طباعة

الشورى الصغرى

الشورى الصغرى

 

مناقب العترة، لابن فهد الحلّي (رحمه الله)، عن حذيفة بن اليمان وجابر بن عبدالله الأنصارى، قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): «الويل، الويل لأُمّتي من الشورى الكبرى والشورى الصغرى»، فسُئل عنهما، فقال (صلى الله عليه وآله): «أمَّا الشورى الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حقّ ابنتي، وأمَّا الصغرى فتعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنّتي وتبديل أحكامي»([1]).

الويل: يعني كلمة زجر وتهديد، أو وادي من وديان جهنَّم، وتكرارها يعني أنَّ العواقب مهمّة جدّاً وما يترتّب عليها أهمّ.

الشورى الكبرى التي عُقدت في السقيفة في المدينة المنوّرة وانقلاب النّاس إلاّ أهل البيت (عليهم السلام) وما يعدّون إلاّ بعدد أصابيع اليد: (أفَإنْ مَاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُم عَلَى أعْقَابكُم وَمَنْ يَنْقَلِب عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئَاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)([2]).

وما نراه من قتل وهتك وتخريب في العراق إنَّما نتيجة الشورى الكبرى في السقيفة، ومسؤوليّة ذلك يقع على عاتق المؤتمرين في السقيفة، ولذا قال (صلى الله عليه وآله): «الويل، الويل لأُمّتي من الشورى الكبرى والشورى الصغرى».

وأمَّا الشورى الصغرى فتعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء، وقد انعقدت مرَّة في حكم عبد الكريم قاسم وسيطرة الشيوعيّة، فقد بدّلت السُّنة والأحكام حين كُتب قانون الأحوال المدني، حيث جعلوا مادّة في القانون يتساوى الرجل والمرأة فيه في الميراث، وهو خلاف ما جاء في السُّنة والأحكام، ومواد أُخرى ما أنزل الله بها من سلطان ولا ندري اليوم ما يحدث في كتابة الدستور من تغيير وتبديل، والنبيّ (صلى الله عليه وآله) سلفاً قال: «الويل، الويل لأُمّتي من الشورى الكبرى والشورى الصغرى»، يعني إنَّهم سيغيّرون ويبدّلون في السُّنة والأحكام، كما بدّلوا في الشورى الكبرى، وهذا هو الآخر من دلائل صدق النبوّة، وعلائم الظهور.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) بيان الأئمّة (عليهم السلام)، ج 1، ص: 295، الطبعة الأُولى، دار الغدير.

([2]) آل عمران / 144.