبرى: 21.

[27] . في نسخة: «قالت فاطمة: فجاء النبيّ ... إلى آخره» .

[28] . أخرجه البخاري وأبو حاتم كما في ذخائر العقبى: 49.

[29] . قمّ البيت قمّاً: كنسه. مجمع البحرين: 6/141 (مادة قمم).

[30] . أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: 2/42.

[31] . مجلت يداها: تقرّحت من العمل، وتكون بين الجلد واللحم فيها ماء بإصابة نار أو مشقّة أو معالجة الشيء الخشن. المعجم الوسيط 2/855 (مادة مَجَل).

[32] . أخرجه الدولابي كما في ذخائر العقبى: 5.

[33] . تذكرة الخواصّ: 176.

[34] . أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: 2/41، وأورده ابن شهرآشوب في المناقب: 3/389.

[35] . الدكنة: لون يضرب إلى السواد. الصحاح: 5/2113 (مادة دكن).

[36] . من لا يحضره الفقيه: 1/226/947.

[37] . أخرجه مسلم والترمذي كما في ذخائر العقبى: 41.

[38] . ذخائر العقبى: 51، إسعاف الراغبين: 171.

[39] . قرب الإسناد: 52/170، بحار الأنوار: 43/81/1.

[40] . المناقب للخوارزمي: 354/364.

[41] . مناقب آل أبي طالب: 3/390، مقتل الحسين(عليه السلام) للخوارزمي: 1/105/34.

[42] . الإسراء: 28.

[43] . المناقب لابن شهرآشوب: 3/390.

[44] . مقتل الحسين: 1/111/48.

[45] . الزخرف: 89.

[46] . الزُمَر: 37.

[47] . الأعراف: 31.

[48] . فُصِّلت: 44.

[49] . آل عمران: 97.

[50] . ق: 38.

[51] . الأنبياء: 8.                                            2 .  البقرة: 286.

 

[53] . الأنبياء: 22.                                         4 . الزخرف: 13.

 

[55] . ص: 26.                                               6 .  آل عمران: 144.

 

[57] . مريم: 12.                                             8 .  القصص: 30.

 

[59] . الكهف: 46.                                          10 .  القصص: 26.

 

[61] . البقرة: 261.                                      12 .  المناقب: 3/391.

 

[63] . الرَجْرجَة: الاضطراب، وارتجّ البحر: إذا اضطرب. مجمع البحرين: 2/302 (مادة رجج).

[64] . الإنسان (الدهر): 5 ـ 6.

[65] . القصص: 24.

[66] . انفتل من الصلاة: انصرف عنها. مجمع البحرين: 5/439 (مادة فتل).

[67] . المَخدَع: هو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير، ومنه صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها. مجمع البحرين: 4/320 (مادة خدع).

[68] . الإسراء: 44.

[69] . آل عمران: 37.

[70] . رواه فرات الكوفي في تفسيره: 196، وأمالي الصدوق: 333، وموفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب: 267/250 وص268/251، ومحمد بن يوسف الكنجي في الكفاية: 201، وسبط ابن الجوزي في التذكرة: 170، والشبلنجي في نور الأبصار: 108، وابن شهرآشوب في المناقب: 3/424 مع اختلاف يسير في اللفظ وزيادة ونقصان.

[71] . كالحون: عابسون، والكلوح: تكثّر في العبوس. مجمع البحرين: 2/408 (مادة كلح).

[72] . الإنسان: الآيات من 7 ـ 13.

[73] . أمالي الصدوق: 333/390.

[74] . تفسير الكشّاف: 1/511، ينابيع المودّة: 1/279/4، تفسير الرازي: 8/295، تفسير أبو السُعود: 8/367، روح البيان: 2/546، تفسير البيضاوي: 45 سورة هل أتى.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

telegram ersali arinsta ar

١ صفر

وقعة صفين عيد الشام

المزید...

٢ صفر

السبايا عند يزيد شهادة زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام قتل صاحب الزنج واخماد انقلابه ...

المزید...

٣ صفر

ولادة الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام

المزید...

٥ صفر

شهادة رقيّة بنت الحسين عليه السلام

المزید...

٧ صفر

شهادة الامام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام ولادة الامام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام ...

المزید...

٨ صفر

وفاة سلمان المحمّدي رضوان الله تعالى عليه

المزید...

٩ صفر

شهادة عمّار بن ياسر في وقعة صفين وقعة النهروان

المزید...

١٤ صفر

شهادة محمد بن أبي بكر

المزید...

١٨ صفر

شهادة أويس القرني

المزید...

٢٠ صفر

غزوة بئر معونة السبايا في كربلاء موقف جابر بن عبدالله الانصاري ...

المزید...

٢٧ صفر

تأمير اُسامة بن زيد من قبل الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم

المزید...

٢٨ صفر

شهادة النبي الأكرم محمد صلّى الله عليه وآله وسلم شهادة الامام الحسن بن علي المجتبى عليهما السلام ...

المزید...

٢٩ صفر

شهادة الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليه السلام  

المزید...
0123456789101112
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page