طباعة

وفاته وعقبه

كانت وفاته في قصره بالعقيق (1) فحمل الى المدينة فكان ولد عثمان بن عفان يحملون سريره حتى بلغوا به البقيع حفظاً بما كان من رأيه في ابيهم (2) وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان يومئذ أميراًعلى المدينة وكان مروان معزولاً (3) وانما صلى عليه الوليد تكريماً له تقدم للصلاة عليه بعد ان صلى بالناس فريضة العصر وفي القوم ابن عمر وابو سعيد الخدري واضرابهما (4).
وكتب الوليد إلى عمه معاوية ينعى اليه أبا هريرة فكتب اليه معاوية (5) انظر من ترك وادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم واحسن جوارهم وافعل اليهم معروفاً فانه ممن نصر عثمان وكان معه في الدار.
وكانت وفاته سنة سبع وخمسين، وقيل سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
أما عقبة فانما نعرف منه ولده المحرر ابن ابي هريرة وبنته التي كان يقول لها: قولي أبى أبى أن يحليني الذهب يخشى على حر اللهب، ونعرف لمحرر ولداً اسمه نعيم وهو الذي روى عن جده أبي هريرة انه كان له خيط فيه الفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به (6).
وروى عنه ايضاً: ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما تأمروني ان اتجر قال صلى الله عليه وآله وسلم: عليك بالبز فان صاحب البز يعجبه ان يكون الناس بخير وفي جدة.
اما المحرر فقد ترجمه ابن سعد في طبقاته (7) وذكر سلسلة نسبه المتصلة بدوس، وانه توفى في خلافة عمر بن عبدالعزيز، وأنه كان قليل الرواية (8).
____________
(1) نص على ذلك ابن حجر في ترجمة ابي هريرة من الاصابة ونقل موته بالعقيق ابن عبدالبر اذ ترجمه في الاستيعاب، واخرجه الحاكم في ترجمته من المستدرك وأرسله أهل الاخبار.
(2) اخرج ذلك ابن سعد في ص63 من القسم الثاني من الجزء الرابع من الطبقات في ترجمة أبي هريرة ورواه أهل الأخبار.
(3) نص على ذلك اصحاب الاستيعاب والاصابة والطبقات والمستدرك في ترجمة ابي هريرة.
(4) نص على ذلك كل من ذكرناهم ممن ترجموا ابا هريرة.
(5) كما في ترجمة أبي هريرة من مستدرك الحاكم وطبقات ابن سعد واصابة ابن حجر وغيرها من كتب الاخبار.
(6) وقد جاء في ص380 من الجزء الأول من حلية الأولياء ذكر بنت أبي هريرة التي كان لا يلبسها الذهب وفي ص383 ذكر نعيم بن المحرر بن أبي هريرة الذي روى عن جده التسبيح بالخيط.
(7) ص 188 من جزئها الخامس.
(8) ان لأبي هريرة في إمارة الحج سنة تسع للهجرة حديثين متناقضين يروي عن أحدهما ولده المحرر والثاني يرويه حميد والحديثان في الصحاح وقد اوردناهما فيما سبق من الأصل وبسطنا القول فيهما فراجع الحديث 18 من الفصل 11.