• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ملاحظات لابدّ من التركيز عليها في عملية التبليغ

 

 

ملاحظات لابدّ من التركيز عليها في عملية التبليغ

 

أولاً: ربط مظلومية الإمام الحين عليه السلام بهدف الإمام الهدي عليه السلام

ثانياً: إنشاء المدارس و الحوزات العلمية

ثالثاً: إصدار الكتب و الصحف و المجلات

رابعاً: الدعاء

أثر الدعاء على حياة الفرد و المجتمع في عصر الغيبة

دور النخبة في عملية التثقيف و نشر الوعي

دور العلماء في نشر الوعي

النيابة لُغةً و اصطلاحاً

النيابة الخاصة عن الإمام المهدي عليه السلام

النيابة العامة عن الإمام عليه السلام

أدلة النيابة العامة

 

أولاً:ربط مظلومية الإمام الحسين(عليه السلام) بهدف الإمام المهدي(عليه السلام)

من خلال عدة نقاط، منها:

1 ـ التأكيد على ربط قضية الإمام الحسين(عليه السلام) مع قيام الإمام المهدي(عليه السلام)، وأنّه صاحب الثأر لجدّه الحسين(عليه السلام)، والمحقق للهدف الإلهي وهدف الأنبياء، ومعايشة القضيتين معايشة حقيقية.

2 ـ التأكيد على أنّ القضية الحسينية ذات طابع اجتماعي، وأنّ من أهم أهدافها هو الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، كما قال الإمام الحسين(عليه السلام): «إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المُنكر، وأسير بسيرة جدّي(صلى الله عليه وآله وسلم)»([1])، لأجل تنمية الروح التعاونية ودمج الفرد في مجتمعه، وتعميق الشعور بالمسؤولية لأنّه الشرط الأوّل والأساس من الشروط التي يجب أن تتوفّر في كلّ مسلم، وبمقدار قوّة هذا الشعور في نفس المؤمن يكون اضطلاعه بالمهمة.

3 ـ التأكيد على أنّ الإمام المهدي(عليه السلام) هو مصدر البركات والخيرات، وأنّه يرانا ونراه، إلاّ أنّنا لا نعرفه، ومطَّلع علينا وعلى أعمالنا ونوايانا، وأنّ

أعمالنا تُعرض عليه، وكذا التأكيد على أنّ غيبته بسبب الاُمّة، لأنّها رفضت الوصفة الإلهية المتمثّلة باتّباع أهل البيت(عليهم السلام).

4 ـ التعمّق في جوهر الرسالة المحمدية، وفهم حقائق الإسلام ومنهج سلوك الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة(عليهم السلام)، لكي يترسّخ الارتباط بالله تعالى; لأنّه بالإحساس القوي العميق بعظمة الله وعظمة دينه يقوى الإيمان والاعتقاد ويتّسع في النفوس ويملأ آفاق النفوس ويسيطر  على قواها، ومن ثمّ تزداد إرادة وعزم المؤمن، ويستصغر كل غاية دون رضاه تعالى.

5 ـ التركيز على الشباب; لأنّ الشباب هم الطاقات القوية الفاعلة التي لا يسوغ إهمالها، ولا التغافل عنها، ولا التسامح في حقّها وفي توجيهها، فإنّ التسامح في مثل هذه الطاقات المهمة يعني التسامح في الإسلام ذاته.

6 ـ بثّ روح الأمل والتفاؤل والثقة بالنفس; لأنّ التفاؤل بالمستقبل هو من أهم العوامل المؤثرة في الوصول إلى الأهداف وتحقيقها، ومن هنا نجد الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) في أشدّ الحالات يبعث الأمل في قلوب أصحابه بوعده إيّاهم فتح بلاد كسرى وقيصر، كما كان في واقعة اُحد والأحزاب، ولذا نجد أعداء الإسلام كيف يحاولون إطفاء هذا النور في قلوب المسلمين باستشعارهم اليأس والقنوط داخل المسلمين.

7 ـ دعوة الناس وحثّهم على إقامة الشعائر الحسينية والمُشاركة فيها; لأنّ المشاركة والحضور في مثل هذه التجمعات يدخل السرور على قلب الإمام صاحب الأمر والزمان(عليه السلام).

8 ـ بيان أنّ الدين كفيل بسعادة البشر في الدارين، وأنّه ليس مختصّاً بزمن دون آخر، وأنّ «حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة»([2]); لكي يحصل للمؤمنين القدرة على إجابة الشبهات والتشكيكات التي يطلقها أعداء الإسلام بحجة أنّ أحكامه لا يمكن أن تطبّق في عصرنا هذا، وعلى ضوء ما سبق اتّضح الجواب على هذه التشكيكات، حيث أنّ عقولنا لا تدرك ما في الأحكام والتكاليف الإلهية من المصلحة، وعلى هذا الأساس يجب أن لا نخضع أمامها، وأنّه لو إجتمع كل العقلاء والناس والدول على أنّ الربا ـ  مثلا  ـ شيءٌ ضروريٌّ في الحياة فلا نتنازل عن الحكم الإلهي ونبقى متمسكين به، وهكذا الأمر إلى باقي الأحكام الإلهية كالحجاب مثلا.

9 ـ تعزيز الشعور بالكرامة، والتخلّص من التبعية، والدعوة لاكتشاف عوامل الضعف والتخلّف لردعها، وتنمية عوامل القوّة والتوكّل على الله والاستناد إلى قوّته تعالى، التي لا يحتاج المؤمن معها إلى الاستناد إلى أي قوّة اُخرى، قال تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ )([3]).

10 ـ الدعوة لمعرفة الأسرار العلمية والتقنية ووسائل المعرفة، وتوسيع المعرفة بأحوال العالم.

11 ـ محاولة البحث عن إيجاد الآليات والبرامج لتحويل الأفكار إلى واقع مُعاش; لأنّ مجرد دعوة الناس للاستقامة والتمسّك بأهداب الفضيلة ستكون محدودة الفائدة ما لم تتجّه الجهود لتهيئة الظروف المحيطة بالفرد المسلم لتطبيق الأفكار.

12 ـ التأكيد الشديد على موالاة أهل البيت(عليهم السلام) والتمسّك بهم، وضرورة الانضباط بالتعاليم والتكاليف الإلهية.

13 ـ الحثّ على طلب العلم والتعلّم، وتقوية اُسس الثقافة والعقيدة الإسلامية.

14 ـ الدعوة لتنمية المواهب والاعتناء بالكفاءات، وتهيئة الأجواء الصالحة لها ومدّها بالتربية الموجّهة لاستثمارها في بناء المجتمع.

15 ـ الحذر والتنبّه على أنّ دول البغي تسعى إلى تجفيف سائر الموارد التربوية والعقائدية والثقافية السارية من ينابيع هذا الدين إلى أفئدة وعقول الناس.

16 ـ إيقاظ الفطرة; لأنّ الفطرة السليمة هي التي تشدّ الإنسان إلى ربّه وتشعره بهيمنته وتدبيره، وضرورة التسامي عن كل المعوّقات والمواقف التي تحجِّم المسلمين وتجزِّئهم.

ثانياً : إنشاء المدارس والحوزات العلمية:

وهو من الوسائل المهمّة لنشر الوعي في المجتمع الإسلامي; ليكون مجتمعاً واعياً مثقّفاً، قادراً على مواجهة الأعداء وما يثيرونه من شبهات وضلال في مجتمعنا الإسلامي.

ويُعدّ التسلّح بالعلم من أبرز عناصر القوّة في المجتع، ويدخل مصداقاً لقوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَا استَطَعْتُم مِن قُوَّة )([4]).

وعلى هذا الأساس جاء التأكيد على ضرورة طلب العلم بحيث أصبح واجباً شرعياً يتحمل الإنسان مسؤولية الإخلال به، ومن هذا المنطلق نفهم اهتمام أهل البيت(عليهم السلام) بتأسيس المدارس العلمية خصوصاً في زمن الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام).

لذا ينبغي علينا الاهتمام بهذا الجانب، خصوصاً في هذا العصر الملئ بالفتن والتشكيكات الموجهة ضد مجتمعنا الإسلامي، لأجل تكوين وبناء قاعدة إسلامية قويّة من حيث الوعي الفكري والصفاء الروحي والتوازن التربوي.

وقد ورد الكثير من النصوص الشريفة التي تحثّ على طلب العلم وبيان فضيلته، خصوصاً في زمن الغيبة، ذكرنا بعضاً منها في البحوث السابقة، فراجع.

ثالثاً : إصدار الكتب والصحف والمجلاّت:

وهذه وسيلة مهمة أيضاً في مجال نشر الوعي في المجتمع، ونعني بهذه المجلاّت والكتب ذات المحتوى الفكري والمعارف الصحيحة التي تقي الإنسان من التأرجح في جادّة الانحراف والخضوع للأفكار الشاذة.

وهذه المجلات والكتب متنوعة، سواء كانت يومية أو اُسبوعية أو شهرية ونحوها. أمّا مصادر الثقافة الغربية التي تأتي من مجلات وأشرطة وكتب وسينما وأفكار، وخاصّة ما يأتي منها وسط موكب حافل من الفكر يحتاج المثقف لبعضه أو للكثير منه، فلابدّ من وضع خُطط للحدّ من تأثيرها في مجتمعنا، ولعلّ أهم  الخطط لمجابهة هذا الغزو هو تقديم ثقافة دينية وخلقية لأبناء مجتمعنا.

إذن يجب علينا أن نُحاصر الأفكار الفاسدة والمنحرفة ونُلجِئُها إلى أضيق السبل، وعدم إفساح المجال لها لتأخذ سبيلها إلى الحياة اليومية،

ومن هنا نفهم النصوص الواردة على ضرورة القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولعلّ أهم أهدافها هو بقاء الشارع الإسلامي نظيفاً من المخالفات; حتى لا تتحوّل المُنكرات الى ثقافة عامّة، وبذلك تصبح من النماذج التي تنشأ عليها الأجيال.

رابعاً : الدعاء:

يعتبر الدعاء من السبل المهمة في نشر الوعي الفكري والثقافي في المجتمع إضافةً إلى دوره في البعد الروحي أيضاً ، فهو منهج حافل متكامل من المعارف والعلوم، لا يترك ناحية من نواحي النفس الإنسانية لا يوليها عنايته.

وقد مارس أهل البيت(عليهم السلام) هذا النوع من الأساليب في نشر الوعي والمعارف الإلهية، بحيث تحوّل إلى مدرسة متكاملة لثقافة أهل البيت(عليهم السلام)تدرس فيه العقائد والمفاهيم الإسلامية والاجتماعية، مضافاً إلى التزكية والتربية العالية.

ومن هنا نجد أنّ الإمام المهدي(عليه السلام) قد علّم عدداً من الأفراد جملةً من الأدعية ذات المضامين العالية، ومن أهمها: دعاء الفرج الذي يتضمن معاني عالية ذات أثر كبير على الفرد والمجتمع، وكذا بعض الأعمال والأدعية الواردة عن أهل البيت(عليهم السلام)، كزيارة عاشوراء وزيارة الجامعة([5]).

 

أثر الدعاء على حياة الفرد والمجتمع في عصر الغيبة:

لمّا كان الدعاء من أفضل الأساليب لإدخال المعاني إلى القلوب; لأنّه يخاطب القلوب ثمّ يسير إلى العقول، كذلك له دور كبير في مجالات مختلفة من حياة الفرد والمجتمع، منها:

1 ـ إنّ الدعاء يصنع للإنسان قاعدة معرفية تهدف إلى ربطه وشدّه إلى خالقه، اقرأ على سبيل المثال هذا الدعاء: «اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف رسولك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إن لم تعرفني حجّتك ظللتُ عن ديني...»([6]).

نجد أنّ هذا الدعاء يؤسّس لأمر مهمٍّ على صعيد العلاقة بين التوحيد والولاء والمعرفة للإمام، فيكشف عن وجود ترابط وثيق بين التوحيد وأهل البيت(عليهم السلام)، وهذا الأمر له دور كبير في عقيدة الإنسان وسلوكه، خصوصاً في هذا العصر الذي تكثر فيه التشكيكات والشبهات حول الولاء لأهل البيت(عليهم السلام).

2 ـ إنّ الدعاء يولّد الإحساس القوي العميق بعظمة الله وقدرته، وإيجاد الثقة والشعور الحقيقي بأنّ النصر بيد الله تعالى، وإنّ أضخم الأشياء المادية من السماء والأرض والبحار وكذا أقوى الكيانات الظالمة كلّها واقعة تحت سلطان وقدرة الله تعالى، وهذا بدوره يولّد الاطمئنان والاستقرار النفسي لدى المؤمن، ففي الدعاء: «الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكّانها، وترجف الأرض وعمّارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها... الحمد لله الذي يؤمن الخائفين، وينجّي الصالحين، ويرفع المستضعفين، ويضع المستكبرين، ويهلك ملوكاً ويستخلف آخرين. والحمد لله قاصم الجبّارين مبير الظالمين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريخ المستصرخين موضع حاجات الطالبين معتمد المؤمنين ...»([7]).

وهذا بنفسه يشكِّل جانباً كبيراً من الوعي والمعرفة لدى الإنسان.

3 ـ في بعض الأدعية نجد أنّها تعطي صورة واضحة للإنسان وتُحيله على اطّلاع كامل على واقعه السيّئ الذي يعيشه، وفي نفس الوقت يعطيه زخماً وقوّةَ اندفاع نحو هدفه المرسوم والوعد الذي أوعده الله تعالى له وهو الفوز والنصر، وهذا ما يجعله راضياً بقضاء الله تعالى، صابراً على بلائه متوجّهاً دائماً صوب هدفه، منتظراً لمولاه.

وهذا المعنى نلاحظه في الدعاء الذي علّمه الإمام المهدي(عليه السلام) لأحد الأشخاص، وهو الدعاء المعروف بدعاء الفرج، إذ يقول(عليه السلام): «اللهمّ عظم البلاء، وبرح الخفاء، وانقطع الرجاء، وانكشف الغطاء، وضاقت الأرض ومُنعت السماء، واليك ياربّ المشتكىوعليك المعوّل في الشدّة والرخاء. اللهمّ فصلِّ على محمد وآل محمد، اُولي الأمر الذين فرضت علينا طاعتهم، فعرفتنا بذلك منزلتهم، ففرّج عنّا بحقّهم فرجاً عاجلا قريباً كلمح البصر أو هو أقرب...»([8]).

4 ـ يساهم الدعاء في تهيئة الفرد والمجتمع للقيام بمسؤوليات اليوم الموعود، واطّلاعهم على بعض ملامح ذلك اليوم الذي يسود فيه العدل والأمان، فيجعلُ الدعاءُ الإنسانَ في حالة توقّع وانتظار دائم، وحالة استعداد كبير إلى درجة أنّه يتوقّع أن يحول الموت بينه وبين إمامه، ومع ذلك فهو لشدّة استعداده يطلب من الله أن يرجعه مرّة اُخرى إلى الحياة عند ظهور الإمام المهدي(عليه السلام). ففي الدعاء: «فلو تطاولت الدهور وتمادت الأعمار لم أزدد فيك إلاّ يقيناً، ولك إلاّ حباً، وعليك إلاّ متّكلا واعتماداً، ولظهورك إلاّ متوقعاً، ولجهادي بين يديك مترقباً...»([9]).

«اللهمّ فإنْ حَالَ بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتماً مقضياً فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني، شاهراً سيفي، مجرِّداً قناتي، ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي»([10]).

إذن للدعاء دور كبير في نشر الوعي والمعرفة، فلا ينبغي التغافل عن هذا الجانب المهم، كأن تعقد الجمعيات والهيئات بمختلف أشكالها لاقامة مجالس الأدعية المأثورة عن أهل البيت(عليهم السلام)، وهذا لا يمنع من أن يقرأ الإنسان هذه الأدعية بنفسه ويتأمّل مضامينها العالية، خصوصاً الأدعية والزيارات الخاصّة بالإمام المهدي(عليه السلام) وما أكّد عليه أهل البيت(عليهم السلام)، من قبيل: دعاء كميل والتوسّل وزيارة عاشوراء والجامعة...، وأدعية تعجيل الفرج، من قبيل دعاء الصلوات ودعاء القنوت ودعاء الندبة ودعاء الفرج ودعاء العشرات.

وممّا ينبغي الالتفات إليه هو أنّ عملية نشر الوعي والثقافة في المجتمع لا تتحقق بالشكل المطلوب من دون توحيد كلّ وسائل التثقيف الاجتماعي حيث يحاصر الفرد من قبل المسجد والمنهج الدراسي والصحيفة والإذاعة ـ إذا كانت في متناول يد المؤمنين ـ والشعارات المثبتة على الجدران والسيارات، وكذا من خلال عقد الندوات والمحاضرات، مضافاً إلى تشجيع الناس على نقد السلوكيات الخاطئة والتصرفات غير اللائقة.

ونستمر بهذا المنهج والعمل إلى أن نوصل المجتمع إلى مجتمع تتحول فيه المفاهيم القرآنية الإسلامية إلى عادات ومسلّمات يخضع لها الفرد دون أي نقاش.

إلاّ أنّ النقطة الجديرة بالذكر هي أنّ عملية التوعية هذه تحتاج إلى جهاد مستمرٍّ لا يعرف الملل ولا الكلل; لأنّ الثقافة من أكثر الجوانب الاجتماعية تجريداً; لأنّها توجّه السلوك وبطريقة غير مرنة، لذا يجب علينا التكاتف والصبر، والتوكّل على الله تعالى في هذه المهمة الملقاة على عاتق الجميع، وكلٌّ حسب قدرته وطاقته، من أجل إيصال هذه الأمانة إلى الأجيال اللاحقة بأمانة عالية، ولكي نكون أمام الله تعالى، قد أدّينا تكليفنا وقمنا بواجبنا.

 

دور النخبة في عملية التثقيف ونشر الوعي:

المقصود بالنخبة: هم الأفراد الذين تجتمع فيهم مجموعة من الخصائص والسمات وتميّزهم عن الآخرين، فهم من ذوي الطاقات والكفاءات من أبناء المجتمع، بما فيهم من مثقفين وأطباء ومبلّغين وطلبة الحوزة العلمية، من دون المجتهدين والمراجع والفقهاء الذين يشكّلون المركز.

والنخبة يشكّلون حلقة الوصل بين المركز والمجتمع; لأنّهم دوماً على احتكاك واتصال مباشر بالاُمّة.

إذن النخبة هم الذين فهموا إسلامهم وفقهوا أسراره، لذا تُلقى على عاتقهم مسؤولية حمل النور الذي حملوه إلى إخوانهم ليشعلوا درب السائرين، فهم مفتاح الأجيال في نشر مفاهيم الإسلام، وتفهيم الحلول الصحيحة لمشكلات الحياة، وأفضل ما يُقال بحق النخبة بأنّهم مصداق لمقولة: «طبيب دوّار بطبه».

وقد كان لوجود النخبة في تاريخ الإسلام دور مهمّ في حفظ الدين والوقوف بوجه الإنحرافات الضالّة.

ويمكن إجمال أهم أدوار النخبة في هذا العصر بما يلي:

1 ـ أن تتحرك النخبة من مركزها ومن موقعها وكلٌّ حسب طاقته وما وسعه من العلم، مثلا الطبيب يقول: إنّ الطب يفلسف شريعة الإسلام وأحكامها في  حلالها وحرامها، وليعلن القانوني أنّ قانون الله أوفى ضماناً لتحقيق العدل وأعظم رعاية للحقوق، وأدقّ ملاحظة. ويبيّن الاجتماعي أنّ المجتمع في ظل الإسلام أمتن صلة وأثبت ركيزة، وأكثر سعةً وشمولا. ولِيَزِن الفيلسوف كلّ نظرة من نظرات الإسلام وكلّ تشريع من تشريعاته وليكشف للعقول عللها وأسرارها... هذا ما يجب على تلك الطبقة الواعية، وليعلموا أنّ الله ضمن لنا الهداية والنصرة إن نحن أخلصنا في الجهاد في سبيله. قال تعالى : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الُْمحْسِنِينَ )([11]).

2 ـ أن تقوم النخبة بعملية ترسيخ الثوابت العامّة للشريعة في ذهنية الناس، وبذلك تنحصر الحركة العامة في داخل هذه الثوابت.

3 ـ إعادة التفكير الديني والعثور على حلول من الإسلام والقرآن للقضايا المعقدّة التي يعاني منها البشر; لأنّ النظام الإسلامي نظام عقيدة كاملة وشاملة لكل أبعاد الحياة.

4 ـ العودة إلى منهاج الشريعة من القرآن وأهل البيت(عليهم السلام)، ومكافحة التقليد الأعمى.

5 ـ تعريف الإسلام بأنّه دين العمل والحركة، وأنّ سبب التأخير هو فقدان الإسلام لحيويته.

أمّا دور الفرد العادي في نشر الوعي هو أن يركّز اهتمامه بالدرجة الاُولى على إصلاح نفسه; لأنّ إصلاح الذات هو الأساس لإصلاح المجتمع.

 

دور العلماء في نشر الوعي:

لا شكّ أنّ للعلماء الأبرار ـ رضوان الله عليهم ـ دوراً كبيراً في نشر الوعي في المجتمع، فهم ـ كما وصفتهم النصوص الشريفة الواردة عن أهل البيت(عليهم السلام) ـ الاُمناء على حلال الله وحرامه، وهم ورثة الأنبياء، ودعاة الحقّ، يهدون الناس إلى طاعته وطاعة رسوله، وهم نور الله، وهم نوّاب الإمام(عليه السلام)، كما ورد عن الإمام المهدي(عليه السلام) في التوقيع الشريف: «وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم، وأنا حجّة اللهِ عليهم»([12]).

فهم الذين يحافظون على القيام بشعائر الإسلام وظواهر الأحكام، فهم القدوة، وإليهم المرجع، وهم حجة الله تعالى على الناس. وقد تظافرت النصوص الشريفة على التأكيد على دور العُلماء في نشر العلم والمعرفة بين الناس، ونكتفي بذكر بعضاً منها:

1 ـ عن الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) قال: «قال علي بن أبي طالب(عليه السلام): مَن كان من شيعتنا عالماً بشريعتنا، فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه به، جاء يوم القيامة على رأسه تاج من نور يضيء لجميع أهل العرصات، وحلّة لا تُقَوَّم لأقلّ سلك منها الدنيا بحذافيرها، ثمّ ينادي مناد: ياعباد الله، هذا عالم  من تلامذة بعض علماء آل محمد، ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله فليتشبّث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزهة الجنان، فيخرج كلّ مَن  كان  علمه في الدنيا خيراً، أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا، أو أوضح له عن شبهة»([13]).

2 ـ عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال: «العالم كمن معه شمعة تضيء للناس فكلّ مَن أبصر بشمعته دعا بخير، كذلك العالم معه شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة، فكل مَن أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها من جهل، فهو من عتقائه من النار، والله يعوّضه عن ذلك بكلّ شعرة لمن أعتقه ماهو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار على الوجه الذي أمر الله عزّوجل به»([14]).

3 ـ عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلّط عليهم إبليس وشيعته والنواصب، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممّن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة; لأنّه يدفع عن أديان محبّينا، وذلك يدفع عن أبدانهم»([15]).

4 ـ عن موسى بن جعفر(عليه السلام) قال: «فقيه واحد ينقذ يتيماً من أيتامنا المنقطعين عنّا وعن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه، أشدّ على إبليس من ألف عابد; لأنّ العابد همّه ذات نفسه فقط، وهذا همّه مع ذات نفسه ذوات عباد الله وإمائه لينقذهم من يد إبليس ومردته; فلذلك هو أفضل عند الله من ألف عابد»([16]).

5 ـ عن الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) قال: «يُقال للعابد يوم القيامة: نِعمَ الرجل كنت، حمتك ذات نفسك وكفيت مؤنتك فادخل الجنّة، ألا إنّ الفقيه من أفاض على الناس خيره، وأنقذهم من أعدائهم، ووفّر عليهم نعم جنان الله تعالى، وحصّل لهم رضوان الله تعالى، ويُقال للفقيه: ياأيها الكافل لأيتام آل محمد، الهادي لضعفاء محبّيهم ومواليهم قف حتى تشفع لكلّ مَن أخذ عنك أو تعلّم منك، فيقف فيدخل الجنّة معه فئاماً وفئاماً، وهم الذين أخذوا عنه علومه وأخذوا عمّن أخذ عنه وعمّن أخذ عنه إلى يوم القيامة، فانظروا كم صرف ما بين المنزلتين؟»([17]).

6 ـ عن الإمام علي بن محمد(عليه السلام) قال: «لولا مَن يبقى بعد غيبة قائمكم(عليه السلام) من العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شِباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلاّ ارتدّ عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة بسكانها اولئك هم الأفضلون عند الله عزّوجل»([18]).

7 ـ عن الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) قال: «إنّ محبّي آل محمد(صلى الله عليه وآله)مساكين، مواساتهم أفضل من مواساة مساكين الفقراء، وهم الذين سكنت جوارحهم وضعفت قواهم من مقاتلة أعداء الله الذين يعيِّرونهم بدينهم ويسفّهون أحلامهم، ألا فمن قوّاهم بفقهه وعلمه حتى أزال مسكنتهم ثمّ يسلّطهم على الأعداء الظاهرين النواصب، وعلى الأعداء الباطنين إبليس ومردته حتى يهزموهم عن دين الله، يذودوهم عن أولياء آل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حوّل الله تعالى تلك المسكنة إلى شياطينهم فأعجزهم عن إضلالهم، قضى الله تعالى بذلك قضاءً حقاً على لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)»([19]).

 

النيابة لُغةً واصطلاحاً:

النيابة بالمعنى اللغوي: جاء في مجمع البحرين للطريحي: (ناب فلان عنّي: قام مقامي، وناب الوكيل عنّي في كذا ينوب نيابة: فهو نائب([20])، ومثله جاء في تاج العروس. ومن هنا نجد أنّ الفقهاء عرفوّا الوكالة بالنيابة، أو الاستنابة.

والفرق بين النيابة والولاية هو: أنّ النيابة غالباً ما تستعمل في الموارد التي يكون فيها  النائب عن المنوب عنه مقيدة ومحدودة، كما لو كان ينوب النائب عن المنوب عنه في شيء محدود ومعيَّن، بخلاف الولاية التي يكون المورد فيها غير محدود وغير مقيَّد، فيقال: ولاّه أو نصبه والياً.

النيابة الخاصة عن الإمام المهدي(عليه السلام):

إنّ معنى النيابة الخاصة هو استنابة الإمام (عليه السلام) شخصاً بخصوصه لإيصال أقواله وأوامره إلى الشيعة، وأخذ الحقوق الشرعية كالخمس والزكاة، ومن هنا نجد إطلاق لفظ «السفير» على النواب الأربعة للإمام عجل الله فرجه ـ وهم عثمان بن سعيد العمري، ومحمّد بن عثمان العمري، والحسين بن روح النوبختي، وعليّ بن محمّد السَمَري ـ في الغيبة الصغرى; وذلك لأنّ عمل هؤلاء الأربعة هو كالوسيط بين الإمام(عليه السلام)وشيعته، ولذا يطلق على هذا النحو من النيابة بالسفارة.

ومن الواضح أنّ هذه النيابة الخاصّة انقطت بعد انتهاء الغيبة الصغرى للإمام(عليه السلام) وابتداء الغيبة الكبرى، إلاّ أنّ انقطاع هذه النيابة الخاصة لا يعني بقاء الشيعة والمكلفين من دون أن ينصِّب لهم الإمام (عليه السلام) من يرجعون إليه عندما تنزل بهم الحوادث والوقائع، وفصل الخصومات واستيفاء الحقوق وتعليم الأحكام الشرعية وغيرها من الحاجات الدينيّة.

ومن هنا جاء دور النيابة العامة.

النيابة العامة عن الإمام(عليه السلام):

وهي استنابة الإمام (عليه السلام) لكلّ من توفّرت فيه شرائط وخصوصيات معينة: من القدرة على استنباط الأحكام من الكتاب وروايات أهل البيت(عليهم السلام)، مضافاً إلى شرائط اُخرى كالعدالة والذكورة ونحوها.

 

أدلة النيابة العامة:

وفي هذا المقام نواجه مدّاً استدلالياً مكثّفاً من روايات أهل البيت(عليهم السلام)على النيابة العامة للإمام(عليه السلام).

فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «من كان منكم ممّن روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا فيرضوا به حكماً فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً»([21]).

وعن الإمام المهدي عجل الله فرجه قوله: «فأمّا مَن كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه ـ مطيعاً لأمر مولاه ـ فللعوامِّ أن يقلِّدوه وذلك لا يكون إلاّ بعض فقهاء الشيعة لا  كلّهم، فإنّ من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة علماء العامة فلا يقبلوا منهم عنّا شيئاً ولا كرامة»([22]).

وهذا تنصيب للفقهاء العدول كمراجع دين للشيعة ومما يستفاد من ذلك أنّ النيابة الخاصّة قد انتهت بعد انتهاء وانقضاء الغيبة الصغرى. وبذلك يتّضح أنّ من ادّعى السفارة والنيابة الخاصة فهو كاذب، وقد وردت في ذلك روايات عديدة، منها:

ما ورد عن أبي محمّد الحسن بن محمّد المكتِّب، قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفّي فيها الشيخ علي بن محمّد السمري (قدس سره)، فحضرته قبل وفاته بأيام، فأخرج إلى الناس تواقيع نسخته: «بسم الله الرحمن الرحيم، يا عليّ بن محمّد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيام، فاجمع أمرك ولا توصِ إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله عزّ وجلّ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلب، وامتلاء الأرض جوراً، وسياتي لشيعتي مَن يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر، ولا حولَ ولا قوةَ إلاّ بالله العلي العظيم». ثم قال ـ أبو محمّد المكتِّب ـ: نسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده، فلمّا كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: مَن وصيّك من بعدك؟ فقال: (لله أمر هو بالغه)»([23]).

ونحو هذه الروايات التي، تكشف عن انقطاع السفارة والنيابة الخاصّة للإمام(عليه السلام) مفصّلاً عن المشاهدة له.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ مقتل الحسين للخوارزمي: ج1 ص 273، دار أنوار الهدى .

[2] ـ  الكافي: 2/17 ذيل ح 2 .

[3] ـ  آل عمران: 173.

[4] ـ  الأنفال: 60.

[5] ـ البلد الأمين: 449، دعاء الفرج.

[6] ـ مصباح المتهجّد: 294.

[7] ـ إقبال الأعمال: 1/138، دعاء الإفتتاح .

[8] ـ جمال الاسبوع: 181،عنه بحار الأنوار: 88/190 ضمن ح11 .

[9] ـ مصباح الزائر: 227، عنه البحار: 99/99 .

[10] ـ  مصباح الكفعمي: 702، وفي البحار: 83/61 ضمن ح69، عن الاختيار لابن الباقي (مخطوط).

[11] ـ العنكبوت : 69 .

[12] ـ اكمال الدين: 2/484/4 .

[13] ـ الاحتجاج: 1/10 ح3، تفسير الإمام العسكري(عليه السلام): 339، عنهما البحار: 2/2 ح2 .

[14] ـ المصدر السابق : 1/12 ح6، تفسير الإمام العسكري(عليه السلام): 342، عنهما البحار: 2/4 ح7.

[15] ـ المصدر السابق : 1/13 ح7، تفسير الإمام العسكري(عليه السلام): 343، عنهما البحار: 2/5 ح8 .

[16] ـ المصدر السابق : 1/13 ح8، تفسير الإمام العسكري(عليه السلام): 343، عنهما البحار: 2/5 ح9 .

[17] ـ الاحتجاج : 1/14 ح9، تفسير الإمام العسكري(عليه السلام): 344، عنهما البحار: 2/5 ح10.

[18] ـ المصدر السابق : 1/15 ح11، تفسير الإمام العسكري(عليه السلام): 344 .

[19] ـ المصدر السابق : 1/17 ح13، تفسير الإمام العسكري(عليه السلام): 346 .

[20] ـ مجمع البحرين: 2/178 (مادة نوب).

[21] ـ الاحتجاج : 2/261 ضمن ح232، عنه البحار: 2/106، وج101/261 ح1، اُصول الكافي: 1/67 ح10 وج7/412 ح5، من لا  يحضره الفقيه: 3/8 ح3233، التهذيب 6/218 ح6، وص301 ح52.

[22] ـ الاحتجاج: 2/511 ضمن ح337، تفسير الإمام العسكري(عليه السلام): 300، عنهما البحار: 2/88 ضمن ح12، مع اختلاف في اللفظ بجميعها.

[23] ـ كمال الدين 2/516/44، غيبة الطوسي: 395 ح365، عنهما البحار: 51/360 ح7، وج52/151 ح1، وفي الخرائج والجرائح: 3/1128، كشف الغمة: 2/530، الصراط المستقيم: 2/236، وأخرجه في تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة): 112 مرسلاً مثله.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page