طباعة

مصداق الايمان


نلاحظ أن الكثير من الايات ذكرت الايمان باللّه تعالى بعبارات مختلفة من قبيل قوله تعالى:
(من أسلم وجهه للّه)[32].
او قوله تعالى:
(ومن يسلم وجهه للّه)[33].
او قوله تعالى:
(إن الذين قالوا ربنا اللّه)[34].
او قوله تعالى:
(ومن يؤمن باللّه)[35].
وفي موارد أخرى ذكر الايمان باللّه واليوم الاخر معاً، من قبيل قوله تعالى:
(من آمن باللّه واليوم الاخر)[36].
وجاء في بعض الموارد الايمان بما نزل على الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله) كما في قوله تعالى:
(آمنوا بما نزّل على محمد وهو الحق من ربهم)[37].
وذكرت بعض الايات الايمان باللّه ورسله، حيث قال تعالى:
(والذين آمنوا باللّه ورسله)[38].
وهناك آيتان ذكرتا امورا اخرى اضافة الى الايمان باللّه ورسله، فقد جاء في إحداهما قوله تعالى:
(ولكن البرّ من آمن باللّه واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين)[39].
وفي الثانية ورد قوله تعالى:
(آمن الرسول بما اُنزل إليه من ربّه والمؤمنون كل آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله)[40].
يستفاد من مجموع هذه الايات أن الايمان باللّه والنبوة والمعاد هو مصداق الايمان الذي أراده الاسلام، وهو ما أدرجه العلماء ضمن عنوان اُصول العقيدة. لذلك يمكن القول إن مراد القرآن الكريم من الايمان هو اُصول ثلاثة، أساسها الايمان باللّه تعالى وهو في حال كونه كاملاً وجامعاً يثمر الاصلين الاخرين، لان الايمان بأن اللّه رب الانسان وأن الربوبية تقتضي الهداية التي تتم عن طريق الوحي، يتضمّن الايمان بالنبوة قطعاً، كما أن مقتضى عدل اللّه تعالى أن لا يستوي المؤمن والكافر، ولا المتقي والفاسق في الجزاء، وهذا لا يمكن إلاّ في القيامة. من هنا فإن الايمان باللّه تعالى وعدله يستبطن الايمان بالمعاد.

_______________________________________
([32]) البقرة: 112.
([33]) لقمان: 22.
([34]) الاحقاف: 13.
([35]) التغابن: 64 .
([36]) البقرة: 62 ، المائدة: 69 .
([37]) محمد: 2.
([38]) الحديد: 19.
([39]) البقرة: 177.
([40]) البقرة: 285.