طباعة

لا أسعدَ اللهُ قلباً لم يذب كَمَدَا

١٥ شوال ٣ هـ شهادة مولانا حمزة بن عبدالمطلب سيد شهداء زمانه عليه السلام.
لا أسعدَ اللهُ قلباً لم يذب كَمَدَا
على مصابِ رسولِ اللهِ في الشُّهَدَا

صُبَّت على قلبهِ الأرزاءُ في أُحُدٍ
ففي ثرى أرضها قد فارق العَمَدا

ومذ رأى عمَّهُ فوق الصعيد بكى
وأي حالٍ به قد عاينَ الجسدا ؟!

دامِ الجراحِ وهندٌ بعد مقتلهِ
أتت إليه تجرُّ الحقد والحسدا

فمثَّلت -لهف نفسي- في محاسنهِ
ومِن دناءَةِ نفسٍ لاكت الكبدا

لهفي على خير خلق الله قاطبةً
فقلبه مِن لهيبِ الحزن ما بردا

كما قضى عمُّهُ بالغدر في أُحُدٍ
لم يترك الغدرُ مِن أبنائهِ أحدا

هذا قتيلٌ بحدِّ السيف منفرداً
وذاك بالسمِّ ترويه الطغاةُ ردى

ما كان مِن آلهِ ذنبٌ لهُ نُبِذوا
سوى لِكونهمُ للعالمينَ هدى

أحيوا معالمَ دين الله مذ دَرَسَت
والله لولاهمُ في الأرضِ ما عُبِدا

لم تثنهم عن بلوغ النصح طائفةٌ
جرَّت سيوفاً على ساداتها حسدا

فكان ما كان يوم الطفِّ من عَجَبٍ
لم يعلم الدهر عن مِثْلٍ لهُ أبَدا

يومٌ بهِ سبطُ خيرِ الخلق منعفرٌ
ووجهُ خيرِ نساءِ العالمينَ بدا

فيا إلـٰه الورى عذِّب من اغتصبوا
إرثَ البتولِ ومَن للمرتضى جَحَدا

وأسكِنِ النَّارَ مَن آذى نبيَّكَ في
أبنائهِ والذي عن نهجهم بَعُدَا

هادي بن الشيخ علي الزواد
٨ شوال ١٤٣٦ هـ