طباعة

إحياء الحركة الوهابية لإسناد النظام القبلي العائلي

إحياء الحركة الوهابية لإسناد النظام القبلي العائلي

  لم يعرف عبد العزيز بن سعود أي نوع من إدارة الدولة على أسسها الإدارية الحديثة، بل كان يديرها وفق عقليته البدوية العشائرية، وحتى عندما استحدث نظام رئاسة الوزراء في أخريات أيام حياته لم يتم العمل به لان ذهنيته هي نتاج مجتمع قبلي طائفي لا تقبل التغيير، ولا تقبل التطور الحديث ولم يكن ليفهم المتغيرات ويقبل آلية الحكم وإدارة الشعوب في الزمن الحديث. وفي آخر أيامه وتحديداً في أكتوبر 1953، أصدر الملك عبد العزيز مرسوماً باستحداث مجلس للوزراء ولكنه لم يشرع بمزاولة أعماله إلا بعد وفاة الملك نفسه حيث توفي الملك عبد العزيز في 9 نوفمبر 1953م، في الطائف، ونقل جثمانه جواً إلى الرياض، حيث دفن وفق التقاليد الوهابية. وفي التاسع من (نوفمبر) 1953م أكد العاهل الجديد سعود تعيين شقيقه فيصل نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للخارجية، واحتفظ لنفسه برئاسة الحكومة.
يقول الزركلي (أن عبد العزيز حينما توفي كان عدد الأحياء من أبنائه 43 ولداً وبلغ العدد الإجمالي لأبنائه وأحفاده وحفيداته ـ عدا أبناء بناته ـ 160 فرداً، ويزيد العدد على الثلاثمائة إذا أضفنا ذرية بناته. أما الملك سعود المولود عام 1902م فكان الابن الثاني لعبد العزيز بعد تركي الذي توفي شاباً بسبب إصابته بالأنفلونزا عام 1919. وأم سعود من آل عريعر وهم شيوخ بنو خالد، وقد توفيت عام 1969، أي بعد وفاة ابنها الملك. وكان للملك سعود 40 ولداً وهو عدد مقارب لعدد أخوته، أما غريمه فيصل (المولود عام 1906) فلم يكن له غير ثمانية أولاد بعث خمسة منهم للدراسة في المدارس والجامعات الأمريكية وواحداً إلى أوكسفورد وآخر إلى كلية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية)، وابرز أبنائه هما سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، وتركي الفيصل مدير المخابرات السعودية السابق والسفير السعودي لدى واشنطن المستقيل قبل فترة قصيرة.
وكانت خطوة عبد العزيز الأولى إحياء الحركة الوهابية التي لفها النسيان لدعم توجهه في تثبيت سلطتة القبلية الطائفية وإعادة التحالف بين آل سعود وآل الشيخ، فكانت حركة الإخوان الذين كانوا السند الحقيقي له في توسيع رقعة سلطته والسيطرة على كل نجد والحجاز وحائل والإحساء باسم الدفاع عن الدين ووفق نظرية (الفتح) وبواسطة جيش قبلي مؤدلج من البدو الرحل وبدون أي تكاليف تذكر مستفيدا من جهل البدو وقوة الروابط البدوية فيما بينهم لنشر فكرة الوهابية باسم تصحيح الدين.
وقد سار ابنه سعود بن عبد العزيز على خطاه عندما تسلم السلطة من بعده، ففي آذار (مارس) 1954م أدلى سعود في أول اجتماع لمجلس الوزراء ببيانه السياسي الأولى بصفته ملكاً، وقد أعلن عن تمسكه بأهداب الدين، وعزمه على مواصلة سياسة والده وأساليب حكمه؛ وقال (إن هدفه الأول هو تثبيت أصول الدين والشرع). وهكذا سار الحكم السعودي في تسلسل السلطة واستلام الحكم من قبل أبناء عبد العزيز فيصل وخالد وفهد وعبد الله الملك الحالي. فالمهم هو تثبيت التحالف السياسي - الديني بين عائلتي آل سعود وآل الشيخ لدعم وجود الدولة القبلية بالفكر الديني الوهابي.
وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون تعليق.
المصدر:alhejazonline