طباعة

بين التفويض والجبر

بين التفويض والجبر


ولقد ذهب الإنسان في هذا المجال مذهبين متناقضين في الظاهر، ولكنّهما يؤدّيان به إلى استصغار نفسه وتحقيرها؛ المذاهب الأول هو مذهب التفويض الذي يقول إنّ الله تبارك وتعالى ليست له أيّة إرادة على الإنسان، فقد تركه وشأنه، وخلقه عبثاً وسدىً، فلا يجازيه ولا يحاسبه ولا يعاقبه. فالله تعالى عمّا يصفون محايد في معركة الخير والشر، وقد ترك الدنيا تحكمها شريعة الغاب. وهذه هي نظرية التفويض التي تحتقر الإنسان، وتحطّ من شأنه، ذلك لأنّ الإنسان في هذه الحالة سوف لا يجد من يتوكل عليه، أو يلجأ إليه عندما يواجه الضعوط الاجتماعية والثقافية والإعلامية ومشاكل الحياة المختلفة. ومن المعلوم أنّ من لم يتوكّل على الله سبحانه وتعالى فإنّه سرعان ما ينهار.
أمّا النظرية الثانية، فتقول إنّ الإنسان ليس بيده من الأمر شيء، فكلّ شيءٍ مرتبط بالله، فالإنسان لا يقدّر لنفسه. ومن العجيب أنّ بعض المفسّرين يفسّرون القرآن على ضوء هذه النظرية (نظرية الجبر)، ونحن نسأل مثل هؤلاء: إذا كان الإنسان مسلوب الإرادة فلماذا يقرّر ولماذا يشاء ولماذا يسعى ويتحرّك؟

نزول القرآن الكريم

استشهاد الامام علي( عليه السلام)

معرفة ضيافة الله

آيات الصائمين الحلقة (٤)

آيات الصائمين الحلقة (٥)